تعتبر البراكين البحرية من الظواهر الطبيعية المثيرة للاهتمام، حيث تنفجر تحت سطح المحيطات بعيدًا عن أعين البشر. وعلماء الجيولوجيا يخبروننا الآن أن بركان “أكسيال” الواقع قبالة ساحل ولاية أوريغون، من المتوقع أن ينفجر في عام 2025. يحتل هذا البركان مكانة متميزة، حيث كان قد شهد نشاطًا متكررًا في السنوات الماضية، ويمثل نقطة دراسة فريدة لفهم الأنماط البركانية. نستكشف في هذا المقال أبعاد هذا الحدث المتوقع، ومدى تأثيره، وآخر مستجدات الأبحاث المتعلقة به. نما إلى علم العلماء أن سطح البركان بدأ في الانتفاخ، مما يشير إلى حركة الماجما أسفله، وهي علامة مهمة تسبق الانفجارات. فلنتعرف على التفاصيل وأهمية هذا البركان في عالم الدراسات الجيولوجية.
النشاط البركاني في جبل أشيال
يعد جبل أشيال بركانًا تحت الماء موجودًا على بعد 300 ميل من ساحل أوريغون، وقد أظهر نشاطًا دوريًا خلال العقود الأخيرة. تتضمن هذه الأنشطة هزات زلزالية متكررة وثورات بركانية، حيث رصد العلماء ثلاث ثورات رئيسية في 1998 و2011 و2015. أجهزة الرصد المتطورة تستخدم لمراقبة هذا البركان، مما يساعد على فهم نماذج النشاط البركاني بشكل أفضل. من المهم ذكر أن نشاط هذا البركان لا يشكل خطرًا على المجتمع المحلي لأن ثوراته تحدث تحت سطح البحر، بعيدًا عن المناطق السكنية. منذ فترة الهدوء من 2015 إلى 2023، بدأ البركان في إظهار علامات على تجدد النشاط مع ارتفاع في السطح الجبلي الذي يرصد حاليًا نسبة 95% من ارتفاعه الذي كان عليه قبل ثورة 2015.
هذه الارتفاعات بدأت بالظهور في خريف عام 2023، مع تزايد النشاط الزلزالي، حيث سجلت آلاف الزلازل الصغيرة. مع ذلك، وضعت الدراسات تنبيهات تشير إلى أن ثورته قد تحدث قبل نهاية عام 2025. يشير هذا النشاط إلى تحركات صخرية تحت السطح ناتجة عن عدم استقرار كمية الصهارة التي تتجمع داخل البركان. ستحظى الأبحاث المستندة على هذا البركان بالفرصة لفهم كيف تتبع النشاطات البركانية المختلفة تغييرات في القشرة الأرضية.
أهمية الرصد المتطور للتنبؤ بالثوران البركاني
يعتبر رصد جبل أشيال مثالًا مهمًا لفهم كيفية عمل البراكين. حيث يتمتع بمركزية نظرًا لقربه من السواحل وبسبب طبيعته المتكررة في الثوران، يتم دراسة هذا البركان على مدار فترة طويلة. باستخدام التقنيات الحديثة، وخاصة الرصد من خلال مختبر نيو ملينيوم، يتمكن علماء الجيولوجيا من قياس الانبعاثات الحرارية، واهتزازات الأرض، وتغييرات الضغط في الصخور، مما يساعدهم على رسم نتائج تساعد في التنبؤ بالثوران. في حال تمكن الباحثون من التوصل إلى توقعات دقيقة لنشاط البركان، يمكن استخدام هذه البيانات لتطوير نماذج تنبؤية لبراكين أخرى حول العالم.
رغم أن القدرة على التنبؤ بالثورانات قصيرة المدى قد تحسنت، إلا أن تلك التي تتجاوز الأيام القليلة لا تزال فيه تحديات. ولكن الرصد المستمر لجبل أشيال يوفر مثالا مثيرا للمقارنة. إن توفر هذا البركان كأحد أكثر الكواكب مراقبة يساعد العلماء على تحديد الأنماط التي يمكن تطبيقها على براكين أخرى التي قد تكون أقل استقرارًا. الاستفادة من الأعمال المعنية في مشاريع مراقبة طويلة الأجل تساهم في توفير أدوات تنبئية أكثر دقة.
التحولات في النشاط الزلزالي وتداعياتها
تمثل الأنماط الزلزالية التي كانت واضحة قبيل الثوران الفوضوي أمرًا مثيرًا للاهتمام لعالم الجيولوجيا. عقب فترة من السكون التي دامت لعدة سنوات، تظهر علامات زيادة النشاط، حيث ينبه الباحثون بأن هذا قد يكون دليلًا على التغييرات في التركيبة الداخلية للبراكين. التغيرات في الكثافة والحركة في القشرة الأرضية، والتي تواكب تحركات الصهارة، يمكن من خلالها فهم بعض العمليات الأساسية التي تسهم في عملية الثوران. البراكين التي تنشط بكثرة تعتمد على هذه الديناميكيات، وبالتالي يمكن أن ترسم لك صورة شاملة عن كيفية تحرك السائل تحت القشرة وما يمكن توقعه عند الخروج.
وعلى الرغم من إشارات التحذير، إلا أن البيئة تحت البحر تعد أقل خطورة من تلك البراكين بالقرب من المناطق السكنية. قد تنعكس كما أن المعرفة المكتسبة يمكن أن تكون ذات فائدة كبيرة في تطوير استراتيجيات أفضل للاستجابة للحالات الطارئة والشهادة على حركة البراكين. هذه المعرفة تعود بالنفع ليس فقط على الجيولوجيين بل أيضًا على السكان المحليين الذين يمكنهم التعرف على أي خطر محتمل والحفاظ على سلامتهم.
التوقعات المستقبلية وتحديات التعبير عن القلق
يقول العلماء في مؤتمر الاتحاد الجيوفيزيائي الأمريكي إن توقعات الثوران قد تكون إيجابية لأعضاء المجتمع العلمي بسبب عدم وجود خطر عام. إن قدرة العلماء على تقييم هذه التغيرات والتنبؤ بما قد يحدث في المستقبل تبين مدى تقدم الطرق العلمية. ومع ذلك، تختلف توقعات البراكين، حيث أن سلوك أي بركان يمكن أن يتغير بدون تحذير، وهذا يضع العلماء في تحدٍ دائم لفهم قوته المتغيرة. إن الدراسة المتواصلة لجبل أشيال قد تفتح آفاقًا جديدة في فهم البراكين وتطوير أنظمة تنبؤية أكثر موثوقية.
خلاصة القول، إن التنبيهات والتحذيرات المتكررة، والقدرة على معرفة الأنماط، تتطلب فهمًا شاملاً للكثير من العوامل المؤثرة على سلوك البركان. إن المرونة والتكيف لتعديل التوقعات استنادًا إلى المعطيات الجديدة لن تظل توفر فقط صيغاً دقيقة لمعرفة النشاطات البركانية بل أيضًا تساعد في وقاية المجتمعات والمناطق المحيطة.
تم استخدام الذكاء الاصطناعي ezycontent
اترك تعليقاً