في نهاية عام 2022، دعا بعض المحللين إلى حدوث ركود، في حين رأى آخرون نمواً اقتصادياً أبطأ، وتجاهلوا بشكل كبير الارتفاع الاقتصادي الذي حدث في عام 2023. كما توقع المحللون أن تهدأ التضخم بشكل أسرع مما حدث فعلياً، وأن تواجه الأسهم صعوبات في بداية العام، وهو توقع خاطئ تماماً بشأن ارتفاع السوق في عام 2023. بفضل المستهلكين المتماسكين والقوة العاملة القوية، تحمل الاقتصاد التضخم بمفاجأة لمراقبي السوق.
لا يوجد ركود في الأفق حيث تجاوز الناتج المحلي الإجمالي التوقعات
بفضل المستهلكين المتماسكين، تجاوزت الاقتصاد الأمريكي توقعات الركود من خلال تحقيق نمو مستمر في عام 2023. تشير النتائج الأخيرة إلى نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 5.2٪ في الربع الثالث، بعد نمو بنسبة 2.2٪ في الربع الأول و 2.1٪ في الربع الثاني.
لم يتوقع معظم الاقتصاديين ذلك، وعموماً توقعوا احتمالية حدوث ركود بنسبة 70٪، وفقًا لاستطلاع شهري للاقتصاديين من بلومبرغ في ديسمبر 2023. توقعات الوسط تشير إلى نمو ضعيف بنسبة 0.3٪ في الناتج المحلي الإجمالي في عام 2023.
توقع معهد ويلز فارجو للاستثمار حدوث ركود في النصف الأول من عام 2023 بسبب تأثير تراجع أسعار الفائدة التي فرضها الاحتياطي الفيدرالي. وقد توقع أن يكون النمو العام للعام -1.3٪. رأى كوميريكا أن الناتج المحلي الإجمالي سينمو بنسبة 0.1٪ فقط، في حين توقعت جولدمان ساكس أن الولايات المتحدة ستتجنب بالضيق الركود في عام 2023، مع نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة حوالي 1٪.
المحللون لم يدركوا قوة سوق العمل والطلب المكبوت
عندما دخلنا عام 2023، رأى الاقتصاديون العديد من الأسباب للاشتباه في تباطؤ الاقتصاد، إن لم يكن الانتقال إلى الركود، بما في ذلك منحنى العائد المقلوب الذي كانت للسندات الحكومية ذات الأجل القصير عوائد أعلى من السندات ذات الأجل الطويل، وانخفاض مؤشرات الاقتصاد الرائدة.
“كانت هناك العديد من الإشارات الصفراء”، كما قال غاري شلوسبرج، الاستراتيجي العالمي لمعهد ويلز فارجو للاستثمار. ولكن بعد أن تحمل الاقتصاد ذروة التضخم في عام 2022، تحسنت القدرة الشرائية للعمال، وقدمت برامج الإقراض التي أنشأها الاحتياطي الفيدرالي للبنوك بعد انهيار بنك سيليكون فالي وبنك سيغنتشر سائلية للنظام.
كان هناك العديد من العوامل ما بعد الجائحة مثل الطلب المكبوت على الخدمات والسيارات وسوق العمل المتماسك بشكل مفاجئ لم يتمكن الاقتصاديون من احتسابها، وقال شلوسبرج “رأينا الفوائد مع استمرار انخفاض التضخم، بدلاً من اتباع الاقتصاد للتضخم”.
لم ير الخبراء ارتفاع أسعار الفائدة أو استمرار التضخم المرتفع
في حين اعتقد العديد من المحللين أن التضخم سيهدأ في عام 2023، كان البعض متفائلاً جدًا في تقديرهم لمقدار انخفاض الأسعار. أظهر مؤشر الأسعار الأساسية للنفقات الاستهلاكية الشخصية (PCE) أن التضخم في أكتوبر انخفض إلى 3.5٪ بنسبة سنوية، وهو أدنى قراءة له منذ أبريل 2021، ولكنه لا يزال فوق معدل الهدف المستهدف من قبل الاحتياطي الفيدرالي وهو 2٪.
توقع جولدمان ساكس أن ينخفض مؤشر PCE الأساسي إلى 3٪ في أواخر عام 2023، وهو نفس التوقع الذي قدمه استطلاع بلومبرغ للاقتصاديين. كان معهد ويلز فارجو للاستثمار أبعد من ذلك، حيث توقع أن يكون التضخم أقل من 3٪ بحلول نهاية العام.
كان المحللون أيضًا أكثر تفاؤلاً بشأن أسعار الفائدة. اعتمد الاحتياطي الفيدرالي شعار “أعلى لفترة أطول” للنصف الثاني من عام 2023، حيث أبقى على أسعار الفائدة على نفس المستوى خلال الخمسة أشهر الأخيرة. توقعت جولدمان ساكس وكوميريكا وويلز فارجو جميعها أن الاحتياطي الفيدرالي إما لن يرفع الفائدة إلى هذا المستوى العالي أو أنه سيكون قد قام بتخفيضات في الفائدة بالفعل.
توقعات الأسهم لم تكن دقيقة حيث حققت S&P 500 عامًا مذهلاً
مع ابتعاد الاقتصاد عن الركود، ارتفعت سوق الأسهم أيضًا. حقق مؤشر Standard & Poor’s (S&P) 500 في عام 2023 أداءً أفضل من المتوسط التاريخي. حقق مؤشر S&P 500 ارتفاعًا بنسبة حوالي 25٪ لهذا العام، وهو أعلى بكثير من المتوسط السنوي العادي البالغ حوالي 10٪.
لم ير العديد من المحللين العام الرائع الذي حققته الأسهم. توقع JP Morgan بداية صعبة للأسهم، حيث توقع زيادة سنوية بنسبة حوالي 9٪ للمؤشر. اقترب ويلز فارجو أكثر، حيث توقع نطاقًا هدفًا للنمو بين 12٪ و 17٪ لنهاية عام 2023. لم تصل السوق إلى الأدنى المبكر التي توقعتها كوميريكا، مما تسبب في عدم تحقيق توقعاتهم لنمو بنسبة حوالي 10٪ في نهاية العام.
التنبؤ الاقتصادي هو مهمة ذات طابع شخصي
التنبؤ بالاقتصاد لعام قادم هو مهمة صعبة، ولكن قال شلوسبرج إن الاقتصاديين ينظرون إلى عدة عوامل. بالإضافة إلى تقييم العوامل مثل التضخم وأسعار الفائدة والظروف المالية والسيولة، سينظرون أيضًا بعناية إلى القطاعات الفردية واتجاهات المبيعات وقابلية الإسكان، وسيدرسون الظروف الخاصة لأي دورة معينة، مثل التأثيرات المستدامة للجائحة.
“التنبؤ بالركود أمر صعب بما فيه الكفاية، ولكن التنبؤ بتوقيت وعمق الركود أمر صعب حقًا”، قال. “إنه أمر ذو طابع شخصي جدًا”.
Source: https://www.investopedia.com/last-year-s-predictions-how-did-they-pan-out-8411505
اترك تعليقاً