تُعتبر الذاكرة من أكثر الموضوعات إثارة وتعقيدًا في علوم الأعصاب، حيث تثير الفضول حول كيفية تذكرنا للأحداث والتجارب. يُظهر أليكس مولين، بطل الذاكرة العالمي ثلاث مرات، مثالاً ملهمًا على ذلك، حيث يتمكن من حفظ ترتيب بطاقات اللعب في أقل من 20 ثانية باستخدام تقنية تُعرف باسم “قصر الذاكرة”. ولكن كيف ينجح الدماغ البشري في تشكيل مثل هذه الذكريات؟ في هذا المقال، نستعرض الأبحاث الجديدة التي أجراها كريستوفر بالداسانو وزملاؤه حول كيفية استخدام الدماغ للحكايات والن narratives كأطر لتنظيم الذكريات. سنكتشف كيف يمكن للطريقة السينمائية أن تكشف النقاب عن آلية بناء الذكريات في الدماغ، وكيف تحتفظ عقولنا بخزانات غنية من الأفكار والأحداث المرتبطة بتجاربنا اليومية، وما هي النتائج المثيرة التي توصلت إليها الدراسات الحديثة في هذا المجال.
تأثير القصص على الذاكرة
سيطرت القصص على ثقافتنا منذ الأزل، وهي توفر لنا فهماً أعمق للأحداث وتجارب حياتنا. تقنيات الذاكرة مثل “قصر الذاكرة” تُظهر كيف يمكن دمج القصص مع تذكر التفاصيل من خلال الربط بين الترابطات السردية والذكريات الحياتية. أليكس ملين، بطل الذاكرة، يستخدم رحلاته الخيالية لتخزين المعلومات، مما يوحي بأننا بشكل عام نستخدم السرد كوسيلة لنقل المعلومات وتذكيرها. من خلال إذهالنا بالتفاصيل غير التقليدية، يمكن هذه التقنيات تعميق تجربتنا وتيسير استرجاع المعلومات الهامة ليلاً أو نهاراً.
عندما نتناول تجربة في مطعم أو نشاهد حدثًا معينًا، فإننا نأتي بتسلسل معقد من الأحداث التي نأخذها في الاعتبار. هذه الأنماط السردية تساهم في تشكيل أفكارنا عن تلك الأحداث. فمثلاً، عندما نقوم بزيارة مطعم، تخطر ببالنا تفاصيل معينة مرتبطة بهذا المكان، مثل ما تم تقديمه من طعام أو أجواء المكان. هذه التفاصيل تكون مرتبطة بتوقعاتنا المسجلة مسبقًا، مما يسهل علينا استرجاع الذاكرة. تتعلق كل هذه الأمور بكيفية بناء المخ “للمكتبات” من النصوص المكتسبة عبر عمر كامل، بحيث يمكن استخدام هذه المكتبات لفهم التجارب المستقبلية.
الأبحاث الجديدة التي أجراها كريستوفر بالداسانو بينت أن توقعاتنا للنشاطات في حياتنا تؤثر على كيفية تذكرنا للأحداث. مثلاً، عندما نشاهد اقتراح زواج في مطعم، قد نعتمد على “نموذج اقتراح الزواج” للتركيز على اللحظات المهمة في تلك التجربة. هذه النماذج تجعل استرجاع الأحداث أكثر دقة لأنه يظهر بشكل أوضح عند استخدام مخزون الخبرات السابقة. كما يؤكد البحوث أن المعلومات المختارة لإعادة التذكير قد تؤثر بصورة جذرية على الانطباعات المتبقية.
التقدم التكنولوجي وتأثيره على دراسة الذاكرة
التطورات التقنية في التقنيات العصبية، كالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI)، قد أحدثت تحولًا في الطريقة التي نفهم بها عمل الدماغ. يتيح لنا هذا الأسلوب رؤية كيف يتم تنشيط أجزاء معينة من الدماغ عند أداء أو تذكر مهام معينة. ولكن يُعتبر تخطيط صورة الدماغ بصيغة ثلاثية الأبعاد عملية معقدة، حيث تحتاج أدوات لتقدير النشاط العصبي بناءً على تدفق الدم. يُظهر الفحص متعدد الفوكسل كيف يمكن للزوايا التصويرية المختلفة في الدماغ أن تعكس حالات عقلية معينة، مما يعطي العلماء معلومات دقيقة حول كيفية معالجة الذاكرة.
مع تقدم زمن الأبحاث، بدأ العلماء في استخدام الأفلام لدراسة الذاكرة. هذا المنهج يتجاوز الأساليب القديمة التي كانت تقتصر غالبًا على الصور الثابتة أو بطاقات الذاكرة. باستخدام الأفلام، أصبح بإمكانهم استكشاف كيفية تأثير السرد السينمائي على التفاعل بين الشخصيات والأحداث والمشاعر. مثال على ذلك هو تجربة قام بها عالم الأعصاب أوري هاسون الذي قدم مجموعة من المشاهد السينمائية لعدد من المشاركين، وتبع ذلك بتحليل أنماط النشاط الدماغي. أظهرت نتائج هذه التجارب أوجه تشابه بين نشاط الدماغ خلال المشاهدة والتذكر، مما يعني أن هيكل الدماغ المرهون بالذكريات يعتمد بشكل كبير على التجارب السينمائية.
حوالي منتصف العقد الماضي، عملت جانيس تشين على دراسة الأوليات من خلال دمج الأفلام مع تركيزات الفهم للذاكرة. من خلال وضع المشاركين بصريًا في موقف تعرضوا فيه لمحتوى مصور ثم سرد تجربتهم، تمكّن الباحثون من تتبع كيفية نشاط الخلايا العصبية حتى خلال مراحل التذكر. وجدت جوانب مشتركة بين المشاركين في كيفية استرجاعهم للذكريات، مما يُشير إلى وجود أنماط متكررة في كيفية تكوين الذكريات. هذه النتائج تسلط الضوء على أهمية الأساليب السردية وكيفية تأثيرها على هيكل الذاكرة والخبرات البشرية بشكل عام.
تطبيقات الذكاء الاصطناعي في بحوث الذاكرة
تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، وخاصة في معالجة بيانات fMRI، أضاف أبعادًا جديدة لدراسة كيفية استرجاع المعلومات في الدماغ. اعتمد كريستوفر بالداسانو على هذا التوجه من خلال استخدام تقنيات تعلم الآلة لفهم الأنماط المعقدة للذاكرة. من خلال معالجة البيانات المستخلصة من تقنيات التصوير، يمكن استخلاص أنماط سلوكية معينة قد تؤدي إلى سرد المعلومات بشكل أكثر فعالية.
على سبيل المثال، قد تتضمن التطبيقات المستقبلية لهذه الأبحاث في مجالات متعددة، بدءًا من تطوير برامج تعليمية تعتمد على أسلوب سرد القصص، وصولًا إلى تحسين أساليب العلاج النفسي للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات في الذاكرة أو مشاكل عاطفية مرتبطة بتجارب سابقة. يمكن أيضًا استخدام هذه الاستراتيجيات لإنشاء تطبيقات تساعد الأفراد في تعزيز ذاكرتهم من خلال ممارسة المهارات السردية والتقنيات المرتبطة بقصر الذاكرة.
من الواضح أن ارتباط الذكاء الاصطناعي بدراسة الذاكرة سيؤدي إلى تغييرات كبيرة في كيفية حصولنا على المعرفة وكيفية استرجاع المعلومات. من خلال إمكانيات البحث المعززة، يمكن تكوين فهم شامل لعقل الإنسان وكيفية استجابته للأحداث والعواطف، مما يعزز من القيمة المعرفة في مجالات متعددة. ومع دخولنا عصر الهياكل العصبية المدعومة بشبكات التعلم العميق، فإن فهم كيفية معالجة الدماغ لتجارب الحياة اليومية سوف يتطور بصورة أكثر دقة.
تطوير أساليب تحليل البيانات الحاسوبية في فهم الذاكرة
استخدم الباحثون، بما في ذلك بالداسانو، خبراتهم في تحليل البيانات الحاسوبية للتعمق في دراسة الذاكرة البشرية عبر تحليل بيانات مواقع الدماغ. استخدم بالداسانو نموذجًا مخفيًا يُعرف باسم “النموذج الخفي ماركوف” والذي تم تكييفه لمطابقة بيانات الرنين المغناطيسي الوظيفي. عنصر الابتكار هنا هو استخدام تقنيات مستعارة من علوم الكمبيوتر لوضع فكرة بسيطة: كيف يتم تسجيل المعلومات في الدماغ على مدار تجربة مثل مشاهدة برنامج تلفزيوني. من خلال تطبيق هذا النموذج على بيانات دماغية تتعلق بمسلسل “شيرلوك”، تمكن بالداسانو من استنتاج الحدود الزمنية الخاصة بالأحداث التي يتم استرجاعها في الذاكرة. وقد أظهرت النتائج أن هناك نشاطًا واضحًا في شبكة الدماغ الافتراضية، والتي تُعزى إلى وظائف تعرف باقامة السرد الداخلي.
الدراسات أظهرت أن الذكريات لا تُخزن بشكل منفصل، بل تتعاون عدة مناطق في الدماغ لتكوين تجارب متكاملة. على سبيل المثال، عندما كان المشاركون يشاهدون المشاهد، اكتشف الباحثون تحولات مفاجئة في النشاط الدماغي عند كل تغيير رئيسي في القصة، مما يشير إلى تأثير الإطارات السردية في تشكيل الذاكرة. ما هو مثير للاهتمام أن نشاط الدماغ كان يتنوع على أساس نوع الأحداث التي يتعرض لها الأفراد، مما يدل على أن الذكريات ليست تجربة موحدة، بل هي بمثابة “وصفة” تتضمن مكونات متعددة.
السرد والتجارب اليومية: كيفية تأثير الأحداث على الذاكرة
يعتبر النمط السردي هو الأساس الذي يبني عليه الأفراد فهمهم لواقعهم وتجاربهم اليومية. كلما كنا نتمتع بفهم مسبق لنمط معين من الأحداث، تكون عملية تذكر التفاصيل أكثر سلاسة وسرعة. في هذا السياق، يُظهر الباحثون أنه ليس من الضروري وجود ذاكرة حية لكل تجربة بشكل منفصل، بل يمكن الاستناد إلى قوالب ومسارات ذهنية مثبتة لنوع معين من الأحداث، مثل تناول الغداء في مطعم أو انتظار رحلة في مطار.
أجرى بالداسانو تجربة شهدت تصوير مقاطع من أفلام ترتبط ببيئات معينة، مثل المطاعم والمطارات، حيث احتوت المقاطع على شتى أنواع الاستجابات الدماغية المتكررة لكل حدث. وهذا يدل على أن الدماغ يستند بشكل كبير على السياق والإعداد السابق لتصور التجارب الجديدة، مما يساعد بشكل كبير في تخزين المعلومات.
هذا التصور يسهم أيضًا في توفير تفسير جديد لكيفية تطور الذاكرة مع الوقت، حيث أن الذكريات تُعاد تشكيلها وتُدرج ضمن سياقات أكبر خلال مراحل حياة الأفراد. هذه الديناميات جعلت من الممكن إجراء أبحاث على كيفية إعادة إنشاء الهياكل السردية في أذهان الأفراد، ومدى تبعيتهما للأطر العامة التي تحكم حياتهم اليومية.
استخدام وسائل الإعلام كأداة لفهم قوالب الذاكرة
بفضل تقنيات التصوير العصبي الحديثة، أصبح بإمكان العلماء دراسة كيفية تفاعل الدماغ مع أنواع مختلفة من المحتوى السردي. استخدم بالداسانو مقاطع من الأفلام لتحديد الأنماط المشتركة عبر التجارب المختلفة، مما يمكنهم من فهم كيفية تشكل القوالب السردية. كانت التجارب تستهدف البشر وهم يشاهدون مقاطع تحتوي على أحداث متكررة، مثل الدخول إلى مطعم أو الصعود إلى طائرة.
بينما كان المشاركون تحت تأثير الرنين المغناطيسي، أبرزت النتائج وجود أنماط محددة في النشاط الدماغي ترتبط بأحداث معينة في الفيلم. هذه الأنماط لم تكن مجرد انعكاس للمعلومات الحسية، بل كانت مزيجًا من الذكريات المتراكمة والأنماط السردية التي تمثل تلك الأحداث. على سبيل المثال، بينما يتناول القدامى تجارب الطيران، يتم استرجاع معلومات عن الأمن والمقعد والطعام، مما يسمح لهم بتجربة حيوية غنية. هذا يفضي إلى فهم أعمق لكيفية عمل إدراك الإنسان، حيث لا يتم تجميع الذكريات بشكل عشوائي، بل يتم توجيهها عبر تجارب سابقة.
الأثر النفسي للإدراك السردي في تشكيل الذاكرة
بالإضافة إلى المكونات العصبية، تلعب البنية النفسية دوراً مهماً في كيفية تعامل الأفراد مع الذكريات. يُظهر الأبحاث أن الأفراد الذين يمتلكون إدراكاً سرياً / سياقياً أقوى لمواقف معينة كالأماكن، يمتلكون القدرة على تذكر التفاصيل بشكل أفضل. هذا التأثير يعكس أيضًا كيف أن الأحداث المماثلة التي نشهدها في حياتنا اليومية تُشكل في النهاية كيفية فهمنا للأحداث الجديدة. يمكن أن يكون لذلك تأثير فعّال في الحياة اليومية ، مما يؤثر على طريقة تفاعل الأفراد مع من حولهم.
تتجلى آثار التفاعلات السردية على مختلف الثقافات والمجتمعات، حيث قد يعتمد سلوك الأفراد بشكل كبير على القوالب المتجذرة في ثقافاتهم الخاصة. من خلال فهم الأطر السردية التي تُشكل ذاكرتنا، يمكننا الحصول على رؤى أكثر عمقاً حول كيفية تفاعل الأفراد مع العالم من حولهم، مما يساعد على تعزيز التجاربات الجماعية والفردية.
أهمية النصوص العقلية في تشكيل الذاكرة
تعتبر النصوص العقلية (scripts) أو المعلومات السردية عنصرًا محوريًا في كيفية تشكيل ذاكرتنا للأحداث والتجارب. إن اتباع أدوار محددة عند التفاعل مع قصة معينة يساهم بشكل كبير في توجيه انتباه الأفراد إلى تفاصيل معينة ضمن تلك القصة. على سبيل المثال، في دراسة أجراها باحثون، تم تكليف المشاركين بأدوار تتراوح بين نقاد المطاعم ومنظمي حفلات الزفاف. النتائج أظهرت أن المشاركة في التجربة من منظور دور محدد أثر على كيفية تذكرهم لبعض الأحداث المهمة. كناقد طعام، قد يجد الشخص أن تفاصيل مثل الطلبات الغذائية غير ذات أهمية مما يؤثر على نشاط دماغه وانتباهه. بينما بالنسبة لمنظم حفلات الزفاف، فإن التفاعل المهم مثل طلب يد شخص ما سيحفز نشاطًا ذهنيًا واضحًا وملموسًا.
الدراسة تسلط الضوء هنا على فكرة أن الذاكرة ليست مجرد استجابة مباشرة للمحفزات الخارجية، بل هي نتاج للأطر العقلية التي نملكها. هذا يعني أن المعلومات الاجتماعية أو البيئية يمكن أن تحدد كيف نتذكر الأمور، وبالتالي يمكن أن نختار النمط الذهني الذي نصبح فيه أكثر حساسية لمعلومات معينة. على سبيل المثال، عندما يدخل شخص ما مطعمًا في سياق ذكرى معينة، فإن السياق الذي يختاره، سواء كان اجتماعيًا أو مكانيًا، سيؤثر على التفاصيل التي يستطيع تذكرها عن تلك الزيارة.
بانتقالنا إلى مفهوم قوة التحكم الطوعي، يشير الباحثون إلى أن الأفراد يمكنهم تشكيل تجاربهم وذكرياتهم عن طريق إدراكهم للأهداف والعواطف المرتبطة بتلك التجارب، فتخيل أن شخصًا لديه مكتبة غنية من الأفلام والكتب سيرتبط بشكل مختلف مع أحداث معينة استنادًا إلى معرفته السابقة. بالتالي، فإن تعزيز الإدراك الذاتي يمكن أن يساهم في تحسين الذاكرة، وهو ما يعني أن ببساطة تغيير طريقة تفكيرنا يمكن أن يكون له تأثيرًا كبيرًا على كيفية تذكرنا للأحداث.
تطبيق النصوص العقلية في التعليم وتحسين الذاكرة
إحدى التطبيقات المثيرة للاهتمام للنصوص العقلية تظهر في سياقات تحسين الذاكرة، حيث يمكن استخدام النصوص العقلية كأداة للمساعدة في تعليم الأفراد كيفية تذكر معلومات معينة. في إحدى الدراسات، تم استخدام طريقة الـ loci، حيث تم تعليم المشاركين ربط كلمات محددة بمواقف أو شخصيات مألوفة. على سبيل المثال، لتذكر كلمة “شلال”، قد يتخيلparticipant شلالاً خلف مطعم، أو قليلة من الطعام المجسم القائم على ميكروسكوب. هذه الطريقة أدت إلى تحسين ملحوظ في قدرة الأشخاص على تذكر الكلمات، مع النجاح في الاسترجاع بشكل واضح للفقرات خلال فترة زمنية قصيرة.
الواحد تلو الآخر، أظهر المشاركون تطورًا كبيرًا حيث كان هم في بداية التجربة لا يستطيعون تذكر أكثر من كلمات قليلة، لكن بعد تدريبهم على هذه النصوص العقلية، تمكنوا من تذكر ما لا يقل عن 35 كلمة من أصل 40. إن مثل هذه النتائج تعكس قوة الأساليب القائمة على النصوص العقلية وأثرها في التعليم، مما يدل على أن التعليم ينبغي أن يعيد بناء الجسور المعرفية في عقول الطلاب من أجل تحسين تجاربهم التعليمية.
ولذلك يمكن القول إن هذه الأساليب لا تقتصر على مجال التعليم، بل تمتد أيضًا إلى مجالات أخرى مثل تطوير الذات وتحسين الأداء الشخصي. نجد أن الأشخاص الذين يسعون لتحسين ذاكرتهم أو تعلم مهارات جديدة يمكنهم الاستفادة من هذه الاستراتيجيات العقلية بطرق متنوعة، بما في ذلك الارتباط التعليمي مع الأشخاص المحيطين بهم، حيث تلعب وسائل الإعلام مثل الأفلام والكتب دورًا كبيرًا في شكل هذه النصوص. على سبيل المثال، يمكن لروايات الأطفال التي تتضمن مغامرات يومية بسيطة أن تساهم في تشكيل أنماط معرفية لدى الأطفال تساعدهم في فهم وتجربة العالم من حولهم بشكل أكثر فعالية.
دور النصوص العقلية في فهم الاضطرابات الذاكرية
تكتسب النصوص العقلية أهمية خاصة أيضًا في فهم حالات الاضطرابات الذاكرية مثل مرض الزهايمر. يمكن أن تسهم هذه النصوص في تفسير كيفية فقدان الأفراد للقدرة على ترتيب واسترجاع الذكريات. الفكرة تكمن في أن انهيار أو تدهور تلك النصوص العقلية قد يسبب الارتباك الذي يعاني منه الأفراد المصابون بالزهايمر. حيث أن عجز الفرد عن استدعاء التفاصيل المتصلة بتجارب معينة قد يكون مرتبطًا بفقدان تلك النصوص أو عدم قدرتهم على الوصول إليها؛ وهي ظاهرة قد تسبب انطباعات مشوشة عن الحياة اليومية.
في حالة مرض الزهايمر، يسعى العلماء إلى فهم كيف أنه يمكن للنصوص العقلية أن تسهم في إعادة بناء نوع من الهوية المعتمدة على الذكريات، مما قد يُساعد في تطوير استراتيجيات علاجية جديدة. يمكن أن يجري استخدام تقنيات مثل إعادة بناء النصوص وتحفيز المشاركين على استرجاع الذكريات من خلال تجارب سابقة أو مشاهد مألوفة، مما قد يتيح لهم الوصول إلى جزء من تجاربهم التي افتقدوها. ومن ثم يُقدم هذا البحث أملًا كبيرًا للمتخصصين في الرعاية الصحية، وعائلات المرضى بفهم أعمق لكيفية التصرف في ظل مثل هذه التحديات.
بالتالي، تُعتبر النصوص العقلية أداة فكرية مهمة لا تُستخدم فقط لفهم كيف نبني ذكرياتنا، بل أيضًا يمكنها فتح أبواب جديدة للتعامل مع الاضطرابات الذاكرية، واستعادة الروابط المفقودة التي تشمل الماضي. هذه الرؤى الجديدة يمكن أن تكون بمثابة أداة مفيدة في العلاج، مما يساعد الأفراد على استرجاع هويتهم الشخصية في ظل عدم القدرة على استرجاع الذكريات بدقة.
رابط المصدر: https://www.quantamagazine.org/how-event-scripts-structure-our-personal-memories-20250221/#comments
تم استخدام الذكاء الاصطناعي ezycontent
اترك تعليقاً