هل نجحت اتفاقيات بريتون وودز؟

ما الذي حاولت تحقيقه اتفاقيات بريتون وودز؟

كان الهدف من اجتماع بريتون وودز إنشاء نظام جديد من القواعد واللوائح والإجراءات للاقتصاديات الكبرى في العالم لضمان استقرارها الاقتصادي. لتحقيق ذلك، أنشأت بريتون وودز صندوق النقد الدولي والبنك الدولي.

بريتون وودز والمعيار الذهبي

أنشأت بريتون وودز أيضًا الدولار الأمريكي كعملة احتياطية للعالم. من عام 1944 حتى عام 1971، تم تثبيت جميع العملات العالمية الرئيسية بالدولار، بينما تم تثبيت الدولار نفسه بالذهب، وهذا ما يعرف بـ “المعيار الذهبي”.

هل نجحت اتفاقيات بريتون وودز في تحقيق أهدافها؟

من ناحية، فإنها في النهاية لم تنجح؛ منذ التخلي عن المعيار الذهبي، تطفو جميع العملات العالمية ضد بعضها البعض – وهو وضع أقل استقرارًا بالطبع من سيطرة الدولار الأمريكي من عام 1944 حتى عام 1971.

بصرف النظر عن التخلي عن إنشاء المعيار الذهبي الذي بدأته بريتون وودز، ليس هناك إجابة واضحة على هذا السؤال. كلا البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ما زالا قائمين حتى اليوم – وهذا في حد ذاته إنجاز ملحوظ في عالم متقلب – ولكنهما يتعرضان لانتقادات واسعة النطاق.

تتركز هذه الانتقادات حول الإجراءات والنهج التي يتبعها كل من المؤسستين. يمكن اعتبار الهدف المشترك لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي هو مساعدة أضعف اقتصادات العالم وتقليل الفجوة بين الثراء والفقر على مستوى العالم. قلة من المعلقين يعارضون هذه الأهداف. ولكن تم اتهام كلتا المؤسستين بالعمل بطرق لا تحقق هذه الأهداف فحسب، بل تزيد من ظروف الاقتصادات التي يهدفان إلى تحسينها. على سبيل المثال، غالبًا ما يتم ربط شروط القروض التي يمنحها البنك الدولي للبلدان التي تحتاج بشدة إلى مساعدة اقتصادية بزيادة معدلات البطالة وزعزعة الاقتصادات الوطنية.

غالبًا ما يُعتبر الوصف الاقتصادي (ومتطلبات القروض) التي تقدمها كلتا المؤسستين عديمة الحساسية تجاه الظروف الاجتماعية والاقتصادية الفردية لبلد مدين. على سبيل المثال، يُشار في كثير من الأحيان إلى العلاقة بين صندوق النقد الدولي والبنك الدولي واليونان من قبل منتقدي المؤسستين. ليس من الواضح تمامًا ما إذا كان صندوق النقد الدولي والبنك الدولي قد تسببا فعليًا في زيادة الفقر في اليونان خلال الفترة التي تبدأ في عام 2010. ومع ذلك، لا شك أن الوضع الاقتصادي في اليونان بدأ يتحسن بشكل طفيف فقط من أزمة الديون وفشل البنوك والشركات النظامية والبطالة غير المسبوقة حتى عام 2022.

لا شك أن بعض الانتقادات تستحقها. وبعد ذلك، هناك مسألة أكبر حتى أكبر: هل يمكن الدفاع أخلاقيًا عن الدول الأغنى في العالم لافتراض الحق في ترتيب شؤون الدول الأصغر بحيث يحرمونها من استقلالها الاقتصادي؟ هذا هو السؤال الذي يطفو فوق كل الأسئلة الأخرى عند دراسة نتائج اتفاقيات بريتون وودز والمؤسسات التي أنشأتها.

هل كانت هذه المقالة مفيدة؟

شكرًا لاستفسارك! يرجى إخبارنا بسبب ذلك.

المصادر

تستخدم The Balance مصادر عالية الجودة فقط، بما في ذلك الدراسات المراجعة من قبل الأقران، لدعم الحقائق الموجودة في مقالاتنا. اقرأ عملية التحرير لدينا لمعرفة المزيد حول كيفية التحقق من الحقائق والحفاظ على دقة وموثوقية وجودة محتوانا.

Source: https://www.thebalancemoney.com/bretton-woods-1345012