تأثير المعاملة التفضيلية من الآباء على الأبناء: دراسة تكشف تفضيل البنات والطفل الأكثر توافقًا

في دراسة جديدة، تم تسليط الضوء على سلوك الآباء والأمهات تجاه أطفالهم، حيث تشير النتائج إلى تفضيل واضح قد يظهر نحو البنت على الصبي، كما يُظهر التفضيل للأطفال الذين يتسمون بطباع أكثر توافقًا ومراعاة. هذه الظاهرة تتطلب فحصًا دقيقًا، إذ توصلت الدراسة إلى تحليل 30 بحثًا شملت ما يقرب من 20,000 مشارك، مما يطرح تساؤلات حول تأثيرات هذه الانحيازات على نفسية الأطفال وتطورهم الشخصي. سيتناول هذا المقال تفصيلًا لنتائج البحث وتفسيرها، وكيف يمكن أن تؤثر طريقة معاملة الأهل على صحة الأطفال العقلية وعلاقاتهم الأسرية.

تفضيل الآباء للبنات على الأبناء

تظهر الدراسات الحديثة أن الآباء قد يميلون إلى تفضيل بناتهم على أبنائهم، وهنا يبرز السؤال: لماذا يحدث ذلك؟ تم إجراء تحليل لـ 30 دراسة أجريت على نحو 19700 فرد في أمريكا الشمالية وغرب أوروبا، وكشفت النتائج أن الآباء كانوا أكثر ميلاً لتفضيل بناتهم، وذلك قد يكون مرتبطاً بفكرة أن البنات غالباً ما يكونن أكثر توافقاً مع احتياجات الآباء وتوقعاتهم الاجتماعية. يُذكر أن العلاقات الأسرية تُشكل جزءًا كبيرًا من كيفية تعامل الآباء مع أبنائهم، ويمكن أن يتأثر هذا التفاعل بتوجهات الآباء الثقافية والاجتماعية.

أحد الجوانب المهمة التي ينبغي مراعاتها هو أن تفضيل الأبناء أو البنات لا يعكس بالضرورة محبة أو كراهية. بل العكس، يمكن أن يشير إلى طريقة التعامل المختلف الذي يتبعها الآباء مع كل طفل. كما أن هذا التفضيل قد يتجلى في الأوقات التي يقضونها مع أطفالهم أو مستوى الدعم المقدم لكل طفل. على سبيل المثال، قد يقضي الآباء وقتًا أكثر مع ابنتهم أثناء أنشطة تعليمية بسبب كونهم يعتبرونها أكثر احتياجًا للمساعدة.

نتيجة لذلك، فإن تناول هذا الموضوع يؤكد الحاجة إلى فهم كيفية تأثير تفضيلات الآباء على صحتهم النفسية والعاطفية للأطفال. قد يتعرض الأطفال الذين يشعرون بتجاهل أو تفضيل أقل لأخطر العواقب، مثل القلق والضغط النفسي. ومن المهم أيضًا أن يعبر الآباء عن أسباب أي اختلاف في المعاملة ليتمكن الأطفال من فهم ذلك وتقبله.

صفات الأطفال وتأثيرها على طريقة المعاملة

لا تقتصر قضية تفضيل الآباء على الجنس فقط، بل تشمل أيضًا الصفات الشخصية مثل الانفتاح والتوافق والكفاءة. الدراسات تشير إلى أن الأطفال الذين يمتلكون صفات معينة مثل التوافق والسهولة غالباً ما يكونون في دائرة اهتمام أكبر من الآباء. هؤلاء الأطفال يميلون إلى القيام بما يُطلب منهم، مما يسهل على الآباء إدارتهم وبالتالي يمكن أن يظهروا لهم معاملة أفضل.

هناك مثال مدعوم بالأدلة من الدراسات، حيث وُجد أن الأطفال الذين يظهرون مستوى عالٍ من التوافق يتمتعون بعلاقات أكثر صحية مع والديهم، كما أنهم يميلون إلى تحقيق نجاح أعلى في المدرسة. لذلك، يتفاعل الآباء بشكل أكثر إيجابية مع الأطفال التوافقيين مما يشجعهم على الاستمرار في التصرفات التي تجعل الآباء فخورين.

علاوة على ذلك، هناك أهمية كبيرة لمراعاة كيفية فهم الأطفال لهذه الاختلافات في المعاملة. إذا فهم الطفل أن السبب في المعاملة المتفاوتة هو أنه يحتاج إلى مزيد من الدعم، فإنه يتمكن من تقبل ذلك والتكيف معه. فمثلًا، قد يشعر الطفل الأكبر حسداً لوقت أمه مع أخيه الأصغر لكنه قد يتفهم الوضع إذا أدرك أن الأخ الأصغر يحتاج للمساعدة الإضافية في الدراسة.

تأثير المعاملة غير العادلة على الصحة النفسية للأطفال

عندما يشعر الأطفال بأنهم تلقوا معاملة غير عادلة، قد تتأثر صحتهم النفسية بشكل كبير. تشير الدراسات إلى أن تفضيل أحد الأطفال على الآخرين يمكن أن يؤدي إلى عواقب سلبية مثل الشعور بالقلق، والاكتئاب، وضعف الثقة بالنفس. لذلك، من المهم للآباء أن يكونوا واعين بكيفية تأثيرهم على مشاعر أطفالهم وضمان التوازن في المعاملة.

على سبيل المثال، يمكن أن يكون هناك تأثيرات سلبية واضحة على الطفل الذي يشعر بأنه مهمل مقارنة بأشقائه. إذا تم تفضيل الأخ الأصغر وتشجيعه، بينما يتم تجاهل الأخ الأكبر، فإن ذلك سيجعل الكبير يشعر بالدونية وقد يؤدي إلى مشاكل سلوكية أو أكاديمية. لذا، ينبغي على الآباء العمل على تدعيم كل طفل بشكل متوازن ويفضل أن يقوموا بمناقشة تلك المعاملات مع الأطفال لتفادي أي سوء فهم محتمل.

عند الانتهاء، يُعد الفهم المتزامن لهذه الديناميكيات العائلية وتطبيقها على الحياة اليومية تحديًا مجتمعيًا يتطلب المزيد من النقاش والبحث. إذ من المهم أن يدرك الآباء كيف يمكن لتفضيلاتهم غير المتعمدة أن تؤثر على الحياة النفسية والاجتماعية للأطفال. هذا يتطلب منهم أن يطلبوا توضيحات في كيفية معاملتهم لأطفالهم ويعملوا على الإيجابية في تفاعلاتهم اليومية.

رابط المصدر: https://www.livescience.com/human-behavior/parents-really-do-have-favorites-study-suggests

تم استخدام الذكاء الاصطناعي ezycontent