الصعود القوي لوول ستريت يدفع مؤشر داو جونز إلى مستوى قياسي
شهدت وول ستريت صعودًا قويًا أرسى مؤشر داو جونز الصناعي رقمًا قياسيًا يوم الأربعاء بعد أن أشار الاحتياطي الفيدرالي إلى أنه قد يتم خفض أسعار الفائدة التي يتوقعها المستثمرون في العام المقبل.
ارتفع مؤشر داو جونز بمقدار 512 نقطة، أو 1.4٪، ليتجاوز 37،000 نقطة ويتجاوز ذروته السابقة التي بلغت 36،799.65 نقطة في بداية العام الماضي.
أسباب الصعود وأثره على المستثمرين وغير المستثمرين
تحب وول ستريت خفض أسعار الفائدة لأنها تخفف الضغط على الاقتصاد وتدفع أسعار جميع أنواع الاستثمارات للارتفاع. وقد شهدت الأسواق صعودًا منذ شهر أكتوبر بفضل الآمال المتزايدة في أن الخفض قد يكون في الطريق.
يساعد خفض أسعار الفائدة بشكل خاص الاستثمارات التي يعتبرها المستثمرون مكلفة أو ذات جودة منخفضة أو التي تجبر المستثمرين على الانتظار لفترة طويلة لتحقيق نمو كبير. وكانت بعض الفائزين الكبار يوم الأربعاء هم بيتكوين التي ارتفعت بنسبة تقارب 4٪، ومؤشر راسل 2000 للأسهم الأمريكية الصغيرة الذي ارتفع بنسبة 3.5٪.
تعتبر أبل هي القوة الرئيسية التي تدفع بارتفاع مؤشر S&P 500، حيث ارتفعت بنسبة 1.7٪ لتحقق إغلاقًا قياسيًا خاصًا بها. وقد كانت هي وأسهم التكنولوجيا الكبيرة الأخرى من بين أكبر الأسباب وراء صعود مؤشر S&P 500 بنسبة 22.6٪ هذا العام.
تأثير قرار الاحتياطي الفيدرالي على الاقتصاد والتوقعات المستقبلية
أثار قرار الاحتياطي الفيدرالي بالاحتفاظ بمعدل الفائدة الرئيسي عند نطاق 5.25٪ إلى 5.50٪ اهتمام وول ستريت، حيث كان من المتوقع بشكل واسع أن يتم ذلك. وقد رفع المعدل من الصفر تقريبًا في وقت مبكر من العام الماضي على أمل تباطؤ الاقتصاد وتأثيره على أسعار الاستثمار بالقدر الصحيح: بما يكفي للحد من التضخم العالي ولكن ليس بمقدار يتسبب في ركود مؤلم.
مع انخفاض التضخم بشكل حاد من ذروته قبل عامين واستقرار الاقتصاد على الرغم من ارتفاع أسعار الفائدة، ارتفعت الآمال في أن يتمكن الاحتياطي الفيدرالي من تحقيق هبوط مثالي. وفي مؤتمر صحفي يوم الأربعاء، قال رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول إن معدل الفائدة الرئيسي الحالي على الأرجح قد وصل بالفعل إلى أو قرب ذروته.
وعلى الرغم من الاعتراف بأن التضخم لا يزال مرتفعًا جدًا وأن المعركة ضده لم تنته، قال باول إن المسؤولين في الاحتياطي الفيدرالي لا يرغبون في الانتظار طويلاً قبل خفض معدل الفائدة الفيدرالية، والذي يعد أعلى مستوى له منذ عام 2001.
وأظهرت التوقعات التي أصدرها الاحتياطي الفيدرالي بشأن معدل الفائدة الفيدرالية في نهاية عام 2024 أن المسؤول الرئيسي يتوقع أن يكون حوالي 4.6٪. وعلى الرغم من أن ذلك يعني خفضًا أقل حادة مما يتوقعه العديد من المتداولين في وول ستريت، إلا أنه أكثر مما كان يتوقعه المسؤول الرئيسي في الاحتياطي الفيدرالي قبل ثلاثة أشهر.
تأثير القرار على السوق المالية والتوقعات المستقبلية
بعد إصدار التوقعات، زاد المتداولون في وول ستريت من رهاناتهم على خفض أسعار الفائدة في عام 2024. ويتوقع الآن الأغلبية أن ينتهي معدل الفائدة الفيدرالية في العام المقبل في نطاق 3.75٪ إلى 4٪ أو أقل، وفقًا لبيانات من مجموعة CME.
هبطت عوائد السندات في سوق السندات بناءً على هذه الرهانات. وانخفضت عائدات سندات الخزانة لأجل 10 سنوات إلى 4.01٪ من 4.21٪ في وقت متأخر من يوم الثلاثاء. وكانت فوق 5٪ في أكتوبر، على أعلى مستوى لها منذ عام 2007. وانخفضت عائدات السندات لأجل سنتين، والتي تتأثر بشكل أكبر بتوقعات الاحتياطي الفيدرالي، إلى 4.43٪ من 4.73٪.
وقد انخفضت العائدات بالفعل في وقت سابق في الصباح، بعد أن أظهر تقرير أن الأسعار على مستوى الجملة ارتفعت بنسبة 0.9٪ فقط في نوفمبر مقارنة بالعام السابق. وكان ذلك أقل من توقعات الاقتصاديين.
تحذير المستثمرين الحذراء من التأثيرات السلبية
قد تهدد هذه الانخفاضات في عوائد السندات والارتفاعات في أسعار الأسهم المستقبل الذي يعول عليه المستثمرون، وفقًا للمستثمرين الحذراء. فانخفاض عوائد السندات يجعل من السهل على الأسر الأمريكية الحصول على قرض رهن عقاري أرخص وعلى الشركات الأمريكية الاقتراض لتوسيع أعمالها. ومن جهة أخرى، يزيد ارتفاع أسعار الأسهم ثروة الأسر التي تمتلك الأسهم. ويمكن أن يضع كل ذلك ضغطًا تضخميًا يمكن أن يجبر الاحتياطي الفيدرالي في نهاية المطاف على رفع أسعار الفائدة مرة أخرى.
وقد أشار سامير سمانا، كبير استراتيجي الأسواق العالمية في ويلز فارجو للاستثمار، إلى أنه من غير المرجح أن يخفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بنفس العدد الذي يتوقعه المتداولون في عام 2024 ما لم يحدث ركود. ويتوقع أن يتعرض الاقتصاد الأمريكي لركود معتدل في بداية العام المقبل.
تأثير الأخبار على الشركات والأسهم
قفزت شركة فيرتيكس الصيدلانية بنسبة 13.2٪ لتحقيق أكبر مكسب في مؤشر S&P 500 بعد أن أعلنت عن بيانات مشجعة من دراسة لعلاج محتمل للألم لمرضى الأعصاب الطرفية السكرية.
وساهم ذلك في تعويض خسارة بنسبة 6.7٪ لشركة بفايزر، التي قدمت توقعات لإيرادات عام 2024 أقل مما توقعه المحللون. وكان الجزء الأكبر من الفجوة يرجع إلى توقعات للقاح كوفيد-19 وعلاجها.
فقد خسرت شركة ساوث ويست إيرلاينز 3.8٪ بعد أن رفعت توقعاتها لمقدار النفقات التي ستنفقها على تكاليف الوقود خلال نهاية عام 2023.
ملخص الأرقام
في المجمل، ارتفع مؤشر S&P 500 بمقدار 63.39 نقطة ليصل إلى 4,707.09 نقطة. وأضاف مؤشر داو جونز 512.30 نقطة ليصل إلى 37,090.24 نقطة، وارتفع مؤشر ناسداك 200.57 نقطة ليصل إلى 14,733.96 نقطة.
المصدر: AP Business Writer Matt Ott
Source: https://apnews.com/article/stock-markets-inflation-interest-rates-00104572343cfc006f7036c4fbbf4b71
اترك تعليقاً