عاصفة “قنبلة” تهدد كاليفورنيا وأوريغون بأمطار غزيرة ورياح قوية

في ظل التغيرات المناخية المتزايدة، تعيش المناطق الغربية من الولايات المتحدة على موعد مع حدث جوي نادر وقوي يعرف باسم “الإعصار القنبلة”. هذا النظام العاصف، الذي يُتوقع أن يؤثر على ولايتي كاليفورنيا وأوريغون في الفترة من 19 إلى 21 نوفمبر، سيجلب هبوب رياح قوية وأمطار غزيرة، مما يهدد الحياة والممتلكات. في هذه المقالة، سنستعرض كيف يحدث “القنابل الجوية”، وآثاره المحتملة، بالإضافة إلى الدور الذي تلعبه هذه الظواهر في توفير المياه الحيوية لتلك المناطق، والتي تمثل مصدرًا رئيسيًا لمياه الأمطار السنوية. تابعونا لاستكشاف التأثيرات المناخية التي نشهدها وكيف يمكن الاستعداد لها.

العواصف القنبلة وتأثيرها على الساحل الغربي

تعتبر العواصف القنبلة ظاهرة جوية تثير اهتمام العلماء وعامة الناس على حد سواء، خاصة عندما تتجه نحو المناطق الساحلية مثل كاليفورنيا وأوريغون. في 18 نوفمبر، توقعت الأرصاد الجوية أن تتعرض هذه الولايات لعواصف قوية تتميز برياح شديدة وأمطار غزيرة بين 19 و21 نوفمبر. يُعرف تساقط الضغط السريع لأكثر من 24 مليبار خلال 24 ساعة باسم “توليد القنبلة”، مما يؤدي إلى تحول العاصفة إلى عاصفة قنبلة. يحدث هذا عندما تتصادم كتل الهواء الساخنة والباردة، مما يؤدي إلى تدهور الضغط الجوي. يشير التقرير إلى أن هذا الضغط المنخفض من المتوقع أن يجلب نهرًا جويًا إلى شمال كاليفورنيا وجنوب أوريغون، مما يسحب الرطوبة الاستوائية نحو الشمال.

فقد أشرنا إلى أن التأثيرات الأشد، المصنفة على أنها “شديدة”، ستكون بين منطقة خليج سان فرانسيسكو ومدينة يوريكا في كاليفورنيا. من المتوقع أن تتأثر مناطق واسعة من أوريغون، مرورًا إلى ساليناس في كاليفورنيا، بالعواصف التي ستترافق مع رياح عاتية وأمطار غزيرة قد تؤدي إلى الفيضانات. تبيّن التوقعات أن سرعة الرياح قد تصل إلى 113 كيلومترًا في الساعة، بينما قد يتجاوز معدل هطول الأمطار 10 سنتيمترات يوميًا. كما تتوقع الأرصاد الجوية تساقط ثلوج كثيفة في المناطق الجبلية ذات الارتفاعات العالية.

على الرغم من المخاطر المترتبة على هذه العواصف، إلا أنها تلعب دورًا حيويًا في نظام المياه في الغرب. تشير الدراسات إلى أن 30% إلى 50% من هطولات الأمطار السنوية في الولايات الغربية تأتي من أحداث نهر جوي معينة. وهذا يبرز كيف أن هذه الظواهر تمثل مصدرًا حيويًا للمياه، رغم المخاطر الكبيرة التي قد تتسبب بها.

تحولات أنماط الأنهار الجوية وتغير المناخ

مع تفاقم قضايا تغير المناخ، يتوقع العلماء تحول أنماط الأنهار الجوية، مما يعني زيادة في الهطولات الغزيرة على ارتفاعات منخفضة، ولكن مع تقليص كميات الثلوج في المناطق الجبلية. يُعتبر الثلج ضروريًا في كثير من المناطق لأنه يشكل مصدرًا مستدامًا للمياه إذ يذوب ببطء طوال العام. بالمقابل، فإن هطول الأمطار الغزيرة خلال فترات قصيرة يمكن أن يؤدي إلى التهديدات الأكثر فورية، مثل الانهيارات الطينية والفيضانات التي يمكن أن تكون مدمرة.

أحد الأمثلة على ذلك هو كيف أن أجزاء من كاليفورنيا، التي تعتمد أساسًا على ذوبان الثلوج كمصدر للمياه، قد تواجه تحديات كبيرة بسبب هذه التغيرات. التغير في نمط الأمطار، حيث تتساقط الأمطار بغزارة لفترات قصيرة، قد لا يوفر كمية كافية من المياه للاحتياجات الزراعية أو الاستخدامات المدنية خلال فترات الجفاف. وبالتالي، يؤدي هذا إلى زيادة الطلب على استراتيجيات إدارة المياه الفعالة للتكيف مع التغيرات.

يشير دراسات NOAA الصادرة في عام 2021 إلى أن التحولات في أنماط الأنهار الجوية قد تؤثر بشكل كبير في الموارد المائية في الغرب. ويعتبر هذه التحول بمثابة إنذار مبكر لمشاكل قد تطرأ في المستقبل، قد تعصف بقدرة الولايات على تلبية احتياجات مياه الشرب والزراعة خلال الفصول الأكثر جفافًا.

التداعيات الاجتماعية والاقتصادية للعواصف الشديدة

العواصف، سواء كانت قنبلة أو غيرها، لها تأثيرات هامة للغاية على المجتمع والاقتصاد. تسببت العواصف في تكبد خسائر مالية كبيرة في المناطق المتضررة، حيث تشمل الأضرار الممتلكات، البنية التحتية، والمرافق العامة. مثل هذه الأحداث توضح الحاجة الملحة للاستثمار في تقنيات التنبؤ بالطقس والبنية التحتية الساحلية لحماية المجتمعات من المخاطر المتزايدة.

زيادة الوعي حول هذه المخاطر أمر في غاية الأهمية. يتعين على المواطنين الحكوميين والمجتمعات المحلية أن تتعاون لمواجهة هذه التحديات. على سبيل المثال، تعد برامج توعية السكان بخطط الإجلاء وتوفير الحماية للممتلكات أمرًا ضروريًا لخفض حجم الأضرار. كما يمكن أن تسهم هذه الخطط في تخفيف الضرر الذي قد يلحق بالأفراد الأكثر تعرضًا للخطر مثل الفئات السكانية الضعيفة.

بالإضافة إلى ذلك، تسلط الأضواء على الحاجة إلى حلول مستدامة لمواجهة هذه الظواهر الجوية. يمكن أن تشمل الحلول استخدام تقنيات حديثة مثل أنظمة المراقبة الإنذار المبكر وأدوات رسم الخرائط لدراسة تأثيرات العواصف في الوقت الحقيقي. ويعد الاستثمار في البنية التحتية للدفاع ضد الفيضانات والتآكل الساحلي من الضرورات الملحة لحماية الأفراد والمجتمعات. إن تعزيز التعاون عبر الحدود حول إدارة المياه والموارد يمكن أن يساعد الدول على التصدي بفاعلية لمواجهة المخاطر المتزايدة نتيجة التغير المناخي.

رابط المصدر: https://www.livescience.com/planet-earth/weather/west-coast-bracing-for-bomb-cyclone

تم استخدام الذكاء الاصطناعي ezycontent