يعد دراسة أصول الديناصورات واحدة من أكثر المواضيع إثارة في علوم الحفريات، حيث تفتح نافذة على عالم قديم اختفى منذ ملايين السنين. تشير الأبحاث الحديثة إلى أن بقايا الديناصورات الأولى قد تكون مدفونة في أعماق صحراء الصحراء الكبرى وغابات الأمازون، ما قد يعيد كتابة التاريخ الذي نعرفه عن هذه الكائنات الضخمة. في هذا المقال، نستعرض نتائج دراسة جديدة قام بها باحثون من جامعة كوليدج لندن، والتي تقدم نموذجًا محوسبًا يفسر ظهور الديناصورات في المناطق الاستوائية القديمة. سنتناول بالتفصيل كيفية استنتاج هذا البحث وأهميته في فهم كيفية تطور الديناصورات ومواطنها الأولى. انضموا إلينا لاستكشاف أصول الديناصورات وكيفية تصحيح الفرضيات السابقة حول مكان وجودها وتوزيعها على الأرض.
أصول الديناصورات
تتضمن الدراسة الجديدة فرضية مثيرة حول أصول الديناصورات، حيث يعتقد العلماء أن بقايا أول ديناصورات على الأرض قد تكون مدفونة عميقًا تحت صحراء الصحراء الكبرى وغابات الأمازون. تنص الفرضية على أن وجود هذه الحفريات قد يعيد تاريخ الديناصورات إلى ما دون 230 مليون سنة، وهو عمر أقدم عظام ديناصور تم اكتشافها حتى الآن. وقد أكد المؤلف الرئيسي للبحث، جويل هيث، على أن السجل الأحفوري يعاني من فجوات كبيرة تجعل من الصعب فهم أصول هذه المخلوقات العملاقة.
تظهر الحفريات التي تم اكتشافها حتى الآن أن الديناصورات ظهرت لأول مرة في المناطق الجنوبية من قارة غوندوانا القديمة، والتي تتضمن الآن جنوب أمريكا وأفريقيا والهند وأستراليا ونيوزيلندا. وجدت الدراسات حفريات في مناطق مثل البرازيل الجنوبية والأرجنتين وزيمبابوي التي تشير إلى أن الديناصورات سكنت المنطقة القطبية الجنوبية نحو منتصف العصر الثلاثي (251.3 مليون إلى 201.3 مليون سنة مضت).
ومع ذلك، تشير الفروق الملحوظة بين بعض هذه الحفريات إلى أن الديناصورات قد تكون قد نشأت في وقت مبكر من العصر الثلاثي مقارنة بما كنا نعتقد، حيث تطورت خصائص مميزة أثناء انتقالها عبر العالم. اعتمد الباحثون في دراستهم على نمذجة توزيع أقدم الديناصورات باستخدام نموذج حاسوبي أخذ في الاعتبار العلاقات التطورية المعروفة بين مجموعات الديناصورات المبكرة، فضلاً عن الحواجز المناخية والجغرافية التي قد تكون قد عطلت حركة هذه الزواحف القديمة.
التوزيع الجغرافي للديناصورات
توصلت نتائج الدراسة إلى أن أقدم الديناصورات ربما نشأت في المناطق الاستوائية الحارة من غوندوانا مثل منطقة الأمازون والصحراء والسافانا. ويؤكد الباحثون على أن هذه الديناصورات كانت أصغر حجمًا من سلالاتها اللاحقة، حيث كانت تعادل في حجمها الدجاج أو الكلاب. كما أوضح هيث أن أبحاثهم تظهر أن البيئة التي نشأت فيها هذه الديناصورات كانت أكثر جفافًا مما كان يعتقد سابقًا، مكونة من صحارى ومناطق سافانا.
أحد الأسباب وراء عدم العثور على حفريات في هذه المناطق هو أن الباحثين غالبًا ما يغفلونها بسبب صعوبة الوصول إليها. ومن أحدث الاكتشافات التي تدعم هذه النتائج كانت الحفريات التي تعود لأحد أقدم الديناصورات المعروفة في أمريكا الشمالية، الذي عاش قبل 230 مليون سنة، حيث يظهر أن الديناصورات كانت موجودة بالفعل في نصف الكرة الشمالي في ذلك الوقت.
لقد كان الفهم السائد سابقًا هو أن الديناصورات كانت مقصورة في نصف الكرة الجنوبي، لكن هذا الاكتشاف زوّد العلماء بفهم جديد حول توزيعها الجغرافي خلال هذه الحقبة. إذا كانت الديناصورات قد وجدت في كل من النصفين العلوي والسفلي من الكرة الأرضية، فهذا يعني أن المناطق الاستوائية كانت مركزية في تطورها.
التكيفات المناخية والديناصورات
تشير الدراسة الجديدة إلى أن أول الديناصورات كانت متكيفة مع درجات الحرارة العالية والظروف الجافة، حيث يوضح أحد الدارسين المشاركين، فيليب مانيون، أن مجموعة الديناصورات المعروفة باسم السوروبود (مثل البرنتوصور والدبلودوك) حافظت على تفضيلها للمناخ الدافئ. بينما قد تكون مجموعات الديناصورات الأخرى، مثل الطيريات والاورنيثيششيات، قد تطورت لتوليد حرارة جسمها الخاصة، مما أتاح لها الانتقال إلى المناطق الأقرب إلى القطبين.
يمكننا ملاحظة هذا أيضًا في التوزيع الجغرافي للديناصورات، حيث يبدو أن الرغبة في العيش في بيئات أكثر دفئًا قد أثرت على تطورهم. يوضح الرياضيون التطوريون أن التحولات في البيئة والمناخ كان لها دور كبير في تشكيل سمات الديناصورات، حيث تمثل الكائنات التي كانت قادرة على التكيف مع الظروف المتغيرة السمة الرئيسية لبقاء الديناصورات طوال تلك العصور. يعد فهم كيف أثرت البيئة والمناخ على تطور الديناصورات أمرًا بالغ الأهمية لفهم تاريخها ونشأتها.
تم استخدام الذكاء الاصطناعي ezycontent
اترك تعليقاً