في ظل التحولات الجذرية التي أحدثها خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، أصبحت مسألة السفر إلى أوروبا موضوعًا يثير الكثير من التساؤلات والتحديات. في هذا السياق، يترقب المسافرون البريطانيون بدء نظام الدخول والخروج (EES) الذي كان من المقرر تطبيقه في نوفمبر 2024. ومع ذلك، تم الإعلان عن تأجيل هذا النظام بسبب المخاوف من عدم جاهزية البنية التحتية اللازمة لتنفيذه. في هذا المقال، سنستعرض تفاصيل هذا النظام الجديد، وما يعنيه للمسافرين البريطانيين، بالإضافة إلى التحديات المحتملة التي قد تواجههم عند عبور الحدود الأوروبية. سنلقي الضوء على كيفية تأثير هذه التغييرات على تجربة السفر، والأبعاد القانونية المترتبة على التصنيف الجديد للوافدين البريطانيين. تابعونا للغوص في تفاصيل هذه القضية المحورية وتأثيراتها على مستقبل السفر بين المملكة المتحدة وأوروبا.
نظام دخول وخروج المسافرين في الاتحاد الأوروبي
نظام دخول وخروج المسافرين (EES) يمثل تحولًا كبيرًا في طريقة التعامل مع الحدود في منطقة الشنغن. تم تصميم هذا النظام، وفقًا للمفوضية الأوروبية، ليكون “أحدث نظام مدیریت حدود رقمي في العالم”. ويمثل محاولة موحدة لتسجيل دخول وخروج المواطنين غير الأوروبيين الذين يسافرون إلى الاتحاد الأوروبي لفترات قصيرة. يهدف النظام إلى تحسين إدارة الحدود عبر استبدال عملية الختم اليدوي للشهادات بجمع البيانات بشكل تلقائي، مما يوفر دقة أكبر ويسهل اكتشاف المقيمين بصورة غير قانونية. النظام سوف يسجل تاريخ المكان الذي يعبر فيه المسافر الحدود، مما يسهل عملية إدارة البيانات المتعلقة بحركة المسافرين بشكل عام.
في السابق، كانت البيانات المتعلقة بحركة المسافرين تتم بشكل عشوائي مع اعتماد كبير على الختم اليدوي للتمرير عبر حدود الشنغن. ومع ذلك، لا يمكن استخدام النظام الجديد في كل مناطق الشنغن؛ على سبيل المثال، لن ينطبق على أيرلندا وقبرص، حيث سيتمكن المواطنون الأيرلنديون والقبارصة من الدخول إلى منطقة الشنغن دون تغيير في الإجراءات الحالية.
يتطلب النظام الجديد من جميع المسافرين من الدول الثالثة إجراء فحص لوثائقهم، مع إمكانية التقاط بصمات الأصابع أو الصورة الشخصية لأول مرة عند عبور الحدود. هذه التعديلات تأتي بعد المفاوضات التي قامت بها الحكومة البريطانية لتحديد كيفية التعامل مع المسافرين البريطانيين، مما أضاف قيودًا جديدة على حركتهم.
تأثير البريكست على المسافرين البريطانيين
من المهم فهم كيف أثر قرار البريكست على تنظيم الحدود وحركة المسافرين البريطانيين إلى أوروبا. بعد خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، أصبحت لائحة السفر الخاصة بالمواطنين البريطانيين مختلفة تمامًا. بدلًا من أن يكونوا ضمن المجموعة الأوروبية، تم تصنيفهم كـ “المواطنين من دول ثالثة”، مما يعني أنهم يخضعون لقيود مختلفة، مثل الحد الزمني للإقامة في منطقة الشنغن. يمكن للمسافرين البريطانيين الآن البقاء لمدة تصل إلى 90 يومًا خلال 180 يومًا، مما يتطلب من بعض المسافرين التخطيط الدقيق لرحلاتهم.
بمجرد رحيل المملكة المتحدة عن الاتحاد الأوروبي، كان من المقرر أن يكتسب المسافرون البريطانيون مفهوم “نظام دخول وخروج” يتطلب تقييمًا دقيقًا لجميع المسافرين بالصورة البصرية وفي الوقت نفسه. ومع ذلك، تم تأجيل هذا النظام عدة مرات بسبب عدم استعداده. أدى ذلك إلى انعدام اليقين بين المسافرين البريطانيين، حيث لم يكن هناك وضوح حول موعد بدء العمل بالنظام الجديد أو مدى كفاءته.
من الضروري أن نفهم كيف أن هذا النظام الجديد، على الرغم من أنه يمثل تحسينًا من حيث جمع البيانات وتقليل انتظار المعابر، إلا أنه يأتي مع تعقيدات وصعوبات في الوقت نفسه، مثل زيادة مدة الانتظار عند الدخول والخروج. هناك مخاوف من أن العملية الجديدة يمكن أن تستغرق وقتًا أطول، وهو ما قد يؤثر سلبًا على حركة المرور والنقل.
التحديات المحتملة في تنفيذ النظام الجديد
عندما يتعلق الأمر بتنفيذ نظام الدخول والخروج، فهناك العديد من التحديات المحتملة التي يمكن أن تؤثر على فعالية ذلك. أولاً، يجب أن تكون البنية التحتية في الموانئ والمطارات قادرة على التعامل مع تلك التغييرات. يتم تحقيق ذلك من خلال تركيب المعدات الحديثة، والتي تكلف استثمارات كبيرة بالإضافة إلى ضرورة وجود تدريب مؤهل في قوة العمل للتعامل مع هذه الإجراءات الجديدة بكفاءة.
ثانيًا، الكثير من الدول الأوروبية أعربت عن مخاوفها من التأخيرات المحتملة الناتجة عن العملية الجديدة، خاصةً في الأوقات المزدحمة من السنة، مثل موسم العطل الصيفية. فعلى سبيل المثال، ذكر رئيس إحدى الشركات الكبرى للطيران أن بطء الإجراءات يمكن أن يؤدي إلى احتجاز الركاب في الطائرات لفترات طويلة في حال انعدام القدرة على إدارة العمليات بسبب طوابير الانتظار الطويلة.
علاوة على ذلك، يجب على الحكومات المحلية أن تستعد لوضع حلول لتجنب الازدحام، كتشجيع نظام “التسجيل المبكر” لتسهيل عملية الدخول والخروج. وقد أظهرت الدراسات أن الدول الأوروبية قد تحتاج إلى قضاء أربع مرات أكثر في إجراءات دخول جديدة بين النقطتين، مما يزيد من مخاطر الازدحام الوسيطة.
المستقبل: الانتظار والترقب حول النظام الجديد
بسبب جميع العوامل المعقدة المذكورة، يبدو أن عملية تنفيذ نظام دخول وخروج المسافرين ستستغرق وقتًا أطول مما كان متوقعًا. ومن المرجح أن تبدأ التجربة الأولى في بضع نقاط الدخول، في وقت لاحق من عام 2024 أو حتى عام 2025. هذا الأمر يسلط الضوء على الحاجة الملحة للإعداد والاختبار قبل العمل بنظام جديد يهدف إلى تحسين إدارة الحدود في أوروبا، لكن في الواقع قد يتطلب الأمر الانتظار حتى يتم التحقق من فعالية العمليات في نقاط العبور الرئيسية.
المسافرون يترقبون ظهور النظام الجديد، ولكن حتى يتم التأكد من فعاليته، يبقى من المحتمل أن يواجه المسافرون الأعباء الناتجة عن إجراءات الدخول المعقدة والانتظار الطويل. مع استمرار التطورات، يأمل الجميع أن يمكن تحسين النظام بشكل يمكن المسافرين من المرور السلس والفعال عبر الحدود.
نظام السفر الإلكتروني “Etias”
نظام “Etias” هو نظام أوروبي مخصص لمنح إذن السفر، ويُعتبر بمثابة خطوة مهمة لتنظيم دخول الزوار إلى منطقة الشنغن. يتطلب النظام من معظم المسافرين من بلدان خارج الاتحاد الأوروبي، تقديم طلبٍ مسبقاً للسماح لهم بدخول الدول الأعضاء. يُمثل هذا النظام تقريباً نفس المدلول بالنسبة للولايات المتحدة مع نظام “Esta” لكن بتكلفة أقل تصل إلى 7 يورو، وبتصريح ساري لمدة ثلاث سنوات. يُعفى الأفراد تحت سن 18 أو فوق 70 من تقديم الطلب، مما يعكس تسهيلات للجمهور الأوسع.
يتطلب “Etias” أن يكون نظام الدخول والخروج الأوروبي “EES” قيد التشغيل بالكامل. بعد ستة أشهر من بدء العمل بالنظام، سيكون “Etias” متاحًا، ولكن فترة سماح لمدة ستة أشهر ستُمنح في البداية لتجنب الضغوط المفاجئة على المسافرين. يتيح هذا النظام للزوار تخطيط سفرهم بشكل مريح دون الحاجة إلى القلق بشأن متطلبات إضافية بشكل مفاجئ.
إذاً، ما هو “Etias” بالضبط؟ إنّه نظام مصادقة سفر مسبق، وليس تأشيرة بالمعنى الرسمي. إذ يتم استخدام المصطلح بشكل غير رسمي كـ “تأشيرة إلكترونية” لأنه يتطلب من المسافرين تزويد السلطات بمعلومات شخصية، ودفع رسوم، والحصول على إذن عبور الحدود. ومن الواضح أنّ هذه العملية تشبه ما هو مطلوب في الأنظمة الأخرى حول العالم، مثل “eTA” الكندية و”ETA” البريطانية.
عملية التسجيل والتقديم للحصول على Etias
عند اقتراب موعد البدء الفعلي لنظام “Etias”، سيكون هناك تطبيق وموقع إلكتروني مخصص لتسهيل عملية التسجيل. يتوجب على المسافرين تقديم معلومات شخصية مثل الاسم، العنوان، تفاصيل الاتصال داخل أوروبا، بالإضافة إلى بيانات جواز السفر. كما يجب عليهم توضيح مهنهم، وإذا كانوا طلاباً، فإن عليهم إدراج اسم المؤسسة التعليمية التي يتبعون لها. يُعتبر تقديم تفاصيل حول أي جرائم سابقة حدثت في السنوات العشرين الماضية شرطاً مهماً، حيث تعكس هذه العملية مدى التزام النظام بأمن الحدود.
يجب على المسافرين تحديد سبب رحلتهم مثل السياحة، العمل، أو زيارة العائلة، بالإضافة إلى البلد الذي سيصلون إليه أولاً، وكذلك عنوان الإقامة لليلة الأولى. قد تُشكل هذه المتطلبات تحدياً للزوار الذين يفضلون التخطيط العفوي خلال سفرهم.
تتم معالجة كل الطلبات وتدقيقها ضد قواعد البيانات التابعة للاتحاد الأوروبي وكذلك قواعد بيانات الإنتربول. يركز النظام على اكتشاف الأفراد المشتبه في تورطهم في الجرائم مثل الإرهاب، والسرقة، والجرائم الإلكترونية، وغيرها. هدف النظام هو ضمان أمان الحدود الأوروبية من خلال فحص المعلومات المقدمة بدقة.
مخاطر الاحتيال والمواقع غير الرسمية
لطالما كانت المخاطر المحيطة بالتسجيل الإلكتروني والخدمات الإلكترونية جزءاً لا يتجزأ من تجارب السفر الحديثة. تحذير الوكالات الأوروبية يدعو المسافرين إلى توخي الحذر من المواقع غير الرسمية التي تتقاضى رسوماً مبالغ فيها. هناك الكثير من المواقع الاحتيالية التي تقدم خدمات بديلة بأسعار مرتفعة، مما يضع المسافرين في موقف قد يفقدهم أموالهم أو حتى معلوماتهم الشخصية. يُفترض أن تكون أي عمليات تسجيل خارج نطاق الموقع الرسمي غير موثوقة وينبغي تجنبها.
بناءً على تحذيرات من منظمة “فرونتيكس”، هناك معلومات زائفة تُنشر على الإنترنت، بما في ذلك مواقع تدعي أنها قد قامت بمعالجة طلبات متعددة على الرغم من عدم بدء النظام بعد. يجب على الأفراد أن يبقوا حذرين عند تقديم المعلومات عبر الشبكة، حفاظاً على خصوصيتهم وأمان معلوماتهم الشخصية.
مزايا وتحديات Etias
مع وجود العديد من المزايا التي يحملها نظام “Etias”، من المهم أيضًا أن نفكر في التحديات المحتملة. يتميز النظام بسهولة الوصول والإجراءات السهلة المرتبطة به، حيث يُمكن أن تتم الموافقة على الطلبات خلال دقائق. لكن في حال وجود أي مشكلة أو استفسار، قد يتطلب الأمر أياماً بل ويفرض طلب مشاركة في مقابلات مع السلطات الوطنية.
تمثل حالة القبول أو الرفض تحدياً في ذاتها، حيث لا تضمن الموافقة على الطلب دخولك التلقائي إلى منطقة الشنغن. يمكن للزوار الذين يمتلكون تصريح سفر “Etias” أن يتعرضوا للطرد إذا كانت هناك أسباب معقولة. لذلك، فإن التنظيم الجيد والتحضير قبل السفر هو أمر ضروري.
من المزايا الإضافية لنظام “Etias” أنه يدوم لنحو ثلاث سنوات ما لم تنتهي صلاحية جواز السفر، مما يلغي الحاجة للتقديم المتكرر للرحلات المتعددة. هذا يُعتبر ميزة كبيرة للمسافرين المتكررين، كما هو الحال بالنسبة لأولئك الذين يعقدون نية السفر إلى أوروبا عدة مرات في فترة قصيرة.
رابط المصدر: https://www.independent.co.uk/travel/news-and-advice/eu-entry-exit-system-british-tourists-travel-rules-b2627630.html
تم استخدام الذكاء الاصطناعي ezycontent
اترك تعليقاً