الغيمة أورتر قد تحتوي على أذرع لولبية تشبه مجرة مصغرة

تُعتبر سحابة أورت واحدة من أكثر الظواهر الكونية غموضًا في نظامنا الشمسي. إذ تمثل هذه السحابة هالةً جليدية تمتد إلى أطراف النظام الشمسي، تحمل في طياتها أسرارًا عن تكوين الكواكب وحدود الفضاء. في دراسة جديدة، اقترح الباحثون نموذجًا يوضح أن سحابة أورت قد تتخذ شكل قرص حلزوني، مما يمنحها مظهرًا يشبه المجرة المصغرة. يتناول هذا المقال تفاصيل هذا النموذج الجديد، ويستكشف كيف أن القوى الجاذبية للنجوم والثقوب السوداء يمكن أن تؤثر على بنية هذه السحابة البعيدة. انضم إلينا لاستكشاف هذه الأبعاد الجديدة للفضاء وفهم كيف تشكل سحابة أورت جزءًا من القصة الكبرى لنظامنا الشمسي.

الغلاف الأورتس: غموض وأهمية

الغلاف الأورتس هو منطقة غامضة تغلف النظام الشمسي وتتكون من أجسام جليدية صغيرة تتواجد على حافة نظامنا الشمسي. يعتبر هذا الغلاف جزءًا أساسيًا من تكوين النظام الشمسي، ويمثل بقايا المواد التي لم تستخدم في تشكيل الكواكب العملاقة مثل المشتري وزحل. عند النظر إلى هذا الغلاف، فإننا نتحدث عن مادة كانت موجودة منذ 4.6 مليار سنة، وهو الوقت الذي تكونت فيه كواكب النظام الشمسي. بعض هذه البقايا ضخمة لدرجة أنها قد تعتبر كواكب قزمة.

تشير الدراسات إلى أن الغلاف الأورتس يتواجد على بُعد يتراوح بين 2,000 و100,000 وحدة فلكية من الشمس. نظرًا لهذه المسافة الشاسعة، فإن جسم الغلاف يمكن أن يكون صغيرًا جدًا وضعيفًا إلى حد أن الجامعات الفلكية الأكثر تقدمًا لن تتمكن من التقاط صور مباشرة له. في المقابل، يعتمد العلماء على الكوميتات طويلة الدورة التي تُخرجها الجاذبية من هذا الغلاف لتأكيد وجوده وفهم تكوينه. هذه الكوميتات تمثل “كرات ثلج” من الجليد والغبار، ووجودها يعطينا فكرة عن الظروف الفيزيائية والكيميائية التي كانت سائدة عندما تشكل النظام الشمسي.

النموذج الحلزوني للغلاف الأورتس

تؤكد الأبحاث الجديدة التي استخدمت بيانات الحركة الكوميتية وقوى الجاذبية، أن الغلاف الأورتس قد يحتوي على هيكل داخلي يشبه القرص الحلزوني. ويعتقد الباحثون أنه عندما جرت محاكاة هذا النموذج على الحاسوب العملاق “بلياد”، أنتجت نموذجًا يوضح أن الهيكل الداخلي للغلاف يشبه التركيب الحلزوني للمجرة. وفقًا لهذا النموذج، يمتد هيكل الغلاف الداخلي ليصل طوله إلى 15,000 وحدة فلكية. هذا النموذج يوفر رؤية جديدة لهياكل الأجسام التي قد تتواجد في هذا الغلاف.

من المثير للاهتمام أن حركة النجوم والثقوب السوداء في المجرة لها تأثير مباشر على الأجسام في الغلاف الأورتس، حيث تُدعى هذه التأثيرات بـ”مد الجاذبية المجري”. هذا الأمر يشير إلى أن البنية الحلزونية في الغلاف قد تكون نتاجًا للتفاعلات المعقدة بين قوى الجاذبية المختلفة. بناءً على هذا الفهم، سيكون من الممكن تطبيق النموذج لفهم كيفية نشوء الكوميتات وتحليل دورها في النظام الشمسي. سيحتاج العلماء إلى تطوير تكنولوجيا جديدة لرصد هذه الأجسام بشكل مباشر أو لاكتشاف الضوء المنعكس عن هذه الأجسام في هذا الغلاف.

تحديات المراقبة والبحث عن الكوميتات

حتى الآن، لا توجد موارد أو تكنولوجيا كافية لرصد الغلاف الأورتس بشكل مباشر. على الرغم من أهمية البحث في هذا المجال لفهم تطور الانفصالية في النظام الشمسي، فإن الأمر يتطلب الكثير من الجهد والموارد. يتطلب رصد الأجسام في الغلاف الحذر والابتكار، حيث أن الأجسام في الغلاف صغيرة جدًا ومتباعدة بشكل كبير، مما يجعل عملية اكتشافها تحديًا كبيرًا. سيكون أحد المفاتيح لفهم هذا الغلاف هو الالتفات إلى الأجسام المستترة في الخلفية، حيث يمكن أن يوجد الضوء المنعكس عن هذه الأجسام لكن محجوزًا بين النجوم الأخرى.

من خلال التركيز على دراسة الكوميتات التي تتشكل نتيجة لتأثيرات جاذبية القوة، يمكن للباحثين اكتشاف المزيد من المعلومات حول كيفية تكوين الغلاف الأورتس. يتطلب هذا أيضًا الشجاعة إلى البحث في التجليات الكونية والتطورات المحتملة التي يمكن أن تطرأ على النظام الشمسي في المستقبل. إن معايير البحث والتجربة ستقود العلماء إلى مزيد من الاكتشافات التي من شأنها تغيير مفاهيمنا حول الغلاف الأورتس وتطوره على مر الزمن.

رابط المصدر: https://www.livescience.com/space/nasa-supercomputer-reveals-strange-spiral-structure-at-the-edge-of-our-solar-system

تم استخدام الذكاء الاصطناعي ezycontent