تقوم المسؤولين في الاحتياطي الفيدرالي بدفع العودة ضد الانطباعات لدى المستثمرين بأن البنك المركزي سيعكس قريبًا حملته من رفع أسعار الفائدة لمكافحة التضخم. ومع تقارير حديثة تشير إلى تراجع التضخم، يتوقع المتداولون بشكل كبير أن يقوم البنك المركزي بخفض سعر الفائدة الرئيسي في وقت ما خلال الأشهر القليلة القادمة بدلاً من مواصلة رفعها عن مستواها الحالي الذي يعد الأعلى في 22 عامًا. وقد قام المتداولون بتسعير فرصة خفض سعر الفائدة في يناير بنسبة 14٪. يؤثر سعر الفائدة على تكاليف الاقتراض لأشياء مثل بطاقات الائتمان والرهون العقارية، لذا فإن خفض سعر الفائدة سيقلل من تلك التكاليف. لقد انخفضت أسعار الفائدة بالفعل بسبب تخفيف المخاوف من التضخم، فضلاً عن الاعتقاد المتزايد بأن البنك المركزي على وشك خفض الأسعار.
هل يستعد الاحتياطي الفيدرالي لعكس حملته من رفع أسعار الفائدة لمكافحة التضخم؟
تعتمد الإجابة على ما إذا كنت تسأل مراقبي الأسواق أم المسؤولين الذين يتخذون فعليًا القرارات بشأن السياسة النقدية. حتى يوم الجمعة، كانت الأسواق تقدر بنسبة 14٪ فرصة أن يقوم البنك المركزي بخفض سعر الفائدة بحلول يناير، وفقًا لأداة FedWatch التابعة لمجموعة CME، والتي تتوقع حركات أسعار الفائدة استنادًا إلى بيانات تداول العقود الآجلة لأسعار الفائدة. وفي الوقت نفسه، أكد رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول وغيره من صناع السياسة في البنك المركزي في خطاباتهم هذا الأسبوع أن البنك المركزي يمكنه رفع سعر الفائدة الأساسي مرة أخرى إذا لم يستمر التضخم في المسار الهابط الأخير.
تأثير خفض سعر الفائدة على الاقتصاد والأسواق
رفع البنك المركزي سعر الفائدة 11 مرة بين مارس 2022 ويوليو، واحتفظ بها على أعلى مستوى لها في 22 عامًا، مما أدى إلى زيادة تكاليف الاقتراض على جميع أنواع القروض في محاولة للحد من الإنفاق وتباطؤ الاقتصاد من أجل القضاء على التضخم الذي بلغ أعلى مستوى له في 40 عامًا في صيف عام 2022. ومع تراجع التضخم بشكل كبير منذ ذلك الحين – واقترابه من هدف البنك المركزي السنوي البالغ 2٪ – يتكهن مراقبو الاحتياطي الفيدرالي بموعد أول خفض لأسعار الفائدة، وأقل بدرجة التركيز على ما إذا كان سيكون هناك مزيد من الزيادات.
من المتوقع على نطاق واسع أن يترك البنك المركزي سعر الفائدة ثابتًا في ديسمبر، بدلاً من رفعه، بسبب تراجع التضخم بسرعة في الأشهر الأخيرة. وقد أقر مسؤولو البنك المركزي الفيدرالي أيضًا بأن التشديد المفرط في رفع أسعار الفائدة لمكافحة التضخم قد يبطئ الاقتصاد إلى حد كبير ويتسبب في فقدان وظائف غير ضرورية ويعرض الاقتصاد لخطر الركود.
قام باول برفض التكهنات حول خفض أسعار الفائدة يوم الجمعة، حيث ألقى كلمة في كلية سبيلمان في أتلانتا. وقال: “سيكون من السابق لأوانه الاستنتاج بثقة أننا حققنا موقفًا كافيًا من القيود، أو التكهن بموعد تخفيف السياسة”، وفقًا للملاحظات المعدة. “نحن مستعدون لتشديد السياسة بشكل أكبر إذا أصبح من المناسب القيام بذلك”. قد يكون باول وغيره من المسؤولين قلقين من أن استجابة الأسواق المالية لاحتمال خفض أسعار الفائدة يمكن أن تضعف الجهود المبذولة لمكافحة التضخم من خلال زيادة أسعار الأسهم وخفض أسعار الفائدة.
لقد حدث ذلك بالفعل إلى حد ما – حيث انخفضت عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات، والتي ترتبط بشدة بأسعار الفائدة على جميع أنواع القروض، بنسبة 4.2٪ حتى يوم الجمعة بعد أن بلغت أكثر من 5٪ في أواخر أكتوبر. كما انخفض المعدل المتوسط المقدم للرهن العقاري الثابت لمدة 30 عامًا من ذروته الأخير، حيث انخفض إلى 7.22٪ هذا الأسبوع بعد أن بلغ 7.79٪، أعلى مستوى له منذ عام 2000، في أواخر أكتوبر، وفقًا لشركة فريدي ماك.
احتمالية رفع أسعار الفائدة في حالة عدم استمرار التضخم في التراجع
قال توماس باركين، الرئيس التنفيذي لبنك الاحتياطي الفيدرالي في ريتشموند، في ظهور على قناة CNBC هذا الأسبوع إن رفع أسعار الفائدة لا يزال ممكنًا إذا لم يستمر التضخم في التراجع. وقالت ميشيل بومان، أحد أعضاء مجلس الاحتياطي الفيدرالي، إنها تعتقد أنه من المرجح أن يتم رفع أسعار الفائدة مرة أخرى.
كتب بيل نيلسون، الخبير الاقتصادي الأول في معهد سياسات البنك، في تعليقه: “على الرغم من أن توقعاتهم الأساسية تتضمن خفض أسعار الفائدة قليلاً في العام المقبل، يبدو أنهم قلقون بشكل مفهوم إذا قاموا بالتواصل بأنهم قد انتهوا من التشديد، فسوف تركز الأسواق بشكل حصري على الخفض”. وأضاف: “لدفع الأمور للخلف، يركزون بشكل أساسي على أنه يمكن زيادة أسعار الفائدة بدلاً من وجود مخاطر ذات جانبين”.
ومع ذلك، توقع أحد المسؤولين في الاحتياطي الفيدرالي خفض أسعار الفائدة. قال حاكم الاحتياطي الفيدرالي كريستوفر والر هذا الأسبوع في خطاب لمعهد الشركات الأمريكي، وهو مؤسسة تفكير محافظة في واشنطن: “لا يتعلق الأمر بمحاولة إنقاذ الاقتصاد أو الركود، بل يتماشى مع كل قاعدة سياسة أعرفها من حياتي الأكاديمية، وكصانع قرار، إذا انخفض التضخم، فسوف تخفض سعر الفائدة”.
قد يكون تصريح والر أكثر وزنًا في الأسواق بسبب سمعته كسياسي “صقر” يميل إلى دعم أسعار الفائدة العالية. وقال دوغلاس بورتر، الخبير الاقتصادي الأول في بنك BMO كابيتال ماركتس، في تعليقه: “بالنظر إلى أن والر كان من الطيور المفترسة في السابق، فإن هذه التصريحات لفتت حقًا انتباه السوق، حتى لو لم تكن الكلمات مفاجئة بشكل خاص. حاول مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي الآخرون إخماد النيران قليلاً، واقترحوا بشجاعة أن رفع أسعار الفائدة لا يزال ممكنًا في حالة خيبة التضخم، ولكن المستثمرون تجاهلوا تلك الحديث”.
هل لديك تلميحات أخبارية لصحفيي Investopedia؟ يرجى مراسلتنا على [email protected]
مصادر المقال:
CME Group. “أداة FedWatch.”
الاحتياطي الفيدرالي. “كلمة الافتتاح، رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، في حوار ناري في كلية سبيلمان، أتلانتا، جورجيا.”
CNBC. “سندات الخزانة لأجل 10 سنوات.”
فريدي ماك. “تراجع أسعار الرهن العقاري للأسبوع الخامس على التوالي.”
CNBC. “يقول باركين من الاحتياطي الفيدرالي إن رفع أسعار الفائدة لا يزال ممكنًا إذا لم يستمر التضخم في التراجع.”
الاحتياطي الفيدرالي. “تأملات حول الاقتصاد والسياسة النقدية، حاكم الاحتياطي الفيدرالي ميشيل بومان.”
معهد الشركات الأمريكي. “الاحتياطي الفيدرالي والرؤية الاقتصادية: محادثة مع حاكم الاحتياطي الفيدرالي كريستوفر ج. والر.”
اترك تعليقاً