على مر العقود، اعتمد الأطباء والباحثون على مؤشر كتلة الجسم (BMI) كأداة بسيطة لتحديد ما إذا كان الأفراد يعانون من نقص الوزن أو وزن طبيعي أو زيادة وزن أو سمنة، فضلاً عن المخاطر الصحية المحتملة المرتبطة بهذه الفئات. ومع ذلك، أثبتت الأبحاث أن هذا المؤشر قد يكون مضللاً في بعض الأحيان، إذ لا يميز بين العضلات والدهون أو توزيع الدهون في الجسم. في هذا المقال، سنتناول الفروق بين مؤشر كتلة الجسم ومؤشر سُمك الجسم، ونستعرض القياسات البديلة التي تستند إلى توزيع الدهون وتأثيرها على المخاطر الصحية. سنتطرق أيضاً إلى أهمية الكتلة العضلية وتأثيرها على الصحة العامة. ارافقونا لاكتشاف كيف يمكن أن تكون القياسات البديلة أكثر فاعلية في تقييم حالة الجسم والصحة العامة.
مقارنة بين مؤشر كتلة الجسم (BMI) ومؤشر دائرية الجسم (BRI)
مؤشر كتلة الجسم (BMI) هو حساب بسيط يستخدم الوزن والطول لتحديد ما إذا كان الشخص يعاني من نقص في الوزن أو وزن طبيعي أو زيادة في الوزن أو السمنة. يتم حسابه باستخدام المعادلة [الوزن (بالكيلوجرام) ÷ الطول (بالمتر)²]. بينما يعتبر BMI مؤشراً مفيداً بشكل عام، إلا أنه لا يأخذ بعين الاعتبار توزيع الدهون في الجسم، ولا يميز بين الكتلة العضلية والدهون. هذه العوامل تعتبر رئيسية في تحديد المخاطر الصحية المتعلقة بالسمنة.
من جهة أخرى، تم تطوير مؤشر دائرية الجسم (BRI) ليكون أداة أكثر فعالية. يعتمد BRI على قياسات الطول والوزن بالإضافة إلى محيط الخصر والورك. وهذا يساعد على إعطاء تصور أعمق عن توزيع الدهون، مما يجعله مؤشراً أفضل لتقييم المخاطر الصحية. وذلك لأن الدهون التي تتجمع في منطقة البطن، المعروفة بالدهون الحشوية، لها تأثير أكبر على الصحة. يتراوح MBI بين 1 و20، حيث تشير الدراسات إلى أن الأشخاص الذين يمتلكون BRI مرتفعاً (بشكل عام يعتبر أعلى من 6.9) يواجهون مخاطر صحية أكبر.
عند مقارنة BRI وBMI، يتضح أن BRI يوفر معلومات أكثر دقة حول المخاطر الصحية. ومع ذلك، تظل الأسئلة حول مدى تأثير تغيير هذه المعايير على النتائج الصحية الفعلية قائمة، مما يستدعي إجراء المزيد من الأبحاث.
أهمية استخدام مؤشر دائرية الجسم (BRI)
تعتبر أهمية استخدام BRI على BMI ظاهرة متزايدة نتيجة للبحث المستمر الذي يظهر أن BRI يمكنه التنبؤ بمخاطر الأمراض المزمنة بشكل أكثر دقة. أظهرت الدراسات أن التحسينات في تقييم المخاطر الصحية قد تأتي من اعتماد BRI كمعيار رئيسي. على سبيل المثال، دراسة حديثة في عام 2023 نُشرت في “Lipids in Health and Disease” أكدت أن BRI كان الأكثر قدرة على التنبؤ بمخاطر الإصابة بسرطان القولون مقارنةً بوسائل قياس أخرى مثل BMI أو محيط الخصر.
كما أن الأبحاث التي نُشرت في “Frontiers in Cardiovascular Medicine” أظهرت أن BRI هو الأكثر فعالية في تحديد مخاطر الإصابة بالسكري بين مجموعة كبيرة من الأشخاص. تلك النتائج تشير إلى أهمية BRI كأداة سريرية جديدة لتقييم المخاطر الصحية، حيث يعتبر مؤشراً أكثر موثوقية لفهم توزيع الدهون وما يرتبط به من مخاطر صحية.
كما يجسد BRI الأرقام المتزايدة في العديد من الدراسات، ويعكس أيضًا الوضع الصحي بشكل أوضح مقارنة بـ BMI. لكن لا يزال هناك حاجة لفهم أعمق لكيفية اعتماد هذه المعايير الجديدة على نطاق واسع في المجتمع الطبي.
قياسات صحية أخرى لمراقبة الصحة العامة
يعد BMI وBRI ليسا القياسات الوحيدة المستخدمة لتقييم الصحة العامة؛ توجد قياسات أخرى تلعب دوراً مهماً أيضاً. على سبيل المثال، يُعد محيط الخصر (WC) مؤشراً مميزاً لتحديد نسبة الدهون الحشوية. وقد أظهرت الدراسات أن النساء اللواتي يزيد محيط خصرهن عن 35 بوصة والرجال الذين يزيد محيط خصرهم عن 40 بوصة يكونون عُرضةً بشكل أكبر لأمراض القلب والسكري. ومع ذلك، تظهر الأبحاث أن استخدام محيط الخصر دون اعتبار نقاط حدودية واحدة لجميع الأعمار والأجناس قد يكون مضللاً، مما يتطلب دراسة شاملة لتلك القياسات.
ثمة أيضاً نسبة الخصر إلى الورك (WHR) التي تنظر إلى نسبة محيط الخصر إلى محيط الورك. الزيادة في هذه النسبة تشير إلى زيادة الدهون في منطقة البطن مقارنةً بالوركين، وهو ما يُعتبر مؤشراً سلبياً للصحة. الدراسات التي تتبع أكثر من 387,000 شخص أكدت أن WHR كان أكثر فعالية من BMI في التنبؤ بالمخاطر للتعرض للوفاة المبكرة نتيجة لهذا النوع من الأمراض. بالإضافة إلى ذلك، تعتبر نسبة الخصر إلى الورك من الأدوات المفيدة لفهم البيانات الصحية بشكل عام، حيث يتطلب الأمر تحليل مستمر لفعالية هذه القياسات خارج النطاق التقليدي.
دور الكتلة العضلية في تقييم الصحة
الكتلة العضلية تلعب دوراً مهماً في الصحة العامة وقد تكون مؤشراً أكثر دقة لمخاطر الوفاة من BMI. الكتلة العضلية تُعتبر محورية في تنظيم مستوى الجلوكوز في الدم، حيث تمثل من 75% إلى 80% من تخزين الجلوكوز بعد الوجبة. وعندما يفقد الأفراد الكتلة العضلية سواء بسبب خسارة الوزن أو تقدم العمر، تنخفض قدرتهم على التحكم في مستوى الجلوكوز، مما يزيد من خطر الإصابة بالسكري.
ومع ذلك، يُعتبر قياس كتلة العضلات تحدياً أكبر مقارنة بوسائل القياس الأخرى، مثل BMI أو محيط الخصر. فقد أظهرت الدراسات أن الأفراد الذين يعانون من انخفاض في الكتلة العضلية قد يُظهرون BMI طبيعياً، بينما هم في الواقع يعانون من مشاكل صحية خفية مرتبطة بضعف العضلات وزيادة الدهون الحشوية. لذا، يعد قياس وقياس الكتلة العضلية جزءاً لا يتجزأ من الفهم الشامل للصحة والعافية.
مؤشر كتلة الجسم ومؤشر شكل الجسم
يعتبر مؤشر كتلة الجسم (BMI) ومؤشر شكل الجسم (BRI) من الأدوات الرئيسة المستخدمة في قياس الصحة الجسمانية، إلا أن كلاهما لهما مزايا وعيوب تتعلق بفهم كيفية توزيع الدهون في الجسم. يعد مؤشر كتلة الجسم شائعًا جدًا، ولكنه لا يأخذ بعين الاعتبار كتلة العضلات. لذا، حتى لو كانت الأرقام على الميزان تشير إلى وزن صحي، فقد لا تعكس الحالة الصحية الحقيقية للشخص إذا كان لديه نسبة منخفضة من العضلات. على الجهة الأخرى، مؤشر شكل الجسم يُظهر كيفية توزيع الدهون في الجسم، ما يعني أنه يمكن أن يكون أداة أكثر دقة لتقييم المخاطر الصحية المرتبطة بالسمنة، خصوصًا في منطقة البطن، حيث يُعتبر وجود الدهون الحشوية مؤشراً خطراً على الصحة. لذلك، يمكن القول إن الفهم الصحيح لكلا المؤشرين واستخدامهما معًا يمكن أن يوفر رؤية شاملة حول الصحة العامة.
أهمية ممارسة تمارين القوة
تعتبر تمارين القوة جزءًا أساسيًا من أي برنامج رياضي صحي، حيث تساهم بشكل كبير في بناء العضلات وزيادة كتلتهم. يُنصح بفعل تمارين القوة بانتظام، لا سيما للأشخاص الذين يعانون من انخفاض في مؤشر شكل الجسم. تساعد هذه التمارين على تحسين التوازن، قوة العظام، والتمثيل الغذائي، وبالتالي تساهم في تقليل الدهون الحشوية وزيادة معدل الأيض. يعتبر تناول ما بين 0.5 إلى 0.8 جرام من البروتين لكل رطل من وزن الجسم يوميًا ضروريًا لدعم بناء العضلات. البروتين ليس فقط عنصر غذائي مهم لبناء العضلات، بل يساهم أيضًا في تحسين الشبع مما يؤدي إلى تحكم أفضل بالوزن. */
كيف تؤثر قياسات الجسم على فهمنا للصحة
تعتبر قياسات الخصر والورك أساسًا مهمًا لتقييم نسبة الدهون الحشوية، التي تعد من أخطر أنواع الدهون على الصحة. يُعتبر إجراء قياسات منتظمة لهذه الأجزاء خطوةً مهمة للكشف مبكرًا عن مخاطر صحية محتملة. على سبيل المثال، إذا كان شخص ما يسجل قياسات غير طبيعية، فقد يكون في خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية أو السكري. ومع استخدام أدوات مثل الآلات الحاسبة على الإنترنت، يمكن للناس تحويل هذه القياسات إلى مؤشرات صحية تدل على خطر الإصابة بالأمراض. من المهم أن يتم مناقشة أي قياسات غير طبيعية مع الطبيب، حيث يمكن أن يوفر ذلك إشارات مبكرة للتدخلات اللازمة.
التأثير العاطفي للصحة الجسدية
لا تقتصر الصحة الجسدية على الأرقام والقياسات فقط، بل تتفاعل أيضًا مع الشعور بالرفاهية والراحة النفسية. يشعر العديد من الأشخاص بالضغط للتوافق مع الأرقام المثالية لمؤشر كتلة الجسم أو مؤشر شكل الجسم، ومن المهم التأكيد على ضرورة الاستماع للجسد والشعور العام. إذا كنت تشعر بالصحة الجيدة، والقدرة على ممارسة الأنشطة اليومية بشكل مريح، فقد يكون هذا مؤشرًا أفضل على صحتك العامة من الأرقام. التوازن بين الجسد والعقل أساسي، ويجب أن يشمل أي نهج صحي التفكير الإيجابي والتقليل من الضغط المرتبط بشكل الجسم. من الضروري إنشاء بيئة صحية، سواء من خلال الغداء المتوازن أو ممارسة النشاط البدني، مما يساعد في تعزيز الشعور بالرفاهية.
الرعاية الصحية المستمرة وفهم العوامل الخطيرة
تشير الأبحاث إلى أن الأشخاص الذين يعانون من حالات صحية مزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم أو السكري يحتاجون إلى مراقبة مستمرة لمؤشراتهم الصحية. إن التغييرات في محيط الجسم، ومؤشر كتلة الجسم، ومستويات الدهون الحشوية يمكن أن تقدم إشارات مهمة. من الضروري أن يتعاون الأفراد مع مقدمي الرعاية الصحية للحصول على تقييم شامل وتوجيهات واضحة حول كيفية إدارة صحتهم. تكامل أساليب التحكم في الوزن مع الفحص المستمر يمكن أن يكون له تأثير كبير على تحسين نوعية الحياة وتقليل مخاطر الأمراض المزمنة. في سياق هذا التعاون، كذلك، يجب تعميم الوعي بأهمية التغذية السليمة، والتمارين المنتظمة، والأساليب القابلة للاستدامة للحفاظ على مستوى صحي من النشاط البدني.
رابط المصدر: https://www.healthcentral.com/condition/obesity/is-bri-the-new-bmi
تم استخدام الذكاء الاصطناعي ezycontent
اترك تعليقاً