ما يجب أن تعرفه عن القصور القلبي عندما تكون لديك مرض السكري

في يونيو 2022، أشار تقرير من جمعية السكري الأمريكية إلى أن القصور القلبي هو “مضاعفة غير مقدرة لمرض السكري”. ووفقًا لذلك التقرير، ستتطور حتى 22% من الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري إلى القصور القلبي، ويزداد انتشار القصور القلبي في مجتمع مرضى السكري.

العلاقة بين القصور القلبي ومرض السكري

بين الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري، لا يتحرك الجلوكوز (المعروف أيضًا بسكر الدم) من الدم إلى الخلايا بالطريقة التي يجب أن يحدث بها. وهذا يؤدي إلى ارتفاع مستويات الجلوكوز والأنسولين، وهو هرمون يساعد على تنظيف الدم من الجلوكوز. قد تسهم هذه الارتفاعات في تطور القصور القلبي لدى بعض الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري. “ارتفاع مستويات الجلوكوز وارتفاع مستويات الأنسولين يمكن أن يتسببا في تلف على المستوى الجزيئي لخلايا القلب”، يقول الدكتور مكاريوس.

ولكن هذه ليست العلاقة الوحيدة بين الحالتين. “من الناحية الميكانيكية، هناك عدة عمليات تؤثر على الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري وتزيد من خطر الإصابة بالقصور القلبي”، يقول الدكتور جيمس جانوزي، أستاذ طب في كلية هارفارد الطبية وطبيب قلب سريري في مستشفى ماساتشوستس العام. يقول جانوزي إنه بالإضافة إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض الشرايين التاجية، يمكن أن يتسبب مرض السكري في إصابة مباشرة لعضلة القلب، مما يؤدي إلى تصلبها وضعفها الذي يمكن أن يتطور إلى القصور القلبي. أظهرت الأبحاث أن مرض السكري يرتبط بانخفاض وظيفة الميتوكوندريا، والإجهاد التأكسدي، والالتهاب، وزيادة تكوين المركبات الضارة المعروفة بـ “منتجات تقدم الجلايكوز المتقدمة”، وجميعها يمكن أن تسهم في تطور القصور القلبي. “يرتبط مرض السكري بتحول من استقلاب الجلوكوز في القلب إلى إنتاج كحول السكر سوربيتول، والذي قد يؤدي إلى وفاة الخلايا مع تشوه عضلة القلب”، يوضح جانوزي. “نعلم أيضًا أن الأفراد الذين يعانون من مرض السكري يتعرضون لمخاطر أعلى للإصابة بأمراض الكلى المزمنة، وهي عامل خطر مستقل للقصور القلبي.” لكل هذه الأسباب، يقول إن وجود مرض السكري وحده يعتبر الآن عامل خطر أساسي للقصور القلبي.

علامات وأعراض القصور القلبي

تكون أعراض القصور القلبي متشابهة سواء كانت لدى الشخص مصاب بمرض السكري أم لا. تحتل التعب المرتبة الأولى أو قربها من القائمة، على الرغم من أن هذا العرض قد يكون غير واضح في البداية. “قد يشعر الشخص بأنه ليس لديه نفس الطاقة التي كان يملكها في السابق”، يقول جانوزي. ضيق التنفس هو عرض آخر مميز للقصور القلبي، ولكن قد يكون من الصعب اكتشافه إذا تسبب التعب للشخص في تقليل النشاط البدني. “غالبًا ما أسأل المريض إذا كان يشعر بضيق التنفس ويقول لا، ولكن هذا بسبب تقليل نشاطه”، يقول. مع تقدم القصور القلبي، تصبح هذه الأعراض أكثر وضوحًا. على سبيل المثال، يمكن أن يظهر ضيق التنفس حتى بعد مجهود بدني طفيف جدًا، مثل صعود الدرجات القليلة.

“عرض كلاسيكي آخر ليس فقط ضيق التنفس عند ممارسة الرياضة، ولكن ضيق التنفس عند الاستلقاء أو الاستيقاظ من النوم”، يقول مكاريوس. “هذا يرجع إلى تراكم السوائل في الرئتين نتيجة لعدم قدرة القلب على ضخ الدم بالطريقة التي يجب أن يفعلها.” يمكن أيضًا أن يؤدي تراكم السوائل إلى تورم (أو انتفاخ) في الساقين أو البطن لدى الأشخاص الذين يعانون من القصور القلبي، يقول.

بينما تعتبر هذه الأعراض الأكثر شيوعًا، تشمل الأعراض الأخرى الشهيق، والضعف، وضربات القلب السريعة أو الغير منتظمة، والغثيان، وزيادة الوزن، ومشاكل التفكير أو التركيز، وسعال غير مبرر مستمر (قد يكون مصحوبًا ببلغم أبيض أو وردي). مع تقدم القصور القلبي، تصبح جميع هذه الأعراض أقل وضوحًا. “قد يصبح التعب كبيرًا لدرجة أن الشخص لا يستطيع إكمال أنشطته اليومية”، يقول مكاريوس.

من المهم أن نلاحظ أن العديد من حالات القصور القلبي تمر بمرحلة مبكرة عندما لا توجد أعراض واضحة. ومع ذلك، في هذه المرحلة يمكن اكتشاف الحالة باستخدام بعض الفحوصات الدموية المحددة. “لدينا الآن علامات حيوية ومحددة يمكنها التعرف على التغيرات الجزيئية المبكرة في القلب التي تسبق التغيرات الهيكلية الأكثر وضوحًا”، تقول بوب-بوسوي. هناك علاجات دوائية متاحة ومثبتة للحد من تقدم القصور القلبي، ويمكن أن يساعد اكتشاف الحالة في هذه المرحلة المبكرة وعدم وجود أعراض على تحسين نتائج المرضى. من ناحية أخرى، يمكن أن تسهم بعض أدوية السكري في تطور القصور القلبي. إذا تم اكتشاف الحالة في مرحلة مبكرة، يمكن للشخص المصاب بمرض السكري أن يتوقف عن استخدام هذه الأدوية قبل تقدم الحالة. “يمكن أن يساعد التشخيص المبكر في ضمان أن الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري لديهم الوصول إلى أفضل العلاجات في الوقت المناسب”، تقول بوب-بوسوي.

خيارات العلاج

العلاجات القياسية الأولية للقصور القلبي هي الأدوية، ويقول الخبراء إن الأدوية التي يختارونها تعتمد على شدة الحالة. “ننظر إلى شيء يسمى الكسر الانقباضي، أو قوة ضغط القلب، لتحديد خطة العلاج المناسبة”، يقول جانوزي.

إذا كانت نسبة الكسر الانقباضي للمريض منخفضة – وهذا يعني أن القلب لا يضخ بقوة كما يجب – فإن العلاج عادة يشمل عدة فئات من الأدوية التي تهدف إلى توسيع الأوعية الدموية وتحسين تدفق الدم. “هناك أربع فئات رئيسية من العلاجات التي نوصي بها”، يقول. تشمل هذه المجموعات مثبطات بيتا، ومثبطات الألدوستيرون، ودواء يسمى ساكوبيتريل/فالسارتان الذي يوسع الأوعية الدموية، وما يعرف بمثبط SGLT-2، الذي لا يخفض فقط ضغط الدم ولكنه يساعد أيضًا في خفض مستويات الجلوكوز في الدم. (غالبًا ما يستخدم مثبطات SGLT-2 لعلاج السكري حتى في حالة عدم وجود قصور قلبي.)

“بالنسبة للأشخاص الذين يحتفظون بنسبة الكسر الانقباضي الطبيعية، وهي القوة الطبيعية للضغط، فإن الخيارات العلاجية أكثر قلة”، يقول جانوزي. “ومع ذلك، أظهرت التجارب السريرية الأخيرة لمثبطات SGLT-2 فوائد لهؤلاء الأفراد، لذا يجب الآن أن يُعتَبَر استخدامها في أي شخص يعاني من القصور القلبي، وخاصةً في الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري.”

“في رأيي، هذه الأدوية مهمة جدًا”، يقول مكاريوس عن مثبطات SGLT-2. “في البداية، تم تسويقها كأدوية لعلاج السكري لأن لها تأثيرات على خفض مستوى السكر في الدم، ولكن التجارب السريرية أظهرت أنها تحسن النتائج وتقلل من معدل الوفيات الناجمة عن الأحداث القلبية الوعائية الرئيسية، بما في ذلك القصور القلبي.” يقول إن فئة أخرى من الأدوية الجديدة تسمى محفزات GLP-1 أظهرت أيضًا فوائد في الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري والقصور القلبي، ومن المرجح أن تستخدم بشكل أكثر تواترًا لعلاج هذه الحالات المتزامنة.

غالبًا ما تكون الأدوية المستخدمة لعلاج القصور القلبي لدى الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري هي نفس الأدوية التي يتم وصفها لأولئك الذين ليس لديهم مرض السكري، ولكن هناك أدلة تشير إلى أنها تعمل بشكل أفضل حتى في الأشخاص الذين يعانون من الحالتين. “أقول لمرضى السكري أنهم يمكنهم التوقع بتقليل المخاطر أكبر من شخص ليس لديه مرض السكري”، يقول جانوزي.

بصرف النظر عن الأدوية، يمكن أن تحقق التغيرات في نمط الحياة والسلوك فرقًا كبيرًا للأشخاص الذين يعانون من القصور القلبي. “يشمل ذلك زيادة التمارين في كل ما هو ممكن”، يقول جانوزي. “يشمل ذلك أيضًا الانتباه إلى المزاج الشخصي”. يقول إن الاكتئاب والقلق يرتبطان بنتائج أسوأ للأشخاص الذين يعانون من القصور القلبي، لذا من الضروري معالجة هذه التحديات الصحية العقلية (مثل العلاج، على سبيل المثال) إذا ظهرت.

“النظام الغذائي وفقدان الوزن مهمان أيضًا”، يقول جانوزي. “في مؤسستنا، نوصي في كثير من الأحيان باتباع نظام غذائي من نوع البحر الأبيض المتوسط ​​الذي يشمل المزيد من الكربوهيدرات المعقدة وكمية معتدلة من البروتين”. بينما هناك الكثير من الأبحاث القوية التي تدعم فوائد النظام الغذائي من نوع البحر الأبيض المتوسط، يشير إلى أنه يجب على الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري والقصور القلبي أن يعملوا ideal مع أخصائي تغذية طبي أو متخصص في التغذية لإنشاء خطة غذائية مخصصة. “كل مريض فردي لديه مجموعة خاصة من المشاكل الطبية التي قد تحتاج إلى النظر فيها”، يقول. لا يوجد نظام غذائي مثالي يناسب الجميع الذين يعانون من مرض السكري والقصور القلبي.

الوقاية من القصور القلبي

على الرغم من أن الجميع يجب أن يعطوا الأولوية لصحة القلب، إلا أن اتخاذ خطوات لتقليل مخاطر الإصابة بالقصور القلبي أمر مهم بشكل خاص إذا تم تشخيصك بمرض السكري. “حتى بالنسبة لأولئك الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري الحديث نسبيًا، قد يكون المرض موجودًا لفترة من الوقت، ولذلك فإن الساعة قد بدأت بالفعل في العد التنازلي”، يقول جانوزي. “لا يوجد وقت أفضل من الآن للتركيز على الصحة والعافية”.

السيطرة على عوامل الخطر الخاصة بك للقصور القلبي هو الخطوة الأولى، وهذا يعني عدم التدخين، قبل كل شيء، وأيضًا إدارة الكولسترول وضغط الدم وسكر الدم من خلال مزيج من النظام الغذائي والتمارين الرياضية وفقدان الوزن وعلاج الدواء. “أشجع أيضًا مرضى السكري على تعلم أنفسهم حتى يفهموا حالتهم وعلامات الإنذار المبكرة للقصور القلبي”، يقول جانوزي. لا يزال من الجيد أن تبقى على اطلاع على أحدث المعلومات المتعلقة بمرضك وعوامل الخطر وخيارات العلاج وخيارات الفحص. “أنصح دائمًا مرضاي بأن يكونوا داعمين لأنفسهم”، يضيف.

القصور القلبي هو مضاعفة شائعة لدى الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري. ولكن مع الخطة الصحيحة، يمكنك وفريق الرعاية الصحية الخاص بك اتخاذ خطوات لمنع أو علاج الحالة بفعالية.

Source: https://www.aol.com/know-heart-failure-diabetes-155348419.html