تم العثور على ثلاثة جنود يابانيين سابقين مذنبين يوم الثلاثاء (12 ديسمبر) بارتكاب تحرش جنسي ضد جندية وتم تسليمهم أحكاماً بالسجن، على الرغم من أن الأحكام تم تعليقها. قد كسرت الناجية، رينا جونوي، العديد من التابوهات في بلد ثقافي مثل اليابان حيث لا يرغب الناجون من الاعتداءات الجنسية في الظهور علنًا. يعتبر حقيقة أن حركة “ميتو” لم تحقق زخمًا في اليابان مقارنة بالبلدان الأخرى مؤشرًا على ذلك.
الحادثة والإنكار الأولي للعدالة
وقع الاعتداء على رينا جونوي في أغسطس 2021. ثلاثة جنود ركبوا رينا جونوي على سرير وفتحوا ساقيها وضغطوا أعضاءهم التناسلية عليها بشكل متناوب ومتكرر. وقد أخبرت وسائل الإعلام سابقًا أن حوالي عشرة جنود آخرين كانوا حاضرين ولكن لم يمنع أحد الجنود الثلاثة من ارتكاب التحرش الجنسي. وقالت إن بعض المشاهدين كانوا يضحكون حتى. قدمت رينا جونوي بلاغًا بالاعتداء الجنسي إلى سلسلة القيادة ولكن تم رفض شكواها لعدم قدرتها على تقديم أي شاهد. تم إرسال الثلاثة رجال للمدعين العامين من قبل وحدة الشرطة التابعة لقوات الدفاع الذاتي البرية (GSDF) ولكن تم إسقاط القضية في النهاية لعدم وجود أدلة. غادرت رينا جونوي الجيش. قامت رينا جونوي بتصوير فيديو ونشره على يوتيوب يصف ما مرت به. لقد لاقت قصتها تفاعلاً كبيرًا وانتشر الفيديو عبر الإنترنت. تمكنت رينا جونوي من جمع أكثر من 100،000 توقيع لعريضة طلبت من وزارة الدفاع اليابانية فتح تحقيق في قضيتها. أدى ذلك إلى اعتذار الوزارة وكشف تحقيق نادر أن هناك أكثر من 100 شكوى بشأن التحرش داخل الوزارة نفسها.
التهديدات والإساءة
الآن بعد أن تم إدانة المتهمين في قضية رينا جونوي ومعاقبتهم، فمن المغري جدًا أن ننظر إلى الحلقة بأكملها كقصة ملهمة. فهي بالفعل كذلك، ولكن يجب أيضًا أن نلاحظ أنه لكي تحصل على العدالة، كان على رينا جونوي أن تسلك طريقًا مليئًا بالعقبات في كل خطوة. عندما انتشر فيديوها ووصلت قصتها إلى عدد كبير من الناس في اليابان، تعرضت رينا جونوي للإساءة عبر الإنترنت وتلقت تهديدات بالقتل. وقالت: “بعض الأشخاص يقولون ‘أنت قبيحة’ … [وآخرون] يقولون ‘هل أنت رجل فعلاً؟’” عندما كنت أجمع التوقيعات للعريضة، تلقيت رسالة تهديد تقول: ‘سأقتلك إذا ذهبت أبعد من ذلك’. عندما كنت في الجيش، قالت إنها تعرضت للتحرش “يوميًا” حتى قبل حادثة أغسطس 2021. زملاؤها الذكور كانوا يلمسونها أو يفركون أجسامهم بجسدها. كانت هذه السلوكيات من الزملاء الذكور حدثًا متكررًا بالنسبة لرينا جونوي التي انضمت إلى الجيش لأنها كانت حلم طفولتها.
تعزيز القانون
قضية روني جونوي هي أول قضية بارزة بعد أن قويت اليابان قوانين مكافحة الاغتصاب في شهر يونيو من هذا العام. لقد أعادت القوانين تعريف الاغتصاب وجعل التعريف يشمل عددًا أكبر من الحالات. تمت إزالة متطلب للضحية لإثبات أنها قاومت مهاجمها. في اليابان، نادرًا ما يكون الناجون من الاعتداءات الجنسية على استعداد للحديث علنًا. “على الرغم من أن هناك مجالات للتحسين (داخل المجتمع)، فإن الحكم الصادر اليوم هو علامة ترحيبية على أن أصوات ناجي العنف الجنسي في اليابان لن تذهب دون أن يسمعها أحد وأن المساءلة عن انتهاكات حقوق مثل هذه ممكنة”، قال تيبي كاساي، ضابط برنامج آسيا في هيومن رايتس ووتش. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن تيبي كاساي.
وقال كاساي في الأسبوع الماضي إن استطلاعًا حكوميًا لعام 2021 كشف أن نسبة حوالي ستة في المائة فقط من ضحايا الاعتداءات، سواء كانوا رجالًا أم نساء، قد توجهوا فعليًا إلى الشرطة.
اترك تعليقاً