يشارك السكان الأصليون في بعض البلدان الأكثر تأثرًا بتغير المناخ في قصص الرعب الحقيقية عن كيفية تأثير الاحتباس الحراري على بعض المناطق الأكثر نائية على وجه الكوكب، حيث تحدثوا إلى Al Arabiya English على هامش COP28.
تأثيرات المناخ على الجزر الصغيرة المهددة بالغرق
قد تعرضت جزر فانواتو في المحيط الهادئ الجنوبي لعواصف استوائية قوية خلال العام الماضي، حيث تعرضت ابنة جون روبن البالغة من العمر عامًا واحدًا لأربعة أعاصير استوائية في الأشهر الـ 12 الأولى من حياتها. وقد دمرت هذه الأحداث الجوية المتطرفة منزلهم بالكامل.
وقال روبن، الذي يعمل في مجال البحث والعلوم والتنمية، إن الأعاصير الاستوائية أصبحت أكثر شدة خلال العقد الماضي. وأضاف قائلاً: “لقد تعرضنا لثلاثة أعاصير استوائية شديدة خلال ثمانية أشهر فقط هذا العام، مما يؤكد أن ظروفنا المناخية الحالية مختلفة تمامًا عما كانت عليه في الماضي”.
وأشار روبن إلى أن المشكلة المتراكمة هي عندما تحدث الأعاصير في فترة قصيرة جدًا، مما يترك للسكان المحليين أي فرصة لإعادة البناء والتعافي.
تهديد الجزر الصغيرة بسبب ارتفاع مستوى سطح البحر
تواجه الجزر الصغيرة مجموعة من الكوارث، بما في ذلك ارتفاع مستوى سطح البحر والأعاصير والجفاف وتآكل الشعاب المرجانية، والتي تتفاقم بسبب أزمة المناخ، وتهدد وجود الدول الجزرية بأكملها مثل فانواتو. وتأمل فانواتو أن يجلب صندوق الخسائر والأضرار المطلوب بشدة بعض الإغاثة المالية للدول الفقيرة والأكثر ضعفًا في العالم، والذي تم تنفيذه في هذا العام في إعلان تاريخي في اليوم الأول من COP28، حيث تعهدت الإمارات العربية المتحدة بتقديم 100 مليون دولار.
وقال روبن: “الأعاصير وارتفاع مستوى سطح البحر… التأثيرات كبيرة، بل هائلة. لذا، يصعب التعافي بالمقارنة مع الماضي”. وأضاف: “تؤثر الأحداث المناخية المتطرفة بشكل مختلف على المجتمعات”.
وأعرب روبن عن رغبته في أن يمهد COP28 الطريق للإغاثة المالية والمساعدة للعلماء والخبراء في الجزيرة الصغيرة لبناء مركز بحث متخصص في كيفية تأثير تغير المناخ على فانواتو بشكل خاص. وقال: “إذا استطعنا إجراء بحوثنا الخاصة، فسيساعد ذلك حقًا في إدراج القضايا الحقيقية في تقاريرنا العلمية لإبلاغ صناع القرار بشأنها”، وأضاف: “يمكن أيضًا أن تذهب المساعدات المالية إلى بناء مراكز إجلاء مجهزة عند وقوع الأعاصير”.
وفي الوقت الحالي، يركز روبن على عالم آمن لابنته الرضيعة، التي انفصل عنها خلال إعصار في وقت سابق من هذا العام. وقال روبن إنه فقد الاتصال بها لمدة ثماني ساعات وقال: “لم أكن أعرف حتى ما إذا كانت على قيد الحياة”.
تغير المناخ يزيد من عدم المساواة بين الجنسين
أكدت الباحثة في مجال البيئة والحياة البرية الإماراتية رزان المبارك كيف أن تأثير تغير المناخ ليس محايدًا جنسيًا وكيف أنه يزيد من عدم المساواة بين الجنسين القائلة “إنه يشكل تهديدًا خطيرًا لسبل العيش والصحة والرفاهية للنساء”.
وأشارت المبارك إلى أهمية تمويل استجابة التغير المناخي، وهو أحد أسس جدول أعمال COP28 في الإمارات العربية المتحدة. وقالت: “للتحرك، نحتاج إلى تمويل. ويجب أن يتدفق التمويل إلى أولئك الذين يواجهون التحديات في المقدمة”.
تحدثت Al Arabiya English مع مجموعة متنوعة من النشطاء البيئيين الأصليين الذين أعربوا عن قلقهم إزاء عدم وصول الأموال المخصصة إلى الأفراد والمنظمات المعينة.
وعندما سألت المسؤولة الإماراتية عن الاختلاف في التمويل المخصص، قالت المبارك: “أولاً وقبل كل شيء، يجب أن نعترف وندرك أنه لا يصل إليهم و… نعمل معًا على فهم ما هي العقبات. وثالثًا، نضمن أن الشعوب الأصلية هم على الطاولة لتصميم الآليات المالية لضمان وصول التدفقات المالية إليهم”.
أعلنت رئاسة COP28 يوم الاثنين التزامًا جديدًا بعنوان “شراكة COP28 للانتقال العادل والاستجابة للنوع الاجتماعي والعمل المناخي” التي ستعمل على تنفيذ البيانات والتمويل والفرص المتساوية، مع استعراض التنفيذ خلال COP31.
وحتى الآن، وقعت 68 دولة من أكثر من 196 على الالتزام.
وقالت المبارك: “في غضون 24 ساعة، إذا كنت قادرًا على الحصول على أكثر من 60 دولة، فإن العقلية موجودة بسبب هذا الاعتراف والاعتراف المتزايد بأنه لا يمكنك تحقيق انتقال طاقة عادل دون استبعاد المرأة واستبعاد أولئك الذين يقفون في الصفوف الأمامية”.
وقالت المبارك أيضًا إنها تتوقع أن تنضم جميع الأطراف وتوقع الالتزام. “نحن نسعى للوصول إلى النجوم”.
اترك تعليقاً