في كشف أثري مذهل، عثر علماء الآثار في موقع “أوكسيرينخوس” بمصر على 13 مومياء قديمة مزيّنة بألسنة وأظافر ذهبية، مما يسلط الضوء على الممارسات الجنائزية الغامضة للحضارة المصرية القديمة. يعود تاريخ هذه المومياوات إلى العصر البطلمي، حيث كانت مصر تحت حكم سلالة تنحدر من أحد جنرالات الإسكندر الأكبر. ستتناول هذه المقالة تفاصيل الاكتشافات الجديدة، بما في ذلك عدد كبير من الألسنة الذهبية والتمائم ذات الأشكال المتنوعة، وكذلك اللوحات الجدارية الرائعة التي تم العثور عليها. تعكس هذه المكتشفات ليس فقط الاعتقادات الروحية للمصريين القدماء، بل أيضاً مستويات الرفاهية التي كانت تتمتع بها النخبة في ذلك الزمن. تابعوا معنا لاكتشاف المزيد عن هذه الحقبة التاريخية المثيرة.
اكتشافات أثرية في أكسيرينخوس
في موقع أكسيرينخوس التاريخي بمصر، تم اكتشاف 13 مومياء تحمل ألسنة وأظافر من الذهب. هذه النتائج جاءت نتيجة لحفريات عميقة في مناطق دفن متعددة، مما أدي لظهور قاعات تضم عشرات المومياوات. المومياوات هذه تعود إلى الفترة البطلمية، وهي مرحلة في التاريخ المصري تتراوح بين عام 304 و30 قبل الميلاد، حيث كانت مصر مملكة تسيطر عليها سلالة انحدرت من أحد جنرالات الإسكندر الأكبر.
سابقًا، تم العثور على 16 لسانًا ذهبيًا في نفس الموقع، وهو ما يعكس استمرار العادات الدينية المتعلقة بالتحنيط وفكرة وجود حياة بعد الموت. اعتقد المصريون القدماء أن إدخال الذهب إلى جسد المتوفى يساعده في التحدث خلال الآخرة، حيث كان يُعتبر الذهب “لحم الآلهة”. كما يشير المؤرخون إلى أن هذا العدد الكبير من الألسنة الذهبية قد يرمز إلى حالة اجتماعية معينة أو رتبة أعلى للمتوفين.
ترافق هذه الاكتشافات مع مجموعة من التعويذات والأساور، منها 29 تعويذة شكلها شكل الخنفساء التي كانت تعتبر رمزًا للحركة الدائمة والشمس. كما وجدت تعويذات على هيئة الآلهة المصرية مثل حورس وإيزيس، مما يبرز الفهم الديني والمعرفي للمصريين القدماء.
دلالات الألسنة الذهبية والتعويذات المكتشفة
يعتبر وجود الألسنة الذهبية دلالة قوية على احتمالية انتماء هذه المومياوات لشخصيات ذات مكانة عالية. فكما تقول ساليما إكرام، أستاذة علم المصريات في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، قد تعود هذه المومياوات لنخبة ذات روابط مع المعابد وعبادات الحيوانات التي كانت رائجة في تلك الفترة. كما تضيف أن ذلك قد يشير إلى أن وجود الذهب في عملية التحنيط كان يشكل موضة أو تقليدًا في ذلك الوقت.
التعويذات المكتشفة، مثل تلك المرتبطة بالخنفساء، تشير إلى المعتقدات الثقافية والدينية العميقة. فقد كان الفراعنة يعتقدون أن الخنفساء تُجدد الحياة، مما يعكس الإيمان بإعادة الميلاد. كما قامت الأبحاث الحديثة بإبراز أهمية التعويذات المرتبطة بالآلهة التي تحمي المتوفي في رحلته في العالم الآخر.
الجوانب الفنية لهذه الاكتشافات تعكس أيضًا براعة المصريين القدماء في الفنون التقليدية. الرسومات الموجودة في المقبرة، مثل تلك التي تمثل الآلهة المختلفة والقوارب المرتبطة بالموت والبعث، تعبر عن درجة عالية من الإبداع الفني والفهم العميق لمكانة الآلهة في حياة الفراعنة.
الفن والعمارة في العصر البطلمي
تتجلى فنون العصر البطلمي بشكل واضح من خلال الرسومات الجدارية التي وجدت في القبور. هذه الرسومات ليست مجرد زينة، بل تعتبر وثائق تاريخية تُظهر كيف رأى المصريون القدماء الحياة والآخرة. واحدة من الرسومات التي تم الكشف عنها تُظهر صاحب القبر “وين-نيفير”، الذي يصور وهو محاط بعدة آلهة، مما يدل على انتمائه لطبقةٍ دينية أو رفيعة المستوى.
الألوان المستخدمة في الرسومات لا تزال مشرقة، مما يعكس جودة الأعمال الفنية ودرجة الاحترافية التي تمتع بها الرسامون في تلك الفترة. والرسوم على السقف، التي تُظهر الإلهة “نوت” محاطة بالنجوم، تُبرز أيضًا الاهتمام الفلكي والثقافي لدى المصريين القدماء.
تعتبر هذه الرسومات جزءًا من جهد شامل لإعداد المتوفي لحياته بعد الموت، مما يُظهر كيف كانت لكل عنصر من عناصر الدفن وظيفة رمزية ومعنوية.
التاريخ الثقافي للمصريين القدماء وعلم الآثار الحالي
تمثل هذه الاكتشافات نافذة على عالم كان قائمًا في مصر قبل أكثر من ألفي عام. تعكس الآثار المختلفة أساليب الحياة والعادات والتقاليد التي كانت سائدة في تلك الأزمنة. من خلال دراسة هذه الآثار، يمكن للعلماء والباحثين استنتاج الكثير عن الدين، الثقافة، والفن في مصر القديمة.
علم الآثار الحديث يوفر لنا الأدوات اللازمة لفهم هذا التراث التاريخي وتفسيره. تقنيات مثل التحليل الجزيئي والدراسات الإشعاعية تساعد في توفير أدلة دقيقة، كما تسهم في تعزيز فهمنا للبيئات القديمة التي حاول المصريون العيش بها. التعرف على الأعراف والتقاليد المتعلقة بالتحنيط يمكن أن تضيف المزيد من الأبعاد لفهم أسلوب حياة المصريين القدماء.
الإشارات إلى الثقافة والرموز الدينية تحظى بأهمية أثناء التنقيب، حيث توفر الألواح الأثرية والمكتشفات التنقيب عبر الزمن تاريخًا مُعقدًا ومتنوعًا. لذا، فإن الاكتشافات الحديثة ليست مجرد نتائج أحفورية، بل تمثل استمرارية ثقافية تعكس عمق الحضارة المصرية القديمة.
تم استخدام الذكاء الاصطناعي ezycontent
اترك تعليقاً