تعتبر زخات الشهب من أجمل الظواهر الفلكية التي تثير إعجاب عشاق الفضاء والمراقِبين على حد سواء. حيث تمثل فرصة رائعة لمشاهدة تمازج الضوء والسماء، وتحث عشاق الفلك للتوجه نحو الأماكن الهادئة البعيدة عن أضواء المدينة. في هذا المقال، سنستعرض بالتفصيل زخات الشهب المرتقبة خلال عام 2024، مع التركيز على زخة الشهب الجمنيدية التي ستبلغ ذروتها في منتصف ديسمبر. كما سنتعرف على نصائح حول كيفية مراقبة هذه الظواهر بشكل أفضل، بالإضافة إلى أهمية مراحل القمر وتأثيرها على رؤية الشهب. انضم إلينا في رحلة استكشاف سماوية لنكتشف معاً مواعيد وزوايا رؤية هذه الزخات المدهشة.
ذروة زخات الشهب القادمة
تعتبر زخات الشهب واحداً من أكثر الظواهر الطبيعية إثارةً، حيث تتيح للناس فرصة لمشاهدة الشهب تتساقط من السماء في ليلة واحدة. واحدة من الزخات الأكثر شهرة هي زخة شهب الجمنيد التي تنشط من 19 نوفمبر إلى 24 ديسمبر، وتبلغ ذروتها في الليلة من 13 إلى 14 ديسمبر. وتعتبر هذه الفترة مناسبة جداً لمشاهدة الشهب، حيث يتمتع الرصد الفلكي بظروف مواتية. يجدر بالذكر أن Bill Cooke، المسؤول الرئيسي عن مكتب بيئة الشهب في مركز مارشال للفضاء، يقدم نصائح قيمة حول الزخات القادمة لعام 2024.
الأشهر الأهم لمشاهدة الشهب في 2024
تم تحديد ثلاثة زخات رئيسية لمشاهدة الشهب في عام 2024 من قبل Cooke، وهي زخة شهب البرسيد، وزخة شهب الإيتا أكوارييد، وزخة شهب الجمنيد.
– تعتبر زخة شهب البرسيد من الزخات الأكثر تأثيراً، حيث تبلغ ذروتها في ليلة 12 أغسطس. في تلك الليلة، سيتقلص ضوء القمر بعد غروبه، مما يوفر سماء مظلمة خالية من التشتت الضوئي لرؤية الشهب بوضوح. تعتبر هذه الزخة فريدة من نوعها بسبب كثافة الشهب التي تتجاوز المئة شهاب في الساعة.
– زخة الإيتا أكوارييد، المزدهرة في ليالي 4 و5 مايو، توفر مشاهد رائعة للشهب، خاصة لأولئك في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية، حيث يمكن رؤية الشهب بمعدل مرتفع يصل إلى شهاب في الدقيقة.
– أخيراً، زخة الجمنيد التي ستبلغ ذروتها في 13 ديسمبر، رغم تداخل ضوء القمر، فإن الزخات الساطعة ستظل مرئية.
تأثير مراحل القمر على رؤية زخات الشهب
تؤثر مرحلة القمر بشكل كبير على إمكانية مشاهدة زخات الشهب. فالقمر الكامل يمكن أن يغمر السماء بالضوء ويجعل من الصعب رؤية الشهب الخافتة. خلال العام 2024، سيتداخل ضوء القمر مع ثلاث من الزخات الكبرى: الأول في إبريل مع زخة الشهب الليريد، والثاني في أكتوبر مع زخة شهب الأوريد، والثالث في نوفمبر مع زخة شهب الليونيد. حيث تعرض كل من هذه الزخات تأثيرات سلبية من نور القمر مما يجعل من الصعب ملاحظة الشهب.
نظرة على زخات الشهب خلال أشهر السنة
زخة الشهب الربوانيد، التي تفتح أبوابها في الفترة من 28 ديسمبر إلى 12 يناير، تعتبر من الزخات الموثوقة سنوياً. حيث تبلغ ذروتها في 3 يناير وتستمر دون تداخل القمر. تعرضت زخة الشهب الليريد أيضاً لجملة من التحديات مع اقتراب القمر من مرحلة الامتلاء ما يجعل الظروف صعبة. لكن بالرغم من ذلك، يمكن للمتابعين محاولة مشاهدتها من خلال البحث عن كوكب في كوكبة هيركوليس، بينما زخة الشهب الإيتا أكوارييد تمر بمشاريع كبيرة من فصول العام مما يجعلها أفضل للمتابعة في الطريق.
البحث عن أفضل ظروف لمشاهدة الشهب
للحصول على أفضل فرصة لمشاهدة زخات الشهب، يجب اختيار المواقع البعيدة عن أضواء المدينة وبحضور ظروف جوية جيدة. يُنصح بالتحقق من مراحل القمر قبل الخروج لمشاهدة الشهب. يفضل الوصول إلى موقع الرصد قبل أن تبدأ الزخة في ذروتها بوقت بسيط للحصول على مناظر مظلمة لا تتأثر بالضوء. يمكن للمتطوعين التقاط صور رائعة أيضاً باستخدام كاميرات ذات فتحات كبيرة أو حتى الهواتف الذكية، إلا أن التعرض لفترات طويلة قد يعطي نتائج أفضل للحصول على تلك الصور المتألقة.
مجموعة من الزخات الشهيرة وأصولها
تستمد العديد من الزخات الشهابية طاقتها من المذنبات، وبالتحديد من مادتهم المتناثرة في الفضاء. زخة الشهب البرسيد على سبيل المثال، تنشأ عن مذنب 109P/Swift-Tuttle، بينما زخة الإيتا أكوارييد هي نتيجة لمذنب هالي الشهير. بينما زخة الشهب الليريد تنتج من مذنب ثاتشر. يعتبر هالي واحداً من أهم المذنبات التي تسهم في إنتاج الزخات الشهابية. ومع متابعة العلماء لتاريخ هذه الظواهر، تبين أن الثقافات المختلفة قد رصدت الشهب على مدى آلاف السنين، وتداولت الارتياب والانبهار الذي تحمله هذه الظاهرة.
شهب التوريد: عرض سنوي متواضع
يتميز شهب التوريد بأنه عرض سنوي متواضع بالمقارنة مع دخول شهب البرسيد في أغسطس أو شهب الجمنيد في ديسمبر. في أوقات الذروة، يبدو من الممكن رؤية حوالي نصف دزينة من الشهب في الساعة، مما يجعل المشاهدة أقل إثارة من الشهب الأخرى. المتغيرات التي تحدد المشاهدة تختلف بما في ذلك النشاط خلال الفترة من 10 سبتمبر إلى 20 نوفمبر، حيث تزداد فعالية شهب التوريد الجنوبية قبل الذروة المحتملة في 10-11 أكتوبر.
من ناحية أخرى، تكون شهب التوريد الشمالية نشطة بين 20 أكتوبر و2 ديسمبر، مع الذروة المتوقع تزامنها مع 12-13 نوفمبر 2025. تتسم هذه الشهب بوجود تساقط منخفض مقارنةً بأنواع الشهب الأخرى، ولكن من الممكن أن تُعتبر مهمة للمهتمين بمراقبة السماء. إن هدوء هذه الشهب بالمقابل يتطلب من المراقبين الصبر والتركيز على الانتظار لرؤية الشهب المنطلقة.
شهب ليونيد: عودة مثيرة
تنطلق شهب ليونيد من كوكبة الأسد وتظهر عادة بين 6 و30 نوفمبر. بينما الإنتاج المحتمل من الشهب ينتمي لمعدل حوالي 10 إلى 15 شهابًا في الساعة، يعتمد بشكل كبير على مسار الوالد الأصلي للشهب، وهو المذنب 55P/Tempel-Tuttle. يشكل موقع المذنب عاملاً رئيسياً في تحديد كثافة الشهب، حيث كانت هناك عروض رائعة في السنوات التي اقترب فيها المذنب من الشمس، مثل عام 1966 و1999 و2001.
توقعات الشهب خلال السنوات المقبلة تشير إلى ذروات قليلة الحجم حتى عام 2030، مما يزيد من أهمية العروض الساطعة. تشير التوقعات إلى أن الشهب تصدر نسبة عالية من الشهب اللامعة مع إمكانية شكلها الطويل في الفضاء. إن الانغماس في مشاهدة هذه الظاهرة الطبيعية الرائعة يساعد المراقبين على apreciar الجمال والعمق الكون.
شهب جمنيد: الموكب الأكثر كثافة
أحد أكثر العروض المطردة هو شهب الجمنيد الذي يمتد من 19 نوفمبر إلى 24 ديسمبر. تتميز هذه الظاهرة بإنتاجها السخي، حيث يمكن رؤية 130 إلى 140 شهابا في الساعة في ظروف السماء الواضحة. تأتي الشهب من كويكب Phathon، وهي واحدة من الأسباب وراء ارتفاع معدل الشهب الخارج عن البقية. تُعتبر شهب الجمنيد فريدة من نوعها حيث أنها ليست من المذنبات، بل من الكويكبات، مما يضيف طبقة جديدة من التعقيد على فهمنا لهذه الظواهر الفلكية.
بالإضافة إلى ذلك، فإن إشعاع الجمنيد يظهر في كوكبة الجمنيد، مما يجعلها مرئية من نصف الكرة الشمالي بشكل أفضل، بالرغم من أن نصف الكرة الجنوبي يمكنه مشاهدتها لكن مع معدلات أقل. إن الرؤية الزاهية والمليئة بالألوان لهذه الشهب تجعلها واحدة من أكثر العروض المحبوبة. يساهم تعدد الألوان في خلق تجربة بصرية استثنائية للمشاهدين، مما يجعل شهب الجمنيد عرضًا يجب ألا يفوت.
شهب أورسيد: سحر العروض الهادئة
شهب أورسيد تتميز بنشاط أكثر هدوءًا، حيث تكون نشطة بين 17 و26 ديسمبر مع ذروة رئيسية في 22-23 ديسمبر 2024. يُعتبر معدلات المشاهدة في هذه الظاهرة أقل بكثير من الشهب الأخرى، حيث تبلغ حوالي خمس شهب في الساعة. يرتبط هذا العرض بالمذنب 8P/Tuttle، الذي يتبع مساراً بيضاوياً حول الشمس. بما أن الشهب تظهر في أواخر ديسمبر، يمكن أن يتداخل تأثير ضوء القمر مع مشاهدتها، مما يتطلب من المراقبين التخطيط بدقة.
في حين أن أورسيد ليست من الأقوى، فإنها توفر تجربة سكون ليلية حيث يمكن للمرء أن ينغمس في صفاء السماء أثناء الاستمتاع بعرض الشهب. إن التخطيط للمشاهدة يمكن أن يكون خطوة مهمة، مشيراً إلى أن الشخص يحتاج إلى تهيئة ظروف المراقبة المناسبة مثل الابتعاد عن الأضواء الساطعة والحرص على مواجهة السماء لتحفيز الرؤية بشكل مثالي.
كيفية مشاهدة شهب السماء
تتيح مشاهدة شهب السماء تجربة فريدة من نوعها وتجذب الكثير من محبي الفلك. يعد التحضير الجيد أمرًا أساسيًا لتحقيق أفضل تجربة ممكنة. من المهم الابتعاد عن الأضواء الساطعة، وتهيئة العيون من خلال ضبط الظلام لفترة تتراوح بين 30 إلى 45 دقيقة. هذه العملية تعزز قدرة المراقب على رؤية الشهب بوضوح.
من الجيد الاستلقاء على الظهر للنظر إلى السماء كاملة، حيث قد تظهر الشهب في أي مكان. إن معرفة موقع الإشعاع يمكن أن يكون مفيدًا، لكن يُفضل عدم التركيز فقط عليه. بالتأكيد، يمكن أن تكون رؤية الشهب تجربة مليئة بالدهشة، حيث تنطلق الشهب بطريقة غير متوقعة، مما يجعل كل مشاهدة فريدة. استعدادك للتقيد بالأساسيات مثل إحضار مشروبات دافئة وكراسي مريحة يمكن أن يعزز من الراحة خلال السهرات الليلية الطويلة.
رابط المصدر: https://www.space.com/39469-best-meteor-showers.html
تم استخدام الذكاء الاصطناعي ezycontent
اترك تعليقاً