أول قمر صناعي خشبي في العالم يصل إلى محطة الفضاء الدولية

في تطور مذهل يسجل التاريخ، أعلن فريق من العلماء في جامعة كيوتو بالتعاون مع شركة سوميتومو للغابات عن إطلاق أول قمر صناعي خشبي في العالم، والذي يحمل اسم “LignoSat”. تم عرض هذا الساتلايت الفريد خلال مؤتمر صحفي في 28 مايو 2024، وهو يرمز إلى توجّه جديد في تكنولوجيا الفضاء. على الرغم من أن حجمه لا يتجاوز عشرة سنتيمترات على كل جانب، يُعتَقد أن لـ “LignoSat” القدرة على إحداث تأثير كبير على مستقبل رحلات الفضاء واستكشاف الفضاء. يأمل الباحثون في أن يقدم هذا الابتكار البيئي بديلاً أكثر استدامة وأقل تلويثًا مقارنة بالساتل التقليدي المصنوع من الألمنيوم. خلال هذا المقال، سنستكشف تفاصيل هذا الإنجاز العلمي ومدى إمكانياته في تغيير الطريقة التي نستكشف بها الكون ومنح القضايا البيئية أولوية جديدة في مجال الفضاء.

القمر الصناعي الخشبي ليرغنوسات: إنجاز علمي مبتكر

تم الإعلان مؤخرًا عن القمر الصناعي الخشبي ليرغنوسات، الذي تم تطويره بواسطة العلماء في جامعة كيوتو وشركة سوميتومو للتخ forestry. يعتبر هذا القمر أول قمر صناعي مصنوع بالكامل من الخشب، وهو خطوة غير مسبوقة في مجال الفضاء. تصل أبعاد ليرغنوسات إلى حوالي 10 سنتيمترات، ويعتقد أنه يمكن أن يلعب دورًا هامًا في مستقبل الرحلات الفضائية والاستكشاف. تهدف هذه المبادرة إلى اختبار مدى استدامة واستخدام المواد الطبيعية مثل الخشب في الفضاء، بعيدًا عن المواد التقليدية مثل الألمنيوم.

يعتقد الباحثون أن القمر الصناعي الخشبي سيظهر نتائج إيجابية تتعلق بتقليل التلوث الناتج عن الأقمار الصناعية التقليدية. عند انتهاء عمر الأقمار الصناعية المبنية من الألمنيوم، فهي تحترق في الغلاف الجوي، مما يسبب انبعاث أكاسيد الألمنيوم التي تؤثر على توازن حرارة كوكب الأرض. قوت هذه المبادرة يدعو للقلق المتزايد حول التلوث الفضائي مع زيادة عدد الأقمار الصناعية في المدار، مثل شبكة ستارلينك التابعة لشركة سبيس إكس، التي تضم ما يقرب من 6500 قمر صناعي نشط.

التحديات التقنية والبيئية للأقمار الصناعية التقليدية

تعتبر الأقمار الصناعية التقليدية تحديًا بيئيًا وصحيًا في الوقت نفسه، فهي تصنع في الغالب من مواد معدنية لا تتحلل بسهولة. عند تعرض هذه الأقمار للتحلل، فإنها تُسبب انبعاث الغازات الضارة التي تؤثر على البيئة. بينما يسعى مشروع ليرغنوسات إلى إثبات أن استخدام الخشب يمكن أن يوفر خيارًا أكثر أمانًا وأقل تلويثًا. قد يشهد هذا المشروع تحولًا كبيرًا في كيفية بناء وتصميم الأقمار الصناعية في المستقبل.

يعتقد المهندسون والفنيون أن القمر الصناعي المصنوع من الخشب يمكن أن يكون جزءًا من الحل المستدام، حيث إن المواد الطبيعية لن تنتج أكاسيد ضارة في الغلاف الجوي عند احتراقها، مما يوفر حلاً محتملًا لمشكلة التلوث الناجمة عن الفضاء. وفقًا لتاکاو دوئی، رائد الفضاء الياباني المتقاعد، فإن القمر الصناعي الخشبي يمثل مستقبلًا محتملاً لصناعة الفضاء، خاصة إذا أثبت نجاحه في المهام القادمة.

التجارب العلمية على القمر الصناعي ليرغنوسات

الخطوات التالية لمشروع ليرغنوسات تتضمن نشره في الفضاء خلال شهر تقريبا بعد وصوله إلى محطة الفضاء الدولية. ستجري التجارب خلال هذه الفترة لمراقبة سلوك الهيكل الخشبي في الفراغ ودرجات الحرارة المختلفة، وكذلك تأثيرات الإشعاع والذرات في الفضاء. الباحثون سيقيسون درجة الحرارة والضغط والإجهاد في الهيكل، مما سيوفر بيانات قيمة حول كيفية استجابة المواد الخشبية للبيئة الفضائية.

هذا المشروع ليس مجرد اختبار تقني، بل هو أيضًا فرصة لإعادة التفكير في صناعة الفضاء. يخبرنا كنجي كارييا، مدير الأبحاث في معهد سوميتومو للأبحاث، بأن استخدام الخشب يعيد الحياة لصناعة الأخشاب ويعزز من فائدة الموارد الطبيعية. يمكن أن يتسبب نجاح هذا المشروع في إحداث تغييرات جوهرية في كيفية استخدام المواد الطبيعية في الفضاء، مما يمهد الطريق لأبحاث جديدة.

دور الاستدامة في صناعة الفضاء

مع تزايد القلق على كوكب الأرض من التلوث والاحتباس الحراري، تحتل الاستدامة مكانة متزايدة الأهمية في جميع المجالات، بما في ذلك الفضاء. من المتوقع أن تلعب التقنيات مثل ليرغنوسات دورًا مركزيًا في تطوير حلول أكثر استدامة. إذا استطعنا استخدام المواد الطبيعية، فإن ذلك يقلل من اعتمادنا على المواد الصناعية الضارة ويعزز من تحقيق أهداف الاستدامة العالمية.

عمل الباحثون وفرق المهمات على استكشاف ما يحدث مع مواد جديدة مثل الخشب في الفضاء، وما يمكن أن توفره من منحنيات انكسار وخصائص جديدة تساعد في تحسين أداء الأقمار الصناعية. هذا التحقيق في المواد الطبيعية قد يسهم في تغيير القوانين والتشريعات حيث يُحتمل أن يُفرض حظر على استخدام المواد التي تسبب ضررًا كبيرًا في المستقبل.

التطلع نحو المستقبل وتوسيع الحدود

في الوقت الذي يجري فيه التركيز على الجوانب التكنولوجية والبيئية، من الضروري أن ننظر إلى ما يعنيه مشروع ليرغنوسات في توسيع حدود الفهم البشري في الفضاء. المشروع يمثل فرصة لدراسة كيفية تكييفنا مع الاستخدام المستدام للموارد، وما يعنيه ذلك لاستكشاف كواكب أخرى مثل القمر والمريخ.

قد يبدو أن استخدام الخشب في الفضاء هو فكرة قديمة، ولكن في سياق الاستدامة، يمكن أن يُعتبر ذلك مستقبلًا ذكيًا لصناعة الفضاء. إذا تم إثبات نجاح ليرغنوسات، فهذا يعني إمكانية توسع استخدام المواد الطبيعية في تكوين الأقمار الصناعية، ويمكن أن تتناسب هذه المواد مع تقنية مبتكرة تفتح مجالات جديدة للاستكشاف وبناء مستعمرات بعيدة تمتاز بالاستدامة والملاءمة البيئية.

رابط المصدر: https://www.livescience.com/space/space-exploration/worlds-1st-wooden-satellite-arrives-at-iss-for-key-orbital-test

تم استخدام الذكاء الاصطناعي ezycontent