اكتشف علماء الآثار مؤخرًا دلائل جديدة على الوجود الروماني والنشاط الطقوسي داخل كهف غارق جزئيًا في شرق إسبانيا، وهو اكتشاف قد يسلط الضوء على تاريخ منطقة غنية بالمعلومات. في هذا الكهف، الذي يُعرف باسم “كوفا دي ليس دونس” أو “كهف النساء”، وُجدت عملة رومانية تعود لأيام الإمبراطور كلوديوس، بالإضافة إلى 15 نقشًا غامضًا على الصخور. تكشف هذه المعطيات عن أهمية الكهف كموقع لطائفة طقوسية، مما يعكس تواصل الأنشطة الدينية عبر العصور المختلفة. في هذا المقال، سنستعرض تفاصيل هذا الاكتشاف، ونتناول السياق التاريخي الذي يعكسه، ونتعرف على الطقوس التي مارسها الرومان في تلك الحقبة.
الاكتشافات الأثرية داخل كهوف إسبانيا
تشير الاكتشافات الأثرية الأخيرة في كهوف إسبانيا إلى أهمية المواقع الطبيعية في فهم التاريخ البشري. واحد من هذه المواقع هو “Cova de les Dones”، حيث عثر علماء الآثار على عملة رومانية تعود لـ1900 عام أثناء استكشافهم للكهف. عملية الاكتشاف تمت باستخدام الفوانيس، وعندما وجدوا العملة، تبين أنها قد وضعت هناك كعرض. هذا يشير إلى أن الكهف كان يعتبر مكانًا مقدسًا. الباحثون يقومون الآن بتحليل 15 نقشًا رومانيًا، مما يدل على أن الكهف كان يُستخدم كمكان للعبادة أو كملجأ روحاني من قبل السكان خلال الفترة الرومانية.
بالإضافة إلى ذلك، هناك آثار تعود للعصر الحديدي وفن صخري يعود إلى ما يزيد عن 24000 عام، ما يبرز الأهمية الثقافية والتاريخية لهذه المنطقة. تشير التقارير إلى أن هذه النقوش يمكن أن تكون تصورات لأشكال حيوانات، مثل رأس خروف وقرون الأيائل، مما يعكس عادات وثقافة الشعوب القديمة. تُظهر هذه الاكتشافات كيفية استخدام البشر لهذه الكهوف على مدى آلاف السنين، واحتفاظهم بالمعنى الروحي لهذا المكان.
العلاقة بين الرومان والسكان الأصليين
يتضح من نتائج الدراسات أن الرومان لم يكونوا فقط غزاة للأراضي، بل أيضًا تفاعلوا مع السكان الأصليين وتبنوا جزءًا من ثقافتهم. النقوش المكتشفة في الكهف تشير إلى أن هناك استمرارًا في الممارسات الدينية، مما يدل على أن الرومان قد وجدوا في هذا المكان طريقة للتواصل مع التقاليد الروحية للسكان الأصليين. هذا التفاعل يعكس كيفية تأثر الثقافات ببعضها البعض وكيف تداخلت أثناء التوسع الروماني.
على سبيل المثال، في حالات كثيرة، قام الرومان بدمج الآلهة المحلية إلى بانتheon الخاص بهم، مما يدل على الاحترام المتبادل الذي كان موجودًا بين الثقافتين. وبفضل هذه التطبيقات، يمكن للباحثين تقديم رؤى أعمق في الدين والسياسة وعادات الحياة اليومية في ذلك الوقت. هذه الديناميكيات تعكس أيضًا كيف أن المجتمعات البشرية قد تطورت بشكل تعاوني، حتى خلال الفترات التي شهدت حروب وصراعات.
الفن الصخري في كهوف إسبانيا
الفن الصخري الموجود في كهوف على غرار “Cova de les Dones” ليس مجرد أشكال فنية، بل يعبر عن أفكار ومعتقدات وثقافة الشعوب التي تعاقبت على هذه الأرض. الدراسات أظهرت نطاقًا واسعًا من النقوش، من صور للحيوانات الضخمة إلى تشكيلات هندسية قديمة، وكل هذا يعكس عقول البشر وعواطفهم في تلك العصور. بعض هذه الأعمال، مثل علامات مخالب الدب الكهفي، تشير إلى أن هذه الرسومات تكونت في فترة تزامنت مع انقراض الدببة.
الفن الصخري لم يكن فقط محورًا للإبداع، بل أيضًا وسيلة للتواصل بين الأجيال. الرسومات يمكن أن تعكس أحداثًا تاريخية أو طقوس دينية، مما يجعلها جزءاً من تاريخ التعبير عن النفس بالنسبة للإنسان القديم. من خلال دراسة هذه الأعمال، يمكن للعلماء فهم المزيد عن نمط الحياة والمعتقدات الاجتماعية والثقافية للشعوب التي سكنت المنطقة.
آفاق البحث المستقبلية في علم الآثار
اكتشافات كهوف إسبانيا تفتح الأفق لفرص بحثية جديدة، حيث لا تزال أجزاء كبيرة من هذه الكهوف غير مستكشفة. الروايات التاريخية تدل على أن هذه الكهوف قد تخفي المزيد من الأدلة على الأنشطة البشرية القديمة، بما في ذلك مزيد من النقوش والأدوات. العلماء يتوقعون أن يكون هناك احتمال للكثير من الاكتشافات في السنوات القادمة، حيث أن دراسة الفن الصخري القائم قد تقدّم المزيد من المعلومات حول ما تم تصويره ومعانيه.
المستقبل يحمل أيضًا إمكانية استخدام التكنولوجيا الحديثة في التنقيب والاستكشاف، مثل التصوير ثلاثي الأبعاد والتحليل الكيميائي للمواد، مما قد يساعد في تحديد وتوثيق الأعمال الفنية القديمة. يجب أن تكون مجهودات البحث متعددة التخصصات، تشمل علماء الآثار وعلماء التاريخ وعلماء الأنثروبولوجيا مع العمل بشكل مشترك لتحقيق فهم أعمق للحياة الثقافية والمجتمعية في العصور القديمة.
رابط المصدر: https://www.livescience.com/archaeology/romans/1-900-year-old-roman-sanctuary-and-coin-found-in-flooded-spanish-cave
تم استخدام الذكاء الاصطناعي ezycontent
اترك تعليقاً