في عصر تتقاطع فيه التكنولوجيا مع عالم الوسائط الاجتماعية بشكل متزايد، يبرز ظاهرة مثيرة للقلق والجدل تتعلق بظهور نماذج مؤثرين مولدة بالذكاء الاصطناعي على إنستغرام. هذه النماذج، التي تستنسخ محتوى حقيقي من مؤثرين ونماذج بشرية، تُعطي انطباعاً بأنها أصلية، لكنها في الحقيقة نتائج للذكاء الاصطناعي. يتزايد هذا الاتجاه بشكل مدهش، مما يثير تساؤلات حول أخلاقيات الاستخدام، وحماية حقوق الفنانين، وكيفية تأثير هذه الظاهرة على الأسواق الرقمية.
سنستعرض في هذه المقالة الآثار المترتبة على هذه الظاهرة من خلال تحليل عميق حول كيفية عمل هذه الحسابات، وكيف يؤثر ظهورها على المحتوى البشري والفرص الاقتصادية للمبدعين الحقيقيين. سنناقش أيضاً كيفية تعامل منصات مثل إنستغرام مع هذه القضايا، والمخاوف المحيطة بسوق المؤثرين والنماذج، وكيف يمكن أن يشكل هذا الاتجاه مستقبل وسائل الإعلام الاجتماعية.
تزايد استخدام المؤثرين الذين انشأوا بواسطة الذكاء الاصطناعي
تمثل ظاهرة المؤثرين الذين يتم إنشاؤهم بواسطة الذكاء الاصطناعي تحولا ملحوظا في عالم وسائل التواصل الاجتماعي، حيث بدأت هذه الظاهرة بالانتشار بشكل كبير على منصة إنستغرام. تطور الأمر بشكل جعل العديد من المحتوى البشري الحقيقي يتعرض للسرقة، حيث يتم تزييف الأوجه والتلاعب بمقاطع الفيديو الخاصة بنماذج حقيقية وصانعي محتوى. هذه الممارسة لم تعد مجرد ظاهرة محدودة، بل تحولت إلى تجارة متنامية تستغل تقنية الذكاء الاصطناعي في إنتاج محتوى بديل قد يبدو من بعيد كأنه حقيقي، لكنه في الواقع ليس سوى عملية تلاعب. يشتكي العديد من صانعي المحتوى الحقيقيين من أنهم الآن يتنافسون مع حسابات مزيفة تقتطع من انتشارهم وأرباحهم.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن ملاحظة أن هذه الحسابات المزيفة تكسب المال عبر ربطها بمواقع مثل OnlyFans وPatreon وغيرها، مما يشير إلى نوع من الاستغلال الفكري والجسدي. البيانات والإحصاءات التي تم جمعها من خلال دراسة أكثر من 1000 حساب على إنستغرام توضح كيف يسهل الوصول إلى أدوات الذكاء الاصطناعي المتاحة التجزئة، مما أتاح للجميع إنتاج هذا النوع من المحتوى. استغل البعض هذه الأدوات لخلق محتوى يحقق ربحا على حساب صانعي المحتوى الحقيقيين.
التأثير على صانعي المحتوى الحقيقيين
عندما نتحدث عن التأثير الذي تسبب فيه هؤلاء المؤثرين المدعومين بالذكاء الاصطناعي، يمكننا أن نرى بوضوح أن صانعي المحتوى الحقيقيين يعانون من تدني مشاهداتهم وعائداتهم. إليانا سانت جيمس، وهي صانعة محتوى للبالغين، واحدة من العديد من المؤثرين الذين شهدوا تراجعًا كبيرًا في الوصول والتفاعل مع محتواها، حيث تشير إلى أن مشاهداتها تراجعت بشكل ملحوظ، من الملايين إلى أقل من خمسمئة ألف في بعض الأشهر. هذا التراجع ليس مجرد صدفة، بل هو نتيجة مباشرة للتنافس مع هذه الحسابات التي تستخدم تقنيات غير أخلاقية. هؤلاء الأصناف المستغلة لم يتجاوزوا فقط الحدود الأخلاقية، بل تسببوا أيضًا في إضعاف سوق صانعي المحتوى الحقيقيين.
المشاكل ليست محصورة فقط في التنافس المباشر، ولكنها تشمل أيضًا صعوبات في الحفاظ على الهوية الشخصية والخصوصية. العديد من صانعي المحتوى يجدون صعوبة في الإبلاغ عن انتهاكات حقوق الملكية الفكرية، حيث يتطلب تقديم الشكاوى وقتا وجهودا قد تؤدي إلى المزيد من المخاطر. المستخدمون الأصليون للمحتوى منشغلون في محاولة معالجة انتهاكاتهم بدلاً من التركيز على الإبداع وتقديم محتوى جديد ومثير. هذه الديناميكيات حوّلت البيئة الرقمية إلى ساحة معركة، حيث نجد أن الأخلاقيات تتلاشى في طغيان الربح السريع.
تقنيات مكافحة المحتوى المُسيء والمزيف
تتطلب موضوعات مثل إنشاء مؤثرين بواسطة الذكاء الاصطناعي حلولاً تقنية ورقابية من المنصات الاجتماعية. لقد أظهرت إنستغرام بعض العلامات بأنها تحاول معالجة هذه الظاهرة، لكنها تعاني من صعوبة في التطبيق الفعلي والإشراف على المحتوى، سواء من حيث التقنيات المستخدمة أو الموارد المخصصة لمكافحة هذه الأنشطة. اتخذت المنصة خطوات مثل حذف بعض الحسابات المبلغ عنها، لكن المشكلة أكبر من مجرد حسابات فردية. من الضروري تطوير أدوات متقدمة تعتمد على الذكاء الاصطناعي يمكنها تحديد معرفات المحتوى المزيف وتصفية ما ينتهك حقوق الملكية الفكرية.
على الرغم من أن إنستغرام تعتمد على تقنيات معينة، مثل أدوات التحقق من المحتوى وحساب الاستخدام الانتهاكي، إلا أن هذه التقنيات ليست فعالة بما يكفي للاحتفاظ بالمستخدمين وحمايتهم. يجب أن تكون هناك آليات للأفراد للإبلاغ عن الانتهاكات بطريقة تُفرّق بين الحسابات الأصلية والمزيفة، كما يجب تحسين الذكاء الاصطناعي بحيث يمكنه تمييز المحتوى الشرعي من المحتوى المُنتَج بطريقة غير قانونية. الفشل في ذلك قد يؤدي إلى استمرار تفشي هذه الممارسات وتدهور البيئة الرقمية بشكل عام.
الآثار الاجتماعية والثقافية للذكاء الاصطناعي في وسائل التواصل الاجتماعي
مع استمرار صعود المؤثرين الذين يُنشئون عبر الذكاء الاصطناعي، تظهر العديد من الأسئلة حول الآثار الاجتماعية والثقافية لهذه الظاهرة. من الآثار الواضحة هي كيفية إعادة تشكيل مفهوم الجمال والنجاح على وسائل التواصل الاجتماعي. حيث يبدو أن القيمة تُقاس الآن بالترويج الدائم عبر تكنولوجيا متاحة للجميع، ما قد يؤثر على المواهب البشرية ويجعل نجاح الأفراد مرتبطًا بقدرتهم على استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي بدلاً من مهاراتهم الإبداعية.
الأجيال القادمة قد ترى هذه الصورة كواقع طبيعي، مما يساهم في إهمال النجاحات الحقيقية والتقليل من قيمة الإبداع والموهبة. والأسوأ من ذلك هو التأثير على نفسية الشباب، حيث يمكن أن تؤدي هذه التغييرات إلى مشاعر عدم الكفاءة والقلق فيما يتعلق بمظهرهم وإبداعاتهم. إن عالمًا حيث يكون الجمال والنجاح مُصنّعًا بشكل صناعي يمكن أن يساهم في تفشي القلق والاكتئاب.
الأمر يتجاوز الجانب الفردي ليشمل تأثيرات أوسع على الثقافة والمجتمع. كيف نعيد تعريف العلاقات الإنسانية وأبعادها، عندما يمكن أن تتلاشى الحدود بين الإنسان والآلة؟ هل ستُعتبَر القيم الإنسانية والثقافية النابعة من التجربة الحياتية، مثل الإبداع والفن، بمثابة عملة نادرة في زمن الهيمنة الإلكترونية؟ هذه الأسئلة تتطلب التفكير الجاد والبحث في الفلسفة والأخلاقيات المرتبطة بالتكنولوجيا وكيف يمكن للمجتمع أن يتكيف مع مثل هذه التغييرات السريعة.
اللعبة الجديدة لعالم التأثير الرقمي: الهيمنة بالذكاء الاصطناعي
في عصر تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي، أصبح من الممكن للشخص العادي أن يصبح مؤثراً عبر الإنترنت دون الحاجة لتواجد فعلي. هذه الظاهرة تتجلى بشكل واضح في ظهور مؤثرين رقميين تم إنشاؤهم بواسطة الذكاء الاصطناعي، حيث يستطيع هؤلاء المؤثرون استقطاب المتابعين وكسب المال من محتوى يستند إلى صور أو مقاطع فيديو رقمية. المثال الأبرز هنا هو مجموعة “Digital Divas” التي تضم ثلاثة مؤثرين تم إنشاؤهم بواسطة الذكاء الاصطناعي، وهؤلاء يتم إدارتهم من قبل أشخاص حقيقيين في الولايات المتحدة. يشير أحد هؤلاء المؤثرين، Aika Kittie، إلى أن هناك جوانب للغموض خلف هذه الحسابات، مما يضيف إلى جاذبيتها.
تستند هذه الفكرة على مفهوم “الوحدة”، حيث يوجه المؤثرون الرقميون رسالاتهم إلى أولئك الذين يعانون من الشعور بالوحدة. الرسالة الأساسية هي أنه بدلاً من عرض المحتوى بشكل عشوائي، يجب أن يكون الهدف هو جذب المتابعين من خلال تقديم محتوى فريد يستهدف رغباتهم المحددة، مثل الرغبة في رؤية أشخاص معينين أو محتوى مخصص. لذلك، يُعتبر إنشاء شخصيات مؤثرة رقمية وسيلة فعالة للتواصل مع جمهور يعاني من الشغف والرغبة، مما يجعل من السهل جني الأموال من هذا الفضاء.
كيفية بناء مؤثر رقمي: أدوات واستراتيجيات
لبناء مؤثر رقمي ناجح، يتطلب الأمر مجموعة من الأدوات والتطبيقات المتاحة بكثرة في السوق. من بين هذه الأدوات تبرز تطبيقات مثل “HelloFace” و”Leonardo” والتي يستخدمها المنشئون لإنشاء وتخصيص الصور. باستخدام هذه الأدوات، يمكنك البدء بتوليد الوجوه باستخدام Leonardo، ومن ثم تحسينها عبر تطبيقات أخرى لإزالة العيوب وإنشاء الصور النهائية.
هناك أيضاً منصات مثل “Glambase” و”SynthLife” و”Genfluence” التي توفر خدمات لإنشاء وتأطير المؤثرين الرقميين؛ هذه المنصات ليست فقط مواقع لإنشاء تأثيرات رقمية ولكنها أيضاً توفر خيارات للربح، مما يجعلها وجهة شاملة. يمكن للمنشئين استخدام هذه المواقع للترويج للحسابات الخاصة بهم وجذب متابعين جدد.
يمكن اعتبار التجربة التي شاركها أحد المستخدمين في قناة Discord، “BabaYaga”، مثالاً عملياً على كيفية بناء مؤثر رقمي عن طريق استخدام خدمات مجانية على الإنترنت. قام هذا المستخدم بإنشاء حسابات على Instagram وTikTok وTwitter تتبع نفس المؤثر الرقمي، والتي تربط جميعها بحسابه للدخول على صفحات تحصيل الأموال. وتوضح تجربته كيف يمكن استخدام هذه الأدوات لبناء قاعدة متابعين وتوليد الإيرادات من المحتوى الرقمي المولد بالذكاء الاصطناعي.
التحديات الأخلاقية والامتثال: قضايا محتوى الذكاء الاصطناعي
مع تزايد شعبية المؤثرين الرقميين، تثار تساؤلات حول الأخلاقيات المتعلقة بالمحتوى الذي يتم إنشاؤه. على سبيل المثال، العديد من منصات الدفع مثل OnlyFans وضعت قيوداً صارمة على المحتوى الذي يتم تسليمه عبر الذكاء الاصطناعي. يشير التقرير إلى أن جميع المستخدمين، بما في ذلك المعجبين، يجب أن يتجاوز عمرهم 18 عاماً وأن يتوافقوا مع سياسات الخدمة التي تحظر المحتوى المضلل أو غير الملائم، بما في ذلك المحتوى الذي تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي دون الإفصاح المناسب. هذه السياسات تهدف إلى حماية المستخدمين من أي محتوى قد يكون مضللاً أو غير مناسب، مما يزيد من ضرورة وجود شفافية في عالم التأثير الرقمي.
على الرغم من ذلك، لا تزال هناك معاناة اجتماعية مرتبطة بمسألة استغلال المؤثرين الذكاء الاصطناعي. تتحدث المؤثرات الحقيقيات عن مشاعر الإحباط بسبب قيام بعض الرجال بالاستفادة من هذا المجال دون وجودهم الفعلي، مما يزيد من عدم المساواة في المجال الإبداعي. النقاش حول جنسانية هؤلاء المؤثرين وكيفية التأثير على المجتمعات النسائية يمكن أن يكون مثالياً لإظهار القضايا الاجتماعية والاقتصادية التي يجب معالجتها في هذا المجال.
إحدى الرسائل الأساسية من منصة Digital Divas هي التمييز بين المحتوى الأخلاقي وغير الأخلاقي، وتوجيه النصائح لإنشاء محتوى يلهم بدلاً من الاستغلال. مثل هذه النصائح تشجع على الاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي في الصناعة.
إستراتيجيات النجاح المالي في عالم المؤثرين الرقميين
تمثل الاستراتيجيات المالية التي يتحدث عنها الخبراء في هذا المجال خطوات واضحة للحصول على النجاح. يقدم “Professor EP” مجموعة من الدروس حول كيفية إنشاء شخصيات مؤثرة رقمية وتحقيق أرباح كبيرة منها. يتحدث عن كيفية تجاوز التحديات والمضي قدماً نحو بناء قاعدة جماهيرية من خلال استخدام المحتوى الجذاب والعلاقاتي.
وفقاً له، يمكن أن تغطي مصادر الربح مجموعة متنوعة من المحتوى المدفوع، بدءاً من الصور المثيرة حتى مقاطع الفيديو الخاصة. يكشف الخطوات التي يجب اتباعها من أجل تطوير علاقة مع المتابعين، وكيفية التعامل معهم عبر الرسائل التجارية وكيفية بناء الثقة المطلوبة. يوصي ببدء تسعير المحتوى بأسعار معقولة لجذب المستخدمين، ومن ثم يمكنك زيادة الأسعار بناءً على الطلب الذي يتلقاه المحتوى.
تجربة التفاعل مع المعجبين، وإنشاء علاقة قوية معهم، تُعتبر ضرورية لتحقيق النجاح. بناءً على التعليقات والملاحظات، من الممكن تعديل المحتوى بما يتناسب مع تفضيلات الجمهور، مما يزيد بشكل كبير من فرص النجاح المالي.
تظل صناعة المؤثرين الرقميين مجالاً مزدحماً يتطلب الابتكار والإبداع الدائم وكذلك التعامل الحذر مع الأخلاقيات والقيم المجتمعية. توفر التقنيات المتاحة اليوم فرصًا لا تنتهي لمن يرغب في الدخول إلى هذا المجال، ولكن النجاح يتوقف بشكل كبير على كيفية استخدام هذه الأدوات بشكل مسؤول وأخلاقي.
تطور وتسويق المؤثرين الافتراضيين
مؤخراً، أصبحت شخصيات المؤثرين الافتراضيين محوراً مثيراً للجدل في مجال التسويق الرقمي، حيث لا يمتلكون وجوداً مادياً بل هم تجسيد لبرامج الذكاء الاصطناعي التي تُصمم بعناية لتظهر كشخصيات حقيقية. تزايد هذا الاتجاه في ظل قدرة البرامج الحديثة على خلق صور شخصية معقدة لها خلفيات وثقافات وأهداف، مما يجعلها جذابة للمستخدمين والتجار على حد سواء. تمثل هذه الشخصيات مزيجًا من الجمال والطاقة الجذابة، مثل حالة العمل على تصميم مؤثر افتراضي مزج بين أسلوب ماديسون بير و أريانا غراندي. هذا النوع من المؤثرين يمكن أن يتخذوا شكل فرديات متكاملة، بما في ذلك تفاصيل حياتهم، مثل السيارة المفضلة، العلامات التجارية المفضلة والأسرة، وهي عناصر مدروسة للمساهمة في بناء علاقة شخصية مع الجمهور.
من خلال أدوات مثل Leonardo، يمكن للناس تشكيل هذه الشخصيات والوصول إلى مستوى من التخصيص حيث يُمكن للمؤثر الافتراضي أن يحمل صورة واقعية ومعقدة تثير فضول المتابعين. في هذا السياق، يعتبر استخدام هذه الشخصيات لأغراض تجارية أو دعائية خطوة طموحة، حيث يمكنها استهداف جمهور محدد بطريقة مباشرة وفعالة. بالنسبة للماركات، يُعدّ اختيار مؤثرين افتراضيين خياراً استراتيجياً يمكن أن يساهم في تقليل التكاليف المرتبطة بمجالس الإدارة الترويجية والاعتبارات القانونية التي تطرأ عند العمل مع مؤثرين حقيقيين. بالواقع، الأمر يتضمن فقط العلم ببرامج الذكاء الاصطناعي والتصميم الآلي.
تحديات المساحة الأخلاقية والقانونية للمؤثرين الافتراضيين
رغم الامتيازات التي توفرها المؤثرين الافتراضيين، فإن الأمر يتضمن أيضاً تحديات أخلاقية وقانونية ضخمة. تعتبر هذه الشخصيات تجسيداً لوجهة نظر جديدة في مجال التسويق، ولكنها تثير أيضاً نقاشات حول حقوق الملكية الفكرية واستخدام المحتوى. يزداد القلق من استخدام هذه التكنولوجيا في إنتاج محتوى غير موافق عليه، إذ يمكن استخدام التطبيقات لخلق محتوى يتميز بالتحوير عن عمد على صور أشخاص حقيقيين، مما يثير تساؤلات متعددة حول الأذونات وخصوصية الأفراد.
مثل تجارب التطبيقات المخصصة مثل HelloFace، والتي أزيلت من متاجر التطبيقات بعد مشكلات تتعلق بالمحتوى الغير مرغوب فيه، تُعتبر مثالا حقيقياً على التجارب التي توضح كيف يمكن أن تتداخل الابتكارات التقنية مع الأخلاقيات التجارية. يُظهر هذا الواقع التوتر الكامن بين الابتكار التقني وضرورة تحصين الأطر القانونية لحماية الأفراد من الاستخدام السئ. الاتجاه نحو نماذج ذكاء اصطناعي، مثل Calu، التي تدعم عديد من الخدمات للمؤثرين، يفتح المجال للاختراق السهل، الأمر الذي يعكس الحاجة إلى سن ريادة وضوابط واضحة تحدد وتحكم استخدام هذه التقنية.
دور المنصات الاجتماعية: في مواجهة التحديات
تقييم المنصات مثل إنستغرام لتوظيف المؤثرين الافتراضيين يمثل جزءاً كبيراً من النقاش حول التأثيرات السلبية لاستخدام الأدوات الذكية في التسويق. لقد كانت هذه المنصات في حالة بحث مستمر عن طرق تحكم بها الوجود الرقمي للأفراد، ومع ذلك، لا تزال تعاني من صعوبة تحديد شركات المؤثرين الافتراضيين، بسبب عدم وجود معايير دقيقة لهذا النوع من المحتوى. يُظهر سلوك المنصات على الانترنت كيف يمكن أن يؤدي التركيز على نتائج التفاعل والمشاركة إلى تقليل القيمة الإنسانية لمؤسسات سلسلة الإنتاج الرقمي.
فالمؤثرون التقليديون غالباً ما يواجهون صعوبات في بناء جمهور مخلص في بيئة تفاعلية تتسم بالتحول السريع. إذا أُزيلت جميع الحسابات الوهمية، بما في ذلك تلك المستخدمة لتضليل الجمهور، فسيكون لذلك تأثير عميق على استراتيجية الإعلانات وزيادة وضوح العلاقات بين الشركات والعملاء. يرى الكثير أن غياب تأطير قانوني واضح يترك هذه المنصات في وضع يتراوح بين تقديم العناية لحقوق الأفراد وتحقيق المنفعة المالية، مما قد يحوّل التجربة على الانترنت إلى بيئة أكثر تعقيداً وصعوبة في التفريق بين الحقيقي والوهمي في عالم التسويق والمحتوى الرقمي.
التوجه نحو نموذج تأثير مستدام في قرارات الأفراد
في ظل الضغط المستمر من الجيل الجديد ومع التوعية المتزايدة بأهمية الاستدامة، يتجه التسويق نحو نماذج تعتمد على الشفافية والصداقة مع البيئة. مع انفتاح الجمهور على القضايا الاجتماعية والبيئية، أصبحت المؤثرات الافتراضية تمثل المنصات المثالية لإطلاق مبادرات تعزز من القيم المستدامة. سعي الفرد لتحقيق التوازن بين الاستخدام الذكي للتكنولوجيا مع الحفاظ على القيم البيئية والاجتماعية أصبح ضرورة ملحة. تمثل الأهداف الحياتية مثل إنشاء خطوط أزياء مستدامة أو تعزيز مفهوم الاستهلاك الأخلاقي جزءاً من الأهداف التي يمكن أن تتبناها هذه الشخصيات الافتراضية.
الجدير بالذكر أن صناع المحتوى الأصليين الذين يسعون لاستغلال هذه الشخصيات الافتراضية هم كذلك في طليعة الضغوطات لإنشاء مواد فعالة ومستدامة. بناءً على تحسين الفهم المجتمعي لمسائل الاستدامة، يمكن أن تساعد هذه المؤثرات في توجيه الجمهور نحو خيارات أكثر وعياً. وبالتالي، يعد الاتجاه نحو إنتاج محتوى مستدام يُبرز أهمية التصورات البيئية وأهمية العمل على تطوير استراتيجيات تهدف إلى التركيز على النتائج الاجتماعية، استجابة مثالية لدواعي التغيير الاجتماعي. المحتوى المنتج يمكن أن يسهل الحوار حول المشكلات الحقيقية المهددة للمجتمعات وسلوكيات المستهلك. بمجرد أن تترسخ هذه الأفكار، يمكن أن تصبح الشخصية الافتراضية رمزاً لتحقيق التغيير الإيجابي والتأثير المستدام في عالم مليء بالتحديات.
تم استخدام الذكاء الاصطناعي ezycontent
اترك تعليقاً