لماذا لا يمكنك دغدغة نفسك؟

يعد الشعور بالنغز أحد الظواهر المثيرة للاهتمام التي يعيشها الكثير من الناس. فمعظمنا قد يشعر برغبة في الضحك وتحريك الأعصاب عند التعرض للنغز، لكن هل تساءلت يومًا لماذا لا يمكنك نغز نفسك بنفسك؟ في هذا المقال، سنستعرض أسباب عدم قدرتنا على إحداث نفس الاستجابة الشعورية عند النغز الذاتي، وذلك من خلال استكشاف ما يحدث في دماغنا عندما نجرب ذلك. سنغوص في علم الأعصاب لفهم الآليات التي تجعل حاسة اللمس فينا تميل إلى التخفيف من احساسنا عندما نكون نحن وراء الفعل، على عكس ما يحدث عند لمس شخص آخر. تابع معنا لفهم كيف تلعب توقعات دماغنا دورًا محوريًا في هذه الظاهرة العجيبة.

استجابة العقل للمداعبة

تعتبر المداعبة تجربة فريدة من نوعها تُثير استجابة مختلفة في الجسم، حيث يختبر العديد من الأشخاص مشاعر مختلطة بين المتعة والانزعاج. في حين أن معظمنا يستمتع بالمداعبة التي يقوم بها الآخرون، فإن الأمور تختلف عندما نحاول مداعبة أنفسنا. فتجربة المداعبة الذاتية تكون غالباً تفتقر إلى المتعة، وهي ظاهرة يعود تفسيرها لآلية عمل الدماغ عند تلقي الإشارات الحسية. يقوم الدماغ بمعالجة الإشارات الحسية من الجسم وذلك بالتعاون مع أجزاء متعددة من الدماغ، مثل القشرة الحركية الأولية، والتي تعتبر المسؤولة عن بدء الرسائل الحركية. عند محاولة مداعبة النفس، تكون النتيجة متوقعة من خلال الفهم المسبق للحركة، ما يجعل الدماغ يقلل من قيمة هذه الإشارة، مما يقلل من التجربة الحسية. هذه الآلية تُمكننا من تمييز المداعبات الخارجية عن المداعبات الذاتية، مما يبرز أهمية التفاعل الاجتماعي في تجاربنا الحسية.

التوقعات الحسية والإدراك

يلعب الدماغ دوراً مهماً في توقع المشاعر والأحاسيس التي سنواجهها. عند القيام بفعل ما، يقوم الدماغ باستباق النتائج، وهذا ما يُسمى “نسخة العمل الحركية”. فمثلاً، عند محاولة التقاط قلم، يرسل الدماغ إشارات إلى العضلات الخاصة باليد ليخبرها بكيفية الحركة، وفي الوقت نفسه، يرسل إشارات إلى الدماغ المناطق الأخرى مثل القشرة الحسية والبصرية لتحضير الذات للمعلومات الحسية القادمة. تقوم الدماغ بتقدير شدة الإحساس، مما يجعلنا نشعر بأن لمستنا الشخصية أضعف مقارنة بلمسات الآخرين. هذا التأقلم مع اللمس الذاتي يحدث لأن الدماغ يقلل من الحساسية تجاه المشاعر المتوقعة لزيادة القدرة على التركيز على الأمور الخارجية التي قد تكون ذات أهمية أكبر للبقاء على قيد الحياة.

تفسير الظواهر والاختلافات الفردية

هناك العديد من الظواهر المتعلقة بمداعبة النفس، والتي تختلف بين الأفراد. فمثلاً، هناك استثناءات تشير إلى أن بعض الأشخاص، مثل الذين يعانون من الفصام، قد يكون لديهم صعوبة في تمييز بين الأفعال التي يقومون بها ونظيرها الخارجي. هؤلاء الأفراد قد يتمكنون من المداعبة الذاتية نظراً لعدم قدرتهم على توقع النتائج المتعلقة بحركتهم، مما يجعل تلك الحركات تبدو لهم مفاجئة. هذه القدرة تعتمد على تفكيك النظام التوقعي الذي يعمل من خلاله الدماغ. ومن المجدي أن نلاحظ أن هذه الآلية ليست مقتصرة فقط على البشر، بل تمتد إلى الحيوانات حيث نجد أن الفئران، على سبيل المثال، لا تستجيب بنفس القدر لأصوات خطواتها مقارنة بأصوات مصادر خارجية، مما يظهر سلوك البحث عن معلومات حول العالم الخارجي.

العلاقة بين المداعبة والدماغ

التحليل العصبي للمداعبة يظهر كيف أن الدماغ مصمم للاستجابة بشكل مختلف عند تلقي المداعبات من ذات الشخص مقارنة بتلك المقدمة من مصادر خارجية. عند المداعبة من قبل شخص آخر، تتفاعل المستشعرات الحسية في الدماغ بشكل مختلف، حيث تُعتبر هذه التفاعلات غير متوقعة وتعزز من الاستجابة العاطفية المرتبطة بها. تقول الدراسات إن الشغف بالتجارب الجديدة والغامضة يعزز الإحساس بالمرح والبهجة، وهو ما قد يعكس رغبة غريزية في التفاعل الاجتماعي. يُظهر نموذج التحليل العصبي أن الحد من الاستجابة للإشارات الذاتية قد ساهم في تطوير القدرة على التعامل مع التهديدات الخارجية بشكل أسرع وأكثر فعالية.

رابط المصدر: https://www.livescience.com/health/why-cant-you-tickle-yourself

تم استخدام الذكاء الاصطناعي ezycontent