يعتبر المؤسسة الوطنية للعلوم في الولايات المتحدة واحدًا من الوسائل الرئيسية لدعم البحث العلمي الأساسي – حيث تشكل استثماراتها حوالي 25 في المائة من الدعم الفيدرالي للكليات والجامعات الأمريكية للبحث الأساسي، أو البحث الذي يدفعه الفضول والاكتشاف. ولكن طلب مدير المؤسسة سيثورامان بانتشاناثان من موقع “آرس” فرصة لشرح كيفية أن المرافق الفريدة التي تدعمها المؤسسة في القارة القطبية الجنوبية لها قيمة لكل من المصالح التجارية والأمن الوطني. وفي هذه الحجة، انضم إليه النائب توني غونزاليس من تكساس، الذي يشرح كيف أن بحث المؤسسة في القارة القطبية الجنوبية له تأثيرات مباشرة على الأشخاص في منطقته.
أهمية القارة القطبية الجنوبية
تُستهان بالأهمية الجيوسياسية للقارة القطبية الجنوبية. تعتبر المشاركة الأمريكية في القارة القطبية الجنوبية ضرورة استراتيجية للتقدم العلمي والتقني والفرص التعليمية والأمن الوطني.
المنافسة العالمية
في الوقت الحاضر، تشهد المنافسة العالمية تشددًا غير مسبوق. لكي تحافظ بلادنا على التنافسية العالمية في عصر تحولات القوى الجيوسياسية – ولا سيما حيث تسعى الصين لتوسيع نفوذها العالمي – يجب علينا دعم الجهود العلمية والهندسية الحرجة التي تجري في قاع كوكبنا. بينما تدعي سبع دول ملكية على أراضي القارة القطبية الجنوبية، لا تعترف الولايات المتحدة بأي منها ولا تدعي أيًا منها، وذلك في توافق تام مع معاهدة القارة القطبية الجنوبية. تقود الولايات المتحدة، بوجودها الأكثر أهمية وتأثيرًا في العالم في القارة القطبية الجنوبية، بالتعاون لضمان نجاح الشراكات بين الوكالات والشراكات الدولية في كل شيء من العلم إلى الأمن.
الحفاظ على التقدم التكنولوجي والابتكاري
لذلك، نحن، الممثل الأمريكي للمنطقة 23 في ولاية تكساس العظيمة ومدير مؤسسة العلوم الوطنية الأمريكية، ملتزمون بضمان أن البحث العلمي الذي يجري في القارة القطبية الجنوبية يساعد الولايات المتحدة على الحفاظ على حافة تكنولوجية وابتكارية. للقيام بذلك، يجب علينا مواصلة توفير وصيانة البنية التحتية اللازمة للمضي قدمًا في البحث الحرج الذي يجري هناك في جميع العلوم. من الأهمية بمثل هذه القدر أن نركز أيضًا على صحة وسلامة القوى العاملة المتمركزة في القارة، الذين بذلوا جهودًا أساسية في تعزيز الابتكار وكشف أسرار الجليد.
البحث في القارة القطبية الجنوبية
تعتبر القارة القطبية الجنوبية مختبرًا حيًا للبحث المتقدم. على سبيل المثال، تعتبر ظروفها الباردة والجافة والشتاء الطويل والمظلم أحوالًا مثالية لاكتشاف المجرات التي تبعد مليارات السنين الضوئية والبحث الفلكي الآخر. ولديها العزلة والاعتماد على الآلات ووسائل النقل والروبوتات لإجراء البحوث، مما يمكن أن يعطي معلومات مباشرة للمهمات الفضائية. وهذا ذو صلة كبيرة بولاية تكساس، التي تعتبر رائدة في صناعة الفضاء وموطنًا لمركز ليندون ب. جونسون للفضاء التابع لوكالة ناسا، وشركة سبيس إكس، وشركة بلو أوريجين، والعديد من الشركات الخاصة في صناعة الفضاء؛ على سبيل المثال، حصلت شركة لونار ريسورسز على استثمار بقيمة مليون دولار من خلال صندوق بذور أمريكا التابع لمؤسسة العلوم الوطنية. ستستخدم شركة لونار ريسورسز هذا الاستثمار لتطوير نموذج أولي قادر على استخراج الأكسجين والمعادن الخام من سطح القمر. ستعزز الإسقاطات المكتسبة في القارة القطبية الجنوبية التقدم في صناعة الفضاء في ولاية تكساس بينما تستعد شركات الرحلات الفضائية العامة والخاصة للاستكشاف والعمليات الفضائية المأهولة وغير المأهولة.
البحث في مجالات متعددة
يتجاوز البحث في القارة القطبية الجنوبية مجال الفضاء، حيث يمس الجيوفيزياء وعلم الجليد وأنظمة المحيطات والنظم البيئية وغيرها. على سبيل المثال، يشهد هذا العام الموسم الخامس للبحث الميداني حيث ذهب الباحثون والطلاب من جامعة تكساس في الباسو (UTEP) إلى القارة القطبية الجنوبية لإجراء بحوث جيوفيزيائية على جليدة ثوايتس الضخمة. يساعد في كسر لغز الحركات غير المستقرة للجليدة البيانات المجمعة من الحساسات المثبتة على الجليدة لاكتشاف الزلازل الجليدية. يمكن ربط هذه الإسقاطات بالنشاط الزلزالي الذي يهز غرب تكساس.
إنها تجربة تغير حياة لطلاب جامعة تكساس في الباسو، الذين حصلوا على فرصة نادرة للدراسة والعمل والعيش في إحدى محطات البحث التابعة لبرنامج الولايات المتحدة القطبية للصيف القطبي. وما هو أكثر أهمية هو أنه عندما يعود الطلاب إلى منازلهم من هذه التجارب التعاونية المغمورة والمشتركة، يكون لديهم فرصة لأخذ ما تعلموه وتطبيق نهج جديدة في مشاريعهم البحثية الخاصة ومشاريع الأعمال الصغيرة وغيرها.
نحن ملتزمون بضمان أن المزيد من الطلاب، خاصة أولئك الذين ينتمون إلى خلفيات تم تمثيلها تقليديًا في مجالات العلوم والهندسة، لديهم فرصة الوصول إلى فرص التعلم التجريبي العملي. برامج مثل تحالفات لويس ستوكس للمشاركة الأقلية في مؤسسة العلوم الوطنية – التي تساعد الجامعات والكليات على تنويع قوى العمل في مجال العلوم والتكنولوجيا والهندسة من خلال زيادة عدد الدرجات الجامعية والدراسات العليا في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة التي تمنح للسكان الذين تم تمثيلهم تاريخيًا في هذه التخصصات – ضرورية جدًا لمؤسسة العلوم والتكنولوجيا. من خلال هذا البرنامج، حصلت جامعة تكساس في الباسو على استثمار بقيمة مليون دولار لاستضافة برنامج “الجسر إلى الدكتوراه”. يعد تنمية مجتمع علمي أكثر تنوعًا قادرًا على تجميع مجموعة متعددة من الآراء والأفكار هو المفتاح لحل التحديات العالمية المعقدة.
المشاركة الأمريكية في القارة القطبية الجنوبية
تتجاوز المشاركة الأمريكية في القارة القطبية الجنوبية العلم. إنها تشمل الأمن الوطني وتقدم المؤسسة العلمية التي ترتبط مباشرة بالنمو الاقتصادي في تكساس والبلاد بأكملها. يجب علينا أن نستمر في الاستثمار في البنية التحتية للبحث في القارة القطبية الجنوبية. فقط بعد ذلك يمكننا أن نثبت أننا اتخذنا الخطوات الحاسمة لضمان أن قيمنا ومبادئنا الديمقراطية لديها القوة لتحويل المستقبل. يجب أن نستمر في وضع الأسس لذلك اليوم.
سيثورامان بانتشاناثان هو عالم حاسوب يشغل منصب المدير الخامس عشر لمؤسسة العلوم الوطنية. توني غونزاليس كان مشفرًا في البحرية الأمريكية ويمثل حاليًا المنطقة 23 في ولاية تكساس.
Source: https://arstechnica.com/science/2023/12/nsf-director-us-antarctic-research-has-national-impact/
اترك تعليقاً