في هذه الحلقة الشيقة من برنامج “استشارة مع سارة”، تستضيف سارة الأستاذة ديمة الزربان، المديرة التنفيذية لتطبيق “تستاهل”، الذي يهدف إلى تحسين السلوكيات التربوية لدى الأطفال. تدور نقاشات الحلقة حول أهمية تعزيز العادات الإيجابية لدى الأطفال بعيدًا عن الاعتماد على المكافآت والعقوبات، حيث تطرح ديمة فكرة أن الكثير من الآباء والأمهات يمارسون أساليب تربوية قد تكون خاطئة وغير فعالة. تسلط ديمة الضوء على كيف أن المكافآت، رغم نواياها الحسنة، قد تؤدي إلى اعتماد الأطفال على الحوافز الخارجية بدلاً من تطوير سلوكياتهم الداخلية.
كما تتناول الحلقة كيف يمكن أن يساعد تطبيق “تستاهل” الآباء في تقييم سلوكيات أطفالهم بطريقة تربوية، من خلال تشجيعهم على القيام بسلوكيات إيجابية وتقديم مكافآت غير إلزامية. تناقش سارة وديمة أيضًا كيفية استخدام التكنولوجيا بشكل إيجابي لتعزيز أساليب التربية، وكيف يمكن للآباء أن يستفيدوا من التطبيق في تعزيز مهارات الحوار والاهتمام العاطفي مع أطفالهم.
تتطرق المحادثة كذلك إلى التحديات التي يواجهها الآباء في تربية الأولاد والبنات في ظل الضغوطات الاجتماعية والثقافية. وتؤكد ديمة أن مسؤولية التربية لا تقتصر على التعليم والتوجيه، بل تشمل أيضًا تعزيز العواطف الإيجابية والتواصل الفعال. تنتهي الحلقة بدعوة للآباء لتجربة التطبيق ومشاركة تجاربهم، مما يعكس أهمية المشاركة المجتمعية في تطوير أساليب التربية الحديثة.
تطبيق “تستاهل” وتعزيز السلوكيات الإيجابية
تطبيق “تستاهل” يمثل خطوة مبتكرة في مجال التربية والإرشاد الأسري، حيث يهدف إلى تحسين سلوكيات الأطفال وتعزيز العادات الإيجابية من خلال استخدام نظام نقاط ومكافآت. يتجلى دور هذا التطبيق في تقديم أداة مساعدة للآباء والأمهات، تساهم في تقييم سلوكيات أطفالهم بشكل يومي أو أسبوعي. بدلاً من الاعتماد على المكافآت التقليدية التي قد تؤدي إلى سلوكيات غير مرغوبة، يشجع التطبيق على تعزيز السلوكيات الإيجابية دون ربطها بمكافآت مادية، مما يساعد في بناء سلوكيات مستقرة ودائمة لدى الأطفال.
الفكرة الأساسية للتطبيق تشبه لوحة تحسين السلوك التقليدية التي تستخدمها بعض الأسر، حيث يمكن للأطفال الحصول على نقاط عند القيام بسلوكيات إيجابية. على سبيل المثال، إذا قام الطفل بترتيب سريره أو تناول وجبة صحية، يمكن أن يحصل على نقاط يُمكنه جمعها للحصول على مكافآت. هذا النظام يساهم في تحفيز الأطفال على تقديم أفضل ما لديهم دون الاعتماد على المكافآت الفورية، بل يحفزهم على تحقيق إنجازاتهم بأنفسهم.
عملية التقييم يمكن أن تشمل مجموعة واسعة من السلوكيات، منها العادات اليومية مثل تناول الطعام في مواعيده، ومدى التزامهم بأداء الواجبات المدرسية، وحتى تعلم مهارات جديدة. يساعد التطبيق الآباء على متابعة تقدم أطفالهم بشكل دوري، مما يمكنهم من تقديم الدعم المناسب في الوقت المناسب. من المهم أن يرشد الآباء أطفالهم إلى كيفية استخدام التطبيق بشكل صحيح، مما يعزز من فعالية النتائج المترتبة على استخدامه.
من خلال عدم ربط المكافآت بالسلوكيات المرغوبة، يتعلم الأطفال أن السلوك الجيد هو السلوك المناسب بغض النظر عن المكافأة، مما يساهم في تعزيز مفهوم المسؤولية الذاتية. كما ينمي التطبيق مهارات الحوار الفعال بين الآباء وأطفالهم من خلال تشجيعهم على مناقشة تقييماتهم وسلوكياتهم، مما يسهل من عملية التواصل ويوفر بيئة صحية للنمو العاطفي والاجتماعي.
دور الآباء في استخدام تطبيق “تستاهل”
يعتبر دور الآباء والأمهات في استخدام تطبيق “تستاهل” محورياً لنجاح هذا النظام، حيث يحتاجون إلى فهم كيفية تطبيقه بفاعلية لضمان تحقيق الأهداف المرجوة. من الضروري أن يدرك الآباء أن التطبيق هو أداة مساعدة، وليست بديلاً عن التربية الفعالة. يجب أن يقوم الأهل بتعريف أطفالهم على السلوكيات المرغوبة والمستهدفة، وتزويدهم بالأدوات اللازمة ليتحقق النجاح في تطبيق تلك السلوكيات.
تعتبر المتابعة المستمرة والتقييم الدوري جزءاً من العملية التربوية، حيث يجب على الآباء تخصيص وقت للتفاعل مع أطفالهم حول أدائهم في التطبيق، والاستماع إلى مشاعرهم وتقييماتهم حول كيفية تقدمهم. من خلال هذا التفاعل، يمكن للآباء مساعدة أطفالهم على فهم أهمية السلوكيات الجيدة، ولماذا هي مهمة في حياتهم اليومية.
إضافةً إلى ذلك، يمثل التطبيق فرصة لتعزيز القيم العائلية والمبادئ الأخلاقية من خلال تعزيز سلوكيات معينة، مثل التعاون، والاحترام، والإيجابية. يجب على الآباء أن يكونوا قدوة في سلوكياتهم، مما يعزز من مصداقيتهم في عيون أطفالهم. فعلى سبيل المثال، إذا كان الأب أو الأم ملتزمين بعادات صحية أو سلوكيات إيجابية، فمن المرجح أن يتبعهم الأطفال ويقتدون بهم.
عند استخدام التطبيق، يجب على الآباء أن يتجنبوا ربط السلوكيات المرغوبة بالمكافآت المادية بشكل قاطع، بل يجب تعزيز السلوك الجيد كقيمة ذاتية. من المهم أن يشعر الأطفال بالفخر لإنجازاتهم وأن يتعلموا أن المكافأة الحقيقية تأتي من الشعور بالنجاح والتقدم وليس من مكافأة مادية، مما يساعد على بناء شخصيات قوية ومستقلة. يجب أن تكون البيئة المنزلية محفزة وداعمة، حتى يتمكن الأطفال من تطوير مهاراتهم وتقديم أفضل ما لديهم.
التحديات والفرص للتربية الحديثة
تواجه الأسر تحديات كبيرة في مجال التربية الحديثة، خاصة مع انتشار التكنولوجيا وتأثيرها على نمط الحياة اليومية. يعتبر التواصل بين الآباء والأبناء أحد أهم العناصر التي يجب أن تعزز في هذا الوقت. يمكن أن يؤدي غياب الحوار المفتوح إلى تفاقم المشكلات السلوكية والعاطفية، حيث يكون الأطفال بحاجة إلى مساحة للتعبير عن مشاعرهم وأفكارهم.
تطبيق “تستاهل” يعمل كحل لتلك التحديات من خلال توفير منصة تفاعلية تعزز من تواصل الآباء مع أطفالهم. لكن من المهم أيضاً أن يسمع الآباء للأصوات الصاعدة والاحتياجات النفسية والاجتماعية لأطفالهم. يجب على الأهل أن يكونوا مدركين للتغيرات الثقافية والاجتماعية التي تؤثر على أطفالهم، وأن يسعوا لفهم العالم الذي يعيشون فيه.
على سبيل المثال، مع زيادة معدلات القلق والاكتئاب بين الأطفال والمراهقين، يصبح من الضروري أن يتبنى الآباء استراتيجيات تعزز من صحة أطفالهم النفسية. يمكن أن يشمل ذلك العمل على تطوير مهارات التعامل مع الضغط والتوتر من خلال التطبيقات والأدوات التي تساعد على تعزيز التفكير الإيجابي والتأقلم السليم. دعم الآباء لأطفالهم في مواجهة هذه التحديات من خلال استخدام تطبيقات مثل “تستاهل” يمكن أن يوفر لهم الدعم اللازم لتخطي تلك الفترات الصعبة.
بالمجمل، يمثل تطبيق “تستاهل” فرصة للآباء لتحسين طرق تربيتهم وتعزيز التواصل مع أطفالهم، ولكن يتطلب الأمر جهد مستمر وفهم عميق لاحتياجات الأطفال ومشاعرهم، مما يساعد على بناء علاقة أسرية صحية تصمد أمام تحديات العصر الحديث.
تم تلخيص الحلقة بإستخدام الذكاء الاصطناعي ezycontent
اترك تعليقاً