في عالم الإنترنت المتسارع، تواجه المواقع الصغيرة تحديات متزايدة في جذب انتباه محركات البحث، لا سيما جوجل، الذي يتحكم في أكثر من 86% من سوق البحث العالمي. يتناول هذا المقال تجربة براندون سالتلاماتشيا، مالك موقع “ريترودودو” المتخصص في ألعاب الفيديو المحمولة، الذي تأثر بشكل كبير بتحديثات خوارزمية جوجل الأخيرة. من خلال طرح الأسئلة حول تأثير هذه التحديثات على المواقع المستقلة وكيفية تمييز المحتوى الجيد عن المحتوى السيئ، يقدم المقال لمحة مؤلمة عن كيفية عمل هذه الخوارزميات وما يترتب على ذلك من خسائر للمحتوى الذي ينتجه الأفراد. كما نناقش في هذا السياق مشكلات تتعلق بالمنافسة غير العادلة الناتجة عن استخدام تقنيات غير شرعية للارتقاء في نتائج البحث. انضم إلينا في استكشاف أبعاد هذه القضية المثيرة وكيف تؤثر على مستقبل إنشاء المحتوى على الإنترنت.
التحديات التي تواجه المواقع الصغيرة في ظل تحديثات جوجل
توطدت العلاقة بين تحديثات جوجل ونجاح المواقع الصغيرة في الفضاء الإلكتروني، حيث أصابت التحديثات الأخيرة، مثل تحديث المحتوى المفيد، العديد من المواقع المستقلة والتي كانت تعتمد بشكل رئيسي على جوجل لجذب الزوار. مثال ذلك، هو تجربة براندون سالتالماتشيا، مالك موقع Retro Dodo، الذي واجه انخفاضًا حادًا في حركة المرور بنسبة تصل إلى 90% بعد التحديث. هذه البيانات تلقي الضوء على كيفية تأثير تحديثات جوجل على الأعمال الصغيرة، وكيف تخسر هذه المواقع الشغف والأمل في ربحيتهم وتستسلم للضغوط المالية في ظل بيئة عمل معقدة وغير مستقرة.
تقوم جوجل، من خلال خوارزمياتها، بتصفية المحتوى وتعزيز الأعمال الأكبر على حساب المواقع الأصغر. هذا يؤدي إلى ترك المواقع الصغيرة في حالة من الهشاشة، حيث إن الضغوط المالية تؤدي إلى إغلاق العديد منها. يعكس وضع براندون نوعًا من عدم العدالة في بيئة الإنترنت، التي يُفترض أن تكون متاحة للجميع، لكن الواقع يظهر أن الهيمنة هي لمواقع معينة يمكنها الاستثمار في تحسين SEO الخاص بها بينما تعاني المواقع الأصغر.
البيانات تشير إلى أنه في هذه المعركة غير المتكافئة، انتشرت كلمة “التحديثات” كعذر للأرباح غير العادلة. الخوارزميات ليست قادرة على تصفية المحتوى، لذا فإن المواقع التي تعتمد على البشر لخلق محتوى أصيل وذو جودة يمكن أن تتجاوزها المواقع التي تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل غير عادل. وهي مشكلة أصبحت متفاقمة مع مرور الوقت، مما دفع براندون لأن يعبر عن استيائه في منشور قام بنشره والذي أصبح شائعاً في مجتمع SEO.
الضغوط على المحتوى الفريد في زمن الذكاء الاصطناعي
تسببت تحديثات جوجل الأخيرة في ظهور تحديات جديدة بالنسبة للمواقع التي تعتمد على المحتوى الأصلي. مثال ذلك هو شركة Travel Lemming التي أسسها نيت هاك، الذي شهد انخفاضًا كبيرًا في حركة المرور يصل إلى 94%. فعندما تعمل جوجل على تعزيز خاصية جديدة مثل “المصادر من مواقع مختلفة على الويب”، فإنها تجعل من الصعب على مواقع المحتوى الأصلي الظهور في البحث. هذه الخاصية تجمع المعلومات من عدة مواقع وتجعلها في مقدمة النتائج، مما يعني أن المحتوى الفريد والمبذول فيه جهد كبير يمكن أن يتراجع إلى مراكز أدنى في نتائج البحث.
إن هذه التحولات تثير تساؤلات حادة حول كيفية توازن جوجل بين تقديم معلومات مفيدة وترك مساحة للمحتوى الفريد. الأمر ليس كما يراه الكثيرون، فهو ليس مجرد تحديث تقني، بل هو قتال للبقاء في ساحة مليئة بالتحديات، حيث يمكن أن تفقد المواقع الشعبية الكثير من الزوار بسبب خوارزمية واحدة.
يبدو أن يداوي المحتوى الأصلي، القائم على أبحاث حقيقية وتجارب فعلية، قد ضاعت في زحمة المعلومات المسألة بواسطة الذكاء الاصطناعي. هذا النوع من التفاعلات أدى إلى تصاعد بعض الأنماط غير المرغوبة، مثل SEO الطفيلي، حيث يتم استخدام سمعات المواقع الكبيرة لتصعيد المحتوى المنقول بطريقة غير شرعية. تكافح المواقع الصغيرة للتنافس على مساحة تضيق باستمرار، مما يثير العديد من القضايا المتعلقة بالنزاهة والتحقق من المصادر في عالم الإنترنت.
استراتيجيات جديدة في مواجهة العقبات الرقمية
في ضوء هذه التحديات، هناك حاجة ماسة إلى تطوير استراتيجيات جديدة تساعد المحتوى الأصلي والمواقع الصغيرة على الاستمرار في الساحة الرقمية. يحتاج القائمون على هذه المواقع إلى النظر في فرصة فعالية التعاون بين بعضهم البعض لتحسين وجودهم الإلكتروني. الشبكات الاجتماعية قد تلعب دورًا رئيسيًا في تعزيز روابط المجتمعات المحلية، مما يمكن أن يساعدهم في المنافسة بشكل أفضل ضد الشبكات الكبيرة.
يقترح بعض الخبراء تطوير استراتيجيات تسويقية مبتكرة تستفيد من أساليب التسويق الرقمي الحديثة، بما في ذلك تحسين محركات البحث (SEO) بشكل شخصي. من خلال التركيز على محاور مخصصة لجمهور محدد وبناء محتوى يركز على استجابة فعلية من المستخدمين، يمكن للمواقع الصغيرة أن تجد طريقة للحفاظ على جمهوره. إن البقاء في قمة نتائج بحث جوجل يتطلب التكيف المستمر مع التحديثات والخوارزميات الجديدة.
مع تزايد الضغوط الناتجة عن وجود المحتوى العملاق، يجب على المواقع أن تستفيد من الفرص التي يقدمها المحتوى المدعوم بالذكاء الاصطناعي، والتحليل الأدق لبيانات المستخدمين لفهم احتياجاتهم أكثر. عن طريق بناء قاعدة متينة من المتابعين وترك أثر قوي في الفضاءات الرقمية، يمكن للمواقع الصغيرة أن تكسر حاجز الهيمنة الذي تفرضه المواقع الكبيرة.
التفاعل بين المواقع الإلكترونية وجوجل
إن علاقة المواقع الإلكترونية بمحركات البحث، خاصة جوجل، أصبحت أكثر تعقيدًا في السنوات الأخيرة. حيث يشعر العديد من أصحاب المواقع بالقلق من تغييرات خوارزميات جوجل التي تؤثر على تصنيفاتهم في نتائج البحث. كان من المثير للاهتمام كيف أن العديد من المواقع، رغم توفيرها لمحتوى عالي الجودة، وجدت نفسها في أسفل صفوف البحث. هذا النجاح الظاهر لمواقع مثل Forbes استدعى الكثير من النقاشات حول العدالة في تصنيفات محرك البحث، حيث تصدرت مواقع كبرى في مجالات مختلفة على حساب مواقع أصغر تقدم محتوى متخصص ولكن أقل شهرة.
تعتبر مثل هذه التحولات تحديًا حقيقيًا لأصحاب المواقع الذين يعتمدون بشكل أساسي على جوجل لجذب الزيارات إلى مواقعهم. فهنالك حالات متعددة لذلك، مثل موقع مثل CNET الذي وجد نفسه يتجه أكثر نحو المحتوى العام على حساب مواضيعه التقنية الأصلية، مما أدى إلى تقليل التفاعل مع جمهوره الأساسي. هذا الانتقال خلق المزيد من الضغوط على المواقع الأخرى، التي انخفضت زياراتها نتيجة تغييرات خوارزمية جوجل.
الآثار الاقتصادية لتغييرات خوارزميات جوجل
خلال السنوات الأخيرة، أدت تغييرات خوارزمية جوجل إلى تأثيرات اقتصادية خطيرة على العديد من المواقع الصغيرة والمتوسطة. فمواقع مثل House Fresh وجدت نفسها تبحث عن وسيلة لتحقيق التوازن بين تقديم محتوى عالي الجودة وجذب الزيارات الضرورية لتأمين الإيرادات. وقد أظهرت الإحصائيات أن الأرباح التي كانت تتوقعها هذه المواقع قد تراجعت بشدة بعد الخوارزميات الجديدة. على سبيل المثال، في بعض الحالات، تراجعت حركة المرور على مواقع بسيطة بمعدل تجاوز 60%، مما أدى إلى تقليص الموارد والوظائف، بل وأحيانًا إغلاق المواقع نفسها.
وفي السياق ذاته، استجاب جوجل لضغوط أصحاب المواقع عبر تقديم وعود بإجراء تغييرات وتحسينات، ولكن لم يعد النظر إلى المواضيع المؤثرة بشكل كاف. العديد من أصحاب المواقع مثل Joshua Tyler لم يعد لديهم خيار سوى تقليص الفرق أو حتى إغلاق مشاريعهم تحت وطأة الضغوط المالية المتزايدة. الإحساس بعدم العدالة في أن التموضع لا يعتمد على الجودة بل على خوارزميات مشوشة، لا ينفصل عن مشاعر الإحباط لدى هؤلاء المبدعين.
الاجتماعات بين جوجل ومبتكري المحتوى
كان من المحوريات البارزة في النقاشات بين أصحاب المواقع وجوجل هو الاجتماع الذي نظمته جوجل في مقرها بولاية كاليفورنيا. هذا الاجتماع بنى آمالًا كبيرة لدى العديد من المبدعين الذين كانوا يعتقدون أن لديهم فرصة لعرض مشاكلهم مباشرة على فرق جوجل الهندسية. لكن الفعالية لم تكن كما توقعوا. فالكثير من المشاركين شهدوا تفاعلًا مخيبًا للآمال، حيث كانت هناك ملاحظات ينقصها التعاطف ومواقف مُتناقضة بشأن تأثير الخوارزميات.
لم يشعر العديد من المبدعين، مثل Navarro و Tyler، بأنهم حصلوا على الأجوبة التي كانوا يبحثون عنها. وفي الوقت الذي أشار فيه العديد من المشاركين إلى وجود قلق حقيقي حول كيفية معالجة جوجل لمشكلات التصنيفات، أكد مهندسو جوجل أن النظام يعمل على مستوى صفحات وليس المجالات. وهذا تناقض صريح مع تجارب أصحاب المواقع الذين أشاروا إلى تدهور تصنيفاتهم فجأة.
التحديات المستقبلية لأصحاب المواقع الإلكترونية
لا يزال الطريق طويلاً أمام مبتكري المحتوى، وكذلك أمام أصحاب المواقع الإلكترونية، لمواجهة التحديات الرئيسية المرتبطة بتصفية محركات البحث. أظهرت التجارب الأخيرة أن الاعتماد على محركات البحث العامة يمكن أن يكون خطرًا وإشكاليًا، بالنظر إلى تغييرات الخوارزميات غير المتوقعة. لقد استخلصت دروساً قوية من اجتماعاتهم وتجاربهم, مما أدى إلى التفكير في بدائل للطريقة التقليدية للحصول على حركة المرور.
هناك دعوات لتعزيز تنوع مصادر الحركة، بدءًا من بناء مجتمعات خاصة على منصات التواصل الاجتماعي إلى الاستثمار في استراتيجيات تسويق رقمية مستقلة. الانتقال إلى منصات جديدة، مثل YouTube أو أدوات محتوى أخرى، قد يتيح لأصحاب المواق تجنب التأثير السلبي المترتب على تصنيفات جوجل. يتطلب الأمر الابتكار والمثابرة لتوطيد العلاقة مع الجمهور، على الرغم من عدم اليقين الموجود، حيث تصبح هذه التجارب فرصًا للتعلم والنمو. في الأيام المقبلة، سيكون من الضروري لأصحاب المواقع تعلم كيفية التكيف مع العالم الرقمي المتغير وليس انتظار الحلول الجاهزة من قادة محركات البحث.
رابط المصدر: https://www.cnet.com/tech/services-and-software/google-search-changes-are-killing-websites-in-an-age-of-ai-spam/
تم استخدام الذكاء الاصطناعي ezycontent
اترك تعليقاً