تعيش وتموت في تيخوانا
العالم الأول: تداخل ثلاثة عوالم في عاصمة الفينتانيل الجديدة في المكسيك، حيث يتلاقى العنف والمخدرات الاصطناعية بشكل خطير. يتنقل المدمنون والصحفيون ورجال الشرطة في مدينة في حالة من الفوضى.
تمر قناة مجففة عبر قلب تيخوانا، وهي شريط من الفراغ في مدينة يبدو أن كل قدم مربع فيها قد تم استغلاله. يعتبر القناة، التي يطلق عليها الناس اسم “كاناليزاسيون”، مكانًا يرمز الآن إلى مشاكل المدينة، عالمًا سفليًا في مرأى الجميع. العناوين اليومية تتكرر: “جريمة قتل أخرى في الكاناليزاسيون”، “صبي معدم في الكاناليزاسيون، أمام كوستكو”، “أكثر من ألف شخص يعيشون في الكاناليزاسيون”. انتشرت الفوضى في جميع أنحاء تيخوانا. وقد وقعت هناك 1900 جريمة قتل هذا العام حتى الآن، مما يجعلها أكثر مدينة قاتلة في المكسيك. إنه المكان الذي تكيفت فيه اللغة مع أشكال جديدة من العنف، مشؤومة ومحددة بشكل مفرط. على سبيل المثال، كلمة “إنكوبيخادو”، ضحية جريمة قتل ملفوفة في بطانية.
الكارتل
تابعت صحيفة واشنطن بوست وباء الفينتانيل من المختبرات المكسيكية إلى الشوارع الأمريكية.
نظرة عامة: من المختبرات المكسيكية إلى الشوارع الأمريكية، خط أنابيب قاتل
تعثرت واشنطن عندما اجتاح الفينتانيل أمريكا
المحققون
جاءت رسالة نصية من مصدر في الشرطة المحلية: يحترق سيارة على طول طريق تيخوانا الذي يمتد على طول المحيط الهادئ. كان هناك جثة في المقعد الخلفي – جريمة قتل أخرى على ما يبدو. استقبلت إينيس غارسيا راموس النصائح مرات عديدة في اليوم بصفتها رئيس تحرير بونتو نورتي، واحدة من الصحف المستقلة القليلة في المدينة. وقد سجلت الجرائم العنيفة التي ترتكب ليس فقط للقتل، ولكن لإثارة الانطباع وتخويف الناس. كان الأمر كما لو كان قتلة تيخوانا يتنافسون ضد بعضهم البعض لمعرفة من يمكنه ارتكاب أكثر الأعمال البشعة.
العملاء الفيدراليون
وصلت المخدرات إلى كراج في حي راقي في تيخوانا، حيث كانت كميات كبيرة من الميثامفيتامين ملفوفة في بلاستيك في سرير شاحنة بيك آب، وحاويات مطبخية من الفينتانيل في المقعد الخلفي. “إلى أين تذهب هذه الأشياء؟” سأل أحد المتحركين، وهو يحتضن برجًا من الحاويات البلاستيكية مع “فينتانيل” مكتوبًا بالقلم الأسود على الجانب. كان عميلًا من مكتب النائب العام المكسيكي، المسؤول عن حجز واحتجاز المخدرات.
خيار جوزيه
كانت الساعة متأخرة بعد الظهر عندما عاد جوزيه إلى وسط مدينة تيخوانا، مع المزيد من الأشياء لبيعها. بدأت المحاولة الثانية لكسب 100 بيسو. أضاف بعض المنتجات الجديدة إلى البساط الخاص به: أكياس بلاستيكية من الجرانولا، بضعة أقراص دي في دي، زوجان من الأحذية، قبعة حمراء. عرضها بعناية على كاليه أرتيكولو 123، والتي تحولت إلى سوق مفتوح. كان يعلم أن آفاقه لا تزال سيئة. كانت الشمس تغرب والسياح يبدأون في التدفق إلى تيخوانا من الحدود. لكنهم لا يرغبون في ما يبيعه. جاؤوا بشكل رئيسي للاستمتاع بالكوكتيلات والتاكو الرخيصة والنوادي الليلية. جلس جوزيه على السيارة وشاهد الحشود تمر. قدم المدمنون الآخرون مخدراتهم لجمهور غير مهتم بشكل كبير. كانت طريقة جوزيه أكثر هدوءًا. إذا كانوا يرغبون في ذلك، فكان يعتقد أنهم سيأتون. كل بيعة ستميل الميزان نحو جرعته القادمة من الفينتانيل. أو قد يفشل.
تابعت الحظ في الظهور. اشترى رجل قميصًا أسود للتانك توب مقابل 20 بيسو. اقتربت امرأة واشترت كيسين من الجرانولا مقابل 20 بيسو لكل منهما. نظر جوزيه إليهما بدهشة. “عادة ما تبيع أشياء لا تتوقع أن تبيعها”، قال بعد أن مشيا بعيدا.
فجأة، كان لديه 60 بيسو.
ثم اشترى رجل آخر آخر كيسين من الجرانولا. اشترت امرأة مفتاح ضوء.
110 بيسو في خمس دقائق.
شعر بأن الحظ لا يصدق.
“كفاية للشفاء”، قال، وبدأ في لف البساط. اتجه إلى اليسار في متجر للبقالة والتقى بأحد تجاره خارج منزل. مشى بعيدا مع كيسين صغيرين: واحد من الفينتانيل وواحد من الميثامفيتامين. إنها مزيجه المفضل، والذي يعتقد أنه يخفف من التأثير.
كان بحاجة إلى شخص ما لمساعدته في الحقن. عادة ما يقدم للمتطوع طعمًا من إمداده مقابل المساعدة. ولكن عندما توجه إلى مخيمه، كان الرجال إما في حالة نصف وعي أو غير راغبين في المساعدة.
“لا يمكنك الاعتماد على أي شخص في هذا المكان”، قال.
كانت السماء تظلم والحي يبدو أكثر كآبة. تمر السيارات الشرطية بسرعة مع صفارات الإنذار.
تجول جوزيه باتجاه كومة أخرى من القمامة بجوار الزقاق. كان رجلًا أكبر سنًا، متعطشًا أيضًا، يبحث في القمامة. دق جوزيه على كتفه وسأله عما إذا كان سيساعده في الإبرة.
عبر الشارع، بدأت خدمة كنيسة في الهواء الطلق. كانت العائلات في كراسي قابلة للطي تصلي من أجل المدمنين. صوت القس يدوي من خلال مكبرات الصوت.
“الله يحبكم”، قال. “أنتم أبناء الله”.
ركع جوزيه على ركبتيه، يحدق بجدية.
دخلت الإبرة، فوق ياقة قميصه. كانت الجرعة أكثر مما يحتمله. أمسك بركبتيه كما لو أنه انتهى من سباق. “قلبي”، قال للرجل العجوز.
“أفسدت الجرعة”، قال.
كان عادة حذرًا. لقد تعرض للجرعة الزائدة مرة واحدة فقط، وهو لا يقارن بالمدمنين الآخرين.
أخذ بعض الأنفاس العميقة وابتلع بصعوبة.
“أنا بخير الآن”، قال، عيناه واسعة. لم يبدو أنه بخير.
رمى حقيبة ظهره على كتفه. توجه مرة أخرى نحو أضواء وسط المدينة. كان عليه أن يجد طريقة لكسب 100 بيسو آخر.
اترك تعليقاً