مع كل التقدم التكنولوجي الذي قام به البشر ، قد يبدو أننا قد فقدنا الاتصال بالطبيعة – ولكن ليس الجميع. يستخدم الناس في بعض أجزاء أفريقيا دليلًا أكثر فعالية من أي نظام تحديد المواقع عندما يتعلق الأمر بالعثور على شمع النحل والعسل. هذا ليس جهازًا ، بل طائرًا.
العسل الأكبر – دليل GPS للعسل
يعرف العسل الأكبر (اسم مناسب للغاية) ، المعروف علميًا باسم Indicator indicator (اسم علمي أكثر ملاءمة) ، أين توجد جميع خلايا النحل لأنه يأكل شمع النحل. أدرك شعب هادزا في تنزانيا وشعب ياو في موزمبيق ذلك منذ فترة طويلة. شكل صيادو العسل هادزا وياو علاقة فريدة مع هذا النوع من الطيور من خلال إصدار نداءات متميزة ، ويعود العسل الأكبر بنداءاته الخاصة ، مما يقودهم إلى خلية النحل.
استجابة العسل الأكبر للنداءات البشرية
نظرًا لاختلاف نداءات هادزا وياو ، أرادت عالمة الحيوانات كلير سبوتيسوود من جامعة كامبريدج وعالم الأنثروبولوجيا برايان وود من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس معرفة ما إذا كانت الطيور تستجيب بشكل عام لنداءات البشر ، أم أنها متعلقة بالبشر المحليين. وجدوا أن الطيور أكثر استجابة للنداء المحلي ، مما يعني أنها تعلمت التعرف على هذا النداء.
التأثير الثقافي على نداءات العسل الأكبر
هناك سبب وجيه لأن يقول صيادو العسل في قبيلتي هادزا وياو لوود وسبوتيسوود أنهم لم يغيروا نداءاتهم ولن يغيروها أبدًا. إذا فعلوا ذلك ، فمن غير المرجح أن يتمكنوا من جمع العسل بكميات كبيرة تقريبًا.
كيف تطورت هذه التواصل بين الأنواع؟ لماذا تختلف أنواع النداءات؟ لا يعتقد الباحثون أن هذه النداءات نشأت عشوائيًا.
لدى الهادزا والياو لغاتهما الفريدة الخاصة ، وقد تم دمج أصوات منها في نداءاتهما. ولكن هناك المزيد من ذلك. غالبًا ما يصطاد الهادزا الحيوانات عند البحث عن العسل. لذلك ، لا يرغب الهادزا في أن يتم التعرف على نداءاتهم على أنها بشرية ، وإلا فقد يشعر الفريسة التي يتم مطاردتها بالتهديد والفرار. قد يكون هذا هو السبب في استخدامهم الصفارات للتواصل مع العسل الأكبر – من خلال الصوت مثل الطيور ، يمكنهم جذب العسل الأكبر ومطاردة الفريسة دون أن يتم اكتشافهم.
بالمقابل ، لا يصطاد الياو الثدييات ، ويعتمد بشكل أساسي على الزراعة والصيد للحصول على الطعام. وهذا ، جنبًا إلى جنب مع حقيقة أنهم يحاولون تجنب المخلوقات الخطرة مثل الأسود والوحوش والفيلة ، ويمكن أن يفسر لماذا يستخدمون النداءات البشرية المعروفة لاستدعاء العسل الأكبر. قد تخيف أصوات البشر هذه الحيوانات ، لذا يمكن لصيادي العسل في قبيلة الياو أن يبحثوا عن العسل بأمان مع شركائهم من العسل الأكبر. تظهر هذه النتائج أن التنوع الثقافي له تأثير كبير على نداءات العسل الأكبر.
على الرغم من أن الحيوانات قد لا تتحدث لغتنا حرفيًا ، إلا أن العسل الأكبر هو واحد فقط من العديد من الأنواع التي لديها طريقتها الخاصة للتواصل معنا. حتى يمكنهم تعلم تقاليدنا الثقافية.
“تعتبر التقاليد الثقافية للسلوك المتسق منتشرة في الحيوانات غير البشرية ويمكن أن تؤدي بشكل معقول إلى أشكال أخرى من التعاون بين الأنواع” ، قال الباحثون في الدراسة نفسها.
يبدأ العسل الأكبر في توجيه البشر فور بدء طيرانه ، وهذا الموهبة ، جنبًا إلى جنب مع تعلم الرد على النداءات التقليدية والتعاون مع صيادي العسل ، يعمل بشكل جيد لكل من الإنسان والطائر. ربما هم (بطريقة ما) يتحدثون لغتنا.
Source: https://arstechnica.com/science/2023/12/this-bird-is-like-a-gps-for-honey/
اترك تعليقاً