هناك زيادة ملحوظة في زيارات غرف الطوارئ خلال موسم الأعياد تتضمن الأشخاص الذين يعانون من مضغ جزء من لحم الديك الرومي أو أطعمة مشابهة تعلق في حلقهم. قد يشجعك البحث عن علاجات منزلية على شرب الكولا بدلاً من ذلك، مما يساعد على تحرير الطعام ويوفر لك عملية تنظير طارئة. بالطبع، الكولا رخيصة ومتوفرة على نطاق واسع، وليس لها آثار جانبية (إن وجدت). ولكن قد ترغب في التفكير مرتين قبل تجاهل غرفة الطوارئ، وفقًا لدراسة جديدة نُشرت في المجلة الطبية البريطانية والتي استنتجت أن هذا العلاج الشعبي الشائع ربما لا يساعد في تنظيف المريء المسدود.
الدراسة والنتائج
قادت الطبيبة الطوارئ إليز تيبي هذا المشروع بعد أن رأت عبر الإنترنت أن هذا كان شائعًا حقًا، من مواقع النصائح إلى ويكيبيديا، بالإضافة إلى قصة حقيقية في صحيفة بريطانية عن إنقاذ حياة بواسطة الكولا. حتى أنني سمعت أطباء يوصون بها”، قال المؤلف المشارك أرجان بريدنورد، أخصائي الجهاز الهضمي في مراكز جامعة أمستردام الطبية. “يمكن أن يكون الطعام المحتبس في المريء خطيرًا حقًا، لذا من المهم أن يحصل الناس على العلاج الصحيح”، أضاف. “لهذا السبب أردنا التحقق مما إذا كان هذا يعمل”.
ما هو “احتباس كتلة الطعام المريئي”؟
المصطلح الفني هو “احتباس كتلة الطعام المريئي”، المعروف أكثر بـ “متلازمة مطعم الستيك” أو “متلازمة الشواء في الحديقة الخلفية”. عادة ما تكون قطع من اللحم غير المضغوط (ستيك، دواجن، لحم خنزير) هي التي تعلق، وعندما يحدث ذلك، سيواجه الشخص الذي يعاني من هذه المشكلة صعوبة في البلع حتى النقطة التي يبدأون فيها بالتلعثم (نظرًا لعدم قدرتهم على بلع اللعاب). قد يعانون أيضًا من آلام في الصدر أو الرقبة، وهناك دائمًا فرصة لثقب المريء، مما يؤدي إلى امتصاص الطعام إلى الرئتين. وبالتالي، يكون الذهاب إلى غرفة الطوارئ ضروريًا.
الدراسات السابقة والنتائج
استخدام المشروبات الغازية مثل الكولا لتخفيف انسدادات الطعام موجود منذ ما لا يقل عن 20 عامًا، وربما أكثر، حيث تم ذكر الكولا كعلاج فعال في ورقة بحثية عام 1993 (على الرغم من أن الدراسة كانت صغيرة وشملت ثمانية مرضى فقط). ومن بين الدراسات الأخيرة أيضًا سلسلة حالات رجعية لعام 2018 تتضمن مراجعة مخططات لـ 19 مريضًا انتهى بهم الأمر في غرفة الطوارئ بسبب انسداد المريء وشرب الكولا كتدخل. عمل هذا في أكثر من نصف (59 في المائة) من تلك المرضى. ومع ذلك، أقروا المؤلفون بأن الطبيعة الاسترجاعية لدراستهم أدت إلى عدة قيود وخطر التحيز في التفسير.
الدراسة الحديثة والنتائج
أجرى بريدنورد وآخرون دراسة سيطرة عشوائية على 51 مريضًا تم قبولهم في غرف الطوارئ في خمسة مستشفيات هولندية بين ديسمبر 2019 ويونيو 2022. من بينهم، تم إعطاء 28 مريضًا كولا بانتظام، بينما انتظر الـ 23 المتبقيين حتى يتم تنظيف الانسداد بشكل طبيعي. تم إجراء تنظير في حال عدم تنظيف الانسداد بشكل طبيعي في كلا المجموعتين خلال الوقت المحدد.
النتائج: تم تنظيف الانسدادات بشكل طبيعي في 61 في المائة من الموضوعات، بغض النظر عن المجموعة التي كانوا فيها، لذلك لم يؤدي إعطاء الكولا إلى معدل أعلى من التحسن. ومع ذلك، إنها لا تزال دراسة صغيرة نسبيًا. لم تكن هناك آثار جانبية، لذا قد تكون الدراسات الإضافية التي تعطي الكولا قبل إجراء التنظير مفيدة، وفقًا للمؤلفين. لا يزال من الجيد إجراء تنظير متابعة، حيث كانت هناك أمراض أساسية تساهم في الانسداد في 78 في المائة من تلك الحالات.
المصدر: المجلة الطبية البريطانية، 2023. DOI: 10.1136/bmj-2023-077294 (حول DOIs).
اترك تعليقاً