كيفية التعامل مع الاكتشافات الأثرية في الولايات المتحدة

تعد العثور على آثار قديمة تجربة مثيرة تحمل في طياتها إمكانيات لا حصر لها للتواصل مع تاريخ الإنسانية. لكن ماذا يجب أن تفعل عندما تجد شيئًا غير عادي خلال نزهة في الطبيعة أو أثناء الغوص في البحار؟ في هذا المقال، سنستعرض الخطوات الضرورية التي يجب اتباعها عند اكتشاف مثل هذه العناصر، حيث سنكشف عن القوانين والإرشادات التي تحمي هذه القطع التاريخية، سواء كانت في الأراضي العامة أو الخاصة. كما سنبين أهمية الحفاظ على السياق الأثري، الذي يمكن أن يروي قصة غنية عن الماضي، وكيفية الإبلاغ عن الاكتشافات بالشكل الصحيح. انضم إلينا في هذه الرحلة الاستكشافية لكيفية التعامل مع الآثار ومكانتها في موروثنا الثقافي.

التعامل مع الأثر في الولايات المتحدة

عندما يجد شخص ما أثراً تاريخياً أثناء التجوال في الطبيعة، فإن الخطوة الأولى التي يجب عليه اتخاذها تتعلق بكيفية التصرف بشكل صحيح. وعند اكتشاف أي شيء قد يكون أثراً قديماً، توصي المختصة إليزابيث ريتز، مديرة المبادرات الاستراتيجية في مكتب عالم الآثار في ولاية أيوا، بترك الأثر في مكانه. هذا القرار يتماشى مع القوانين التي تحمي المواقع الأثرية والتراث الثقافي في الولايات المتحدة. يعتبر توثيق الموقع الذي تم العثور فيه على الأثر أمراً حيوياً، حيث ينبغي التقاط صورة للأثر بجوار شيء آخر مثل قلم أو عملة لتحديد الحجم.

بعد تسجيل المعلومات مثل الموقع، من المهم التواصل مع مسؤول الحفاظ على التاريخ المحلي لفهم ما إذا كان الأثر يأتي من موقع أثري موجود أو موقع جديد. يشير فريق من الأساتذة مثل سارة ميلر، المديرة الإقليمية لشبكة الحفظ الأثري العامة في فلوريدا، إلى أن التقاط الصور وتوثيق الموقع هو الوحيدة الأسلوب الآمن والمتقبل عند العثور على آثار في الأراضي العامة. من المخالف للقانون أن يتم أخذ الأثر من الأراضي العامة، إذ يشمل ذلك المتنزهات الوطنية، الأماكن التاريخية وغيرها من المواقع التي تتطلب الحفاظ عليها. ونظراً لأن السياق مرتبط بقيمة الأثر، من المهم عدم تحريكه أو قلبه للحصول على صورة واضحة.

السياق، كما يُطلق عليه المؤرخون، هو الذي يحدد المكان الذي تم العثور فيه على الأثر وارتباطه مع الأشياء الأخرى في المنطقة. فقد أوضحت ريتز أن إزالة الأثر من مكانه يمكن أن تؤدي إلى فقدان المعلومات الأساسية التي توفرها عثور الأثر في سياقه الطبيعي. لذلك، من المهم أن يظل الأثر في موقعه لحماية قيمته التاريخية.

القوانين والتشريعات المتعلقة بالأثار

القوانين التي تحمي المواقع الأثرية تختلف من ولاية إلى أخرى، بحيث أن التجميع غير المصرح به للأثر على الأراضي العامة يعتبر غير قانوني. ولكن إذا كان الأثر موجوداً على أرض خاصة، قد يكون جمعه قانونياً بشرط الحصول على إذن من المالك، لكن ما زالت هناك أهمية كبيرة لتوثيق المكان الذي عُثر فيه الأثر. في حالة عدم اتباع القوانين، قد يتعرض الشخص للعقوبات القانونية، إذ يعتبر العمل غير شرعي وقد يؤذي التوازن البيئي والثقافي للموقع. كما تلزم القوانين كافة الأفراد بإبلاغ السلطات في حالة العثور على بقايا بشرية، حيث إنه في دول مثل فلوريدا، من غير المسموح التشويش على بقايا الإنسان بأي شكل، وهذا وفقاً للقوانين والتشريعات السارية.

عند العثور على بقايا بشرية، يتوجب الاتصال بالجهات المختصة لتنظيم عملية التواصل ونقل الحالة. يعتبر توثيق مكان العثور على هذه البقايا أمراً مهماً، ويُوصي الخبراء بعدم مشاركة أي صور مع وسائل الإعلام منعاً لمشاعر الألم التي قد تنتج عن عدم مراعاة ممتلكات الآخرين. هذه القوانين تنطبق على كل من الأرض العامة والخاصة، وخصوصاً عند اكتشاف أي أشياء يمكن أن تحمل قيمة تاريخية.

أيضاً، يتعلق الأمر بالقوانين أو التشريعات المسؤولة عن الآثار الموجودة تحت الماء. تختلف القوانين باختلاف المناطق، حيث أن بعض الأنهار تعتبر أراضي عامة بينما غيرها خاصة. في حالة الغوص، يوصى بالتقاط الصور فقط، حيث أن أخذ أي شيء من البحر يعتبر انتهاكاً للمعايير الأخلاقية للأخطار التي قد تصيب الأثر. يُعتبر وجود أمور أثرية تحت الماء عامل جذب للسياح والباحثين، حيث توجد العديد من المواقع الأثرية تحت الماء التي يجب أن تُحفظ وتحترم.

أهمية السياق في الآثار

السياق هو أحد العناصر الأساسية في دراسة الآثار وفهم القصة وراء كل قطعة أثرية تم اكتشافها. فعندما يتم العثور على قطعة أثرية، يجب أن تتواجد بجوار أشياء أخرى تعكس نمط الحياة والممارسات الثقافية للمجتمع الذي أنتجها. حيث يلعب السياق دوراً محورياً في فهم كيفية استخدام الإنسان لما حوله في العصور الماضية وما يمكن أن تخبرنا به هذه القطع عن فترة زمنية معينة. فمثلما أن الرصور التي تمت خلها من الكتابات تعتبر ذات أهمية في الحفاظ على المعلومات، فإن السياقات المكتشفة تعتبر بمثابة صفحات لم يسبق لأحد أن قرأها في قصة بعيدة. الحفاظ على هذه السياقات أمر حيوي لكسب فهم أعمق عن تاريخ البشر واحتياجاتهم وأسلوب حياتهم.

تسليط الضوء على أهمية السياق يظهر في أمثلة عدة، فعلى سبيل المثال، عندما يتم العثور على أداة حجرية بالقرب من نهر، فإنها قد تشير إلى أن هذه الأداة كانت تؤدي نوعاً من أنواع الأنشطة المتعلقة بالمياه، مثل الصيد أو التحضير للطعام. تعتبر هذه المعلومات أساسية في فهم كيفية تفاعل المجتمعات الأثرية مع بيئتها. أي فقدان للسياق يعني فقدان جزء كبير من القصة التي ترويها القطعة الأثرية.

تعتبر القصة التاريخية المكتملة الناتجة عن دراسة السياقات الأثرية حجر الأساس لفهم الزمن القديم، وبالتالي فإن التأثير الناتج عن إزالة الأثر من سياقه لا يمكن تعويضه. ولذا، فإن اتخاذ القرارات الصحيحة عند العثور على أي آثار غريبة يعتبر أحد الأمور الرئيسية التي يجب مراعاتها للحفاظ على التراث التاريخي للإنسانية. إن المعلومات التي يعلمها الأثر تهدف إلى تكوين صورة أكمل عن الحقب الزمنية الماضية، مما يجعله جزءاً أساسيًا من الثقافة والمعرفة الإنسانية.

رابط المصدر: https://www.livescience.com/archaeology/what-should-i-do-if-i-find-a-cool-artifact-in-the-us

تم استخدام الذكاء الاصطناعي ezycontent