في ختام عام حافل بالتقلبات والإنجازات في أسواق الأسهم، شهدت الأسواق الأمريكية انخفاضًا حادًا في التداولات يوم الاثنين. حيث فقد مؤشر داو جونز الصناعي 335 نقطة، مما يعكس تراجعًا عامًا في مؤشرات الأسهم الكبرى، في الوقت الذي يستعد فيه المستثمرون لموسم العطلات. يبدو أن السوق يعاني من ضعف في الزخم بينما يتجه نحو نهاية العام، وسط تزايد المخاوف من احتمال حدوث تصحيح في الأسعار خلال العام المقبل. هل ستكون هذه الانخفاضات مؤشرًا على توجهات مستقبلية سلبية أم أنها مجرد مرحلة عابرة قبل أن تعود الأسواق إلى مسارها الصحيح؟ في هذا المقال، سنستعرض تحليل الأداء الحالي للأسواق ونتناول العوامل التي قد تؤثر على الاتجاهات المستقبلية، بالإضافة إلى الآمال المتصلة بعودة السوق خلال الأيام القليلة المقبلة.
التحليل العام لتداول الأسهم في نهاية عام 2024
شهدت الأسهم انخفاضًا ملحوظًا في أحد آخر جلسات التداول لعام 2024، حيث سجل مؤشر داو جونز الصناعي انخفاضًا بمقدار 335 نقطة، أي بنسبة 0.8%. ورغم ذلك، كانت الخسائر أكثر حدة في بداية الجلسة، حيث انخفض المؤشر بأكثر من 700 نقطة قبل أن يتمكن من تقليص تلك الخسائر. في الوقت نفسه، انخفض مؤشر S&P 500 بمقدار 0.9% ومؤشر ناسداك المركب بنفس النسبة. في ظل غياب أي محفز إخباري واضح، كان من المتوقع أن تكون أحجام التداول خفيفة نظرًا لقرب نهاية العام، حيث سجلت وحدات التداول في SPDR S&P 500 Trust (SPY) أقل من 40 مليون سهم في فترة بعد الظهر، وهو ما يعد رقمًا منخفضًا نسبيًا لجلسة تداول شهدت انخفاضًا كبيرًا.
يقترب المؤشرات الرئيسية من نهاية العام بدون مستويات قياسية، على الرغم من أن S&P 500 وداو جونز قد ارتفعا بنحو 23% و13% على التوالي، مما يجعل 2024 عامًا جيدًا للمستثمرين. يشير بعض المراقبين إلى أن السوق قد يفقد زخمه، مع ظهور مخاوف من جني الأرباح في فترة نهاية العام، خاصة بعد أن شهدت المؤشرات الكبرى جلسات خاسرة يوم الجمعة. كما واجهت الأسهم الكبرى في قطاع التكنولوجيا ضغوطًا، حيث هبطت أسهم تيسلا بنسبة 2.6% وهبطت أسهم ميتا بلاتفورمز بنسبة 1.1%. ومع ذلك، شهدت أسهم نيفيديا ارتفاعًا بنسبة 1%، مما ساعد في تقليص الخسائر في أماكن أخرى.
توقعات التقلبات بعد نهاية العام في سوق الأسهم
تتجه الأنظار الآن إلى ما يمكن أن يحدث في عام 2025، حيث أشار جيرمي سيغل، اقتصادي رفيع المستوى، إلى أنه يتوقع أن تحتفظ السوق ببعض التقلبات. حيث قال إن فرص حدوث تصحيح سوقي في العام المقبل، والذي يعرف بأنه انخفاض بنسبة 10% في مؤشر S&P 500، تزداد بشكل متزايد. يعتقد سيغل أن القوى الرئيسية التي دفعت السوق للارتفاع قد تم تضمينها بالفعل في الأسعار الحالية.
في نفس السياق، يعتبر أداء السوق في الأسابيع الأخيرة مؤشرًا على ما قد يحدث في بداية العام الجديد. إذ يأمل المستثمرون في أن تجد الأسهم الطريق للانتعاش مجددًا وتحقق ما يعرف بـ”انتعاش سانتا كلوز”، والذي يشير إلى ارتفاع السوق خلال الأيام الخمسة الأخيرة من العام والأيام الأثنين الأولين من يناير. يعتبر هذا ظاهرة تاريخية حيث يعود مؤشر S&P 500 بمعدل 1.3% في المتوسط خلال هذه الفترة منذ عام 1950.
يشير توم لي، رئيس قسم الأبحاث في Fundstrat، إلى أن ضعف السوق في نهاية ديسمبر ليس أمرًا مقلقًا، بل قد يكون علامة على انتعاش قوي في الأسبوع الأول من يناير. التاريخ يبين أنه غالبًا ما يتبع الأداء الضعيف في نهاية العام تحركات قوية في أوائل العام الجديد، مما يستدعي متابعة دقيقة لأداء السوق خلال تلك الفترة.
تأثير أسواق السندات ونشاطات شركات النفط على الأسهم
شهدت أسواق السندات أيضًا تغييرات ملحوظة، مما قد يساهم في تراجع أسعار الأسهم، وخاصة في القطاع التكنولوجي. فقد تداول العائد على المدى 10 سنوات فوق 4.6% الأسبوع الماضي، مما يشير إلى بيئة اقتصادية أكثر تحديًا. يُظهر هذا الاتجاه تصاعد أسعار الفائدة الذي يمكن أن يؤثر على تكاليف الاقتراض للشركات والمستثمرين.
فيما يتعلق بشركات النفط، يُظهر تقرير من وول ستريت أن شركة ConocoPhillips في وضع جيد لتحقيق مكاسب كبيرة في الأشهر القادمة، على الرغم من تراجع أسهمها بنسبة 16% حتى الآن هذا العام. تتوقع التحليلات أن يرتفع سعر سهمها بنسبة 38% في 2025، حيث تعتبر أصول النفط الخاصة بها من بين الأفضل في السوق. تحذيرات المؤشرات الحالية إلى أن السوق ستشهد تغييرات تدريجية، تتطلب من المستثمرين القدرة على التكيف مع التقلبات المتوقعة.
بصفة عامة، يخضع الأداء في سوق الأسهم لعدة عوامل اقتصادية ونفسية، حيث يمكن أن تؤثر أي تغييرات في السياسة النقدية أو التوقعات الاقتصادية العالمية على الاتجاهات المستقبلية. يتطلب توفير استراتيجيات مرنة وتوقعات مستنيرة من المستثمرين مواجهة التحديات مع الاستفادة من الفرص المحتملة التي قد تظهر في السوق.
التوقعات لعام 2025 والتأثير الفوري للظروف المناخية
تشير جميع العلامات إلى أن عام 2025 قد يشهد المزيد من التقلبات في السوق، حيث يتجه المستثمرون نحو الحذر في ظل المخاوف من تصحيح محتمل. إن التعافي من الأداء القوي في العام الحالي (2024) قد يؤدي إلى تصحيحات صحية، مما يسمح بسوق أكثر استدامة على المدى الطويل. حيث يمكن أن يكون التحذير من التصحيحات المتكررة متوقعًا مع سجل من التنبؤات القاتمة حول أداء السوق.
تشير التنبؤات الجوية إلى تغييرات مناخية قد تؤثر أيضًا على بعض القطاعات، لا سيما سوق الغاز الطبيعي. فقد ارتفعت أسعار العقود الآجلة للغاز الطبيعي بنحو 19%، في أعقاب التوقعات بدرجات حرارة أبرد من المعتاد في يناير. ويعتبر الغاز الطبيعي سلعة حيوية لتدفئة المنازل، مما يعني أن أي زيادة في الطلب خلال فصل الشتاء قد تؤثر على الأسعار وتوليد الأرباح للشركات العاملة في هذا القطاع.
الأداء العام للسوق في بداية عام 2025 سيكون بالتأكيد تحت مجهر المراقبين والمستثمرين على حد سواء، مع وجود تقييم جدير بالاهتمام حول فرص النمو والإفلاس المحتملة لكل من الشركات الكبرى والصغيرة. يحتاج المستثمرون إلى التركيز على التوقعات طويلة الأجل لتمكين استثماراتهم من النجاح في بيئة غير مستقرة.
الأداء المالي للأسواق في عام 2024
شهد عام 2024 انتعاشًا كبيرًا في أسعار الأسهم، حيث أظهر مؤشر الأسهم القيادية زيادة تزيد عن 12%. يُعزى هذا الأداء الإيجابي إلى عدد من العوامل، بما في ذلك التحسن في نتائج الشركات والنمو المستدام في القطاعات التكنولوجية. مع ذلك، ترافق هذا الارتفاع مع محفزات سلبية مثل تقلبات الأسواق بسبب انخفاض حجم التداول في أسابيع العطلات. انخفاض هذا الحجم يمكن أن يعرض السوق لعمليات بيع مفاجئة، مما قد يؤدي إلى تغييرات حادة في قيمة الأسهم.
كما لوحظ أن المستثمرين في القطاع التكنولوجي بدأوا يشعرون بالقلق من احتمالية تحقيق الأرباح بعد فترة من الأداء المتفوق. على سبيل المثال، الشركات الكبيرة مثل تسلا ونفيديا شهدت تراجعات في قيمتها السوقية بعد فترات من الارتفاع الحاد. هذا التجدد في عمليات جني الأرباح يأتي على خلفية تحقيق العديد من الشركات لأداء تاريخي في سوق الأسهم، مما يجعلها عرضة لمثل هذه التقلصات في الأسعار.
زيادة مبيعات المنازل وتأثيرها على السوق
تقرير الجمعية الوطنية للوسطاء العقاريين يشير إلى ارتفاع في مبيعات المنازل المعلقة للشهر الرابع على التوالي، مما يعكس انتعاشًا في السوق العقاري. بزيادة تصل إلى 2.2% في نوفمبر، تم قياس هذا الارتفاع من خلال مؤشر مبيعات المنازل المعلقة الذي بلغ أعلى مستوياته خلال عام. يُعد هذا الارتفاع في مبيعات المنازل علامةً إيجابية تعكس استقرار القطاع العقاري، وهو ما ينعكس بشكل إيجابي على الاقتصاد بشكل عام.
يعتبر السوق العقاري محوريًا في الاقتصاد، حيث يرتبط بنشاط العديد من القطاعات مثل البناء والتصميم الداخلي والتمويل. زيادة الطلب على المنازل قد تشير إلى ثقة المستهلكين في الاقتصاد، بينما عمليات الشراء توفر أيضًا توسيعًا في النشاط الاقتصادي العام. فعلى سبيل المثال، عندما تزداد حركة مبيعات المنازل، تزداد معها فرص العمل في مختلف القطاعات المرتبطة، مما يساهم في دفع عجلة النمو الاقتصادي.
تفاعلات السوق مع الأحداث الكبرى
خلال الأسبوع الماضي، تم إغلاق سوق نيويورك للأوراق المالية والناسداك في يوم حداد وطني بعد وفاة الرئيس السابق جيمي كارتر. وأوضح لين مارتن، رئيس مجموعة نيويورك للأوراق المالية، أن كارتر كان شخصية رئيسية في التاريخ الأمريكي وخدم بلاده بتفانٍ. تأثر السوق بمثل هذه الأحداث، حيث يشعر المستثمرون بأن تحركات الأسواق تتأثر للغاية بالعوامل السياسية والاجتماعية.
الأحداث الكبرى مثل وفاة رموز سياسية تؤثر على المعنويات في السوق. يُظهر التاريخ أن الأسواق قد تشهد تقلبات غير متوقعة كردة فعل على الأخبار السياسية، سواء كانت سلبية أو إيجابية. على سبيل المثال، في أعقاب بعض الأحداث السياسية، قد يختار المستثمرون اتخاذ مراكز أمانين، مما يؤدي إلى انخفاض قيمة الأسهم. لذا، من المهم متابعة هذه الأحداث وتأثيرها المحتمل على السوق.
التقلبات في السوق والتغيرات في الأداء
تراجع النشاط في أسواق المال يُظهر أيضًا أن العديد من الأسهم كانت تتداول تحت متوسطاتها المتحركة، مما يشير إلى احتمال انزلاق السوق نحو التقلبات الشديدة. على سبيل المثال، وجد أن 83% من أسهم S&P 500 كانت تحت المتوسط المتحرك لمدة 50 يومًا، مما يُعتبر مؤشرًا على فقدان الزخم في السوق. هذا يُظهر أهمية متابعة المؤشرات الفنية للسوق لفهم الاتجاهات العامة.
المؤشرات الاقتصادية مثل نمو الناتج المحلي الإجمالي وبيانات البطالة تُؤثر بشكل كبير على أداء الأسهم، بالإضافة إلى التغيرات في أسعار الفائدة. ارتفاع أسعار الفائدة يمكن أن يؤدي إلى تقليص الإنفاق الاستهلاكي والذي بدوره يؤثر على أداء الشركات. بالتالي، فإن مراقبة هذه المؤشرات وممارسة استراتيجيات مناسبة للتداول يمكن أن تساعد المستثمرين على اتخاذ قرارات مستنيرة تتفق مع الاتجاهات الحالية.
استجابة الشركات الكبرى لتحديات السوق
واجهت الشركات الكبرى، وخاصة في قطاع التكنولوجيا، تحديات في سعيها لتحقيق مزيد من النمو. على سبيل المثال، شركة بالانتير التي شهدت ارتفاعًا كبيرًا في قيمتها السوقية، سجلت تراجعًا قبل بدء التداول بسبب عمليات جني الأرباح. كما تراجعت أسهم تسلا ونفيديا، مما يعكس القلق العام في السوق حيال القدرة على الحفاظ على مستويات النمو المرتفعة.
عندما تحقق الشركات نجاحات ملحوظة، فإن المستثمرين يتجهون عادةً لبيع الأسهم لتحقيق أرباحهم، مما يؤدي إلى انخفاضات قصيرة المدى في الأسعار. على الرغم من ذلك، تبقى هذه الشركات غالبًا محط اهتمام المستثمرين بسبب الابتكارات المستمرة التي تدفعها للنمو، مما يتيح لها فرصة التكيف مع التغيرات في السوق.
رابط المصدر: https://www.cnbc.com/2024/12/29/stock-futures-today-live-updates.html
تم استخدام الذكاء الاصطناعي ezycontent
اترك تعليقاً