في عالم التكنولوجيا المتسارع، حيث تتنافس الشركات الكبرى على الريادة في مجال الذكاء الاصطناعي، دخلت شركة جوجل في سباق محموم لتطوير نموذج ذكاء اصطناعي منافس لـ ChatGPT، والذي أطلقته OpenAI. تولت سيسي هسياو مسؤولية هذا المشروع المثير في ديسمبر 2022، في ظل تحديات غير مسبوقة ومع ضغوط هائلة من المستثمرين والإدارة العليا. كان لديها 100 يوم فقط لإثبات قدرة جوجل على الاستمرار كمنافس رئيسي في السوق، حيث تتعرض مكانتها في مجال البحث للخطر. في هذه المقالة، سنغوص في تفاصيل هذه الحقبة المثيرة من تاريخ جوجل، نستعرض التحديات التي واجهها فريق هسياو، وكيف أثرت الاستراتيجيات المعتمدة في مواجهة أزمة الذكاء الاصطناعي على الثقافة التنظيمية داخل الشركة. سنتحدث عن التطلعات، المخاطر، والأخطاء التي حدثت أثناء السعي لكسر لقب “الشركة الكبرى البطئية” واستعادة مكانة جوجل في عالم تتجسد فيه الابتكارات بوتيرة متسارعة.
تحديات الذكاء الاصطناعي في جوجل
واجهت جوجل خلال الفترة الأخيرة تحديات كبيرة في مجالي الذكاء الاصطناعي وتقنية المحادثة. بدايات أزمة الذكاء الاصطناعي تعود إلى عام 2022 عندما استحوذ ChatGPT على اهتمام الملايين، مما جعل جوجل في موقف حرج. تراجعت أسهم شركة ألفابت، بينما كان يتساءل المستثمرون عن مستقبل الشركة وقدرتها على المنافسة. هذا الوضع أدّى إلى تراجع الثقة في أداء الشركة، خاصة في ظل الأنباء المتواترة حول عدم قدرة جوجل على تقديم منتج قوي يعادل ChatGPT. في سياق ذلك، جاءت الأوامر من الإدارة العليا بضرورة التحرك بسرعة أكبر وتقليل البيروقراطية المعتادة، وهو ما يتطلب إعداد فريق مبتكر يعمل بحماس ويعتمد على التفكير الذكي.
التوجه الجديد نحو بناء Bard
في ديسمبر 2022، قامت سيسي هسياو بتولي مسؤولية تطوير منتج جديد يُعرف باسم Bard في فترة حالة من الضغط والقلق الشديد. كان من الواضح أن الهدف كان بناء منتج يستخدم الذكاء الاصطناعي بسرعة وكفاءة لمنافسة ChatGPT. في هذا السياق، تم اختيار أفضل العقول من الشركة للعمل على Bard، حيث كانت الحاجة ملحة لخلق بيئة عمل ديناميكية قادرة على الابتكار السريع. بعد عامين من العمل الشاق، اتضحت أهمية التنسيق بين فرق العمل المختلفة لتحقيق أهداف الشركة. دمج العديد من الفرق لم يكن خيارًا فحسب، بل كان ضرورة. استطاعت هسياو بناء فريق يتكون من حوالي 100 فرد، وهو ما يؤكد على أهمية التنوع في الخبرات والمهارات لتعزيز التجارب الابتكارية.
الابتكارات والقيود الملازمة للذكاء الاصطناعي
خلال رحلة تطوير Bard، واجه الفريق العديد من التحديات المتعلقة بالقدرات الحقيقية للذكاء الاصطناعي. على الرغم من التقدم الكبير، كانت هناك مشكلات تتعلق بالاستجابة غير الدقيقة والافتقار إلى الذكاء في بعض الأحيان. وقد لاحظ الموظفون أن Bard، على غرار ChatGPT، كان يظهر استجابات غير ملائمة، مما أثار تساؤلات حول سلامة استخدام مثل هذه التقنيات. انتشر الحديث حول كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يسترجع معلومات غير دقيقة أو حتى غير ملائمة، مما استدعى تدخلات سريعة لتحسين الجودة. كانت الاستجابة لهذه التحديات تتطلب ليس فقط خفة الحركة في تطوير الأنظمة، بل أيضا اختبارات شاملة لضمان تحقيق معايير الأمان.
تأثير الإصلاحات على ثقافة العمل في جوجل
التغييرات التي تم إدخالها لم تقتصر على المنتجات الجديدة فحسب، بل شملت أيضًا ثقافة العمل داخل جوجل. مع بداية عام 2023، تم تنفيذ أول موجة من التسريحات للموظفين، وهي خطوة اعتبرت غير مسبوقة وساهمت في تغيير نمط العمل. تمثل التحدي الأكبر في إعادة بناء الثقة بين الفرق وإضفاء طابع التعاون على بيئة العمل. كما شجعت الإدارة العليا موظفيها على المشاركة في تطوير التقنيات الجديدة، مما أتاح للموظفين تعزيز مهاراتهم وخبراتهم أثناء العمل على Bard. كانت الجهود المبذولة بهدف إعادة تصور الذكاء الاصطناعي تتمثل في تشجيع الموظفين على التفكير الإبداعي والقدرة على التكيف مع المستجدات السريعة في عالم التكنولوجيا.
المستقبل المرجو لجوجل في قطاع الذكاء الاصطناعي
بينما تسعى جوجل لتعزيز موقعها في سوق الذكاء الاصطناعي، تبدو التوقعات أكثر إشراقًا. تمتلك جوجل إمكانية الوصول إلى موارد ضخمة من البيانات والتكنولوجيا، مما يمكّنها من استغلال هذه التفوق لتحقيق إنجازات جديدة. يُعتبر الذكاء الاصطناعي مستقبل الصناعات، ولذلك فالاهتمام بالتطورات سيلعب دورًا كبيرًا في تشكيل الاتجاهات المستقبلية. تعدّ الابتكارات التي يعمل عليها الفريق حجة قوية أمام المستثمرين حول جدية الشركة وقدرتها على الاستجابة للتحديات. القفز على الفرص السريعة قد يساهم في مجابهة المنافسين وتحقيق النجاح على الساحة العالمية في مجالات متنوعة، من البحث إلى التطبيقات العملية للذكاء الاصطناعي.
تطور الذكاء الاصطناعي والمنافسة بين جوجل ومايكروسوفت
في سياق تنافسي مكثف بين عمالقة التكنولوجيا، تسعى الشركات إلى التفوق من خلال تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة. بدأت جوجل ومايكروسوفت في التنافس بجدية على السوق مع دخول الذكاء الاصطناعي، مما تسبب في تحولات بارزة في أساليب العمل والتفكير الإبداعي. كان الإعلان عن إضافة ميزات الذكاء الاصطناعي في بحث مايكروسوفت مصدر قلق لجوجل، مما دفعها لتعزيز جهودها من خلال إطلاق “بارد”، وهو نموذج ذكاء اصطناعي جديد. في 6 فبراير، قبيل إطلاق مايكروسوفت لتقنيتها الجديدة، سعت جوجل لإبراز قدرتها من خلال فتح Bard أمام جمهور محدود للتجربة.
على الرغم من الجهود الجادة لجوجل، إلا أن الأخطاء في استخدام Bard كانت مدمرة. كان أحد الأمثلة المثيرة للجدل هو سوء الفهم الذي وقع عندما قام Bard بربط التلسكوبات بشكل خاطئ، مما تسبب في هبوط حاد في أسهم الشركة بنسبة 9%. هذا الحادث خرج عن نطاق المتوقع، وتم تحذير فريق Bard من ضرورة التعلم السريع من الأخطاء. التحذير هنا لم يكن فقط من جانب الإدارة بل شمل جميع أقسام جوجل، حيث عبر الموظفون عن مخاوفهم بشأن استراتيجية الشركة واهتمامها على المدى القصير.
تحديات نموذج بارد والصراع الداخلي في جوجل
لم تكن تجربة Bard خالية من التحديات. فقد انقسم فريق تطوير Bard بين أولئك الذين يركزون على الابتكار العلمي وأولئك الذين يسعون لتحقيق نتائج تجارية سريعة. هذا الانقسام أدى إلى عدم توافق في النهج والموارد المتاحة. كان بيئة العمل تعكس ضغوطات التنافس المستمر، مما أثر على الروح المعنوية للموظفين في مجالات مثل الرعاية الصحية وتغير المناخ، الذين واجهوا نقصًا في الموارد والقدرة على النشر. وكان قرار جوجل بتقليص النشر الأكاديمي يثير قلق الباحثين، حيث اعتبروا أن هذا سيساعد المنافسين على التفوق.
مع انطلاق Bard، واجه مهندسو جوجل تحديات غير متوقعة. الأمر لم يتوقف عند أخطاء المعلومات بل شمل التقييمات والأحكام المبنية على تحليلات غير صحيحة، مما زاد من القلق حول موثوقية المنتج. في خضم كل هذه الفوضى، أجبرت جوجل على إعادة تقييم استراتيجياتها وتكثيف جهودها لتحقيق تنافس فعّال في السوق.
دمج التقنيات في جوجل: النموذج الجدي Gemini
مع تفاقم التحديات، عملت جوجل على دمج فرق البحث المختلفة لصياغة نموذج Gemini الجديد. كان من الواضح أن تتطلب المنافسة على السوق التنسيق بين المبادرات المختلفة، حيث جمعت DeepMind وGoogle Brain معًا. هذا الدمج لم يكن مجرد استجابة للتحديات، بل كان محاولة لتوحيد الجهود لخلق نموذج أكثر قوة وقدرة على المنافسة. كان للقيادة الجديدة، ممثلة في دميش هاسابيس الذي أصبح الرئيس التنفيذي للوحدة الجديدة، دور كبير في توجيه فكر الابتكار المتكامل.
دامج تطوير نموذج Gemini بين التركيز على المشروعات التجارية والتركيز العلمي الحذر، مما شكل نموذجًا جديدًا يمكنه معالجة المشكلات المعقدة. من المثير للاهتمام ملاحظة كيف كانت جوجل تسعى إلى تحقيق التوازن بين الابتكار طويل المدى وتحقيق مكاسب سريعة، وهو ما كان يتطلب تنسيقًا مثاليًا عبر الزمان والمكان لتحقيق الأهداف المرجوة.
مع اقتراب موعد إطلاق Gemini، واجه الفريق تحديات ليست بسيطة. كثر الحديث عن البيانات والمعلومات إلى درجة أنها أثرت على قدرة النموذج في تقديم استجابات دقيقة، مما جدد التساؤلات حول إدارته وكفاءته.
الاستجابة الأخلاقية لتحديات الذكاء الاصطناعي
مع تنامي القلق حول تأثير الذكاء الاصطناعي على المجتمع، ظهرت دعوات للالتفات إلى الأبعاد الأخلاقية والتداعيات المحتملة. كان هناك تحذيرات ملحوظة من قبل علمائنا مثل جيورفي هينتون، الذي استقال من جوجل ليعبر عن مخاوفه بشأن استخدام الذكاء الاصطناعي. هذه الأصوات أعادت النقاشات حول كيفية ضمان استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول، وحول المخاطر التي قد تنشأ عندما نفقد السيطرة على التطورات التكنولوجية.
كانت التعليقات من قبل القيادة في جوجل تشير إلى أهمية التفكير في تأثيرات الأعمال التقنية وكيفية إدارتها لخلق بيئة آمنة. ومع ذلك، رغم المحاذير، استمرت جوجل في سعيها نحو تطوير المزيد من التقنيات، مما يعكس الرغبة القوية في التقدم التكنولوجي وابتكار حلول جديدة.
هذا الاتجاه نحو التقنيات المسؤولة يعتبر خطوة مهمة في الطريق نحو مستقبل أكثر استدامة وأمانًا. يتطلب الأمر جهود جماعية لمناقشة وتطوير الموضوعات الأخلاقية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، الأمر الذي يفتح آفاقًا جديدة للابتكار مع الحفاظ على سيطرة بشرية ملائمة.
تطور نماذج الذكاء الاصطناعي في جوجل
شهدت جوجل تطورات ملحوظة في مجال الذكاء الاصطناعي، خاصة مع إطلاق نموذج “جمني” الذي تمثل فيه خطوات كبيرة نحو تقديم تكنولوجيا جديدة شممت الآفاق في عالم الذكاء الاصطناعي. بناءً على تحديات سابقة مع نماذج مثل “بارد” و”ليدا”، كان هناك إحساس متزايد بالإلحاح بين فرق العمل في الشركة لتعزيز قدراتهم التنافسية مقابل شركات مثل OpenAI. أخذت الفرق تستعد للإعلان عن مزايا جديدة تضيف قيمة أكبر للمستخدمين، بما في ذلك إمكانية إنشاء نصوص وصور جديدة. مثلاً، أظهر تطبيق “جمني” ميزات تفاعلية تتيح للمستخدمين إقامة حوارات ممتدة، ما يعكس فهمًا عميقًا للاحتياجات الإنسانية كالصداقة أو الاستشارة.
ومع ذلك، التطور لم يخلُ من التحديات. فعلى الرغم من أن جوجل قد حققت بعض النجاح في المنافسة على السوق، إلا أن التنفيذ لم يكن سلسًا دائمًا. واجهت الفرق صعوبات في إدارة التصorيف والاختبار للنماذج الجديدة، مثل تلك المتعلقة بالصورة، حيث تم تحميل عبء تقييم النتائج على عدد صغير من الموظفين، مما أثار مشاعر الإحباط والقلق داخل فريق العمل.
التحديات المتعلقة بالتحيز في الذكاء الاصطناعي
ترتبط مخاطر التحيزات العنصرية أو الجنسانية بقضايا رئيسية في تطوير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي. عندما تم إطلاق مولد الصور الخاص بـ “جمني”، عانت جوجل من مشاكل تتعلق بالصورة النمطية. فبينما كانت هناك توجسات من أن توليد الصور قد يظهر صورًا مشوهة أو مسيئة، وُجد أن النموذج عكس ذلك تمامًا، حيث أنتج صورًا غير متوقعة وغير دقيقة تعكس انحيازات ثقافية غير رائجة. الأمر الذي أثار انتقادات جادة من السياسيين والمستخدمين على حد سواء.
رغم النجاح الجزئي المرتبط بانتاج الصور، فإن المخاوف تتعلق بتحقيق عدالة شمولية في الرسائل المستندة إلى معالجة الذكاء الاصطناعي تبقى مستمرة. قامت جوجل لاحقًا بتعليق القدرة على توليد الصور للأفراد، ما أدى إلى تراجع كبير في قيمة الأسهم وتعزيز القلق العام حول قدرات الذكاء الاصطناعي في الاستخراج الدقيق للبيانات.
مما لا شك فيه أن الشركة بدأت قدراً من الحوار الداخلي الواسع حول كيفية التعامل مع قضايا الأمان والثقة، بالإضافة إلى استحداث أدوار متخصصة في مجال الأخلاقيات والسلامة في استخدام البيانات.
استجابة جوجل لتحديات السوق والابتكار المستدام
في أعقاب الفشل المرتبط بالتنوع في محتوى توليد الصور، ضاعفت جوجل جهودها للابتكار وتحسين عملياتها الداخلية. على مستوى القيادة، تم اتخاذ قرارات صعبة بتقليل الموظفين في بعض الأقسام بينما تم إحراز تقدم سريع في تطوير التطبيقات الجديدة. كانت إحدى النتائج الملموسة هي إطلاق أدوات جديدة تعتمد على نموذج “NotebookLM” لتحويل النصوص إلى محتوى صوتي، والتي تم تصميمها لتكون مفيدة وبالتالي تحظى بإقبال الجماهير.
تم تعزيز الفهم بأن الابتكار يجب أن يكون مدفوعًا ليس فقط بتلبية احتياجات المستخدم لكن أيضًا بالعمل على تقليل المخاطر المتوقعة. هذا النهج الموجه نحو المسؤولية التي تتبناها جوجل يعكس تحولًا كبيرًا في كيفية تعامل الشركات الكبرى مع الابتكارات التي يجلبها الذكاء الاصطناعي.
التوقعات المستقبلية واستراتيجيات النمو
في الوقت الذي تواصل فيه جوجل تجاوز التحديات الحالية، فإن التوجه نحو مستقبل أكثر ابتكارًا في مجال الذكاء الاصطناعي يتطلب استراتيجية استباقية. إن استمرارية التغييرات الهيكلية داخل الشركة تهدف إلى تحقيق المزيد من الفعالية وجودة المنتجات التي يتم طرحها في السوق. فالشركة طرحت رؤية تنص على ضرورة أن تكون الردود بمعايير عالية من الجودة، مع التأكيد على عدم تحمل الشركة لأية مسؤوليات حال كانت النتائج غير دقيقة.
المستقبل ينذر بالمزيد من المشاريع الطموحة، حيث تخطط جوجل لتوفير أدوات محدثة ومبسطة لتحسين تجربة المستخدم. إن سهولة استخدام الذكاء الاصطناعي وتأثيره على المجتمعات من المحتمل أن يُشعل المزيد من النقاشات حول الأخلاقيات والقانونية، مما سيضيف طبقة جديدة من complex المسؤوليات إلى عمليات تطوير المنتج.
تحولات تقنيات الذكاء الاصطناعي في Google
شهدت تقنيات الذكاء الاصطناعي في Google تحولات إيجابية ملحوظة خلال الفترة الأخيرة، مع التركيز على تطوير أدوات جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتلبية احتياجات المستخدمين المتزايدة. تعاونت الفرق المختلفة داخل الشركة، مثل فريق Gemini، لتطوير نماذج قادرة على تحقيق نتائج متقدمة، من بينها ترجمة النصوص بطريقة أكثر سلاسة وتحليل مقاطع الفيديو بصورة تساهم في تحديد معالم العالم. هذا التعاون يعكس أهمية التنوع في المهارات، حيث أن المعرفة العميقة والشاملة في مجالات متعددة يمكن أن تعزز من قدرة Google على المنافسة في سوق الذكاء الاصطناعي المتزايد.
بالإضافة إلى المهارات التقنية، هناك أهمية لتطوير رؤى جديدة وطموحات أكبر. إذ صرح شاذير بأن فتح Google لآفاق جديدة في مساعدة المستخدمين على إنتاج محتوى يعتمد على الذكاء الاصطناعي يعد خطوة استراتيجية. هو يقترح أن مجال تنظيم المعلومات يتطلب استثمارات كبيرة، وقد تم تقييمه بأنه فرصة تقدر بقيمة تريليون دولار، لكن الهدف الأكبر هو الوصول إلى أرباح تقدر بأربعة ترليون دولار. يشير هذا التصريح إلى التحول الذي يمكن أن تشهده الصناعة بأكملها نحو التحول الرقمي وتأثيره على الأسواق المالية.
على الرغم من الفوائد المحتملة، لا تزال شركات التكنولوجيا الكبرى تواجه تحديات كبيرة، مثل عدم استعداد معظم المستخدمين لدفع المزيد من الأموال مقابل مميزات الذكاء الاصطناعي. لذا فإن Google قد تضطر إلى التفكير في بدائل مثل بيع الإعلانات من خلال تطبيقاتها للذكاء الاصطناعي. هذه الاستراتيجية تعد تقليدية بالنسبة لـ Google، والتي تتمثل في جمع بيانات المستخدمين واستخدامها لتوليد العائدات.
التحديات الاقتصادية والبيئية للذكاء الاصطناعي
تواجه صناعة الذكاء الاصطناعي العديد من التحديات الاقتصادية والبيئية التي أثرت على قدرة الشركات على تحقيق العوائد. فحتى الآن، تتطلب أنظمة الذكاء الاصطناعي استثمارات ضخمة، وقد تم الإبلاغ عن استثمارات بمليارات الدولارات لم يمكن استرجاعها بعد. يتعلق الأمر أيضاً بالموارد الهائلة للطاقة المطلوبة لتشغيل هذه الأنظمة، والتي أثارت جدلاً حول التأثيرات البيئية لهذه التقنيات.
تعمل شركات مثل Google على تحسين الكفاءة وتقليل الأخطاء في أنظمة الذكاء الاصطناعي، ولكن لا يزال أمامها طريق طويل لتحقيق العوائد المربحة. رغم ذلك، يبدو أن التوجه نحو مزيد من الكفاءة محفوف بالصعوبات، مما يثير تساؤلات حول مستقبل هذا القطاع وهل سيتمكن فعلاً من تعويض الاستثمارات العالية وخلق قيمة مستدامة.
علاوة على ذلك، هناك ملاحظة هامة تتعلق بالتحديات القانونية التي قد تواجه Google في السنوات المقبلة. توقعات المحللين تشير إلى أن ما يصل إلى ربع إيرادات البحث الإعلانية قد يتأثر بحكم القانون، مما يضيف مزيدًا من الضغط على الشركة للابتكار وتعزيز عوائدها. لذا فإنه من الضروري أن تبني Google استراتيجيات واضحة للمستقبل لتفادي فقدان الإيرادات التقليدية.
البحث في الذكاء الاصطناعي والتوجه نحو المعرفة العامة
يتجاوز بحث Google في الذكاء الاصطناعي مجرد تقديم أدوات جديدة، بل يتجه نحو إنشاء ذكاء اصطناعي عام (AGI) يمكنه تقليد القدرات الإنسانية عبر مجموعة واسعة من المهام. يوضح حساميس، المسؤول عن تطوير الذكاء الاصطناعي لتكنولوجيا Google، أن الهدف هو تحقيق مستوى عالٍ من التفكير والتخطيط، مما يمكن الأنظمة من اتخاذ القرارات بدقة.
في هذا السياق، تم تقديم خدمات جديدة مثل “المشغل” من OpenAI، وهو نوع من الذكاء الاصطناعي القادر على أداء المهام بشكل مستقل، مما يشكل خطوة نحو تحقيق نموذج الذكاء الاصطناعي العام. مثل هذه التطورات تغري Google لإدخال ميزات ذكية إلى منتجاتها، إذ يمكن للمستخدمين الاستفادة من أداة Gemini، التي يمكنها مساعدتهم في التخطيط لوجبات الطعام أو حتى القيام بمهام الشراء عبر الإنترنت.
تطورات مثل هذه يمكن أن تعيد تشكيل كيفية تعامل البشر مع التكنولوجيا. في المستقبل، قد نرى أنظمة تتفاعل أكثر بصورة إنسانية، مما يمكن أن يؤدي إلى تحقيق قفزات نوعية في كيفية استعمال الذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية. المخاوف من الأخطاء المحتملة تبقى قائمة، حيث كان هناك حالات سابقة لأخطاء كبيرة في التقديرات، مثل الخطأ الذي وقع فيه نموذج Gemini في تقدير كمية الجبن المستهلكة عالميًا. لكن رغم ذلك، يستمر الدفع نحو الابتكار والتطور.
المنافسة في سوق الذكاء الاصطناعي والمستقبل
تشهد سوق الذكاء الاصطناعي تنافسية شديدة، ليس فقط بين الشركات الكبرى مثل Google، ولكن أيضًا مع ظهور عدد كبير من المنافسين الجدد. تطبيق ChatGPT من OpenAI، على سبيل المثال، حقق نجاحًا كبيرًا في جذب المستخدمين، مما يضع Google في موضع يتطلب منها الابتكار بسرعة للحفاظ على تنافسيتها. عندما يقارن عدد تثبيتات التطبيقين، يظهر أن ChatGPT لديه 600 مليون عملية تثبيت مقارنة بـ 140 مليون لتطبيق Gemini.
وجود العديد من الروبوتات الذكية الأخرى مثل Claude وGrok وDeepSeek يعكس الانفتاح الكبير والتسارع في تطوير هذه الأنظمة. كل شركة ترغب في إعداد وتقديم أفضل الحلول لأفضل مستخدمين، مما يزيد من التحدي أمام Google. يعتمد النجاح المستقبلي على القدرة على الابتكار، ولكن أيضًا على فهم احتياجات السوق وتوقعات المستخدمين.
في ظل هذا المنافسة، يتطلب من كبار المديرين في Google تعزيز قدرتهم على قيادة الفرق وتحفيزهم. في ظل ضغوط العمل المرتفعة، يتحدث بعض الموظفين عن توترات مزدادة، مما يتطلب استراتيجيات مرنة لاستيعاب ردود فعل الموظفين والتكيف مع الظروف المتغيرة.
إن عملية الابتكار تستمر رغم كل التحديات، والتنافس على رأس الذكاء الاصطناعي يشكل واحدًا من أكبر الميادين التكنولوجية في الزمن الحالي. يبقى التوازن بين الاستدامة والابتكار مفتاحًا لتحقيق النجاح، وسيكون من الضروري على الشركات أن تتعاون في هذا المجال لتوجيه تطور الذكاء الاصطناعي نحو مسار يخدم البشرية ويحسن من نوعية الحياة.
تم استخدام الذكاء الاصطناعي ezycontent
اترك تعليقاً