في هذا العام، تضمنت أكثر الصور الفضائية إثارة للاهتمام منظرًا للعظام الكونية بالأشعة تحت الحمراء، وقمر مزدوج لكويكب، وعاصفة قطبية ضخمة في كوكب المشتري، وأكثر من ذلك
تألق مقبرة العظام الكونية
لا يمكن أن تكتمل أي معرض مثل هذا بدون شيء من تلسكوب جيمس ويب الفضائي (JWST)، أحدث عين لنا في الأشعة تحت الحمراء على السماء. لقد جلب هذا المرصد العملاق ثورات صغيرة في علم الفلك بالفعل، لذا فإن اختيار واحدة من السنة الماضية ليس أمرًا سهلاً. هل يجب أن يكون نجمًا صغيرًا يلقي نوبة ضخمة أم نجم قديم ضخم يتخلص من المواد بمعدلات هائلة قبل أن ينفجر بالتأكيد كنجم متفجر؟ أم يجب أن يكون خريطة لـ 100000 مجرة؟
حسنًا، ماذا عن شيء مختلف جدًا وغريب جدًا – مثل الهيكل العظمي لشبكة الغبار المعقدة لمجرة قريبة (كما هو موضح في الصورة الافتتاحية أعلاه)؟
ميسييه 51 (M51) هي مجرة حلزونية تبعد حوالي 30 مليون سنة ضوئية وتظهر عندما يتم رؤيتها من الأرض بشكل مباشر. إنها من المفضلة لدى هواة وعلماء الفلك المحترفين، ولديها هيكل حلزوني جميل وتظهر تأثيرات اصطدام مجرة أصغر بها. في الصورة الوهمية الحادة والمخيفة من جهاز JWST للأشعة تحت الحمراء، نرى عددًا لا يحصى من سحب الغبار الكوني في نمط يشبه الهيكل العظمي. كل هذه السحب مكونة من حبيبات صغيرة من الجزيئات الصخرية والكربونية المسودة التي تطردها النجوم المحتضرة. يجمع الحركة الدورانية لـ M51 مع حقلها الجاذبية المعقد لتشكيل هذه السحب الغبارية المجتمعة في تجاويف مترابطة؛ تُظهر المناطق الحمراء المناطق التي يتم تسخين الغبار فيها بواسطة ضوء النجوم، وتشير الألوان الصفراء إلى مواقع تكون النجوم النشطة. التقط علماء الفلك هذه الصورة لفهم أفضل لكيفية ولادة النجوم في حضانات النجوم وكيفية تطورها مع مرور الوقت.
قمر كويكب يضاعف
مركبة لوسي التابعة لناسا تتجول حاليًا في حزام الكويكبات الرئيسي، في طريقها إلى المشتري – أو بشكل أدق إلى مدار المشتري. مهمة لوسي هي دراسة العديد من الكويكبات التي تشترك في مدار العملاق الغازي الضخم حول الشمس. تم تحريك كل كويكب إلى موضعه بواسطة توازن جاذبية المشتري وتلك التابعة لنجمنا. تسمى أهداف مهمة لوسي كويكبات ترويجان، وهي بقايا من أيام مبكرة من نظامنا الشمسي، مثل أحافير الأوقات السابقة – ولهذا السبب تم تسمية لوسي على اسم هيكل العظام البشري الأسترالوبيثيكوس أفارينسيس الذي تم اكتشافه في أفريقيا في سبعينيات القرن الماضي.
كوسيلة لاختبار نظام التوجيه والتصوير الخاص بها أثناء توجهها إلى الكوكب، تم توجيه المركبة لتمر بجوار كويكب في حزام الكويكبات الرئيسي. المعروف باسم دينكينيش – الاسم الإثيوبي لهيكل لوسي – يبلغ قطر هذه الصخرة الفضائية حوالي 800 متر. كان علماء الفلك يتساءلون عن تقلبات سطوع الكويكب كما يظهر من الأرض، والتي تم تفسيرها عندما رأت لوسي أن دينكينيش لديه قمر! ليس من النادر أن تكون للكويكبات رفقاء، لذلك على الرغم من أن هذا كان مفاجأة، إلا أنه لم يكن مفاجئًا بالضبط.
ولكن بعد ذلك، فقد صدم الفلكيون بالفعل لأنهم رأوا الضعف: القمر نفسه مكون من صخرتين تلامسان ببعضهما، ويُطلق عليه اسم اتصال ثنائي! هذه هي المرة الأولى التي يرى فيها أي شخص قمرًا ثنائي الاتصال يدور حول قمر كويكب مثل هذا، والنظريين مشغولون بالفعل في محاولة معرفة كيف تشكل. ما الأسرار الأخرى التي ستراها هذه المركبة المسماة بشكل رائع عندما تمر بمزيد من الآثار من تاريخنا الأعمق للكواكب؟
كبسولة زمنية مغلقة لماضي النظام الشمسي
بينو هو كويكب محتمل خطير، صخرة فضائية بقطر نصف كيلومتر تحتمل احتمالية 0.06 في المئة للتصادم مع الأرض بعد قرنين من الآن. سأأخذ تلك الفرصة، ولكنني أيضًا سعيد بأن ناسا أرسلت مهمة OSIRIS-REx للتحقيق في ذلك.
من بين أهداف المهمة العديدة لـ OSIRIS-REx كان جمع عينات من المواد على سطح بينو وتحته، حيث يُعتقد أن معظمها لم يتغير كثيرًا منذ تشكل الكويكب في بداية النظام الشمسي. بينو هو بالتالي كبسولة زمنية صخرية من تلك الحقب البعيدة، ويشتبه العلماء في أن الكويكبات الأخرى مثلها قد ساعدت في زرع العناصر الأساسية للحياة على الأرض بعد تبريدها. بعد رحلة طويلة جدًا، هبطت الكبسولة على شكل طبق الطائرة، مع مجموعة من قطع بينو، في صحراء يوتا في سبتمبر 2023.
كان العلماء يأملون في جمع حوالي 60 جرامًا من المواد ولكن قد يكونوا قد جمعوا عدة مئات بالفعل. لا يزال غير مؤكد بالضبط كم لديهم؛ إذ تعلق اثنتان من البراغي الـ 35 التي تحمل غطاء الحاوية، لذلك لا يمكن لأفراد البعثة فتح الجهاز بالكامل. يعمل المهندسون على صنع أدوات يمكنها فتحه بالكامل.
على الرغم من ذلك، تمكن الباحثون من استخدام ملقط لاسترداد كمية صغيرة من المواد الموجودة في الداخل، وجنبًا إلى جنب مع المواد الكويكبية المتناثرة التي غطت الجزء الخارجي للحاوية، لديهم بالفعل أكثر من 70 جرامًا للدراسة. هذا أكثر من كافٍ للعلماء للحصول على طعم مبكر لنتائج OSIRIS-REx الكونية، ولقد اكتشفوا بالفعل أن العينة التي تم جلبها من بينو غنية بالماء والكربون على حد سواء. من الساخر أن هذا الكويكب يعرض لنا كيف يمكن أن يساعد نوعه في توصيل الحياة إلى كوكبنا، حتى وهو يهدد بالتصادم به.
القريب والبعيد والبعيد جدًا
لم يقترب كوميت C/2020 V2 (ZTF) أبدًا أكثر من 280 مليون كيلومتر من الأرض، لذلك لم يصبح مشرقًا بما يكفي ليُرى بالعين المجردة. ومع ذلك، كان منظرًا مثيرًا في التلسكوبات، خاصةً بالنسبة لخبير التصوير الفلكي داميان بيتش. انتظر حتى 12 ديسمبر 2023 لالتقاط هذه اللقطة، عندما كان الكوميت يتحرك عبر كوكبة الطائر المهاجر ويمر بثلاثة مجرات حلزونية جميلة تسمى NGC 7582 و 7590 و 7599. هذا التوضع الصدفي يضع هذه الكائنات جميعًا في إطار مثالي.
وهذا يعطينا شعورًا غريبًا بالعمق. في الوقت الذي التقط فيه بيتش هذه الصورة، كان الكوميت على بُعد 500 مليون كيلومتر من الأرض. هذا مسافة جيدة داخل نظامنا الشمسي الخاص، لكنها مسافة أقصر بكثير من تلك النجوم الخلفية، التي تبعد بكيلومترات مربعة بلايين من الكيلومترات.
وهذه المسافة المدهشة تتحطم بشكل إيجابي مقارنة بالفجوة بيننا وبين المجرات الثلاث، التي تبعد حوالي 70 مليون سنة ضوئية: وهذا يعادل حوالي 700 كوادريليون (700،000،000،000،000،000،000) كيلومتر! الكون عميق.
وبالمناسبة، مدار الكوميت هو ما يسمى بالمهيب، مما يعني أنه يحتوي على طاقة كافية لعدم ربطه بجاذبية الشمس. من المرجح أن يهرب V2 من النظام الشمسي بالكامل ويتجه ببطء نحو الفضاء بين النجوم. في غضون بضعة ملايين من السنين قد يكون يجوب الفجوات بين النجوم.
رؤية لكسوف شمسي – من القمر
في 20 أبريل 2023، مر القمر مباشرة بين الأرض والشمس، محجبًا نجمنا عن المراقبين المختارين في نصف الكرة الجنوبي – كسوف شمسي كلي. من الأرض، بدا القمر كقرص مظلم عندما اجتاح ظله المحيط الهندي الجنوبي والمحيط الهادئ الجنوبي.
ولكن كيف كانت الصورة من القمر؟ بنت شركة يابانية تدعى هاكوتو-آر مهمة دخلت مدار القمر في 21 مارس 2023. نشرت الشركة هبوطًا فضائيًا فقدت للأسف لحظات قبل هبوطها النهائي على السطح. قبل بضعة أيام، رأت شيئًا لم يشهده أي إنسان حتى الآن شخصيًا: ظل القمر المحجوب يجتاح وجه الأرض من مسافة 380000 كيلومتر.
تسيطر السطح الرمادي المليء بالحفر والمخيف للقمر على الصورة، ولكن عيوننا تتجه بلا رجعة إلى القرص الأزرق المتعرج بالقرب من الحافة القمرية (حافة سطح القمر). يمكن رؤية بعض السحب البيضاء، وكذلك بقع بنية تمثل في الواقع أستراليا وجزءًا من آسيا.
ولكن انظر مرة أخرى: تلك التلون المظلمة التي تشوه وجه الأرض بالقرب من أستراليا هي ظل القمر، يلقي
Source: https://www.scientificamerican.com/article/behold-the-best-space-images-of-2023/
اترك تعليقاً