مع ارتفاع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية إلى مستوى قياسي يبلغ 36.8 مليار طن في عام 2022، فإن الحاجة إلى مكافحة تغير المناخ واضحة وملموسة.
الدور الحاسم للشرق الأوسط في التحول العالمي للطاقة
يلعب الشرق الأوسط دورًا حاسمًا في التحول العالمي للطاقة، معتمدًا على إمكاناته في مجال الطاقة المتجددة واحتياطياته الهائلة من النفط والغاز. وسيكون هذا الدور محوريًا في مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ في الإمارات العربية المتحدة للمؤتمر الثامن والعشرين.
فرصة فريدة لإزالة الكربون وتنويع مصادر الطاقة
على الرغم من اعتماد منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على الوقود الأحفوري، إلا أن هناك فرصة فريدة لإزالة الكربون من إنتاج الهيدروكربونات وتنويع مزيج الطاقة، مما يمكن أن يجعلها مصدرًا صافيًا للطاقة ذات انبعاثات منخفضة ومتجددة.
تحديات تحقيق الأهداف المستهدفة
تستهدف المملكة العربية السعودية الحصول على 50% من الطاقة المتجددة بحلول عام 2030، وعمان 30%، وقطر 20%، والإمارات 44% بحلول عام 2050. وتحقيق هذه الأهداف يتطلب التعامل مع التحديات، وخاصة في تحديث البنية التحتية للشبكة الكهربائية.
تحسين استقرار الشبكة الكهربائية
تعد استقرار الشبكة الكهربائية أمرًا حاسمًا، خاصة مع طبيعة غير متوقعة للطاقة الشمسية والرياح. تساهم التقنيات مثل نظم نقل التيار المتردد المرن في زيادة قدرة خطوط النقل، وتساهم في ضمان استقرار الجهد والتنظيم في الشبكة.
الاستثمار في تخزين الطاقة المتجددة
يتطلب الأمر أيضًا استثمارات كبيرة في تخزين الطاقة، بما في ذلك البطاريات الكيميائية والمحلولات المستندة إلى الهيدروجين، لضمان توفير الطاقة بشكل مستمر. يعزز تخزين الطاقة المتجددة أيضًا إزالة الكربون من الصناعة من خلال ربط القطاعات، وتسريع التحول نحو الطاقة الخضراء.
التحول نحو الهيدروجين النظيف والوقود الإلكتروني
توفر البنية التحتية للنفط والغاز في الشرق الأوسط فرصة فريدة لإنتاج الهيدروجين النظيف والوقود الإلكتروني. تستهدف المملكة العربية السعودية إنتاج 650 طنًا يوميًا من الهيدروجين و1.2 مليون طن سنويًا من الأمونيا بحلول عام 2025 للتصدير. وقد حددت عمان وشركة أبوظبي الوطنية للنفط في الإمارات العربية المتحدة هدفًا بلغة مليون طن سنويًا من الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2030، بينما تهدف قطر إلى إنتاج 1.2 مليون طن سنويًا من الأمونيا الزرقاء بحلول عام 2026.
التحديات المستقبلية والفرص
تقدر المعهد الشرق الأوسط أن إنتاج 1 مليون طن سنويًا من الهيدروجين الأخضر سيحتاج إلى سعة تحليل تقدر بحوالي 6-9 جيجاواط وسعة طاقة متجددة تصل إلى 16 جيجاواط. وهذا الطلب سيتطلب زيادة سعة الطاقة المتجددة في دول مجلس التعاون الخليجي إلى ما يقرب من 40-60 جيجاواط بحلول عام 2030، وهو زيادة تصل إلى ستين مرة من مستواها الحالي.
الخلاصة
لقد وصلنا إلى مرحلة “الآن أو أبدًا” في التصدي لتهديد تغير المناخ. لا يمكن للعالم، وخاصة الشرق الأوسط، الانتظار بعد الآن لاتخاذ إجراءات حاسمة لإزالة الكربون. يمكن للمنطقة أن تلعب دورًا حاسمًا في مساعدة العالم على تحقيق الحياد الكربوني من خلال أن تكون مصدرًا للطاقة النظيفة ومركزًا لتطوير التكنولوجيا الخضراء والابتكار والشراكات الجديدة.
يجب أن يتم قبول التحول الطاقي كأكبر تحول اقتصادي وبيئي منذ الثورة الصناعية. فالطاقة ليست مجرد سلعة. يتمثل الشرق الأوسط في دوره كمصدر عالمي للطاقة النظيفة ومركز لتطوير التكنولوجيا الخضراء، ورحلته نحو الحياد الكربوني أمر حاسم.
نجاح هذا التحول يعتمد على نهج عملي يتطلب من جميع الأطراف تحقيق التوازن بين إزالة الكربون والاستدامة والأمن والقدرة على الدفع. رحلة الشرق الأوسط هي مجرد مثال صغير على التحدي والفرصة العالمية في تحقيق مستقبل مستدام وخالٍ من الكربون.
يمكن أن يحقق المؤتمر الثامن والعشرون للأمم المتحدة لتغير المناخ فرقًا إذا كانت لدى جميع الأطراف الإرادة للتغيير وإزالة التحفظات والتحيزات، وأخيرًا تحريك الإبرة!
• ديتمار سيرسدورفر، المدير العام للشرق الأوسط في سيمنز إنرجي
اترك تعليقاً