عندما يتسابق قادة العالم لإيجاد طرق لوقف أزمة المناخ، يستمر الكوكب في التسارع نحو 1.5 درجة مئوية بسرعة لا تنتهي.
تحديات المناخ والأهداف
بينما تجتمع قادة العالم في قمة cop28 لمناقشة تحديات المناخ والأهداف، يبدو أن الهدف الأكثر طموحًا للحد من التسخين العالمي إلى 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة مهددًا.
تم اعتبار تحقيق حد التسخين العالمي 1.5 درجة مئوية (2.7 درجة فهرنهايت) انتصارًا كبيرًا لاتفاقية باريس للمناخ في عام 2015. حتى ذلك الحين، كان الطموح في تقييد التسخين العالمي محدودًا إلى 2 درجة مئوية (3.6 درجة فهرنهايت)، مما تسبب في إحباط الدول الجزرية الصغيرة وغيرها من الدول التي تواجه تعطيل المناخ.
ثماني سنوات بعد قمة باريس، تغيرت فقط حدة أزمة المناخ بالنسبة لخبراء المناخ. تستمر شركات النفط في توسيع إنتاجها وتحقيق أرباح وزيادة انبعاثاتها إلى مستويات قياسية.
درجات الحرارة العالمية، التي زادت بفعل ظاهرة النينو، أعلى مما كانت عليه في أي وقت ولها تأثيرات مدمرة على تدمير النظام البيئي وإمدادات الغذاء والموت البشري.
الفيضانات والعواصف والجفاف
من المرجح أن تصبح الفيضانات والعواصف والجفاف أكثر شدة وتكرارًا مع زيادة درجة الحرارة.
وفقًا للخبراء، أولئك الذين سيتأثرون بشكل أسوأ هم الأشخاص الذين يعيشون في البلدان ذات النظم الصحية الضعيفة والاقتصادات الضعيفة.
وأضافت كاثرين ناكاليمبي، رئيسة برنامج أفريقيا في Nasa Harvest، أنه من المتوقع أن يعاني 70 مليون شخص إضافي من نقص الأمن الغذائي الحاد في أفريقيا عند 2 درجة مئوية مقارنة بـ 1.5 درجة مئوية، وفقًا لتقرير The Guardian.
وأضافت أنه في درجات حرارة أقل، يكون هناك احتمال أقل بنسبة 30 في المئة لحدوث جفاف شديد مقارنة بـ 2 درجة مئوية في جنوب أفريقيا، بينما يمكن أن تكون محاصيل الذرة والذرة السوداء أقل بنسبة 40 إلى 50 في المئة عند 2 درجة مئوية مقارنة بـ 1.5 درجة مئوية في غرب أفريقيا.
الأمطار الغزيرة في غابة الأمازون
سيتعرض سكان الكوكب غير البشريين، مع نصف درجة أقل من المساحة للتنفس، لخسائر كبيرة تزيد من الضغط على جودة المياه والتلقيح ومكونات النظام البيئي الداعم للحياة الكوكبية الأخرى.
وفقًا للخبراء، من المتوقع أن يفقد 18 في المئة من أنواع الحشرات و 16 في المئة من النباتات و 8 في المئة من الفقاريات نصف مواطنها، وهو ما يعادل مرتين على الأقل النسب الموجودة عند 1.5 درجة مئوية.
ووفقًا للخبراء، من المرجح أن تنخفض غابة الأمازون وغابات المناطق الاستوائية الأخرى بسرعة عند حدوث فترة جافة، والتي من المتوقع أن تكون أطول بشهر واحد عند 2 درجة مئوية مقارنة بـ 1.5 درجة مئوية، ومن المتوقع زيادة ثلاثة أضعاف في الحرارة المفرطة.
تزيد هذه الحالة من احتمالية وصول الغابة المطيرة إلى نقطة الانقلاب، بعد ذلك من المرجح أن تجف وتصبح سافانا لا تحمل الكثير من الفوائد العالمية مثل نقل المياه واحتجاز الكربون والتبريد.
اضطراب في النظام البحري
تتأثر صحة المحيطات أيضًا بعالم يشهد ارتفاعًا في درجة الحرارة. يتعرض الصيد، الذي يعتمد عليه مليارات الأشخاص، لضغوط نتيجة نقص الأكسجين والتحمض،
تمر أنظمة الشعاب المرجانية الجميلة، التي تكون حساسة للتقلبات في درجة الحرارة ودرجة الحموضة للماء، بأحداث تبييض ومن المرجح أنها ستنطفئ تدريجيًا مع زيادة درجة الحرارة.
وفقًا للخبراء، فإنه في درجة حرارة 1.5 درجة مئوية، فإن إنقاذ الشعاب المرجانية في منطقة البحر الكاريبي وأجزاء من المحيط الهندي الغربي يكاد يكون مستحيلاً. وبالتالي، فإن هناك فقط 10 في المئة و 30 في المئة من الفرص للبقاء في صحة جيدة. تنخفض نسبة البقاء بين 1 في المئة و 10 في المئة عند 2 درجة مئوية.
ارتفاع مستوى سطح البحر وذوبان الأنهار الجليدية
يؤدي التغير المناخي في دائرة القطب الشمالي، التي تجاوزت بعض أجزائها بالفعل 4 درجات مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة، إلى زيادة في مستوى سطح البحر وذوبان الأراضي المجمدة بشكل دائم واضطراب تيار الجت وإطلاق انبعاثات الميثان. جميع هذه الظواهر المناخية أصبحت تهدد بقاء البشر.
تزيد درجة الحرارة المرتفعة أيضًا من خطر انهيار جليدة رئيسية في القارة القطبية الجنوبية. “بقاؤنا في خطر”، قال فاتومانافا-أو-أوبولو الثالث دكتور بائوليلي لوتيرو، رئيس تحالف الجزر الصغيرة الدول، في حديثه لصحيفة The Guardian.
“نحن نعلم أنه يجب أن نبقى ضمن حد التسخين 1.5 درجة مئوية إذا كنا نريد تجنب أسوأ آثار التغير المناخي – آثار يعاني جزرنا بالفعل منها، بما في ذلك فقدان الأراضي بسبب ارتفاع مستوى سطح البحر، وفقدان مأساوي للأرواح والمنازل بسبب العواصف المتكررة والشديدة، ونقص المياه الصالحة للشرب، والاستنزاف الزراعي والمزيد”، أضاف.
(بالاستناد إلى مدخلات من الوكالات)
ملخص
إذا تم تجاوز هدف التسخين العالمي بمقدار 1.5 درجة مئوية، فمن المتوقع أن تزداد الفيضانات والعواصف والجفاف بشكل أكثر شدة وتكرارًا. ستتأثر الشعاب المرجانية والغابات المطيرة والنظام البحري ومستوى سطح البحر والأنهار الجليدية بشكل سلبي. لذلك، يجب على العالم العمل بجد لتحقيق هدف التسخين العالمي 1.5 درجة مئوية وتجنب الآثار السلبية لتغير المناخ.
اترك تعليقاً