تعتبر محمية عروق بني معارض واحدة من الجواهر الطبيعية في الجزيرة العربية، حيث تحتضن تراثًا بيئيًا فريدًا يمتد عبر آلاف السنين. تقع المحمية في شمال نجران، وتتميز بكثبانها الرملية الشاهقة وبيئتها الاستوائية، مما يجعلها وجهة مثالية لمحبي الطبيعة والسياحة البيئية. يسلط هذا المقال الضوء على التنوع البيولوجي الغني في المحمية، بما في ذلك الأنواع المهددة بالانقراض، وكذلك الجهود المستدامة لحمايتها ودعم المجتمعات المحلية. سنستعرض أيضًا أهمية إدراجها ضمن قائمة التراث العالمي لليونيسكو، مما يعكس التزام المملكة العربية السعودية بحماية البيئة وتعزيز السياحة المستدامة في إطار رؤية 2030. انضم إلينا في استكشاف هذا العالم الرائع من الطيور والحيوانات والنباتات في قلب البرية العربية.
مقدمة عن محمية عروق بني معارض
تعتبر محمية عروق بني معارض واحدة من الأيقونات الهامة للقضاء على الانقراض وتعزيز السياحة البيئية في الجزيرة العربية. حيث تقع هذه المحمية في المنطقة الجنوبية الغربية من المملكة العربية السعودية، بالقرب من مدينة نجران، وتبعد عنها حوالي 200 كم شمالاً. تمتد المحمية على مساحة شاسعة تقدر بحوالي 12765 كيلومتر مربع، مما يجعلها جزءًا من أكبر تجمع للكثبان الرملية الطولية في العالم، وتتميز بتنوع بيئي فريد، حيث تحتوي على منطقة من صحراء الربع الخالي الهائلة بالإضافة إلى الهضبة الجيرية وأودية صغيرة مرتبطة بها.
في إطار التنوع البيولوجي الكبير الذي تتمتع به المحمية، يعتبر المها العربي أحد الأنواع التي كانت تعيش هنا قبل انقراضه في عام 1974م. كما تتواجد آثار أخرى لنوعيات منقرضة مثل النعام العربي. تعتبر هذه المحمية فرصة فريدة لمن يرغب في التعرف على الحياة البرية والبيئة الطبيعية التي أغنتها الأجيال السابقة.
أهمية إدراج المحمية ضمن التراث العالمي
تم إدراج محمية عروق بني معارض ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، مما يبرز قيمتها التراثية والبيئية ليس فقط على المستوى المحلي ولكن على الصعيد العالمي. يعتبر إدراجها بمثابة إنجاز هام يعكس الجهود المتواصلة لحماية الأنظمة البيئية الفريدة وتعزيز التنوع البيولوجي. إذ ساهم المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية في إدارتها وحمايتها من خلال خطط عمل منظمة تتماشى مع مستهدفات رؤية 2030 في المملكة.
كما يجب أن نلاحظ أن طبيعة الدعم الذي تقدمه القيادة في المملكة لقطاع البيئة والحياة الفطرية كان له دور كبير في الوصول إلى هذا الإنجاز. يُظهر إدراج المحمية ضمن قائمة التراث العالمي الثقافي اهتمام المملكة بحقبة تاريخية فريدة من نوعها وتوجهها نحو الاستدامة والحفاظ على البيئة. تشمل تلك المبادرات تعزيز الشراكة المجتمعية، إذ تستثمر المحمية في رفع وعي المجتمعات المحلية وتنمية الاقتصاد المحلي من خلال توفير فرص العمل والاستثمارات.
التنوع البيولوجي في محمية عروق بني معارض
تشير الإحصاءات والبيانات المتوفرة عن محمية عروق بني معارض إلى أن هناك تنوعًا إحيائيًا كبيرًا يفوق 930 نوعًا من الحيوانات والنباتات. هذا التنوع البيولوجي يمثل أهمية كبيرة، خاصة وأن المحمية تُعد واحدة من أغنى المناطق بالنباتات على مستوى الربع الخالي. تم تسجيل حوالي 121 نوعًا نباتيًا، مما يعكس غنى الطبيعة والتنوع البيئي المتكامل في المنطقة.
الجانب الآخر من التنوع البيولوجي هو إعادة توطين المها العربي في البرية، وهو ما يُعتبر إنجازًا كبيرًا. تعيش قطعان المها الآن بحرية في المحمية، مما يشير إلى نجاح جهود إعادة تأهيل الأنواع المهددة بالانقراض. كما أن هناك أيضًا أنواع عديدة من الظباء والزواحف التي تتواجد في المحمية، مما يعزز من تجارب الزوار سواء كانوا باحثين أو مهتمين بالحياة البرية.
التوجهات المستقبلية للمحمية
نظرًا للأهمية الكبيرة لمحمية عروق بني معارض، يتم العمل على تطوير استراتيجيات جديدة لتحسين بنيتها التحتية وتعزيز السياحة البيئية. فقد تم تدشين مسارات سياحية داخل المحمية مثل “مسار المها العربي” و”مسار طويق”، وهي تهدف لتعريف الزوار بالقيمة البيئية والثقافية للمحمية.
علاوة على ذلك، يُشجع المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية المجتمعات المحلية على المشاركة الفعالة في الحفاظ على المحمية، وبالتالي يتم تعزيز دورها التنموي بشكل مستدام. تُعتبر هذه الاستراتيجيات جزءًا من رؤية شاملة تهدف إلى استخدام المحمية كمنصة لنشر الوعي البيئي وتعليم المجتمع عن أهمية الحفاظ على التنوع البيولوجي.
الثقافة وأثرها على محمية عروق بني معارض
لا تقتصر أهمية محمية عروق بني معارض على البيئات الطبيعية، بل تشمل أيضًا الجوانب الثقافية. المنطقة المحيطة بالمحمية تحتوي على العديد من المواقع الأثرية مثل الفاو، الذي يُعتبر مدينة تجارية قديمة. يُظهر تاريخ هذه المنطقة التفاعل العميق بين الإنسان وبيئته، حيث تمثل الموروثات الثقافية والأنثروبولوجية المتنوعة أهمية لا تقدر بثمن للتراث السعودي.
تمثل النقوش الصخرية والأدوات الحجرية بقايا عمل الإنسان في هذه البيئة القاسية على مر العصور، وتَعكس الممارسات الاجتماعية والاقتصادية التي قامت في تلك الأزمنة. يمكن أن تلعب السياحة الثقافية في محمية عروق بني معارض دورًا رئيسيًا في دعم الحفاظ على التراث الثقافي، بينما تساهم في تحسين الظروف الاقتصادية للمجتمعات المحلية من خلال جذب الزوار المهتمين بالثقافة والتاريخ.
رابط المصدر: https://www.spa.gov.sa/N2235145
تم استخدام الذكاء الاصطناعي ezycontent
اترك تعليقاً