في تطور بارز في مجال الحوسبة الكمومية، كشفت روسيا عن أول نموذج أولي لجهاز كمبيوتر كمومي يحتوي على 50 كيوبت، والذي طوّره فريق من جامعتي لومونوسوف ومركز كوانتم الروسي. يعد هذا الإنجاز خطوة مهمة ضمن الخطة الروسية للتطور التكنولوجي في الحوسبة الكمومية، والذي تم دعمها من قبل الحكومة باستثمار يصل إلى 790 مليون دولار. ومع ذلك، تثير الأسئلة حول الأداء الفعلي للجهاز، حيث لا تزال العديد من معايير الأداء الأساسية غامضة. في هذا المقال، سنستعرض تفاصيل هذا الإنجاز، مع التركيز على الأبعاد التقنية والتحديات المستقبلية التي تواجهها روسيا في سعيها لتحقيق الريادة في هذا المجال الحيوي.
تصميم أول حاسوب كمي روسي بقدرة 50 كيوبت
شهدت روسيا مؤخرًا حدثًا تاريخيًا بإعلانها عن تطوير أول Prototype لحاسوب كمي بقدرة 50 كيوبت، وهو إنجاز يُعتبر علامة فارقة في مساعي البلاد لتعزيز قدراتها التكنولوجية في مجال الحوسبة الكمية. تم تطوير هذا الحاسوب بالتعاون بين جامعة لومانوسوف الحكومية ومركز الكوانتوم الروسي، كجزء من خارطة طريق الحكومة التي تهدف إلى تحقيق تقدم ملحوظ في هذا المجال بحلول عام 2024.
يعتمد النظام الجديد على ذرات الروبيديوم المحايدة، والتي تُستخدم كمنصة فعالة تم استكشافها عالميًا لتطبيقات كبرى. إن استخدام “الملاقط الضوئية” (optical tweezers) للتحكم في تلك الذرات يعد مثالًا على الابتكارات التي تُمكن العلماء من التعامل مع الكيوبتات بدقة متناهية. توضح التقارير أن هذا البحث يسعى للانتقال من النماذج الأولية التي تتكون من عدة كيوبتات إلى أنظمة تحتوي على مئات أو حتى آلاف الكيوبتات، مما يمثل خطوة مهمة نحو تعزيز فعالية الحوسبة الكمية.
على الرغم من الاحتفاء بهذا الإنجاز، فإن هناك بعض التساؤلات حول أداء النظام، وخاصة فيما يتعلق بمعدلات الخطأ، وأوقات التماسك، ودقة البوابات المستخدمة. تشدد الأوساط العلمية على أهمية الشفافية في نشر الاكتشافات، حيث أن عدم وجود مراجعة من قبل زملاء أو تجارب عامة تترك المجال للتشكيك في مصداقية هذه الادعاءات. لا يزال يتعين على المجتمع العلمي تقييم فعالية هذا النظام من خلال الإطلاع على بيانات أخرى تتعلق بأدائه، وهو ما يظل علامة استفهام كبيرة في هذه المرحلة.
استراتيجية روسيا في الحوسبة الكمية
تُعد الحوسبة الكمية واحدًا من أولويات روسيا الاستراتيجية في عصرنا الحديث، حيث ترى الحكومة الروسية أن هذه التكنولوجيا لديها القدرة على تغيير موازين القوى في مجالات متعددة تشمل الأمن السيبراني، والذكاء الاصطناعي، والبنية التحتية الحيوية. يعد الاستثمار في الحوسبة الكمية نقطة محورية في نزاع التكنولوجيا العالمي، حيث تسعى الدول الكبرى لتطوير قدراتها في هذا المجال لبناء مستقبل أكثر أمانًا وتطورًا.
منذ عام 2015، عملت روسيا على تطوير تقنيات الكوانتوم، حيث بدأ المشروع مع العمل على ساعة كوانتومية لنظام GLONASS للملاحة العالمية. ومنذ ذلك الحين، تم توسيع نطاق الأبحاث لتشمل منصات متنوعة تعتمد على الذرات المحايدة والأيونات، وهو ما يعكس التوجه الشامل للحكومة الروسية نحو تحقيق الاستقلالية التكنولوجية.
تخصص الحكومة استثمارات ضخمة تبلغ حوالي 790 مليون دولار لدعم مشروعات الحوسبة الكمية، مما يبرز أهمية هذا القطاع بالنسبة للاقتصاد الروسي. الهدف النهائي يتجاوز فقط تطوير نماذج أولية لما هو أكثر إلى بناء أنظمة قابلة للتطبيق في العالم الواقعي، وهو ما يتطلب تفوقًا في الهندسة الدقيقة وتطوير خوارزميات متقدمة، بالإضافة إلى تحسينات في تقنيات التصحيح من الخطأ.
التحديات المستقبلية أمام الحوسبة الكمية
بينما تُصنَّف روسيا الآن كواحدة من الدول التي تمتلك نموذجًا أوليًا لحاسوب كمي تبلغ قوته 50 كيوبت، تظل الطريق نحو الحوسبة الكمية العملية طويلاً وشاقًا. يتطلب الأمر التغلب على عقبات هامة تتعلق بالتصحيح من الخطأ واستقرار النظام. تتطلب زيادة عدد الكيوبتات إلى مستويات أعلى تحكمًا دقيقًا في التفاعلات بين الكيوبتات، لضمان الأداء الفعّال للنظام.
ليست عدد الكيوبتات وحدها هي المقياس للعلاقة بين فعالية الحوسبة الكمية، بل يجب النظر أيضًا في معايير الأداء مثل الدقة والمعدل الخطأ. تتزايد الآراء بين الخبراء على أن التقدم الحقيقي في هذا المجال سيكون نتيجة للاستثمارات المستمرة والابتكارات التي تركز على البرمجيات والبنية التحتية اللازمة لتفعيل هذه الأنظمة.
تبقى النظرية الكمية أمام تحديات جديدة، حيث أن التركيز على مجرد إنشاء كيوبتات يكفي لتوسيع نطاق التجارب. تحتاج الأبحاث القادمة إلى الإبداع والابتكار لتجاوز الحدود الحالية، مما يتيح لهذه التقنية أن تتحول إلى أداة فعّالة تحل المشكلات المعقدة التي تواجه المجتمع الحديث. مثل هذه المتطلبات تؤكد على أهمية تقديم الدعم الحكومي والتعاون الدولي أيضًا في هذا المجال.
البرامج الأكاديمية في مجال الحوسبة الكمومية
تتصاعد أهمية الحوسبة الكمومية بشكل متسارع، خصوصًا في الأوساط الأكاديمية. أصبحت الجامعات تتبنى برامج دراسات عليا متخصصة في الحوسبة الكمومية، مثل جامعة ويسكونسن، التي أطلقت برنامج ماجستير في الحوسبة الكمومية. يعكس هذا التوجه الحاجة الملحة لتدريب الطلاب في مجالات متقدمة من التكنولوجيا، والتي تتطلب مهارات خاصة ومعرفة في التعامل مع المعلومات الكمومية.
يشمل البرنامج مناهج دراسية متنوعة تتضمن نظرية الكم، البرمجة الكمية، والتطبيقات العملية للحوسبة الكمومية. الطالب في هذا التخصص يتعرض لمفاهيم معقدة مثل حالة السوبر بوزيشن، التشابك الكمي، والتصحيح الكمومي للأخطاء. هذه المعرفة تتيح له القدرة على تطوير خوارزميات جديدة يمكن أن تحدث ثورة في العديد من الصناعات، مثل الذكاء الاصطناعي، وتشفير البيانات، والبيانات الكبيرة.
أيضًا، يتعين على الطلاب التعاون مع شركات التكنولوجيا الكبرى لتنفيذ مشاريع تطبيقية تعزز من معرفتهم وتمنحهم الفرصة للتفاعل مع الابتكارات التي يتم تطويرها في هذا المجال. لذا تعتبر الأنشطة الأكاديمية هي المفتاح لرسم ملامح مستقبل الحوسبة الكمومية.
التعاون بين الشركات والبحث العلمي
في السنوات الأخيرة، زاد التعاون بين الشركات الكبرى في مجال التكنولوجيا والبحث العلمي. على سبيل المثال، أعلنت شركتا (IonQ) و(إيرباص) عن اتفاقية مشتركة لاستكشاف إمكانية استخدام الحوسبة الكمومية في مشاريع تحميل الطائرات. يعد هذا التعاون علامة على تحول الحكومات والشركات نحو التقنيات الأكثر تقدمًا والتي يمكن أن تزيد من كفاءة عملياتها.
الحوسبة الكمومية تستطيع حل مشاكل معقدة تتعلق بالعمليات اللوجستية في وقت قياسي، مما يجعلها أداة مثالية لقطاع الطيران الذي يتطلب دقة وسرعة في اتخاذ القرارات. إن التطبيقات العملية لهذه التكنولوجيا تعد كنقطة انطلاق لتعزيز الابتكار وتحقيق نتائج إيجابية على المدى الطويل.
بالإضافة إلى ذلك، هذا التعاون يدعم بيئة البحث العلمية من خلال توفير مصادر تمويل وتطوير البنية التحتية اللازمة للابتكار. كما أنه يشجع على تبادل المعرفة والخبرات بين العاملين في الصناعة وبين الأكاديميين، مما يؤسس لثقافة التعلم المستمر، ويدفع نحو تحسين الإنتاجية والكفاءة.
تطور الحوسبة الكمومية وتطبيقاتها المستقبلية
تستمر الحوسبة الكمومية في التطور السريع، حيث أسفرت الأبحاث الحديثة عن نماذج جديدة من الأجهزة الكمومية. على سبيل المثال، قدمت روسيا مؤخرًا نموذجا أوليًا لجهاز حاسوب كمومي بسعة 50 كيوبيت. هذه الخطوة تعتبر إنجازًا كبيرًا في السباق العالمي نحو تطوير الحوسبة الكمومية، حيث يمثل كل كيوبيت وحدة أساسية في نظام الحوسبة الكمومية، مما يمكن الأجهزة من القيام بحسابات معقدة في زمن قصير مقارنة بتكنولوجيا الحاسبات التقليدية.
تكمن أهمية هذه التطورات في قدرتها على تغيير مجالات متعددة مثل العلوم المالية، حيث يمكن استخدام الحوسبة الكمومية لتحليل البيانات المالية الكبيرة وتنفيذ استراتيجيات تداول أكثر فعالية. في مجال الأدوية، يمكن تسريع عملية اكتشاف الأدوية الجديدة عن طريق محاكاة التفاعلات الجزيئية بصورة دقيقة.
كذلك، ستسهم التعليمات الكمومية المتقدمة في تحسين أنظمة الأمان السيبراني، مما يجعل من الصعب على الجهات غير المصرح لها اختراق البيانات الحساسة. في النهاية، ستشكل هذه التحسينات ثورة في قابلية استغلال البيانات وتوسيع نطاق الابتكار في مختلف المجالات.
بناء قوة العمل المستقبلية في مجال الحوسبة الكمومية
يعتبر بناء قوة عاملة متخصصة في الحوسبة الكمومية من الأولويات الأساسية لضمان تطور واستدامة هذا المجال. يتطلب ذلك تكثيف الجهود التعليمية بهدف إعداد خريجين يمتلكون المهارات والمعرفة اللازمة. تمثل المؤسسات التعليمية حلبة رئيسية لتنمية هذه المهارات من خلال تقديم برامج متخصصة تشمل المهارات التقنية الأساسية ومدي التفاعل مع المشاريع العملية.
تشمل الاستراتيجيات المتبعة لتعزيز قوة العمل التأكيد على التنوع والشمولية التعليمية. من المهم أن يجذب القطاع الطلاب من خلفيات متنوعة، مما يساهم في تحقيق تنوع الأفكار وخلق بيئة تعلمية تنافسية. تعد كذلك المختبرات والشراكات مع الشركات الخاصة أداة فعالة لإثراء تجربة الطلاب وتزويدهم بخبرات عمل مباشرة.
التعاون بين الجامعات والمراكز البحثية والمؤسسات الصناعية لن يؤدي فقط إلى تعميق المعرفة بالإضافة إلى تطوير مهارات العمل الميداني، بل سيؤدي أيضًا إلى تعزيز الروح الابتكارية مما يسرع من عملية الوصول إلى النتائج المبتكرة. هكذا، يعد استثمار الوقت والجهود في بناء قوة عمل متخصصة خطوة حاسمة نحو تحقيق تقدم دائم ومستدام في مجال الحوسبة الكمومية.
تأثير التكنولوجيا على الحياة اليومية
تأثير التكنولوجيا على الحياة اليومية ليس موضوعًا جديدًا، فمع ازدياد الاعتماد على الأدوات والتقنيات الحديثة، أصبح واضحًا أن الحياة تغيرت بشكل جذري. لقد أصبحنا نعيش في عالم مليء بالتكنولوجيا حيث تلامس جميع جوانب حياتنا اليومية، من الهواتف الذكية إلى أدوات الذكاء الاصطناعي. على سبيل المثال، العديد من الأشخاص الآن يعتمدون على الهواتف الذكية لتنظيم حياتهم، سواء كان ذلك عبر تطبيقات التقويم أو تذكيرات المهام. كما أن التواصل الاجتماعي أصبح أكثر سهولة من أي وقت مضى، حيث يمكن أن يبقى الأفراد على اتصال مع الأصدقاء والعائلة عبر مسافات طويلة بسرعة.
ومع ذلك، تأتي التكنولوجيا أيضًا مع تحدياتها. أصبح الفضاء الرقمي مكانًا مليئًا بالمعلومات، مما يجعل من الصعب على الأفراد التمييز بين المعلومات الصحيحة والخاطئة. بالإضافة إلى ذلك، العديد من الأشخاص يعانون من نوع جديد من المجتمع المزدحم، حيث يمكن أن تشعر بالوحدة رغم تواصلك مع عدد كبير من الأشخاص عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
تكنولوجيا المعلومات والاتصالات أيضًا تُحدث ثورة في طريقة عملنا. لم يعد العمل يقتصر على المكاتب؛ فالعاملون الآن يمكنهم العمل من المنزل بفضل أدوات مثل البريد الإلكتروني وأنظمة إدارة المشاريع. هذا التحول يمكن أن يكون له فوائد عديدة، منها زيادة المرونة ومنح الأفراد القدرة على تحقيق التوازن بين العمل والحياة، ولكنه أيضًا يأتي مع بعض المخاوف المتعلقة بقضايا الصحة العقلية وضغوط العمل.
التعلم عن بعد: الفرص والتحديات
لقد أحدث التعليم عن بعد ثورة في كيفية تلقي المعلومات واكتساب المهارات. قبل انتشار الجائحة، كان التعلم عبر الإنترنت يشهد نمواً متزايداً، ولكن الجائحة عجلت هذا الاتجاه بشكل كبير. طلاب من جميع أنحاء العالم أصبحوا قادرين على الوصول إلى مصادر تعليمية لم تكن متاحة لهم سابقاً. على سبيل المثال، يمكن للطلاب الآن حضور محاضرات من جامعات مرموقة بدون الحاجة للتواجد فعلياً في الحرم الجامعي.
لكن، الجانب الآخر من التعليم عن بعد هو التحديات التي يواجهها الطلاب والمعلمون. العديد من الطلاب يفتقرون إلى المعدات اللازمة أو الاتصال الجيد بالإنترنت، مما يجعل من الصعب عليهم متابعة الدروس بشكل فعال. بالإضافة إلى ذلك، لم يكن يعد من السهل على المعلمين تغيير طرق التعلم التقليدية إلى أخرى رقمية، مما يتطلب منهم تطوير مهارات جديدة بسرعة.
رفع التحديات المذكورة قضايا تتعلق بالنظام التعليمي بشكل عام. كيف يستطيع المعلمون تحقيق مستوى عالٍ من التفاعل مع الطلاب في البيئة الرقمية؟ وكيف يمكن للمدارس والجامعات تقديم الدعم اللازم للطلاب الذين يواجهون صعوبات؟ هذه الأسئلة تثار باستمرار و تحتاج إلى صيغ جديدة للإجابة عليها في ضوء التجارب الحديثة.
التغيرات الثقافية والاجتماعية في العصر الرقمي
التحولات الثقافية والاجتماعية في العصر الرقمي واضحة للعيان، حيث تتغير القيم والمعتقدات بمرور الوقت. تأثير وسائل التواصل الاجتماعي، على سبيل المثال، غير الطريقة التي نتفاعل بها مع بعضنا البعض. يعكس هذا التحول في الثقافة كيف أصبحت المعلومات تنتشر بشكل أسرع، وكيف أصبحت الشفافية جزءاً أساسياً من حياتنا.
من ناحية أخرى، تمثل هذه التغيرات تحديات جديدة، مثل انتشار المعلومات المضللة والأخبار المزيفة. تساهم هذه الظاهرة في زيادة الانقسام في المجتمعات، حيث يجد الأفراد أنفسهم محاطين بآراء ربما تختلف تماماً عن معتقداتهم. وهنا تأتي الحاجة إلى تطوير مهارات التفكير النقدي، لمواجهة التحديات الجديدة التي تطلبها الحياة الرقمية.
إحدى الظواهر الاجتماعية الملحوظة هي تأثير من يسمون بانفلونسرز أو المؤثرين. هؤلاء الأشخاص أصبحوا جزءاً لا يتجزأ من ثقافتنا الحديثة، حيث يوجهون آراء جماهير كبيرة وينشرون محتويات تؤثر على سلوكيات وتجارب المتابعين. بينما يمكن أن يكون لذلك تأثير إيجابي في بعض الأحيان، مثل تحفيز الوعي حول قضايا اجتماعية معينة، إلا أن النتائج السلبية لا يمكن إغفالها، كما يحدث في سعي بعض المؤثرين للحصول على الشعبية على حساب القيم الحقيقية.
التوجهات المستقبلية في التكنولوجيا
عند الحديث عن المستقبل، من الواضح أن التكنولوجيا ستستمر في التطور بسرعة عالية، مما يترك آثارًا عميقة على حياتنا. الابتكارات مثل الذكاء الاصطناعي، Blockchain، والواقع المعزز تعد بمزيد من العجائب. ففي قطاع الأعمال، يُتوقع أن تساعد هذه التكنولوجيات في تحليل البيانات بشكل أفضل، وتحسين الاتصالات، وزيادة الكفاءة.
ومع ذلك، هناك مخاوف مرتبطة بهذه التطورات. تنتشر القلق بشأن الخصوصية والأمان، إذ أن البيانات الشخصية تُجمع وتُحلل بشكل دائم. كيف سيتعامل الأفراد مع هذه التحديات؟ يبرز أيضًا سؤال أخلاقي حول تطور الذكاء الاصطناعي، وإذا ما كان يمكن لهذه التكنولوجيا أن تتجاوز الحدود الأخلاقية والإنسانية.
بالإضافة إلى ذلك، الطلب المتزايد على المهارات التقنية في سوق العمل سيؤدي إلى تغييرات في أنظمة التعليم وبرامج التدريب. من المهم أن يكون هناك تركيز أكبر على تطوير مهارات القرن الحادي والعشرين، مثل التفكير النقدي، والتعاون، والحلول الابتكارية. هذه القدرات ستساعد الأفراد على النجاح في عالم يمتلئ بالتكنولوجيا المتقدمة.
أهمية التواصل الفعال في الحياة اليومية
يعتبر التواصل وسيلة أساسية لبناء العلاقات الإنسانية والاجتماعية بطريقة فعالة. فالتواصل الفعال يعزز الفهم المتبادل بين الأفراد، مما يؤدي إلى تقليل فرص سوء الفهم والنزاعات. في سياق الحياة اليومية، نحن نتواصل بطرق مختلفة؛ سواء من خلال الحديث المباشر، أو الرسائل النصية، أو حتى عبر وسائل التواصل الاجتماعي. العديد من الأبحاث تشير إلى أن تحسين مهارات التواصل يمكن أن يؤدي إلى تحسين علاقات العمل، العلاقات الأسرية، وأيضًا العلاقات الاجتماعية العامة.
من الأمثلة على ذلك، يمكننا أن نرى تأثير التواصل الفعال في بيئة العمل. المؤسسات التي تشجع على الحوار المفتوح بين الموظفين والمديرين تخلق بيئة عمل إيجابية. في مثل هذه البيئة، يشعر الأفراد بالراحة للتعبير عن آرائهم وأفكارهم، مما يعزز من روح الفريق ويزيد من الإنتاجية. على الجانب الآخر، فإن عدم التواصل بشكل فعال يمكن أن يؤدي إلى تكوين بيئات عمل سلبية، حيث يشعر الموظفون بعدم التقدير ويفقدون الحافز للعمل بجدية.
علاوة على ذلك، يجب أن يتضمن التواصل الفعال استخدام لغة جسدية إيجابية، مثل الابتسامة ومراعاة حركات اليد، حيث تلعب هذه العناصر دورًا كبيرًا في تعزيز الرسالة. على سبيل المثال، عند التحدث إلى شخص آخر، إذا كانت لغتك الجسدية تعكس الثقة والاحترام، فإن ذلك غالبًا ما يجذب الشخص الآخر للرد بإيجابية أيضًا. وبالمقابل، فإن الوضعية المغلقة أو تعابير الوجه السلبية قد تمنع تواصل فعّال وتؤدي إلى سوء الفهم.
التحديات التي تواجه التواصل الفعال
توجد العديد من التحديات التي يمكن أن تعوق التواصل الفعال. أول هذه التحديات هو اختلاف الخلفيات الثقافية بين الأفراد. في بعض الأحيان، يمكن أن تؤدي الاختلافات الثقافية إلى سوء فهم كبير. على سبيل المثال، قد يفسر التحدث بصوت عالٍ في بعض الثقافات على أنه علامة من علامات الحماس، بينما في ثقافات أخرى يمكن اعتباره عدم احترام.
هناك أيضًا تشويش المعلومات، حيث قد يتلقى الأفراد معلومات غير دقيقة تؤثر على كيفية فهمهم للرسالة. على سبيل المثال، في الاجتماعات السريعة، قد يفتقد بعض الأفراد تفاصيل هامة، مما يؤدي إلى اتخاذ قرارات خاطئة. من المهم أن يتم توفير وقت كافٍ للحديث والتأكد من أن جميع الأفراد قد فهموا المعلومات بشكل صحيح.
كذلك، قد تؤثر المشاعر السلبية، مثل الخوف أو القلق، على قدرة الأفراد على التواصل بشكل فعال. في حالات معينة، قد يشعر الأشخاص بالخوف من التحدث بسبب القلق من ردود أفعال الآخرين. يحدث هذا غالبًا في بيئات عالية الضغط مثل اجتماعات العمل أو أثناء التفاوض. لذلك، من المهم توفير بيئة آمنة للأفراد للتعبير عن أنفسهم. يجب أن يدرك القادة ومقدمو الدعم كيفية التعامل مع مشاعر الأفراد وتقديرها بما يعزز من التواصل الإيجابي.
استراتيجيات لتحسين مهارات التواصل
لتحسين مهارات التواصل الفعال، يمكن استخدام مجموعة من الاستراتيجيات البسيطة ولكنها فعالة. أولاً، من الضروري ممارسة الاستماع النشط. الاستماع بشكل فعّال يتطلب من الفرد التركيز على ما يقوله المتحدث، وعدم التفكير في كيفية الرد أثناء حديثه. يمكن تحقيق ذلك من خلال ترك مساحة كافية للتحدث قبل الاستجابة، وطرح أسئلة توضيحية تدل على الفهم.
ثانيًا، يجب الانتباه إلى أسلوب الكلام. استخدام جمل واضحة ومباشرة يمكن أن يساعد في توصيل الرسالة بشكل أفضل. يجب تجنب استخدام المصطلحات الفنية أو العبارات المعقدة التي قد تعيق الفهم. علاوة على ذلك، يمكن أن تساعد نبرة الصوت والإيقاع أيضاً في تحسين التواصل: صوت هادئ ومهذب يخلق أجواء إيجابية ويحفز الآخرين على الاستماع.
ثالثًا، من المهم الانفتاح على النقد البناء. هذا يعني أن يجب على الأفراد أن يكونوا مستعدين لاستقبال ردود الفعل حول أسلوب تواصلهم والعمل على تحسينه. يمكن أن تساعد هذه الخطوة في زيادة الوعي الذاتي وتحسين مهارات التواصل على المدى الطويل.
وأخيرًا، من الضروري الاطلاع على أساليب التواصل المختلفة واختبارها، مثل التواصل الكتابي، الشفوي، وغير اللفظي. التجريب المعرفي يساعد الأفراد على اكتشاف الأساليب الأكثر فعالية في سياقات مختلفة. يمكن المشاركة في ورش عمل للتدريب على مهارات التواصل، أو قراءة كتب متخصصة في هذا المجال لتعزيز المعرفة والمهارات.
رابط المصدر: https://thequantuminsider.com/2024/12/29/russia-unveils-its-first-50-qubit-quantum-computer-prototype/
تم استخدام الذكاء الاصطناعي ezycontent
اترك تعليقاً