في هذا الحوار المثير، يناقش المهندس أولايان الوتيد، الرئيس التنفيذي لمجموعة الاتصالات السعودية (STC)، التحولات الكبيرة التي شهدتها الشركة على مر السنوات. يستعرض اللقاء بدايات الشركة، وكيف بدأت كامتداد لأعمال الحكومة في مجال الاتصالات، وصولاً إلى مرحلة الخصخصة، وإصدار الأسهم، والحصول على ترخيص المشغل الأول للهاتف المحمول في عام 2004. يتناول الوتيد التحديات التي واجهت المجموعة، مثل المنافسة من خدمات الإنترنت عبر الأقمار الصناعية، والمشاكل المتعلقة بمدى سرعة الإنترنت والتغطية الضعيفة في بعض المناطق.
كما يتناول الحوار موضوع الرواتب وما يثار حول تباين الأجور بين الموظفين القدامى والمستجدين، وكذلك استثمارات الشركة في القطاع الرياضي وفي ناد الشباب تحديدًا. يتحدث الوتيد عن أهمية الثقافة المؤسسية في دعم الابتكار والتغيير، ويشير إلى كيفية تطور STC لتصبح شركة تكنولوجيا بدلاً من مجرد مزود خدمات الاتصالات، مستعرضًا نماذج جديدة من الشركات التي تحتضنها المجموعة، مثل STC Pay وSTC Solutions.
يتطرق الحوار أيضًا إلى استراتيجيات المجموعة الحالية والمستقبلية، والتغيرات التي يشهدها القطاع المالي، خاصةً في مجال الفينتك. يسلط الضوء على نجاح STC Pay الذي أصبح قريبًا من أن يصبح بنكًا رقميًا. وفي النهاية، يُظهر الوتيد تفاؤله بمستقبل المجموعة وسعيها الدائم لتحقيق المزيد من الإنجازات في السوق السعودي والإقليمي.
تاريخ التحولات في شركة STC
تأسست شركة الاتصالات السعودية (STC) في عام 1998 كجزء من استراتيجية الحكومة السعودية لتحسين قطاع الاتصالات. بدأت الشركة كامتداد للجهود الحكومية التي بدأت منذ عهد الملك عبد العزيز، حيث تم إدخال خدمات التلغراف في الثلاثينيات. مع تطور التكنولوجيا وازدياد الطلب على الاتصالات، تم اتخاذ قرار بتحرير القطاع مع بدء الخصخصة في نهاية التسعينيات. كان العام 2004 علامة فارقة حيث حصلت STC على أول رخصة لتقديم خدمات الهاتف المحمول. منذ ذلك الحين، شهدت الشركة تحولات ملحوظة في خدماتها، حيث انتقلت من كونها مزوداً تقليدياً لخدمات الاتصالات إلى الانخراط في مجالات التكنولوجيا والمعلوماتية.
خلال السنوات الماضية، واجهت STC تحديات متعددة بما في ذلك المنافسات الشديدة من شركات الاتصالات الأخرى وضغوط تحسين جودة الخدمات. لتحقيق النجاح، قامت الشركة بتطوير استراتيجيات جديدة تتضمن التركيز على الابتكار والتوسع في الخدمات الرقمية. على سبيل المثال، استثمرت STC في خدمات مثل STC Pay، التي تحولّت مؤخراً إلى STC Bank، لتلبية احتياجات العملاء في عالم المال الرقمي. كما أطلقت STC منصات مثل STC Play لدخول سوق الألعاب الإلكترونية، مما يعكس استجابتها للتغيرات في سلوك المستهلكين واحتياجات السوق.
على الرغم من التحديات العديدة، استمرت STC في الابتكار والتكيف مع الوضع الراهن، مما ساعد على تعزيز مركزها في السوق وزيادة قيمتها السوقية. لقد أصبحت النموذج الرائد في كيفية دمج خدمات الاتصالات بالتكنولوجيا الحديثة، مما يضمن استمرارية النمو والتوسع في المستقبل.
الفجوة في سلم الرواتب والتحديات الداخلية
تعتبر الفجوة في سلم الرواتب من القضايا الشائكة التي تواجهها STC، حيث يشعر العديد من الموظفين بالقلق تجاه الأجور المعروضة للموظفين الجدد مقارنة بالقدامى. يتحدث بعض الموظفين عن تفضيل إدارة الشركة لتوظيف أصحاب الخبرات الجديدة مع أجور أعلى، مما يثير شعوراً بالظلم لدى من كانوا في الشركة لمدة طويلة. هذه الفجوة تؤثر على الروح المعنوية للموظفين وقد تؤدي إلى انخفاض الإنتاجية والرغبة في البقاء في الشركة.
لمعالجة هذه المشكلة، يجب على إدارة STC النظر في مراجعة سياسات الأجور بشكل دوري، وضمان التوازن بين الأجور المقدمة للموظفين الجدد والقدامى. يمكن أن يساعد ذلك في تعزيز شعور الولاء والانتماء بين الموظفين، وكذلك رفع مستوى الإنتاجية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن تبني استراتيجيات تعويض إضافية، مثل المكافآت والأرباح، لتشجيع الموظفين على الاستمرار في العمل وتحقيق الأداء العالي.
علاوة على ذلك، يجب أن تكون هناك منصة للتواصل بين الموظفين والإدارة، حيث يمكن للموظفين التعبير عن مخاوفهم ومقترحاتهم بشكل مباشر. هذا النوع من الشفافية يمكن أن يساعد في بناء الثقة بين الموظفين وإدارة الشركة، مما يؤدي إلى بيئة عمل أكثر إيجابية ونجاحاً.
التحول إلى شركة تكنولوجيا ومواجهة التحديات الجديدة
تحولت STC من شركة اتصالات تقليدية إلى شركة تكنولوجيا متعددة الأوجه، حيث أصبحت تقدم مجموعة متنوعة من الخدمات التي تشمل تكنولوجيا المعلومات، والخدمات المالية الرقمية، والإنترنت من الأشياء، والأمن السيبراني. يأتي هذا التحول في ظل التغيرات السريعة في صناعة الاتصالات، حيث تواجه الشركات التقليدية تحديات من شركات تقنية جديدة تقدم خدمات مبتكرة تعتمد على الإنترنت.
لمواجهة هذه التحديات، بدأت STC في تبني نموذج عمل جديد يركز على الابتكار والتوسع في خدماتها. على سبيل المثال، تم إنشاء شركات جديدة تحت مظلة STC مثل “Solutions by STC”، و”STC Pay”، التي أصبحت الآن “STC Bank”. يهدف هذا التنوع في الخدمات إلى تلبية احتياجات العملاء في مجالات مختلفة، مثل التجارة الرقمية والخدمات المالية، مما يعزز من قدرة الشركة على المنافسة في السوق.
ومع ذلك، يتطلب هذا التحول مواجهة مجموعة من التحديات، بما في ذلك الحاجة إلى تطوير البنية التحتية التكنولوجية والاستثمارات الكبيرة في البحث والتطوير. يجب على STC أيضاً أن تظل مراقبة لمتطلبات السوق المتغيرة وتوجهات المستهلكين، لضمان استمرارها في تقديم خدمات ذات قيمة مضافة. يتطلب الأمر استثماراً في المواهب والتقنيات الحديثة لضمان نجاح هذه التحولات.
الاستثمار في القطاع الرياضي واستراتيجية STC المستقبلية
تعتبر STC من الشركات الرائدة في الاستثمار في القطاع الرياضي، حيث تسعى إلى تعزيز وجودها في هذا المجال من خلال الاستحواذ على أندية رياضية مثل نادي الشباب. يأتي هذا في إطار رؤية STC الأوسع لمواجهة التحديات والفرص في السوق الرياضي، وتعزيز سمعتها كداعم للرياضة في المملكة.
يهدف الاستثمار في القطاع الرياضي إلى توسيع قاعدة العملاء وتعزيز العلامة التجارية للشركة من خلال ربطها بنشاطات تحظى بشعبية كبيرة في المجتمع. إن الانخراط في الرياضة يمكن أن يجلب فوائد تسويقية كبيرة، حيث يمكن استخدام هذه المنصات للترويج للخدمات الرقمية والتكنولوجية التي تقدمها STC. كما أن التعاون مع الأندية الرياضية يعزز من قدرة STC على الوصول إلى جمهور جديد، مما يساهم في زيادة المبيعات والإيرادات.
ومع ذلك، يتطلب هذا التوجه استراتيجيات مدروسة لضمان تحقيق العوائد المرجوة. يجب على STC أن تستثمر في تطوير الشراكات مع الأندية والرياضيين، وأن تروج لبرامج تفاعلية ومبادرات مجتمعية تعزز من هذا التعاون. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تُشرك STC العملاء في هذه الأنشطة الرياضية من خلال عروض خاصة ومسابقات، مما يعزز من علاقة العملاء بالشركة. على المدى الطويل، سيعزز هذا الاستثمار من مكانة STC في السوق ويوفر لها فرصاً جديدة للنمو.
تحسين تجربة العملاء من خلال سرعة الخدمة
تعد تجربة العملاء من أهم الركائز التي تركز عليها الشركات لتحقيق النجاح. في STC، تم إدخال نموذج جديد يهدف إلى تحسين سرعة تقديم الخدمة للعملاء. يتيح البرنامج للموظفين، بما في ذلك المديرين، أن يصبحوا جزءًا من عملية توصيل الطلبات، مما يمكنهم من تقديم خدمة سريعة وفعالة. يمكن للموظف أن يسجل وينفذ الطلبات خلال فترة قصيرة، مما يساهم في تعزيز الدخل الشخصي للموظف ويساعد العملاء في الحصول على الخدمة في وقت قياسي يتراوح بين 10 إلى 15 دقيقة.
هذا النموذج لا يعزز فقط رضا العملاء، بل أيضًا يوسع نطاق الخدمة المقدمة من STC إلى شركات أخرى، مثل دال وجرير. بفضل هذا التوجه، تستطيع STC الاستفادة من الشراكات وتوسيع قاعدة عملائها وتحسين شبكة الخدمة بشكل عام. يشير هذا النموذج إلى تحول جذري في الطريقة التي يتم بها تقديم الخدمات، حيث يعمل على دمج الموظفين في عملية الخدمة، مما يعزز من شعورهم بالانتماء والمشاركة في نجاح الشركة.
من خلال هذه الاستراتيجية، تمثل STC قوة مهمة في سوق الخدمات، حيث تستطيع التنافس مع شركات أخرى مثل جاهز ومارسول. بالإضافة إلى ذلك، يعمل هذا البرنامج على توفير فرص عمل جديدة للموظفين، مما يساهم في تحسين مستوى المعيشة وتعزيز الاقتصاد المحلي.
استثمارات STC في مراكز البيانات والبنية التحتية
تأتي استثمارات STC في مراكز البيانات كجزء من رؤية المملكة 2030، حيث تهدف الشركة إلى أن تصبح مركزًا رئيسيًا لحركة البيانات بين قارات آسيا وأفريقيا وأوروبا. تم إطلاق شركة جديدة تدعى Center3، التي تركز على إدارة أكثر من 25 مركز بيانات في المملكة، بالإضافة إلى كابلات تحت البحر تربط المملكة بالعالم الخارجي.
تشير هذه الاستثمارات إلى أهمية البيانات كأصل استراتيجي، حيث يتزايد الطلب على البيانات بشكل متسارع، خاصة مع النمو الهائل في تقنيات الذكاء الاصطناعي. تسعى STC من خلال هذه الاستثمارات إلى تحسين الأداء والكفاءة لموظفيها، مما يمكنهم من تصدير خدماتهم التقنية إلى منطقة الشرق الأوسط.
تعتبر هذه الاستثمارات أيضًا خطوة نحو تحقيق الأمن السيبراني، حيث يتم تأمين البيانات المحلية وتقليل الاعتماد على مراكز البيانات الخارجية. هذا الأمر يعزز من قدرة الشركات في المملكة على المنافسة في الأسواق العالمية ويزيد من جاذبية المملكة للاستثمارات الأجنبية.
في الأيام القليلة الماضية، تم افتتاح مراكز بيانات جديدة في المدينة المنورة والقصيم، وهذا يوضح التزام STC بتنمية البنية التحتية الرقمية في المملكة. الاستثمار المستمر في الكابلات البحرية ومراكز البيانات يعكس رؤية الشركة في تقديم خدمات عالية الجودة للمستخدمين.
استراتيجية STC في التوسع الدولي
الاستثمار في شركة Telefonica الإسبانية يمثل خطوة استراتيجية لتعزيز وجود STC في الأسواق الدولية. على الرغم من التحديات السابقة التي واجهتها STC في عمليات التوسع الدولي مثل التجارب الفاشلة في ماليزيا وإندونيسيا، إلا أن الدروس المستفادة من تلك التجارب تؤكد على أهمية التدخل المدروس في هيكل الشركات التي تستثمر فيها.
تمثل تجربة STC في الاستثمار في Telefonica نقطة تحول في كيفية التعامل مع الأسواق الأجنبية. الاستثمار بنسبة 9.9% يتيح للشركة الوصول إلى أسواق كبيرة مثل إسبانيا والمملكة المتحدة وألمانيا والبرازيل، حيث تتمتع Telefonica بأداء مالي قوي. هذه الخطوة تعتبر جزءًا من استراتيجيات STC للتوسع بشكل مدروس وفعال.
توضح هذه الاستراتيجية أهمية العمل في الاقتصادات المستقرة، حيث تسعى STC لتجنب المخاطر العالية التي تتضمنها الاستثمارات في الدول ذات الأسواق غير المستقرة. كما أن الاستثمارات الصغيرة تمنح STC مرونة أكبر في التفاعل مع الشركات المستهدفة، مما يعزز من فرص نقل المعرفة والتكنولوجيا.
تعتبر استثمارات STC في Telefonica مثالاً على كيفية استخدام الدروس المستفادة من الماضي لبناء مستقبل أكثر استدامة ونجاحًا. من خلال تقليل المخاطر والتفاعل بشكل إيجابي مع الأسواق المستهدفة، يمكن لـ STC تعزيز مكانتها في السوق العالمية.
التحول الرقمي داخل STC
يمثل التحول الرقمي رحلة مستمرة لـ STC، حيث تسعى الشركة إلى تطوير نموذج أعمالها لتلبية احتياجات السوق المتغيرة. يشمل التحول الرقمي إعادة هيكلة الأقسام المختلفة في الشركة، بما في ذلك قسم الاتصالات والبنية التحتية، مما يسمح بتحسين كفاءة الخدمات المقدمة للعملاء.
تتضمن هذه العملية تحديات مثل ارتفاع التكاليف التشغيلية نتيجة للتحول، ولكن الشركة تؤكد على أهمية التكيف مع التغيرات السريعة في السوق. يتمثل الهدف في تحسين مستوى الخدمة المقدمة للعملاء، مما يعزز من رضاهم ويزيد من ولائهم للعلامة التجارية.
ولتحقيق هذا الهدف، تتبنى STC استراتيجيات مرنة تسمح لها بالتكيف مع المتغيرات، مما يمكنها من مراجعة مسارها باستمرار. من خلال التركيز على استخدام البيانات والتكنولوجيا، تسعى الشركة إلى تحسين الأداء وزيادة الكفاءة في تقديم خدماتها.
التحول الرقمي يُعد أيضًا فرصة لتعزيز الابتكار في STC، حيث يمكن للشركة استكشاف أسواق جديدة وتقديم خدمات جديدة تتماشى مع احتياجات العملاء الحالية. هذا الأمر يعكس التزام STC بتقديم أفضل الحلول والخدمات في عالم سريع التغير.
التحديات في قطاع الاتصالات والعلاقة مع الهيئة التنظيمية
يعتبر قطاع الاتصالات من القطاعات الحيوية التي تواجه تحديات مستمرة، بما في ذلك المنافسة الشديدة من الشركات الأخرى والتغيرات السريعة في التكنولوجيا. تلعب الهيئة التنظيمية دورًا مهمًا في الحفاظ على توازن السوق من خلال وضع القوانين والأنظمة التي تضمن المنافسة العادلة.
تُعتبر العلاقة بين STC والهيئة التنظيمية موضوعًا مهمًا حيث يشعر بعض الموظفين بأن القيود التي تفرضها الهيئة قد تعيق نمو الشركة. ومع ذلك، يعتبر القادة في STC أن دور الهيئة هو تعزيز السوق وجذب الاستثمارات، وأن التحديات التي تواجهها الشركات هي جزء طبيعي من المنافسة.
تعكس هذه الديناميكية أهمية التعاون بين الشركات والهيئات التنظيمية لتحقيق أهداف السوق. بالرغم من التحديات، فإن STC تؤمن بأهمية الاستمرار في تقديم خدمات عالية الجودة والعمل على تحسين تجربة العملاء.
تواصل STC العمل على تطوير استراتيجياتها لمواجهة التحديات وتلبية احتياجات العملاء، مما يجعلها رائدة في قطاع الاتصالات في المملكة. بفضل الاستثمارات المستمرة والابتكار، فإن STC تسعى للمحافظة على مكانتها في السوق وضمان تقديم أفضل الخدمات لمستخدميها.
تم تلخيص الحلقة بإستخدام الذكاء الاصطناعي ezycontent
اترك تعليقاً