كيف يمكن أن تغير الذكاء الاصطناعي طريقة تعلمك في بداية حياتك المهنية

مقدمة

في بداية حياتك المهنية، قد تكون في مرحلة مبكرة. هنا سنتحدث عن كيف يمكن أن يؤثر الذكاء الاصطناعي في طريقة تعلمك. في الثمانينيات، عندما بدأت ألكسندرا سامويل حياتها المهنية، اتبعت ما كان في ذلك الوقت واحدة من الطرق القليلة المتاحة للنساء اللواتي يسعين للعمل في الوظائف البيضاء: وظائف سكرتارية. في المدرسة الثانوية، رشحتها والدتها لتعلم الكتابة على الآلة، وقضت سامويل سنواتها في المدرسة الثانوية والجامعة في إنتاج المراسلات والتقارير والمذكرات. قالت: “بينما كنت أعمل في هذه الوظائف، كانت هناك قطع صغيرة من الأشياء التي لم تكن سكرتارية تلقى فيها، حتى وصلت إلى نهاية الكلية، وكان لدي سيرة ذاتية تبين أنني قادرة على الحصول على وظيفة محترفة صغيرة”.

ولكن في مكاتب اليوم المركزة على التكنولوجيا الرقمية، فإن هذا النوع من الأدوار السكرتارية قد اختفى تماماً. قالت سامويل: “كان هناك الكثير من الورق في العالم الذي نشأت فيه، والورق لم يعد مهمًا جدًا. لقد محو ذلك فئة كاملة من العمل المستوى الأول”.

اليوم، مع ظهور الذكاء الاصطناعي، ليس فقط فئة واحدة من العمل المستوى الأول التي تتعرض للتعطيل، بل مئات منها. كتابة اختبارات الوحدة والشيفرة الأساسية، وإرسال رسائل بريد إلكتروني باردة، وصياغة مذكرات قانونية هي حالياً الجزء الأكبر من التدريب في بداية حياة المهندسين البرمجيات الصغار، ومندوبي المبيعات، والمحامين. ولكنها أيضًا المهام التي من المرجح أن تتم أتمتتها أولاً.

عند النظر الأول، قد تبدو الآثار مخيفة: يمكن أن تجعل التكنولوجيا الجديدة من الصعب جدًا على الخريجين الجدد الحصول على وظائف، ناهيك عن خطر تضخم الأوراق المؤهلة للتعويض. من ناحية أخرى، ستكون الشركات الآن أكثر حماسة من أي وقت مضى لتطوير مهارات العاملين الصغار بسرعة.

وقالت سامويل، التي أصبحت الآن صحفية ومتحدثة تركز على مواضيع العمل عن بُعد: “بالتأكيد سنكون لدينا أشخاص قادرون على تسريع منحنى التعلم والانتقال إلى ما نعتبره الآن وظيفة متوسطة المستوى بشكل أسرع وفي وقت سابق من حياتهم المهنية”. بعبارة أخرى، قد تتغير طريقة تعلمنا في العمل بشكل جذري، ولكن التعطيل قد يقدم ابتكارات في طريقة التفكير في التدريب والتعلم والتطوير.

أهمية الإرشاد والتدريب

تعتمد عملية التعلم البشرية، كما نفهمها حاليًا، على التعرف على الأنماط والتكرار. في كل مرة نكرر فيها مهمة، تتعزز المسارات العصبية المرتبطة بهذه المهمة. في الماضي، كانت سنوات التدريب الأولى لعامل المعرفة غالبًا مليئة بالمهام المتكررة والروتينية نسبيًا لهذا السبب – سواء كان ذلك بناء العروض التقديمية للمسوقين الصغار أو تدوين ملاحظات الاجتماع وتنظيم جداول التقويم لمساعدي الإدارة في مستوى الدخول.

ومع ذلك، يمكن أن تستفيد حتى المهام الأبسط من وجود شخص آخر يرشدك خلال العملية. تخيل إرسال رسالة بريد: يمكنك أن تضع شخصًا أمام كومة من الرسائل وتجعله يكتشف ذلك بنفسه أو يمكنك توفير تعليمات فعلية. الأخيرة ستكون بالطبع أسرع من الأولى. ولهذا السبب، فإن عدد التكرارات التي يستغرقها تعلم شيء ما ليس معتمدًا بشكل كبير على ما إذا كان المتعلم يقوم بتمارين متعمدة ومحفزة بشكل صحيح، ولكنه يعتمد أيضًا على وجود إرشاد وتوجيه.

تدعم سامويل بشدة تحول المؤسسات إلى نموذج أكثر تركيزًا على الإرشاد والتدريب الفعلي. من المنطقي أنه مع زيادة بيئات العمل الهجينة أو عن بُعد، يجب أن تتطور طريقة التدريب التي نتعامل بها وتتكيف مع المشهد. تقول: “السبب في أننا مهووسون جدًا بهذه الفكرة في التعلم في مكان العمل هو أننا سيئون جدًا في توفير فرص تعلم حقيقية، حيث يتعين عليك فعلًا أن تأخذ 20 دقيقة من يومك لتعليم الناس شيئًا ما”. يمكن أن يحدث ذلك بسهولة عن بُعد بنفس القدر الذي يحدث في الأماكن الشخصية.

تأثير الذكاء الاصطناعي والتدريب المهني المبكر

تتشكل ثقافة العمل الحديثة بواسطة أدوات مثل الذكاء الاصطناعي – والعكس صحيح – مع تطور التكنولوجيا الجديدة وبيئات العمل المرنة. يصعب مرافقة زميل العمل طوال اليوم أو الانضمام إلى اجتماع بسبب مرورك على الصدفة عندما يعمل الجميع في ساعات مختلفة ومنتشرين في جميع أنحاء العالم.

مع عدم وجود الكثير من الوظائف التي تتطلب حتى الدخول إلى مكتب فيزيائي، يفتقد العاملون الصغار في مجال المعرفة في بداية حياتهم المهنية هذه النقاط التي قد تبدو غير مهمة ولكنها حاسمة، وغالبًا ما يدخلون سوق العمل بدون سياق أو أمثلة ملموسة للتدريب في مكان العمل. “التوجيه” عادة ما يكون مجرد سلسلة من عروض البرامج الثابتة ومقاطع الفيديو التوافقية. ولكن يمكن تحديث هذه البرامج التعريفية لتلبية تحديات العمل عن بُعد بواسطة أدوات مثل الذكاء الاصطناعي.

لنفترض أنك مهندس بيانات يعمل في شركة برمجيات. في الوقت الحالي، الطريقة الوحيدة الحقيقية لمعرفة كيفية التعامل مع انقطاع البيانات هي تجربته فعليًا. نأمل أن تكون الشركة التي تعمل بها لديها عدد قليل فقط من انقطاعات البيانات في الربع، لذا ستكون سرعة تعلمك بطيئة. ولكن ماذا لو كان جزءًا من تدريبك هو “انقطاعات وهمية”، حيث يتم إنشاء نقاط البيانات التالفة بواسطة الذكاء الاصطناعي؟ يمكن توسيع هذا المفهوم إلى مجالات أخرى: يمكن للمعالجين الصغار أن يجروا جلسات تدريبية تمارس مع مساعدي صوت افتراضي، ويمكن لأطباء الأشعة أن ينظروا إلى صور مسح ضوئي لأمراض نادرة تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي، ويمكن تدريب مندوبي المبيعات من خلال عملاء افتراضيين لديهم اهتمامات واحتياجات محددة. توفر هذه المحاكاة الاستجابة تعلمًا سياقيًا من خلال الممارسة.

إعادة ابتكار مستوى الدخول

الذكاء الاصطناعي ليس التكنولوجيا الأولى التي تؤثر على وظائف مستوى الدخول. في السبعينيات والثمانينيات، أتاح ظهور أجهزة الصراف الآلي أتمتة معظم المهام الروتينية لصرافي البنوك – الذين كانوا حتى ذلك الحين وظيفة مستوى الدخول الرئيسية للعمل في المالية. ولكن التكنولوجيا الجديدة، على الرغم من أنها تقلل بشكل كبير من الحاجة العامة للصرافين، لم تجعل الدور غير ضروري تمامًا. استمر الصرافون في التعامل مع احتياجات العملاء الأكثر تعقيدًا التي تتطلب تفاعلًا بشريًا. والأهم من ذلك، أتاحت أتمتة المعاملات الأساسية مثل الودائع والسحب للبنوك تحويل توظيف مستوى الدخول إلى أدوار تناسب المشهد الجديد بشكل أفضل، مثل ممثلي خدمة العملاء ومحللي المخاطر.

وكان الأمر نفسه صحيحًا على مدار العشر سنوات الماضية في عالم عمليات تكنولوجيا المعلومات. دمج صيانة الخوادم وواجهة الإنترنت في وظائف “DevOps”، حيث يمكن للمطورين الآن توفير خوادم السحابة بأنفسهم. هذا يعني نهاية دور “مسؤول قاعدة البيانات”، ولكنه أيضًا جعل المهندسين الفرديين أكثر إنتاجية ومتعددي المهارات.

وقال ديفيد مالان، أستاذ علوم الكمبيوتر في جامعة هارفارد الذي يدرس مقرر علوم الكمبيوتر المقدمة في الجامعة: “أعتقد أن لدينا بالفعل أدلة وافرة على أنه حتى مع دخول التكنولوجيا الجديدة، نحن نستيعبها وأنها لا تضع الناس في موقف العمل بقدر ما تمنحنا المزيد من المهارات بأنفسنا”. السوق الوظيفي مرن، وتوقعات أرباب العمل من الموظفين في مستوى الدخول تتغير بالفعل؛ يقول المتقدمون للوظائف إن شركات التكنولوجيا تطلب أسئلة أقل ترميزية خوارزمية، والتي يمكن للذكاء الاصطناعي حلها بسهولة. “إنها تصميم النظام بشكل أكبر الآن، أعتقد، حيث تجري محادثة مع الشخص الآخر”، قالت فيكي شو، طالبة جامعية تدرس علوم الكمبيوتر.

أما بالنسبة لوظائف السكرتارية التي فقدت سامويل فرصة تعلمها من خلالها – فقد حصلت على حياة ثانية وحتى ثالثة. تطورت دور السكرتير في الستينيات والسبعينيات، والذي يتضمن في الغالب الكتابة والتمثيل والدعم الإداري، إلى مواقع أكثر استراتيجية مثل المساعد التنفيذي ورئيس الأركان. مع انخفاض الوقت المخصص للمهام الإدارية الأساسية بفضل التكنولوجيا، يمكن للمساعدين تولي مسؤوليات مثل تخطيط الأحداث وعلاقات العملاء ومشاريع البحث واستطلاعات العاملين والعمل كمستشار القائد التنفيذي.

قد تبدو هذه الوظائف مختلفة عما كانت عليه في الماضي، ولكن العناصر البشرية لا تزال هي نفسها.

Source: https://blog.dropbox.com/topics/work-culture/how-ai-will-affect-early-career-training