اكتشافات أثرية جديدة تفتح لنا نوافذ على تاريخ الحضارات القديمة، وتعيد إحياء قصص مثيرة من الماضي. مؤخراً، تم العثور على موقع دفن غير عادي في “بامبا لا كروز” في بيرو، حيث يحتوي على رفات 76 طفلاً وامرأتين، جميعهم تعرضوا للتضحية. هذه الاكتشافات، التي تعود إلى نحو 700 عام، تتعلق بحضارة الشيمو، التي ازدهرت في تلك المنطقة خلال القرون من 12 إلى 15. سنستعرض في هذا المقال تفاصيل هذا الاكتشاف الفريد، ونعكف على فهم خلفيات هذا الطقس الغامض، ونتبين الروابط الثقافية المحتملة التي قد تكشف عن معانٍ أعمق تتعلق بالهوية والتراث الأنديني.
موقع بامبا لا كروز واكتشافات الدفن
تقع منطقة بامبا لا كروز في شمال غرب بيرو، بالقرب من مدينة تروخيو الساحلية، وتحتوي على آثار أثرية هامة تعود لحضارة الشيمو التي ازدهرت في المنطقة خلال الفترة من القرن الثاني عشر إلى القرن الخامس عشر. اكتشف الباحثون هناك مدفناً يحتوي على رفات 76 طفلاً وامرأتين بالغتين، الذين تم إجراء طقوس sacrificial عليهم. يُعتقد أن هذا المدفن يحمل دلالات عميقة على الأنشطة الثقافية والدينية لحضارة الشيمو، حيث يُظهر طريقة غريبة تم فيها دفن الأطفال عراة، مع وجود ملابسهم بالقرب منهم. العلمية في ذلك تشير إلى وجود طقوس معقدة تتعلق بعلاقتهم بالأرض وال ancestors.
الطقوس الس sacrificial في حضارة الشيمو
تضمنت نتائج التنقيب في المدفن في بامبا لا كروز أدلة على حدوث طقوس sacrificial للأطفال. تم فتح صدور الضحايا من الترقوة إلى عظمة الصدر، مما يشير إلى محاولات الوصول إلى القلب. هذه الطقوس قد تكون مرتبطة بالممارسات الزراعية، حيث كان يُعتقد أن التضحية بالأرواح الشابة ستعزز خصوبة الأرض وتؤدي إلى إنتاج أفضل للمحاصيل. يُعتقد أيضاً أن الشيمو، الذين كانوا يسعون إلى توسيع أراضيهم الزراعية، قد استخدموا هذه الطقوس كوسيلة لتقديم الشكر أو طلب الرزق من الآلهة.
العثور على الكائنات الثمينة في المدفن
في المدفن تم العثور أيضاً على أشياء ثمينة مثل مربعات فضية ونحاسية، وأقراط وشعيرات مصنوعة من قوقعات السبدولوس. تعتبر قواقع السبدولوس غالية الثمن بالنسبة للشيمو، حيث كانت قيمة أكبر من الذهب. العناصر الموجودة في المدفن تشير إلى اتصالات حضارية مع حضارة لامبايك الشقيقة، مما يعكس الترابط بين الثقافات المختلفة في المنطقة. هذا يشير إلى أن بعض الأطفال قد يكونون من أصل لامبايك، الذي قد يكون احتُجزوا من قِبل الشيمو كجزء من استراتيجيات السيطرة والتوسع.
الدلالات الثقافية والدينية للتضحية بالأطفال
تعد صور التضحية بالأطفال الناشئة من حضارة الشيمو مثيرة للجدل، بحيث تأتي مع الكثير من الأسئلة حول القيم الاجتماعية والاعتقادات الدينية في ذلك الوقت. يتطلب فهم هذه الطقوس تحليل الروابط بين الحاكمين والموحدين، وكيفية تأثير الدين والمعتقدات والثقافة على اتخاذ مثل هذه القرارات. تشير الحملات الأثرية إلى أهمية تقديم القرابين من أجل النمو الزراعي، بحيث خرج الأطفال، الذين قد يُعتبرون رموزًا للطهارة والبراءة، لتحمل هذا العبء. وهذا يبرز التنوع والتعقيد في تصورات الشيمو عن الروحانية والحنين للأقران.
البحوث المستقبلية والآفاق الجديدة
يشير الباحثون إلى أن الاكتشافات في موقع بامبا لا كروز تفتح آفاقًا جديدة لفهم حضارة الشيمو وممارساتها بعيدًا عن مجرد فكرة التضحية. قد تساعد المستقبلات المرتبطة بعلم الأثريات في فهم علاقات القوة العليا والعقد الاجتماعي بين مختلف المجتمعات في تلك الفترة. يُعتبر استكشاف العاصمة القديمة لشيمو، تشان تشان، جزءًا من خطط البحث المستقبلية لفهم المزيد عن هذه الحضارة المعقدة. من المتوقع أن تؤدي النماذج الحديثة للدراسات الأثرية إلى اكتشاف المزيد حول النظم الاجتماعية والاقتصادية التي أثرت على هذه المجتمعات في العصر القديم.
تم استخدام الذكاء الاصطناعي ezycontent
اترك تعليقاً