في اكتشاف مثير، توصل العلماء إلى نوع جديد من الطفيليات البشرية يُعرف باسم “Trichuris incognita”، والذي يبدو أنه مقاوم للعلاجات الطفيلية الشائعة مثل الإيفرمكتين. يُعتبر هذا الطفيل نوعًا من الديدان المعوية، وهو مرتبط ارتباطًا وثيقًا بطفيل آخر يُعرف باسم الدودة الشوكية “Trichuris trichiura”، والتي تُعتبر مسؤولة عن إصابة ما بين 429 و508 مليون شخص حول العالم وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة (CDC). حتى الآن، تم اكتشاف هذا النوع الجديد فقط في غرب إفريقيا، وتحديدًا في ساحل العاج.
في الوقت الذي لا تشكل فيه الإصابة بهذا الطفيل تهديداً قاتلاً، إلا أن العدوى الشديدة يمكن أن تؤدي إلى مشكلات صحية خطيرة، خصوصًا في الأطفال. سنستعرض في هذا المقال تفاصيل هذا الاكتشاف الجديد وتأثيره المحتمل على الصحة العامة، بالإضافة إلى التساؤلات التي تثيرها مقاومة هذا الطفيل للعلاجات المتاحة حتى الآن.
اكتشاف الطفيلي الجديد Trichuris incognita
تمكنت مجموعة من العلماء من اكتشاف نوع جديد من الطفيليات البشرية يدعى Trichuris incognita، والذي يظهر مقاومة للعلاجات المضادة للطفيليات الشائعة مثل الإيفرمكتين. ينتمي هذا الطفيلي إلى مجموعة الديدان المستديرة المعوية، وهو مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالديدان المعروفة باسم Trichuris trichiura. وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، يُعتقد أن هذه الديدان تصيب بين 429 و508 مليون شخص حول العالم. تم العثور حتى الآن على هذا النوع المكتشف حديثًا في غرب أفريقيا، وتحديدًا في كوت ديفوار.
عادةً ما تكون العدوى الناتجة عن هذه الطفيليات غير قاتلة، لكنها يمكن أن تسبب أمراضًا خطيرة، خاصةً لدى الأطفال الصغار. وأوضح العلماء أن الآثار السلبية الناتجة عن الإصابة بهذا الطفيلي قد تشمل عدم القدرة على النمو بشكل طبيعي والأعراض المعوية مثل آلام البطن والإسهال. على الرغم من أن الأعراض قد لا تظهر غالبًا، إلا أن العدوى الشديدة يمكن أن تعمل على تفاقم الأمور. تعكس هذه النتائج الحاجة الماسة إلى فهم كامل للطفيلي وأثره على الصحة العامة.
مقاومة Trichuris incognita للعلاج
خلال دراسة موسعة حول مقاومة الأدوية الطفيلية في غرب أفريقيا، تم تسليط الضوء على فعالية استخدام مركبي الإيفرمكتين والألبندازول لعلاج العديد من الطفيليات المعوية. تم الإبلاغ عن أن فعالية هذا المركب كانت أقل بكثير في كوت ديفوار مقارنة بمواقع دراسية أخرى، مما أثار الشكوك حول وجود طفيلي غير معروف. من خلال التحليل الجيني، اكتشف الباحثون أن الديدان الطفيلية الموجودة في كوت ديفوار كانت نوعًا مختلفًا عن تلك الموجودة في الأماكن الأخرى، مما يعني أن Trichuris incognita هو نوع جديد.
يعتقد العلماء أن مقاومة Trichuris incognita للعلاجات التقليدية قد تكون نتيجة لتطورات بيولوجية معقدة. تتميز أنواع الطفيليات المختلفة بتباين حساسيتها للعقاقير لعدة أسباب. قد يكون هذا النوع، الذي يُعتقد أنه تطور كرد فعل للتعرض للعقاقير المضادة للطفيليات، مُجهزًا بآليات تساعده على البقاء في البيئات التي تُستخدم فيها هذه العلاجات بشكل شائع.
التشخيص والتعرف على Trichuris incognita
على الرغم من أن داء التريكوريس يُعتبر مرضًا منسيًا كبيرًا حسب تصنيف منظمة الصحة العالمية، إلا أن العلماء يعتقدون أن أنواعًا مختلفة من الطفيليات قد تم تجاهلها أو عدم التعرف عليها. يعزى ذلك إلى أن معظم طرق التشخيص والمراقبة تعتمد على الفحوصات الميكروسكوبية لبراز المصابين، مع التركيز على التعرف على أنواع البيض الكلاسيكية. إن عدم استخدام الاختبارات الجزيئية التي يمكن أن تميز الأنواع قد يؤدي إلى تجاهل وجود أنواع جديدة مثل Trichuris incognita.
في الوقت الحالي، لا يُعرف مدى انتشار Trichuris incognita في جميع أنحاء العالم، ولكن يُحتمل أن يكون موجودًا في مناطق أخرى من غرب أفريقيا. عدم وجود المزيد من الأبحاث حول هذه الطفيليات يُعد حتمية للوقوف على هذا الاهتمام المتزايد وتأكيد مدى خطورتها. ومن المثير للقلق أن الكثير من المعلومات حول أنواع الطفيليات المختلفة لا تزال غير مكتشفة، مما يجعل جهود مكافحة الأمراض الطفيلية مهمة صعبة ومعقدة.
الآثار المحتملة لـ Trichuris incognita في الولايات المتحدة
بينما يعتقد العلماء أن هذا الطفيلي الجديد لن يكون منتشرًا في الولايات المتحدة، فإنه يمثل تذكيرًا دائمًا بالطبيعة المتطورة للأمراض المعدية. في المناطق الفقيرة والتي تعاني من ضعف في خدمات الصحة العامة والصرف الصحي، يمكن أن ينمو مدى انتشار هذا الطفيلي. لا يواجه سكان الولايات المتحدة خطرًا يذكر من Trichuris incognita، ومع ذلك، هناك حاجة دائمة لمراقبة الأمراض ومتابعة التغيرات في البيئة الصحية.
الأمانة تجاه التصدي للتهديدات المستقبلية تستدعي أيضًا استثمارًا أكبر في الأبحاث لفهم نقاط الضعف والقوة لهذه الطفيليات وكيف يمكن إدارتها بفعالية. التغيرات في حساسية الطفيليات للعلاج قد تلقي الضوء على مشكلات أوسع في الصحة العامة والنظم البيئية.
التركيز على تعزيز البنية الصحية الفعالة في المناطق التي تروج لنشر الطفيليات يظل أحد العوامل الرئيسية للحد من المخاطر المرتبطة بهذا النوع الجديد من الطفيليات. الحاجة لكشف بيولوجيا Trichuris incognita وفهم سلوكها تكاد تكون مطلوبة مع تقدم الأبحاث بشكل أكبر.
رابط المصدر: https://www.livescience.com/health/viruses-infections-disease/never-before-seen-parasite-is-resistant-to-ivermectin
تم استخدام الذكاء الاصطناعي ezycontent
اترك تعليقاً