تقع مدينة ولفس باي على الساحل الأطلسي في ناميبيا، وهي موطن لأحد أكبر مصانع إنتاج الملح في العالم. يمتد هذا المصنع على مساحة شاسعة تقدر بـ 12,350 فدانًا، وقد تم تأسيسه منذ أكثر من 60 عامًا بفضل المناخ الجاف والتيارات البحرية التي تعزز عملية تبخر مياه البحر. يركز هذا المقال على استكشاف كيف يساهم مصنع الملح في ولفس باي ليس فقط في إنتاج ملح الطعام ولكن أيضًا في دعم الحياة البحرية والبيئة المحيطة. سنغوص في تفاصيل العمليات المثيرة التي تضمن جودة وكمية الملح المنتج، وأثر ذلك على الاقتصاد المحلي والتوازن البيئي. تابعونا لاكتشاف المزيد عن هذا المعلم الفريد وكيف يتفاعل مع الطبيعة من حوله.
إنتاج الملح في خليج والفيش
يقع خليج والفيش على ساحل المحيط الأطلسي في ناميبيا، ويشتهر بمصنع ضخم لإنتاج الملح البحري الذي يمتد على مساحة حوالي 12,350 فدانًا. يعمل المصنع منذ أكثر من 60 عامًا، وذلك بفضل المناخ الجاف والرياح الساحلية التي تساعد في تبخير مياه البحر الغنية بالملح. تعتبر عملية إنتاج الملح هنا واحدة من أكبر المشاريع من نوعها في العالم وتستفيد من الظروف المناخية الفريدة التي تجعل المنطقة مثالية لإنتاج الملح. يتم ضخ مياه البحر بمعدل 8,500 قدم مكعب في الدقيقة إلى برك صناعية، مما يسمح للملح بالتراكم بفعالية.
يعتمد المصنع على تيار بنغويلا، وهو تيار بحري بارد يتدفق شمالًا، مما يعزز من خصوبة المياه في المنطقة ويزيد من محتوى الملح بالبرك بفضل تبخر الماء بفعل الشمس والرياح. تطور تركيب المياه بنسب تجعلها ملائمة للحياة البحرية، مما يؤدي إلى ظهور ألوان رائعة في البرك، حيث يظهر المصنع كلوحة فسيفسائية زاهية عند النظر إليه من السماء. ترتمي مياه البحر في هذه البرك لنمو الطحالب والبلانكتون، مما يضيف إلى جمال المنظر ويعزز التنوع البيولوجي في المنطقة.
عملية الإنتاج والتكرير
بعد مرحلة التبخر الأولية، يتم ضخ السائل المستخلص إلى برك التركيز حيث يصل محتوى الملح إلى 25%. تلي ذلك مرحلة التبلور، حيث يتم توجيه المياه المالحة إلى برك التبلور التي تمتد على مساحة حوالي 50 فدانًا، حيث تتشكل قشرة سميكة من الملح تتراوح بين 4 إلى 6 بوصات. يتم استخدام حصادات ميكانيكية لإزالة هذه القشرة، ويتم تفريغ الملح في صناديق كبيرة. بعد ذلك، يتم تمرير الملح من خلال سير ناقل إلى منشأة حيث يتم غسله بمزيج من مياه البحر والجبس لذوبان الشوائب مثل المغنيسيوم والبوتاسيوم.
تُعتبر هذه العمليات جزءًا لا يتجزأ من ضمان جودة الملح المنتج، حيث يتم التحكم في الشوائب لضمان أن الملح يتماشى مع المعايير المطلوبة للاستخدام الصناعي والتجاري. يُنتج مصنع والفيش حوالي 240 طنًا من الملح المغسول والجاف كل ساعة، مما يجعله أحد أكبر المنتجين في العالم. تتجاوز الكمية السنوية لإنتاج الملح 1.1 مليون طن، توزع على عدد من الأسواق الدولية والمحلية.
التنوع البيولوجي وتأثير المزرعة
يعتبر خليج والفيش ليس فقط مركزًا لإنتاج الملح بل أيضًا موطنًا للنظم البيئية البحرية الغنية. تشكل المزارع ملاذًا لأسماك الروبيان والبيض، مما يجذب مجموعة متنوعة من الطيور، بما في ذلك الفلامينغو والبجع. تُعتبر المنطقة موطنًا للعديد من الأنواع البحرية، والمياه المالحة توفر بيئة مثالية لهذه الكائنات، مما يعزز من التنوع البيولوجي. تمثل المناطق المحيطة بمزرعة الملح، مثل بحيرة والفيش، بيئات رطبة ساحلية، والتي تعتبر حيوية لمستقبل التنوع البيولوجي في المنطقة.
عملت الشركات العاملة في مجال إنتاج الملح على تتبيث إجراءات مستدامة تضمن بقاء هذه الأنظمة البيئية وضمان استدامتها. تعتبر برك الملح البيئات الفريدة مكانًا لدراسة سلوك الكائنات البحرية وكيف تتكيف مع هذه الظروف القاسية. مثل هذا التنوع لا يوفر فقط فائدة بيئية بل يشكل أيضًا قاعدة للبحث العلمي والبيئي، مما يجذب الباحثين والعلماء من جميع أنحاء العالم لدراسة تأثيرات الإنتاج على الحياة البحرية.
تصدير الملح واستخداماته العالمية
يُصدر مصنع والفيش الملح إلى وجهات متعددة عبر إفريقيا، بما في ذلك نيجيريا والكاميرون وجنوب إفريقيا وأوروبا. الإنتاج يتضمن نوعين رئيسيين من الملح: الملح المستخدم في الصناعة والذي يُستخدم في تصنيع الأعلاف الحيوانية ومعالجة المياه، بالإضافة إلى الملح الخاص بالاستهلاك البشري. تعتبر هذه الأنواع ذات أهمية خاصة لتلبية احتياجات السوق العالمية والمحلية، مما يساعد على تحقيق الاستدامة والنجاح الاقتصادي.
تتمتع ناميبيا بسمعة قوية في السوق العالمية للملح، مما يجعل إنتاجها يحظى بإقبال كبير. بفضل التقنيات المتقدمة في الإنتاج والتنظيف، تُعد حصة كبيرة من الملح المُنتج في خليج والفيش ذات جودة عالية، مما يسهل تصديره للأسواق العالمية. يشمل الاستخدام الشائع للملح ليس فقط في الطعام، بل يمتد أيضًا إلى صناعات التصنيع المختلفة، مما يعزز من دوره الحيوي في الاقتصاد المحلي والعالمي.
تم استخدام الذكاء الاصطناعي ezycontent
اترك تعليقاً