مقدمة المقال:
في السنوات الأخيرة، أصبحت ظاهرة ذوبان الجليد في غرينلاند مصدر قلق متزايد للعلماء وصانعي السياسات على حدٍ سواء. يظهر فيديو جديد مثير للقلق، تم تجميعه باستخدام بيانات الأقمار الصناعية من وكالة ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية، كيف سالت الأطراف الجليدية بسرعة أكبر مما كان متوقعًا. تُشير الأبحاث إلى أن غرينلاند فقدت حوالي 563 ميلاً مكعبًا من الجليد بين عامي 2010 و2023، وهي كمية تكفي لملء بحيرة فيكتوريا، أكبر بحيرة في إفريقيا. سيتناول هذا المقال تفاصيل هذا الفيديو المدوي والأثر المحتمل لهذا الذوبان على مستويات البحار وتغير المناخ، بالإضافة إلى الطرق المستخدمة لقياس التغيرات في سمك الجليد. تابعوا القراءة لاكتشاف الحقائق المثيرة وراء هذا التغير البيئي المقلق.
تحليل انكماش الجليد في غرينلاند
تعد غرينلاند واحدة من أكبر مناطق الجليد في العالم، حيث تؤثر بشكل كبير على مستوى البحار وبيئة الكرة الأرضية. تكشف البيانات الأخيرة المستندة إلى أقمار صناعية من وكالة ناسا والوكالة الأوروبية للفضاء عن انخفاض ملحوظ في كتلة الجليد في غرينلاند. تم رصد فقدان كبير للجليد حيث فقدت غرينلاند ما يعادل 2,347 كيلومتر مكعب من الجليد بين عامي 2010 و2023، وهذا يكفي لملء بحيرة فيكتوريا، أكبر بحيرة في أفريقيا. بالإضافة إلى ذلك، يُظهر الفيديو الذي تم إنشاؤه من خلال تجميع البيانات كيف أن حواف الصفائح الجليدية تتعرض لفقد هائل مقارنة بالعرض الأعمق.
بشكل خاص، يظهر أن الأنهار الجليدية المانحة للبحر تشهد أسرع معدلات الانكماش، مما يُشير إلى أن التغير المناخي له تأثيرات مباشرة وآنية على البيئات الطبيعية. الدراسات تشير إلى أن الصفائح الجليدية في غرينلاند بدأت تفقد الكتلة بشكل مستمر منذ عام 1998، مما يجعلها المصدر الثاني الأكبر لارتفاع مستوى البحار بعد تمدد المياه الناتج عن ارتفاع درجات الحرارة. في عام 2023، يقدر فقدان كتل الجليد بشكل متوسط عند حوالي 1.2 متر في مناطق أوسع، في حين أن المناطق المحيطة بمحافظات الأنهار الجليدية شهدت فقدانًا قدره حوالي 6.4 متر بمعدل تحذيري.
هذا الفقدان يطرح تساؤلات كثيرة حول مستقبل المناخ ومآلات الحياة على كوكب الأرض. يمكن أن تؤدي هذه الظواهر إلى فوضى طبيعية مختلفة، مثل الفيضانات والانجرافات الخطيرة. يتطلب الأمر من المجتمعات العالمية اتخاذ تدابير استباقية للحد من الانبعاثات الكربونية وتحجيم تبعات التغير المناخي. يُعتبر التعاون الدولي والابتكار في مجالات الطاقة والتكنولوجيا من الضروريات الملحة للتعامل مع الأزمات المناخية.
التقنيات المستخدمة لمراقبة الجليد
تستخدم وكالة ناسا والوكالة الأوروبية للفضاء مجموعة من التقنيات المتطورة لمراقبة التغيرات في الصفائح الجليدية في غرينلاند. يشمل ذلك استخدام الأقمار الصناعية مثل “ICESat-2” و”CryoSat-2″، حيث تستعمل كل منهما تقنيات مختلفة لجمع البيانات حول ارتفاع سطح الجليد. يعتمد ICESat-2 على قياسات الليزر بينما يستخدم CryoSat-2 الرادار لقياس تغير ارتفاع سطح الأرض.
الدراسة الأخيرة التي نُشرت في “Geophysical Research Letters” تؤكد الاتساق بين النتائج المستخلصة من كلتا التقنيتين، حيث لم تتجاوز الفروق بينهما 3%. هذا النجاح في دمج البيانات يعزز الدقة في تصورات فقدان الجليد ويقدم صورة أوضح للتغيرات الحاصلة. تمتاز القياسات المتزامنة من الأقمار الصناعية بتوفير إدراك معمق لحالة الغطاء الجليدي، وهو أمر كبير الأهمية لفهم التغيرات المناخية.
تشير النتائج التي تم الحصول عليها إلى أن الصفائح الجليدية في غرينلاند قد انخفضت بمعدل قدره 1.2 متر على مدى 13 عامًا، ولكن التغيير العميق يكمن في الهامش عند الحواف، إذ خسر الجليد هناك 6.4 متر على مدى نفس الفترة. يشير ذلك إلى أن التغيرات الأشد تشهدها المناطق التي تتصل بالمحيطات. ولعل أضخم فقد يحدث في الأنهار الجليدية بتحركات تصل إلى 75 متر، وهو واقع قلق يتطلب تدقيقًا وتأملًا في المستقبل.
تأثيرات التغير المناخي على مستوى البحر
يعد فقدان الجليد في غرينلاند من العوامل الرئيسية التي تتسبب في ارتفاع مستويات البحار، الأمر الذي يهدد المناطق الساحلية حول العالم. الدراسة الواسعة حول هذا الموضوع تشير إلى أن مستوى البحار قد يرتفع بمعدل أسرع من المتوقع بسبب الانصهارات المتزايدة. الوضع الحالي في غرينلاند يسلط الضوء على كيف أن روسيا وغيرها من الدول المطلة على المحيطات يمكن أن تتأثر بهذا التحول.
في السنوات الأخيرة، تحذّر منظمات مثل الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي من التأثيرات المحتملة، بما في ذلك الفيضانات الساحلية وتآكل السواحل، مما قد يؤدي إلى نفقات ضخمة لإعادة التأهيل والبناء. المناطق التي تتجاوز ارتفاعات معينة قد تواجه خطرًا أكبر من غيرها، الأمر الذي يتطلب استراتيجيات مدروسة للمواجهة والتكيف.
علاوة على ذلك، كلما زاد مستوى البحر، كلما زادت المخاطر الصحية والاجتماعية والاقتصادية. يمكن أن يؤدي تأثر البنى التحتية وسكون السكان إلى اندلاع أزمات تستدعي تعاملاً سريعا ومستدامًا. ثمة أمثلة في مناطق منخفضة مثل ديلتا النهر أو المدن الساحلية الكبرى، حيث تكون الأساليب التقليدية في البناء غير كافية لمنع الفيضانات المتكررة.
تم استخدام الذكاء الاصطناعي ezycontent
اترك تعليقاً