الأبحاث تكشف سر لون الفراء لدى القطط البرتقالية

تُعتبر القطط من أكثر الحيوانات الأليفة شعبية في العالم، ويُعد Garfield، القط البرتقالي الشهير الذي أوجده جيم ديفيس في عام 1978، مثالاً جلياً عن ذلك. لكن ما الذي يميز هذا اللون البرتقالي في القطط، وما هي العوامل الجينية التي تحدد هذه السمة الفريدة؟ في هذا المقال، نستعرض أحدث الأبحاث التي قدمت تفسيرًا علميًا وراء لون الفراء في القطط، مستندة إلى دراستين جديدتين من مختبرين مرموقين في الولايات المتحدة واليابان. سنكتشف سويًا كيف يرتبط نظام صبغة الشعر لدى القطط بجين يدعى Arhgap36، وكيف تساهم العوامل الوراثية في تشكيل المظهر الفريد لكل قط. تابعونا للغوص أعمق في عالم الوراثة وفهم الظواهر البيولوجية التي تجذب الأنظار وتُثير الفضول!

الأصباغ في الثدييات: اكتشافات جديدة

تُعتبر الأصباغ من للعوامل الأساسية التي تحدد لون الفراء في الثدييات، ولديها دور كبير في تمييز الأنواع وفهم جيناتها. يُنتج الثدييات نوعين من الصبغات الرئيسة، وهما الإيوميلانين والفيميلانين. الإيوميلانين يميل إلى الألوان الداكنة، مثل الأسود والبني، بينما يمكن أن يظهر الفيميلانين بألوان تتراوح بين الأصفر والبرتقالي. الأبحاث الحديثة ركزت على كيفية تحديد هذه الألوان من قبل الجينات، وقد أجريت دراسات لتوضيح كيفية التحكم في إنتاج الأصباغ في القطط.

في العديد من الكائنات الحية، تتحدد عملية إنتاج الأصباغ بواسطة بروتين غشائي يُسمى MC1R. تم تحديد هذا البروتين كمفتاح رئيسي ينظم الوظائف في خلايا صباغية تُعرف باسم الميلانوسيت. عند إفراز هرمون منشط الميلانوسيت، تبدأ هذه الخلايا في إنتاج الإيوميلانين، بينما إذا تم الإفراج عن مادة تنافسية مثل بروتين أيغوتي، فإن إنتاج الإيوميلانين يتوقف، مما يؤدي إلى إنتاج الفيوميلانين.

لكن القطط تتميز بعملية إنتاج الأصباغ الخاصة بها، حيث تكون الآلية مختلفة تمامًا. معظم الأبحاث السابقة لم تكن تعرف الجينات المسؤولة عن لون الفراء في القطط. هذه الفجوة في المعرفة أدى إلى إجراء دراسات جديدة لفهم كيفية ظهور اللون البرتقالي، مثل الذي يظهر في شخصية غارفيلد الشهيرة.

الجين البرتقالي: مفهوم جديد في علم الجينات

تمثل الأبحاث الحديثة في مجال علم الجينات اكتشافاً مهماً يتعلق بالجين الذي يحدد لون الفراء البرتقالي في القطط. تم التعرف على وجود موقع جيني يُعرف بـ “البرتقال”، والذي يوجد على الكروموسوم X. يُعتبر هذا الموقع مميزاً لأنه يمكن أن يحمل نسختين، O و o، كل واحدة تحدد نوع الصبغة التي سيتم إنتاجها.

النسخة O تدعم إنتاج الفيوميلانين، مما يؤدي إلى الفراء البرتقالي، بينما النسخة o مسؤولة عن إنتاج الإيوميلانين، الذي يؤدي إلى الفراء الأسود. وعلى هذا النحو، فإن الحيوانات الإناث، التي تمتلك نسختين من الكروموسوم X، يمكن أن تظهر أنماط تلوين فريدة نتيجة لعمليات إلغاء تنشيط عشوائية لذاكرهما الكروموسوم أثناء مراحل النمو. هذا يُفسر سبب وجود أنثى قط ذات ألوان مزيّنة بالأسود والبرتقالي أو حتى الأبيض.

أما بالنسبة للذكور، فهم يحملون نسخة واحدة من الكروموسوم X، مما يعني أنهم لا يستطيعون الظهور بتلك الأنماط المتنوعة من الألوان. بالتالي، الخروج بهذا النوع من الألوان الفريدة هو سمة خاصة بالقطط الإناث، مما يضيف لمسة مميزة لها يقدّرها محبو القطط.

القطط ملونة: حقائق حول القطط ذات الألوان الثلاثة

تُعتبر القطط ذات الألوان الثلاثة، المعروفة أيضاً باسم القطط كاليكو، من الأمور الشائعة بين محبي الحيوانات الأليفة. تأتت هذه الأنماط الفريدة من خلال تداخل الجينات التي تتحكم في اللون، مما ينتج عنه مظهر مميز. تساعد هذه النماذج في فهم كيفية تأثر الألوان بالجينات التي تحددها، وتبرز التعقيد والثراء الذي يميز به العالم الحيواني.

عندما تولد القطط كاليكو، فإنها تحتوي على مجموعة مميزة من الألوان—الأسود والبرتقالي والأبيض. كل نمط من الألوان يعتمد على كيفية تعاقب إلغاء تنشيط الكروموسومات X المختلفة خلال فترة النمو. على سبيل المثال، إذا تم إلغاء تنشيط النسخة O في منطقة معينة، فإن تلك المنطقة ستكون سوداء. بينما المناطق الأخرى التي تم فيها إلغاء تنشيط النسخة o ستظهر باللون البرتقالي.

الأبحاث الحديثة لم تتعلق فقط بتكوين الألوان، بل أيضاً بكيفية تأثير هذه الأنماط الجينية على صحة وسلوك القطط. يعتقد العلماء أن هذه الطفرات الجينية يمكن أن تساهم في بعض الصفات الشخصية التي تظهر في القطط.

دور الأبحاث العلمية: دافع مختلف

تُعتبر الدراسات التي تتناول لون القطط البرتقالي مهمة ليس فقط من منظور علم الجينات، بل أيضاً على مستوى الفهم الأوسع لمجتمعاتهم البيئية. تدفع هذه الاكتشافات العلماء لمواصلة استكشاف الآليات الجينية وراء الخصائص الحيوانية المختلفة. التعرف على الجين مسؤول عن لون الفراء البرتقالي يُفتح المجال للفهم الأفضل لمجموعة متنوعة من الصفات الجينية الأخرى كذلك.

تركزت الجهود العلمية على أهمية تحقيق المعرفة من أجل غرض علمي بحت، دون علم بأي تطبيق عملي فوري. التركيز على الفهم الأساسي للنظام الجيني يسمح للباحثين في المستقبل بتطوير استراتيجيات للعناية بالقطط وتعزيز صحتها ورفاهيتها بشكل أفضل. هذا يُفضي إلى مزيد من الاكتشافات التي قد تؤثر على علم الوراثة وصحة الحيوانات بشكل عام.

رابط المصدر: https://www.livescience.com/health/genetics/scientists-reveal-genes-that-make-cats-orange

تم استخدام الذكاء الاصطناعي ezycontent