حالة نادرة من التسمم بالكلوروفورم: علاج ناجح لمريض تعرض له أثناء العمل

المقدمة:

يُعتبر ثنائي كلورو ميثان أحد المواد الكيميائية المستخدمة على نطاق واسع كمذيب عضوي في مجالات متعددة مثل الفضاء، والإلكترونيات، والطب. رغم أن حالات التسمم الناتجة عن هذا المركب تعتبر نادرة، فإنها تحمل في طياتها مخاطر صحية خطيرة. في هذا المقال، نسلط الضوء على حالة فريدة لتسمم حاد بثنائي كلورو ميثان تعرض لها مريض أثناء عملية إنتاج دوائي، مما تسبب في سقوطه من ارتفاع ووقف قلبه فجأة. سنتناول تفاصيل الحالة الطبية للمريض وكيفية التعامل مع هذا النوع من التسمم، بما في ذلك الإجراءات العلاجية المتبعة والدروس المستفادة منها. هذا التقرير لا يعكس فقط خطورة هذه المادة الكيميائية، بل يبرز أيضًا أهمية التدريب على الإسعافات الأولية في الأماكن ذات المخاطر العالية ومدى ضرورة اتخاذ إجراءات الوقاية المناسبة. من خلال فحص هذه الحالة، نستهدف تعزيز الوعي حول المخاطر والاحتياطات اللازمة عند التعامل مع المواد الكيميائية السامة.

التسمم ثنائي كلور الميثان وتأثيراته الصحية

ثنائي كلور الميثان هو مادة كيميائية شائعة الاستخدام كمذيب عضوي في مجالات متعددة مثل الطيران والإلكترونيات والطب. ورغم قلة حالات التسمم الناتجة عن هذه المادة، فإن ظهور حالة واحدة مؤخرًا أتاح لنا فرصة للتعرف على الآثار السلبية لتعرض الفرد لهذه المادة. في حالة معينة، تعرض مريض للتسمم الحاد نتيجة تسرب ثنائي كلور الميثان في موقع عمله، وهذا التسمم أدى إلى انخفاض حاد في مستوى الأكسجين في الدم وأثار خطيرة في الجهاز التنفسي والقلب. بعد إجراء إنعاش قلبي رئوي ناجح، تم نقل المريض إلى المستشفى لتقديم العلاج المناسب.

ثنائي كلور الميثان هو سائل غير قابل للاشتعال يشبه الإيثر وله رائحة قوية، وهو قابل للذوبان في الإيثانول والإيثر بينما يذوب بشكل طفيف في الماء. على الرغم من سمية ثنائي كلور الميثان المنخفضة، فإنه يمتلك تأثيرًا مخدرًا يمكن أن يؤدي إلى أضرار في الجهاز العصبي المركزي والجهاز التنفسي. في حالات التسمم الشديدة، قد يتعرض الفرد لزيادة الوذمة الدماغية والرئوية.

يتم معالجة حالات التسمم عن طريق تقديم الدعم العلاجي المناسب بما في ذلك العلاج بالأكسجين، السوائل، والأدوية المضادة للعدوى. في حالة المريض، تم استخدام مختلف الاستراتيجيات الدوائية بما في ذلك حقن الجلوكوكورتيكويدات وتطبيق التنفس الاصطناعي. وقد أظهرت النتائج السريرية بعد فترة من العلاج تحسنًا واضحًا في الوضع الصحي للمريض، مما يدل على فعالية هذه العلاجات في الحالات الحرجة.

وصف الحالة وتفاصيل العلاج

المريض هو رجل في التاسعة والأربعين من عمره تعرض عن غير قصد لتسمم ثنائي كلور الميثان في ورشة تصنيع في مصنع للأدوية. أثناء إنتاج الأفاستين، حدث تسرب في الأنابيب بسبب نقص الحماية الشخصية، مما أدى إلى استنشاقه للغاز وسقوطه من ارتفاع. عند وصول فرق الطوارئ، كان المريض يعاني من انخفاض شديد في الأكسجين بالرغم من وجود نبض، مما تطلب إجراء إنعاش فوري وتحويله إلى مستشفى محلي لتقديم العلاجات اللازمة.

التشخيص المبدئي كشف عن مستويات منخفضة من الأكسجين وحمضية الدم، مما يدل على حالات حرجة تتطلب تدخلاً طبيًا عاجلاً. بعد ذلك، تم نقل المريض إلى قسم أكثر تخصصًا للاستمرار في العلاج المكثف. تضمن العلاج العديد من الأدوية والمراقبة الطبية الدقيقة للأعراض، والنتائج التي حصلت جاء تأثيرها إيجابيًا حيث تحسن الوضع الصحي تدريجيًا.

طوال فترة الإقامة التي استمرت 35 يومًا، خضع المريض لمتابعة دقيقة للأعراض وردود الفعل على العلاجات التي تلقاها بما في ذلك تقنيات التهوية الاصطناعية والعلاج الداعم. تم رصد كافة التغيرات في نتائج الفحوصات البيوكيميائية والوظيفية مما ساهم في فرض الاستراتيجيات الطبية الصحيحة.

الآليات السمية وثنائي كلور الميثان

يمكن أن يؤدي التعرض لثنائي كلور الميثان إلى حدوث انتكاسات حادة في جهاز التنفس والدورة الدموية. تشير الدراسات إلى أن المادة يمكن أن تؤدي إلى تدهور وظائف الأعضاء نتيجة لعمليات الأيض الضارة التي تحدث في الجسم. تعود الخطورة الرئيسية لتعارض هذه المادة إلى قدرتها على اختراق أغشية الخلايا مما يتسبب في تسمم داخلي.

تتمثل الآليات الرئيسية لتسمم ثنائي كلور الميثان في مسارين ضمن الجسم، حيث يتم تحطيمه إلى أول أكسيد الكربون وثاني أكسيد الكربون بواسطة إنزيمات السيتوكروم P450. هذا الانتاج غير المتوازن لأول أكسيد الكربون يمكن أن يسفر عن زيادة في مستوياته السامة في الدم، مما يؤثر على قدرة الدم على نقل الأكسجين للخلايا. بالإضافة إلى ذلك، تؤكد الدراسات أن التعرض لمثل هذه المواد السمية يمكن أن يتسبب أيضًا في حدوث أضرار هيكلية لوظائف الكبد عبر إنتاج الجذور الحرة، وهو ما يؤدي إلى تدهور وظائف الخلايا.

تشمل الأعراض الناتجة عن التسمم الحاد بالدichloromethane الشعور بالدوار والصداع والتقيؤ والكحة، وقد تظهر أعراض أشد مثل ضيق التنفس وفقدان الوعي وبعض التشنجات. بمرور الوقت، يتزايد شدة هذه الأعراض، مما يستدعي التدخل العلاجي العاجل لتجنب العواقب الوخيمة.

التسمم بثنائي كلور الميثان

ثنائي كلور الميثان هو سائل شفاف ورائحته قوية، يُستخدم كمذيب عضوي في عدة مجالات منها الطيران والإلكترونيات والأدوية. يُعتبر منخفض السمية بشكل عام، لكنه يمتلك تأثيرًا مخدرًا يمكن أن يؤدي إلى أضرار في الجهاز العصبي المركزي والجهاز التنفسي. في حالات التسمم الحاد، يُمكن أن يُسبب تورمًا في المخ بالإضافة إلى الوذمة الرئوية، مما يجعل التعرض له خطرًا كبيرًا على الصحة. وقد تم مؤخرًا استقبال مريض عانى من تسمم حاد نتيجة استنشاق ثنائي كلور الميثان، والذي أدّى إلى سقوطه من ارتفاع مما أدى إلى توقّف قلبه فجأة.

تدخل الأطباء بسرعة لتقديم الإسعافات الأولية، وتم نقل المريض إلى مستشفى محلي للعلاج الطارئ، ثم إلى قسم السموم لتلقي رعاية متخصصة. كانت حالة المريض معقدة تتضمن الحالات الشعورية والفشل التنفسي، وكانت هناك حاجة لتوفير دعم تنفس متقدم. احتاج المريض أيضًا لمراقبة مستمرة لحالة قلبه وتقييم مستوياته الحيوية لضمان توفير الرعاية اللازمة بشكل سريع وفعال.

المضاعفات الناتجة عن التسمم

من أهم المضاعفات التي تتبع حالات التسمم بثنائي كلور الميثان هو الفشل التنفسي. في حالة هذا المريض، وقع تحت ضغط شديد بسبب انخفاض مستويات الأكسجين نتيجة للتسمم، مما استدعى استخدام أجهزة التنفس الاصطناعي. تم إجراء التنفس الاصطناعي من خلال أنبوب تراخي أو قناع أنفي لضمان وصول الأكسجين الكافي للجسم.

أيضًا، كان هناك خطر كبير على القلب، حيث أظهرت الفحوصات وجود علامات إصابة قلبية. تم فحص المريض بمراقبة مستمرة لأداء القلب، وتبين أنه يحتاج العلاج لمواجهة أي علامات على تمزق أو عدم انتظام في ضربات القلب. تعتبر الآثار الناتجة عن الصدمات الميكانيكية الناتجة عن السقوط من الارتفاع أيضًا من الجوانب المهمة التي تحتاج إلى توخي الحذر، حيث قد تحدث كسور في الأضلاع أو الصدر مسببة المزيد من المضاعفات على حالته التنفسية والقلبية.

إدارة حالات التسمم والثقافة الوقائية

أظهرت هذه الحالة أهمية توفير تدريب طارئ حول كيفية التعامل مع حالات التسمم، وخاصة لأولئك الذين يعملون في بيئات تعرضهم لمواد سامة أو خطرة. يجب أن يتضمن التدريب معرفة واضحة بطرق الإخلاء السريع والتقييم الطبي، بالإضافة إلى كيفية تقديم الإسعافات الأولية بشكل فعال. يُنصح بالتحقق من وجود أنظمة إنذار سريع في أماكن العمل لتفادي التعرض للمخاطر، وكذلك التأكيد على أهمية ارتداء معدات الحماية الشخصية.

التجارب المشار إليها في حالة هذا المريض توضح ضرورة سرعة الاستجابة لحالات الطوارئ. إن التقليل من الزمن المستغرق بين وقوع الحادث عند التعرض للتسمم وتقديم المساعدة الطبية يمكن أن يكون الفارق بين الحياة والموت. لذلك، على المؤسسات والهيئات المسؤولة عن الصحة والسلامة أن تؤسس لثقافة أمان تشمل الفهم الأساسي للمخاطر والتحضير الجيد لمواجهتها.

توصيات لعلاج التسمم

التوجه العام للعلاج في حالات التسمم بثنائي كلور الميثان هو تقديم رعاية شاملة. لا يوجد ترياق محدد لهذا النوع من التسمم، لذا يتم التركيز على إزالة المريض من بيئة التعرض، ودعم التنفس، ومراقبة العلامات الحيوية باستمرار. يجب أن تشمل الرعاية لعلاج أي آثار مرافقة للتسمم، مثل الالتهابات الرئوية التي قد تتطور بسبب ضعف الحالة التنفسية.

توصية هنا هي أهمية المراقبة الدائمة لمستويات ثاني أكسيد الكربون وأول أكسيد الكربون في الدم، حيث تُعتبر مؤشرات حيوية تحتاج إلى متابعة دقيقة. هذا يتطلب استخدام تقنيات متقدمة لمراقبة مستويات الغاز وتنفيذ شديدة للعلاج بالأكسجين.

كما يجب التركيز على توفير الدعم التغذوي المناسب للمريض خلال فترة العلاج لضمان التعافي الجسدي الكامل. الادارة الدوائية، مثل استخدام الستيرويدات لتخفيف الالتهابات، يجب أن تتم بحذر وتحت إشراف دقيق لتفادي أي آثار جانبية محتملة.

دور البحوث المستقبلية والتحليلات السمية

هناك حاجة ماسة لمزيد من البحوث حول تأثيرات ثنائي كلور الميثان وآليات التسمم به. تعد الدراسات الإضافية في هذا المجال ضرورية لفهم أفضل لكيفية حماية العمال والمستخدمين من المخاطر المرتبطة بهذه المادة الكيميائية الشائعة. يجب أن تتضمن الأعمال البحثية المستقبلية تجارب سريرية ومخبرية لفهم الأنماط السمية وكيفية تطبيق أساليب علاجية أكثر فعالية.

هذا الأمر يتضمن أيضًا أهمية إجراء تحليلات للتعرض لمستويات ضارة من الضوء أو المواد السامة في البيئات المختبرية والمهنية. يمكن أن يساعد ذلك في وضع معايير وقائية أقوى وأفضل لتقليل معدلات التعرض. مع استمرار الأبحاث، تشمل التوجهات المستقبلية أيضًا تطوير نماذج جديدة للوقاية والعلاج من التسمم ومعرفة دليلاً أكبر لتقديم الرعاية الطبية المناسبة.

وصف الحالة الطبية

يُعتبر التعرض لمادة الثنائي كلور الميثان من الحوادث الصناعية الخطيرة التي تتطلب تدخلاً فورياً. في هذه الحالة، تعرض رجل في التاسعة والأربعين من عمره لمدى واسع من المضاعفات الصحية نتيجة تعرضه العرضي لهذه المادة في ورشة تصنيع بأحد المصانع التي تستخدمها في إنتاج دواء الأفاستاتين. جاء الحادث في 16 أكتوبر 2023 بسبب تسرب غير متوقع من المعدات، مما أدى إلى فقدان الوعي والسقوط من ارتفاع. وصلت الطوارئ إلى الموقع ليجدوا المريض في حالة إغماء نتيجة لانقطاع التنفس، مما استدعى إجراء عناية مركزة فورية. تم إجراء تحاليل دم ورمّص تهوئة تنفسية لقياس مستويات الأكسجين وثاني أكسيد الكربون في الدم.

عند وصوله المستشفى، تم إعطاؤه العلاج الداعم بما في ذلك الأوكسجين العلاج الفوري وتنشيط الدورة الدموية من خلال الإنعاش القلبي الرئوي. الكشف عن مستوى الأكسجين في الدم أظهر انخفاضاً خطيراً، ونجاح الإجراءات الأولى ساهم في استعادة نبضه، لكنه كان في غيبوبة. عكست الفحوصات حالة تفكك جدران الرئة وحدوث غزو جرثومي، حيث تم وضعه تحت التهوية الميكانيكية. كانت حالته معقدة بسبب الالتهابات الرئوية والإصابات المتعددة في الأضلاع، مما زاد من خطر فشل التنفس. الأمر الذي يتطلب إجراء عمليات تصوير بالأشعة المقطعية لتشخيص الإصابات بدقة.

جرى اتخاذ بعض الإجراءات العلاجية مثل استخدام الستيرويدات الدينامية للحد من التورم، تحديد إصابات الأضلاع، وضمان وجود الدعم الغذائي للمساهمة في تقوية استجابته العامة. بعد فترة من العلاج، أظهرت النتائج انخفاضاً في عدد كريات الدم البيضاء وشفاء تدريجي في وظائف الكبد والتعافي من الأعراض العصبية. حققت الحالة تحسناً ملحوظاً بعد 35 يوماً من العلاج، حيث تحسنت حالته العامة وتم إعداده للخروج من المستشفى.

السمية الناتجة عن الثنائي كلور الميثان

تُعتبر سمية الثنائي كلور الميثان موضوعاً حيوياً لفهم التأثيرات الضارة على الجسم البشري. يُعد هذا المركب الكيميائي من المذيبات الشائعة الاستخدام في الصناعة، ولكن التعرض المكثف له يمكن أن يؤدي إلى تأثيرات قاتلة على الأعضاء الحيوية مثل الرئتين والجهاز العصبي. يتميز هذا السم بقدرته على التسبب في وذمة رئوية حادة، مما قد يحدث نتيجة استنشاقه أو إثر ملامسته للجلد. يعبر الثنائي كلور الميثان عبر أغشية الخلايا ليؤدي إلى فعل سمي داخلي قد يتطور بسرعة.

كذلك، فإنه يُلحق أضراراً بالغة بالكبد نتيجة إنتاج الجذور الحرة، التي تلقت دراسات سابقة الإشارة إليها، حيث أن هذه الجذور تتسبب في تلف الهياكل الخلوية وتؤدي إلى فقدان وظائف الخلايا الطبيعية. يُظهر البحث العلمي أن المعالجة اليومية للثنائي كلور الميثان في الكبد تؤدي إلى زيادة مستويات الإنزيمات التي تشير إلى الأضرار، مثل الألانين أمينوز ترانسفيراز، وهي حالة يجب مراقبتها بانتظام داخل الأشخاص المعرضين لهذه المادة.

تظهر الدراسات أيضاً أن التخزين غير السليم والتعامل مع الثنائي كلور الميثان دون الدفاعات الشخصية الملائمة يمكن أن يؤدي إلى حدوث حالات تسمم متكررة، مما يفرض ضرورة استخدام وسائل الحماية الفردية مثل الأقنعة وأجهزة التنفس الصناعي. بالإضافة إلى ذلك، يُعتبر فحص مستويات الكربوكسي هيموغلوبين في الدم مؤشراً مكملاً لفهم مدى التسمم في حالات استنشاق الثنائي كلور الميثان، نظراً لارتباط ارتفاعها بالمعلومات السريرية حول التسمم.

الإجراءات العلاجية والوقاية بعد التعرض للتسمم

يعتبر العلاج من سمية الثنائي كلور الميثان عملية معقدة، ولكن هناك خطوات رئيسية يجب اتباعها لضمان صحة المريض بعد التعرض. الخطوة الأولى والأهم هي إزالة الشخص المتعرض من بيئة الخطر في أسرع وقت ممكن، لضمان عدم تعرضه لمزيد من السموم. بعد ذلك، يجب أن تُفرض تدابير الأكسجة الفورية، حيث يعد توفير الأكسجين من خلال الجوالات الأنفية أو الأقنعة ضرورة قصوى، وفي بعض الحالات، قد تحتاج إلى الإدخال عبر التنبيب الرغامي.

تتضمن الإجراءات الداعمة الأخرى تقديم السوائل عن طريق الوريد وتطبيق العلاج بالمضادات الحيوية للحد من أي عدوى قد تنشأ نتيجة التسمم. كذلك، تتطلب تلك العمليات تقييمًا مستمرًا لحالة المريض باستخدام اختبارات الدم ومعايرة غاز الدم التي تساعد في تحديد مستويات الأكسجين وثاني أكسيد الكربون.

الوقاية تلعب دوراً أساسياً في مجالات العمل التي تتعامل مع المواد الخطرة مثل الثنائي كلور الميثان. من المهم تقديم التدريبات والممارسات الصحيحة للتعامل مع المواد الكيميائية، وكذلك تنفيذ أنظمة مراقبة جيدة في نقاط العمل لتقليل الحوادث. يجب توفر وسائل الحماية مثل القفازات والأقنعة الإضافية لأتمام جلسات العمل بأمان.

تعتبر متابعة حالات التعافي أيضاً أمراً حيوياً، حيث تساهم معظم برامج الرعاية اللاحقة في تحديد التئام الأنسجة واستعادة الأنشطة اليومية بشكل فعال. هذه المتابعة تساعد في اكتشاف أي علامات تحذيرية مبكرة لأي مضاعفات قد تحدث نتيجة التعرض السابق.

أهمية التدريب الطارئ على حالات التسمم

تعتبر حالة التسمم التي حدثت بمثابة تذكير بضرورة تعزيز التدريب الطارئ على حالات التسمم، خاصةً في العمليات السامة والضارة. يجب على المؤسسات أن تؤكد على الالتزام بقواعد التشغيل الصارمة، وتطبيق وسائل الحماية الشخصية، وزيادة الوعي بين العمال حول أساليب الحماية الشخصية. يمكن أن تساعد التدريبات المنتظمة في إعداد الموظفين للتعامل بشكل فعّال مع حالات الطوارئ وتفادي المخاطر المحتملة. فمثلًا، عند التعامل مع مواد كيميائية سامة كالدكلوروميثان، يجب على جميع العاملين في هذا المجال أن يتلقوا التدريب الكافي حول كيفية التعرف على أعراض التسمم والإجراءات الواجب اتباعها عند حدوث حالة طارئة.

عند وضع خطط الطوارئ، يجب أن تتضمن إستراتيجيات واضحة لتخفيض المخاطر، بما في ذلك تدريب الفرق الطبية على أساليب الإسعاف الأولي المناسبة للسموم المختلفة. كما أن توفير المعلومات حول كيفية التعامل مع مختلف حالات التسمم يمكن أن ينقذ الأرواح ويساهم في تقليل العواقب السلبية للإصابات الشديدة. يجب أن تتضمن التدريبات محاكاة لحالات الطوارئ لتكون أكثر فعالية، مما يمكن الموظفين من اكتساب الخبرة في بيئة تحت ضغط عال.

مراقبة مستويات الدكلوروميثان

تعتبر المراقبة المستمرة لمستويات الدكلوروميثان في بيئة العمل جزءاً أساسياً من استراتيجيات الوقاية من التسمم. يمكن استخدام أجهزة مراقبة حديثة ومفيدة لقياس تركيز الغاز في الوقت الحقيقي، مما يمكن العمّال من اتخاذ تدابير احتياطية فور ملاحظة ارتفاع مستويات التعرض. تتضمن هذه التدابير توفير تهوية فعالة وتقليل تجمع الغازات السامة، وهي خطوات حيوية تساهم في تقليل المخاطر الواقعة على العمال.

على سبيل المثال، يمكن أن يكون لوجود مستشعرات دقيقة وفورية تأثير إيجابي على السلامة في أماكن العمل. يمكن للعاملين الذين يتعرضون لهذا النوع من المخاطر أن يكونوا أكثر وعيًا لما حولهم وقد يتخذون خطوات سريعة لمنع حالات التسمم. كما أن الاستخدام المنتظم لهذه الأجهزة يسهم في تحسين الأمان العام في موقع العمل، ويجب أن تكون مراقبة مستويات التلوث جزءًا من المعايير الصحية المتبعة في جميع المؤسسات التي تستخدم مواد كيميائية صناعية.

أهمية العلاج السريع لحالات التسمم

في حالة وجود حالات تسمم ناجمة عن التعرض للدكلوروميثان، فإن العلاج السريع يعتبر مسألة حيوية. جميع العاملين والحالات المعرضة يجب أن يكونوا على دراية بخطوات الاتصال بأرقام الطوارئ، مثل الرقم 120 في الصين، للحصول على رعاية طبية فورية. يكون لهذه الخطوة تأثير عميق على فرص النجاة من التسمم، حيث الزمن عامل مهم في حالات الطوارئ الصحية.

قد تتضمن الاستجابة السريعة لحالات التسمم تقديم الإسعافات الأولية الفورية في موقع الحادث، قبل الوصول إلى المستشفى. بالإضافة إلى ذلك، يجب على الفرق الطبية أن تكون مدربة على تقديم العناية المناسبة، والتعامل مع أنواع معينة من التسمم. في بعض الحالات، يمكن أن يتطلب الأمر اتخاذ تدابير إنقاذ خاصة أو حتى العلاج بالأكسجين عالي الضغط، وهو شكل من أشكال العناية الدقيقة بالنفس. الاستجابة السريعة يمكن أن تجعل الفرق بين الحياة والموت، ولهذا السبب من المهم على المؤسسات والمنظمات أن تستثمر في برامج التدريب والموارد اللازمة لضمان تقديم الدعم الضروري خلال حالات الطوارئ.

محددات دراسة التسمم بالدكلوروميثان

رغم أهمية النتائج المستخلصة من دراسة حالات التسمم بالدكلوروميثان، إلا أن هناك بعض القيود التي تعوق فهم التحقيق بالتفصيل. العائق الرئيسي كان عدم القدرة على الحصول على عينات الدم والبول أو بيانات التحقيق في الصحة المهنية في الوقت الذي تعرض فيه المريض للتسمم. هذه المعلومات ضرورية لتحديد مستوى التلوث والآثار الجانبية المحتملة بشكل دقيق. الفجوة في البيانات تعني أن التأثير الكامل لمادة الدكلوروميثان السامة لا يمكن تقييمه بشكل كامل، مما يجعل من الصعب تصميم تدخلات فعّالة لإدارة المخاطر.

على سبيل المثال، لو توافرت عينات الدم والبول، لكان من الممكن إجراء تحليل مفصل ورسم صورة شاملة تشمل جميع السموم الموجودة. ولكن دون الحصول على هذه البيانات، يصبح من الصعب إجراء مقارنات موثوقة بين حالات التسمم وتحديد الأنماط المحتملة عبر مختلف السكان والبيئات. كما تؤثر هذه القيود أيضًا على قدرة الباحثين على تطوير استراتيجيات وقائية وتقديم توصيات قائمة على الأدلة، مما يعكس حاجة حقيقية لتحسين الممارسات الفورية لجمع البيانات والاستجابة السريعة لحالات الطوارئ.

رابط المصدر: https://www.frontiersin.org/journals/pharmacology/articles/10.3389/fphar.2024.1471744/full

تم استخدام الذكاء الاصطناعي ezycontent