في مؤتمر COP28 توصل المفاوضون إلى اتفاق للانتقال تدريجيًا بعيدًا عن الوقود الأحفوري للوصول إلى الصفر الصافي بحلول عام 2050. حرصوا على تحقيق هذا الاتفاق بعد نهاية المؤتمر الرسمية. وهذا ليس جديدًا في المفاوضات المتعددة الأطراف الحساسة في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ.
المؤتمر السنوي للأمم المتحدة للمناخ
عُقدت محادثات الأمم المتحدة للمناخ لهذا العام في دبي برئاسة سلطان الجابر. على الرغم من انتقاد العديد من الدول الغربية والمنظمات غير الحكومية لارتباطه بقطاع النفط، أثبت الجابر أنه يمكنه التوصل إلى اتفاق يمكن معظم الدول من العيش به. يجب علينا ألا ننسى أن الجابر هو الرئيس التنفيذي لشركة النفط الحكومية أدنوك، وهو أيضًا رئيس مجلس إدارة مصدر، بطل الطاقة المتجددة في الإمارات العربية المتحدة.
الهدف العام لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ
كانت المشكلة الرئيسية هي كيفية صياغة التخلص التدريجي من استخدام الوقود الأحفوري. الهدف العام لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ هو تحقيق هدف باريس للحد من الاحتباس الحراري العالمي إلى 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة.
الاتفاق النهائي
وفي النهاية، اتفق المفاوضون على اللغة التالية: “الانتقال بعيدًا عن الوقود الأحفوري في أنظمة الطاقة، بطريقة عادلة ومنتظمة ومنصفة، وتسريع العمل في هذا العقد الحاسم، لكي نصل إلى الصفر الصافي بحلول عام 2050 وفقًا للعلم”. يمكن لدول النفط والغاز المنتجة و”صقور المناخ” القادمة من منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية والمنظمات غير الحكومية العيش مع هذه اللغة. كانت الصياغة محل نقاش شاق. لم يكن أحد راضيًا بنسبة 100 في المائة، ولكن هذا هو طبيعة التوافق، الجميع يحصل على شيء ولا أحد يحصل على كل شيء.
ماذا يعني هذا الاتفاق؟
أشارت المبعوثة الألمانية للمناخ جينيفر مورغان إلى أن الاتفاق سيكون إشارة للمستثمرين. من جهة، هذا أمر جيد. قد يكون هناك خطر محتمل في كيفية شعور المستثمرين بالحوافز التي يوفرها الاتفاق. لا يزال العالم بحاجة إلى الوقود الأحفوري (خاصة الغاز) خلال فترة الانتقال. إذا تعرض القطاع لنقص رأس المال مما يؤدي إلى نقص البراميل أو وحدات الحرارة الحرارية، فقد يعيق ذلك السعي نحو التنمية ومكافحة الفقر الطاقي، خاصة في أجزاء من الجنوب العالمي.
الانتقال الطاقي العادل والمنظم
هنا يأتي دور الانتقال الطاقي العادل والمنظم. كان COP28 هو الأكثر شمولًا بين جميع المؤتمرات التي عقدت منذ بداية مؤتمر الأطراف، حيث جلب صناعة الوقود الأحفوري إلى الطاولة. من المهم أن نعامل جميع الصناعات كجزء من الحل وعدم تحديد صناعة واحدة كعدو.
كان هناك هدف لتضاعف الطاقة المتجددة وتحسين كفاءة الطاقة بمقدار الضعف بحلول نهاية العقد، وهو أمر ليس بالسهولة، ولكنه قد ساعد في إقناع بعض الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بالانضمام. اعترف المفاوضون أيضًا بأن الطاقة النووية واستخدام الكربون وتخزينه لهما دور في ذلك.
التحديات المستقبلية
تعتمد جميع الأهداف المذكورة أعلاه على قدرة الدول والمنظمات على تحويل الكلام إلى أفعال. لم تحقق وعود غلاسكو للتخلص من الفحم نتائج. في الواقع، زاد استهلاك الفحم منذ عام 2021.
وهذا ينقلنا إلى النقطة الأخيرة. جميع الدول بحاجة إلى المساهمة بشكل عادل. هدف الصفر الصافي للهند والصين هو عام 2070 و2060 على التوالي. إنهما مصدران كبيران لانبعاثات الكربون وسيكون تعاونهما ضروريًا لتحقيق الأهداف الطموحة المحددة في بيان COP لهذا العام.
هناك انقسام بين الشمال والجنوب فيما يتعلق بأولويات الدول في مجال تغير المناخ والاعتبارات الاقتصادية. يمكن تضييق هذا الانقسام في هذا المؤتمر، ولكن لا يجب أن يكون هناك أي خطأ – فإنه لا يزال موجودًا.
• كورنيليا ماير هي خبيرة اقتصادية ماكرو وخبيرة في مجال الطاقة والرئيس التنفيذي لشركة ماير للموارد، وهي شركة استشارات تجارية. تنويه: الآراء التي تعبر عنها الكتاب في هذا القسم هي آراؤهم الخاصة ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر عرب نيوز.
اترك تعليقاً