من المتوقع أن يصل إلى كوكبنا تأثير قوي ناشئ عن انفجار شمسي هذا الأسبوع، مما قد يؤدي إلى اضطرابات في شبكات الطاقة ويتيح للعديد من سكان الشمال الأمريكي رؤية أضواء الشفق القطبي بألوانها الزاهية. يُعرف هذا الانفجار باسم “طرد الكتلة الإكليلية” وقد انفجر من الشمس في 21 يناير. تتوقع الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي أن يضرب هذا الانفجار الغلاف المغناطيسي للأرض في الليلة المتأخرة من يوم الجمعة أو في صباح يوم السبت، مما قد يتسبب في عاصفة جيومغناطيسية خفيفة من الدرجة G1. في حين أن هذه العواصف عادة ما تمر دون أن يلاحظها أحد، فإن لها القدرة على دفع الشفق القطبي إلى مناطق أكثر انخفاضًا من المعتاد، مما يتيح لرؤية هذه الظواهر الطبيعية الرائعة لعشاق السماء في العديد من الولايات. في هذا المقال، سنستعرض كيف يمكن لعواصف الشمس التأثير على كوكبنا، وما الذي يمكن توقعه في الأيام القليلة المقبلة.
التنبؤ بانفجار شمسي وتأثيره على الأرض
في 21 يناير، حدث انفجار شمسي قوي يُعرف باسم “ثورة القشرة الماجنيتوسفيرية” (CME) من الشمس. وفقًا لمركز توقعات الطقس الفضائي التابع للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA)، من المتوقع أن يؤثر هذا الانفجار على المجال المغناطيسي للأرض في أواخر ليلة الجمعة أو صباح السبت المقبل. هذا الحدث قد يؤدي إلى عواصف مغناطيسية تتعلق بفئة G1، وهي أضعف الأنواع بين العواصف المغناطيسية، ولكنها قد تؤدي أيضًا إلى انقطاع الإذاعات، وتذبذب في شبكات الطاقة، وحتى بعض الأعطال في الأقمار الصناعية.
الانفجارات الشمسية، بما في ذلك CME، تُعتبر ظواهر تحدث بكثرة خلال الدورة الشمسية، والتي تستمر حوالي 11 عامًا، إذ تدخل الشمس حاليًا مرحلة نشاطها المتزايد، مما يعني أن الأحداث من هذا النوع ستحدث بشكل متزايد في السنوات القادمة. العديد من الناس لا يشعرون بتأثيرات العواصف المغناطيسية البسيطة، لكنها قد تكون واضحة للعلماء والباحثين، الذين يدرسون آثارها المحتملة على النظام الكهربائي والاتصالات.
فرصة مشاهدة الشفق القطبي
واحدة من أكثر الآثار إثارة للاهتمام على الأرض بسبب الانفجارات الشمسية هي ظهور الأضواء الشمالية (الشفق القطبي). تُسبب هذه الظاهرة عندما تتفاعل الجسيمات المشحونة الساقطة من الشمس مع الغلاف المغناطيسي للأرض، مما يؤدي إلى تسليط الضوء على الغلاف الجوي. الأضواء يمكن أن تكون مرئية في مناطق تمتد جنوبًا أكثر من المعتاد خلال العواصف المغناطيسية، مما يوفر فرصة رائعة لملايين الأشخاص في أمريكا الشمالية لرؤية الأضواء في أماكن غير معتادة، مثل شمال ميشيغان وماين.
الألوان المختلفة للشفق القطبي تعتمد على نوع الجزيئات الموجودة في الغلاف الجوي، إذ تصدر الألوان الزرقاء من الجزيئات المضيئة المرتفعة مثل الأكسجين بينما الألوان الحمراء تأتي من المستوى الأعلى. يظهر الشفق عند ارتفاعات مختلفة بسبب نوع الغاز وتأثيراته، مما يجعل كل عرض فريدًا. من السهل عمومًا رؤية الشفق القطبي من المناطق النائية بعيدًا عن مصادر الضوء الاصطناعي، ولكن يمكن أن تكون الألوان أكثر وضوحًا عند مشاهدتها من خلال كاميرا أو جهاز ذكي يناسب باحتوائه على عدسات حساسة للضوء.
تأثيرات العواصف المغناطيسية على التكنولوجيا
يمكن أن تؤثر العواصف المغناطيسية على أنظمة الاتصالات والتكنولوجيا الحديثة بطريقة غير مباشرة. الشبكات الكهربائية، مثلاً، قد تواجه خلايا الطاقة انقطاعات بسبب التغيرات السريعة في المجالات المغناطيسية. تتسبب العواصف G1 في عدم استقرار مفاجئ في الشبكات الكهربائية، وتسبب ظواهر تُعرف بـ “الحرارة الكهربائية”، والتي يمكن أن تلحق الضرر بالشبكات الأساسية.
التكنولوجيا الحديثة، مثل الأقمار الصناعية، يمكن أن تتأثر أيضًا بالعواصف الشمسية. إذا كانت عاصفة شمسية قوية، يمكن أن تؤدي إلى توقف مؤقت في خدمات الاتصال، أو حتى أضرار دائمة. لذلك، يجب على الشركات والمراكز التي تعتمد على التكنولوجيا التي تتأثر بالشمس أن تكون على استعداد لمثل هذه الظواهر.
في السنوات الماضية، حذرت منظمات علمية متعددة من المخاطر التي يمكن أن تنجم عن عدم الاستعداد لمثل هذه الأحداث. وهذا يشمل تعزيز أنظمة مراقبة الأحوال الجوية الفضائية، وضمان أن الشبكات الكهربائية قد صُممت لتحمل الضغوط الإضافية الناتجة عن العواصف الشمسية. في الواقع، تعتبر العواصف الشمسية جزءًا من البيئة الكونية التي يجب أن نتعامل معها، خاصة مع تزايد الاعتماد على التكنولوجيا في حياتنا اليومية.
دورات النشاط الشمسي وزيادة الانفجارات الشمسية
بناءً على النماذج التاريخية، تعلمنا أن الشمس تمر بدورات من النشاط تتضمن فترات من الهدوء والنشاط. الفترة الحالية، المعروفة بـ “الذروة الشمسية”، بدأت حديثًا، حيث تم الإعلان عنها في أكتوبر 2024. خلال ذروة النشاط، تزداد الظروف التي تؤدي إلى الانفجارات الشمسية بشكل ملحوظ. قد نرى هيمنة الانفجارات القوية التي من شأنها أن تحمل الجسيمات الى الأرض بشكل متكرر خلال السنوات القادمة.
عندما نتحدث عن النشاط الشمسي، يجب أن نأخذ في الحسبان أن العلماء يراقبون أنماط الشمس ومعاييرها بعناية, مما يساعدهم على التنبؤ بالمخاطر المحتملة على كوكب الأرض. وبالتالي، فإن نظام تنبؤات الطقس الفضائي سيلعب دورًا حاسمًا في إعدادنا لمواجهة تلك التغييرات، مما يعزز قدرتنا على حماية شعوبنا وأعمالنا وتكنولوجيا المعلومات المطلوبة.
هناك أيضًا أهمية تعليم الناس حول أهمية هذه الظواهر وكيفية التصرف في أوقات نشاط شمسي قوي. إدراك أهمية الحفاظ على الطاقة والاستعداد للتقلبات التكنولوجية يساهم في تقليل المخاطر المحتملة. هذا بالإضافة الى تزويد المؤسسات والمواطنين بالمعلومات حول كيفية التعامل مع الظواهر الطبيعية، مثل الانفجارات الشمسية، يمكن أن يكون مفيدًا جدًا للجميع.
رابط المصدر: https://www.livescience.com/space/the-sun/auroras-predicted-over-us-this-weekend-as-solar-storm-rips-toward-earth
تم استخدام الذكاء الاصطناعي ezycontent
اترك تعليقاً