ظواهر غريبة تحدث عندما يتكاثر الحيوانات في الفضاء

تعرفت ناديجدا على الحياة في أروقة مبنى بيروقراطي في جنوب غرب روسيا قبل أن تتم انتدابها لإجراء تجربة فريدة في الفضاء.

فجأة، تم رفع حياتها المجهولة – حيث تحاول فقط تجنب الجوع والمطاط السميك للحذاء – لغاية أعلى. ستصبح أمًا، وستظهر للعالم ما يحدث عندما يتم تكوين توائم في الفضاء الخارجي.

تأثير الفضاء على تكاثر الصراصير

عندما عادت ناديجدا، كان الجميع في معهد المشاكل الطبية في فورونيج، روسيا، ينتظرونها ويراقبونها، حيث كانت تعتبر أقل من الفئران المختبرية.

ثم حان اليوم: ولدت 33 صرصورًا، وقدموا تحورات غير عادية. كانوا أكبر حجمًا، ويجرون بسرعة أكبر، وحتى يبدون مختلفين عن أقرانهم على الأرض. بينما تكون قشور الكائنات الحية الصغيرة المولودة عادة شفافة، كانت تلك التي ولدت من ناديجدا تظهر بالفعل بمعطف بني أحمر داكن.

“إنه مثل فيلم رعب فضائي في صنعه، عندما تفكر في ذلك”، قال أليكس لاينديكر، مؤسس معهد البحوث الفضائية الجنسية، لموقع Mashable. “يختفي صرصوران عشوائيان في هذه المركبة الفضائية، ويستمرون في التكاثر، ويتكاثرون”.

تأثير الفضاء على تكاثر الأسماك الميداكا

تمثل التجارب على الأسماك الميداكا أول دليل على التزاوج والتخصيب وفقس بيض الحيوانات الفقارية في الفضاء في عام 1994.

تم اختيار الأسماك الميداكا، المعروفة أيضًا بأسماك الأرز اليابانية، للتجربة في الفضاء لأنه يبدو أن هذا النوع أكثر تحملًا للعدم وجود “أعلى” أو “أسفل” ثابت في اللاجاذبية الصغرى.

أسفرت التجربة عن وضع أربعة أسماك بيض 43 بيضة. من بينها، فقد فقست ثمانية صغار في الفضاء، وولدت 30 آخرين بعد الهبوط. بدت النسل طبيعية – مع الأعداد المتوقعة من الخلايا الجرثومية الموجودة في المبيضين للصغار المولودين حديثًا – وكان بعضهم قادرًا على إنجاب نسلهم الخاص عند عودتهم إلى الكوكب أيضًا.

تأثير الفضاء على تكاثر الضفادع

لوحظت سلوكيات الحلزون نفسها في يرقات الضفادع على متن المكوك الفضائي إنديفور في عام 1992، حيث كانت اليرقات تسبح في دوائر وتقلبات وتنطلق في اتجاهات عشوائية. كما واجهت اليرقات صعوبة في العثور على فقاعات الهواء في الخزانات لملء رئتيها. وبينما اعتبرت التجربة قصة نجاح في الإعلام الجماهيري، تم وثق تضخم الرؤوس والعيون ليرقات الضفادع في المجلات العلمية.

في دراسة البرمائيات بعد عامين، تم حقن أربعة ضفادع إفريقية مخلبية إناث بهرمون يثير التبويض بعد الوصول إلى مدار الأرض المنخفض. وقد وضع رواد الفضاء في وكالة ناسا الحيوانات المنوية من الضفادع الذكور على البيض، مما تسبب في تخصيب العديد منها.

وبينما اعتبرت التجربة قصة نجاح في الإعلام الجماهيري، تم وثق تضخم الرؤوس والعيون ليرقات الضفادع في المجلات العلمية. لاحظ بعض الباحثين الذين درسوها في حالة عدم الوزن أيضًا هذه المشاكل واقترحوا أن الرؤوس الكبيرة قد تكون بسبب عيوب في الأنبوب العصبي، الذي يشكل الدماغ والعمود الفقري في وقت مبكر. يبدو أن نمو اليرقات يتوقف، ليس فقط في الفضاء ولكن أيضًا بعد عودتها إلى جاذبية الأرض.

تأثير الفضاء على تكاثر الحيوانات الأخرى

تم اختيار الحيوانات للدراسة بناءً على اللوجستيات في بعض الحالات. على سبيل المثال، يعتبر السمندر نموذجًا جيدًا للتجارب الفضائية لأن الإناث يمكنهن الاحتفاظ بالحيوانات المنوية الحية لمدة تصل إلى خمسة أشهر. هذه الفترة الكبيرة من الوقت تسمح للعلماء بتلقيحهن على الأرض، ثم إجراء التخصيب، بمساعدة هرمون حقنه، في وقت لاحق في الفضاء.

الزواحف هي بعض من الكائنات الأقل دراسة في الفضاء، على الرغم من أن السمندر الأصابع السميكة قد قامت برحلات على متن Foton-M3 غير المأهولة في عام 2007 و Bion-M1 في عام 2013. تم اختيارها لأن أقدامها اللزجة تساعدها على التصاقها بالأسطح في العدم الثقيل. عندما عادت السمندرات، وجد العلماء بقايا بيض غير مخصبة جزئيًا في مواطنها.

لا يزال من غامض ما إذا كان يمكن أن يحدث تكاثر السحالي في الفضاء. في عام 2014، تم قصر رحلة فضائية لمدة 60 يومًا على Foton-M4 الروسية، والتي لفتت انتباه جون أوليفر في برنامج HBO “Last Week Tonight”، بسبب مشاكل في المهمة، بما في ذلك فقدان مؤقت للاتصال مع القمر الصناعي. توفي جميع السحالي اليومية الزخرفية الخمسة على متن المركبة غير المأهولة، أو “سحالي الجنس” كما سماهم أوليفر، قبل الهبوط، على الأرجح بسبب التجمد، وفقًا للتقارير اللاحقة.

قد يبدو بيض السمانق طريقة غريبة للقيام بتجارب تكاثر وتطوير الحيوانات في الفضاء، ولكن التجارب تعود إلى عام 1979 عندما أرسل الاتحاد السوفيتي بيضها على متن Cosmos-1129. وقالت تقارير وكالة الأنباء الحكومية TASS إن البرنامج الفضائي السوفيتي كان يحاول معرفة ما إذا كان بإمكان السمانق أن تكون مصدرًا للطعام لرواد الفضاء. على ما يبدو، تحطمت معظم البيض أثناء الهبوط.

ولكنهم استمروا في المحاولة على مر السنين. على الرغم من أن بعض الكتاكيت يمكن أن تتحمل فترة الحضانة، إلا أن معدلات الفقس كانت منخفضة، وأظهرت العديد من الأجنة عيوبًا في أعينها وأدمغتها ومناقيرها. كما لم تقم الطيور التي تمت تربيتها على محطة الفضاء مير بالقرص الصحيح، وهو علامة محتملة على مشكلة توازن. لوحظت قائمة طويلة من العيوب في تجارب متعددة، بما في ذلك تضخم العضلات وغدة الغدة الدرقية غير المتطورة. تعود دراسات الفضاء المتعلقة ببيض السمانق إلى عام 1979.

تأثير الفضاء على تكاثر القوارض

تشمل معظم الدراسات السابقة على الثدييات الفئران. على الرغم من كراهية وكالة ناسا لمناقشة ودراسة الجنس، تعاونت وكالة الفضاء ومعاهد الصحة الوطنية في مهمات المكوك الفضائي لدراسة تطور الجنين والصحة بعد الولادة للقوارض في الفضاء.

في رحلتين، تم إطلاق 10 فئران حوامل في منتصف فترة الحمل وهبطوا بضعة أيام فقط قبل نهاية المدة الكاملة. وكان لدى الفئران الصغار الذين ولدوا بعد الرحلات تأخير في تطور الدماغ والأنظمة الحسية والحركية الرئيسية، بما في ذلك عيونهم وآذانهم وأنوفهم ومراكز التوازن.

في دراسة ثالثة للقوارض، تم طيران مجموعتين من الجرذان الصغيرة البالغة من العمر خمسة أيام وثمانية أيام وأربعة عشر يومًا في الفضاء. على الرغم من أن المجموعة الأكبر سارت بشكل أفضل من الناحية الصحية، إلا أن 10 في المئة فقط من الجرذان البالغة من الخمسة أيام نجت. بينما عاش 90 في المئة من البالغين من الثامنة أيام، إلا أن وزنهم الجسمي كان أقل بحوالي 25 في المئة من الوزن الطبيعي. عاش البالغون من الرابعة عشر يومًا وكانوا مماثلين لصغار الجرذان في مجموعة المراقبة على الأرض من نفس العمر. قد يعني هذا أن البيئة الفضائية لها تأثير سلبي كبير على مراحل التطور المبكرة.

ولكن يؤكد الخبراء مثل لاينديكر أنه لم يتم ولادة أي ثدييات في الفضاء حتى الآن، لذلك فإنه من المستحيل تخمين كيف سيحدث التخصيب وتشكيل المشيمة بعيدًا عن كوكبنا الأم.

“لا يوجد ما يكفي من البيانات من تلك التجارب لإعطائنا فهمًا موضوعيًا للمشكلة بأكملها”، قال.

Source: https://me.mashable.com/space/34169/weird-stuff-happens-when-animals-reproduce-in-space