بقدوم العطلات، نتطلع بشغف لقضاء وقت ممتع مع أقربائنا وأحبائنا. عندما نجتمع في دفء الموقد، نشعر بالسعادة لرؤيتهم – ولكن حتى نجد أنفسنا في صراعات مع بعضنا البعض.
كيف نشجع عائلاتنا على التصرف بطريقة تعكس حبهم الحقيقي لبعضهم البعض؟
لنلجأ إلى نظرية الألعاب، علم التفكير الاستراتيجي. تتأسس نظرية الألعاب على كل شيء، من المفاوضات حول حقوق بث الأحداث الرياضية الكبيرة إلى الخطط لتحسين التبرع بالأعضاء. حتى تم تطبيق رياضيات مشكلة السجين المشهورة في هذا المجال على البحث عن أشكال حياة جديدة في الفضاء.
من سيستضيف؟
قد يبدو حل هذه المشكلة بسيطًا. في الفترة القبلية للعطلات، اطلب من الجميع التصويت: منزل الجدة أو منزل عمة لوريل. (ستضطر لسحب القصب لمن سيعلن الأخبار السيئة للجدة.)
ولكن ماذا لو كان هناك ثلاثة خيارات؟ يقول نظريو الألعاب أنه يجب عليك استخدام عداد بوردا. يقوم كل شخص بترتيب تفضيلاته: 1، 2، 3. ثم تجمع الأرقام. يفوز المضيف الذي يحصل على أقل نقاط. يتم استخدام أشكال مختلفة من عداد بوردا في بعض الانتخابات الوطنية – وحتى في أمور دولية مهمة مثل اختيار فائز مسابقة يوروفيجن للأغاني.
من سيقوم بعداد بوردا هو سؤال آخر. ربما يمكنك استخدام القصب مرة أخرى؟ من سيحضر ما؟
كيف يمكنك كسر هذا النمط دون إهانة أحد؟
الكثير من الناس لديهم بدائل لذيذة يحبون تقديمها، ولكن لا أحد يريد أن يجرح مشاعرها، لذا فإن تلك الفاصوليا الخضراء المقلية الدهنية تعود كل عام. كيف يمكنك الخروج من هذا النمط دون إهانة أحد؟
يتوقع الناس أن يتصرف الآخرون بشكل متسق عندما يواجهون نفس الوضع. ولكن ما إذا كانت الحالة معتبرة نفسها أم مختلفة يمكن أن يعتمد على كيفية تقديمها. في نظرية الألعاب، يُعرف هذا بالتأطير، ويمكن أن يؤدي إلى تغيير جذري في سلوك الناس. على سبيل المثال، عندما يقال للشخص أن شيئًا ما هو تفاعل تجاري، يتصرف الناس بطريقة أكثر أنانية؛ إذا قيل لهم أن نفس التفاعل بالضبط هو اجتماعي، فإنهم يتصرفون بشكل أكثر إيثارًا.
لذا قم بتغيير الإطار. استغل تغيير الوقت أو المكان. “نظرًا لأننا في منزل الأب هذا العام، دعونا نغير الأطباق.”
الجزء الأخير من الحلوى
إذا لم يكن أفراد عائلتك يتجادلون حول السياسة، فمن المحتمل أنهم يتجادلون حول من سيحصل على آخر قطعة من البطاطس المشوية أو الجبنة البلو. كيف يمكنك الحد من النقاشات إلى أدنى حد؟ يوصي نظريو الألعاب باستخدام “أنا أقطع وأنت تختار”. إذا كان هناك شخصان يرغبان في آخر قطعة من الخشبة المشوية، يقوم أحدهما بتقطيعها والآخر يختار.
أو إذا كنت تواجه أول عطلة بعد الانفصال الزوجي، يمكنك استخدام نفس التقنية لتوزيع أثاث غرفة المعيشة والصينية غير المستخدمة بعد ومجموعة الفوندو. عندما يكون الشخص القائم على التقسيم متحمسًا لجعل الأجزاء متساوية الجودة، فمن المرجح أن ينتهي الأمر برضا الطرفين. وهذا ينطبق سواء كان الأمر يتعلق بالكعكة أو الكريستال.
كثرة الطعام؟
دائمًا ما تجد نفسك تتوسل إلى الناس لأخذ الباقي من الطعام. الجميع يحضر الكثير من الطعام. لماذا؟ انظر إلى حوافزهم. لا يوجد عقوبة حقيقية لإحضار كمية زائدة، ولكن قد يشعر شخص ما بالإهانة إذا لم يحضر كمية كافية. لذا قم بتغيير الحوافز.
هذا يعمل. في عام 2002، فرضت أيرلندا ضريبة قدرها 15 سنتًا على أكياس التسوق البلاستيكية. في غضون أسابيع، انخفض استخدام الأكياس البلاستيكية بنسبة 94 في المائة. في إنجلترا، انخفضت بنسبة حوالي 80 في المائة منذ فرض رسوم على الأكياس البلاستيكية في أكتوبر 2015.
كيف يمكنك استغلال قوة الحوافز للحد من الطعام الزائد؟ قدم جائزة للطباخ الذي ينفد طبقه تمامًا، أو اجعل الضيف الذي يحمل أكبر قدر من الباقي يستضيف في المرة القادمة. الآن ليس ذلك مقياسًا للحب، بل هو لعبة.
توقف عن اللعب في غرفة المعيشة!
الأطفال يتصرفون بشكل سيء بعد العشاء. تصرخ الأم: “إذا لم تتوقفوا، سنغادر!” يتجاهلونها، وبعد دقائق، يكون المصباح العتيق محطمًا. لماذا لم يستمع الأطفال؟ كانوا يعلمون أن الأم المتجاوزة للحدود لا ترغب حقًا في المغادرة. كان تحذيرها تهديدًا غير معتبر.
المبدأ هو نفسه عندما يكون هناك مصلحة أكبر. أحد الحجج لامتلاك الأسلحة النووية هو ردع الدول الأخرى عن استخدامها. ولكن ماذا لو ضربت الدولة الأخرى أولاً؟ لا يمكنك الرد إذا تم محوك. للحفاظ على تهديد معتبر، تحتوي المملكة المتحدة على “رسائل اللجوء الأخير” على متن غواصاتها النووية الأربع: تعليمات بشأن ما يجب فعله في تلك الحالة. نظرًا لأن الأعداء لا يعرفون أين توجد الغواصات، أو ماذا تقول التعليمات، فإن خطر الرد موجود.
بالنسبة للأم، قد يكون من المكفي تهديد الأطفال بجعلهم يقومون بغسل الأطباق. إذا كانوا يعلمون أنها ستلتزم بذلك، فمن المرجح أن يكون لها تأثير.
العم اللاري لا يساعد أبدًا
الجميع مشغولون بترتيب المنزل، ولكن العم اللاري يجلس على الأريكة يلعب كاندي كراش. كيف يمكنك جعله يقوم بنصيبه العادل؟ لا فائدة من أن تخبره أن الجميع يعتقدون أنه يجب أن يساعد. الناس يولون اهتمامًا أكبر للتوقعات التجريبية، أي ما يفعله الآخرون، من التوقعات القياسية، أي ما يقوله الآخرون أنه يجب عليك فعله.
في تجربة حيث كان لدى الناس مبلغًا من المال يمكنهم مشاركته مع الآخرين، أشار إليهم أن “معظم الناس يتبرعون” تشجيعًا للمزيد من العطاء مقارنة بأن يقال لهم “الآخرون يعتقدون أنه يجب عليك التبرع”.
يمكنك استخدام التوقعات التجريبية مع العم اللاري. حرص على أن يقوم شخص ما بتنظيف حوله، حتى يراهم يقومون بذلك. قد يشعر بالالتزام بالمساعدة.
وقت اللعب
أنت على وشك الاسترخاء عندما تشعر بنشوب جدل حول ما إذا كان يجب أن تلعب لعبة الأدوار أم تشغيل فيلم “الجان الأخضر” للمرة المليون. ماذا تفعل؟ استخدم المزاد. يمكن لأولئك الذين في المعسكرات المعارضة أن يتفاوضوا عن طريق تقديم القيام بالأعمال المنزلية. من يقدم أفضل عرض – إنهاء غسل الأطباق وترتيب المطبخ – يحصل على الاختيار.
يوصي نظريو الألعاب بالمزادات لكل شيء، من بيع الأشياء القديمة من العلية إلى بيع شرائح التردد الإذاعي للمذيعين. إنها أفضل طريقة لمعرفة من يهتم حقًا.
جعل الأطفال يتقاسمون
حيلة نهائية إذا فشلت جميع الحيل: لعبة العرض الأخير. يحصل طفلان على صندوق صغير من الشوكولاتة ليتقاسموه. كيف يقسمونها؟ اطلب من سالي أن تحتفظ ببعضها لنفسها وتقدم الباقي لريتشارد. ولكن أضف عاقبة. إذا اعتقد ريتشارد أنها غير عادلة، ستتدخل أنت، تقسم الشوكولاتة وتأخذ بعضها لنفسك. إنه تهديد معتبر، لأنهم يعرفون أنك تحب الشوكولاتة.
نفس السيناريو ينطبق في مفاوضات النقابات أو اتفاقيات التجارة الدولية. إذا لم تكن الشروط عادلة بما فيه الكفاية للجميع، فإنهم جميعًا يخسرون فوائد التوصل إلى اتفاق.
تظهر التجارب أن الناس سيُرفضون عرضًا ماليًا، على الرغم من فقدان المال في العملية، إذا اعتقدوا أنهم يحصلون على صفقة سيئة. حتى عندما يأتي على حسابنا الخاص، نستمتع جميعًا بمعاقبة شخص يتصرف بشكل غير عادل.
هذه المقالة ظهرت في الطبعة الورقية تحت عنوان “كيف تفوز في عيد الميلاد”
اترك تعليقاً