في اليوم الرابع من عيد الميلاد – قدم فنان الطب الشرعي صورة لـ “عذراء الجليد” الإنكا التي تبلغ من العمر 500 عام والتي ربما قتلت خلال طقوس التضحية.
اكتشاف الجثة المحنطة
في عام 1995، اكتشف علماء الآثار جثة محنطة مجمدة لفتاة إنكا صغيرة في جبال بيرو، ويُعتقد أنها توفيت كجزء من طقوس التضحية المعروفة باسم Capacocha (أو Ohapaq hucha). في نهاية أكتوبر، تعرفنا على شكلها المحتمل في الحياة، بفضل إعادة بناء مفصلة قام بها الفنان الطب الشرعي السويدي أوسكار نيلسون. تم الكشف عن تمثال من الجص للتجسيد في حفل في متحف الأديان الأنديه لجامعة سانتا ماريا الكاثوليكية في أريكيبا، بيرو، حيث تم عرض رفات الفتاة (التي تعرف الآن بجوانيتا) بشكل مستمر تقريبًا منذ اكتشافها.
التضحية البشرية في الثقافة الإنكا
وفقًا للعالم الآثاري يوهان راينهارت، أشار المؤرخون الإسبان إلى ممارسة الإنكا لتقديم التضحيات للآلهة: ليس فقط التماثيل والمنسوجات الجميلة والسيراميك، ولكن أيضًا التضحيات البشرية في المزارات الاحتفالية (هواكاس) المبنية على قمم الجبال. يُعتقد أن التضحيات البشرية للفتيات والفتيان الصغار كانت وسيلة لاسترضاء آلهة الإنكا (أبوس) خلال فترات من اضطراب أنماط الطقس، وخاصة الجفاف. كان الجفاف شائعًا بعد ثورة بركانية.
استعادة الوجه
استخدم نيلسون تحليلات سابقة لإعادة بناء الوجه، حيث كان يحتاج إلى معرفة أشياء مثل عمرها وجنسها ووزنها وأصلها العرقي. بدأ بفحص CT لجمجمة جوانيتا واستخدم البيانات لطباعة نموذج بلاستيكي ثلاثي الأبعاد لرأسها. استخدم مسامير خشبية على التمثال لوضع القياسات المختلفة وأضاف الطين لصنع تفاصيل وجهها، مستندًا إلى مؤشرات من أنفها ومقابض عينيها وأسنانها. أشارت الحمض النووي إلى لون بشرتها المحتمل. “في حالة جوانيتا، أردت أن تبدو خائفة وفخورة في نفس الوقت، وبشعور عالٍ بالحضور”، قال نيلسون لموقع Live Science. “ثم صببت الوجه بالسيليكون [باستخدام] شعر حقيقي [أدخلته] شعرة شعرة”.
اكتشافات سابقة
تضمنت الاكتشافات السابقة بقايا صبي إنكا تم العثور عليه من قبل النهبة في الخمسينيات، بالإضافة إلى جثة شاب في عام 1964 وجثة صبي صغير في عام 1985. ثم قام راينهارت وزاراتي بصعودهما إلى جبل أمباتو في سبتمبر 1995. فوجئوا برؤية حزمة مومياء على الجليد قرب القمة وأدركوا أنهم ينظرون إلى وجه فتاة صغيرة مجمدة. كانت الجثة محاطة بتضحيات لآلهة الإنكا، بما في ذلك عظام اللاما وتماثيل صغيرة منحوتة وقطع من الفخار. كانت جوانيتا ملفوفة في غطاء دفن ملون وترتدي قبعة مزينة بالريش وشال البطة البيضاء، كلها محفوظة تقريبًا بشكل مثالي. في الشهر التالي، وجد راينهارت وزاراتي مومياءين جليديتين أخريين (صبي وفتاة صغيرة)، ومومياء أنثى أخرى في ديسمبر 1997.
اكتشافات الجثة
كان من الصعب نقل جثة جوانيتا من القمة بسبب ثقلها، نتيجة لتجمد لحمها بشكل كامل. هذا هو ما يجعلها اكتشافًا أثريًا مثيرًا للاهتمام. تم العثور على بقايا وجبة من الخضروات في معدتها المحفوظة بشكل جيد، على الرغم من أن تحليل الحمض النووي من شعرها أظهر أنها أكلت أيضًا كمية كبيرة من البروتين الحيواني. هذا، بالإضافة إلى جودة ملابسها العالية، يشير إلى أنها قد تكون من عائلة نبيلة، ربما من مدينة كوسكو.
كانت هناك أيضًا آثار للكوكا والكحول، على الأرجح تم إعطاؤها قبل وفاة جوانيتا – وهو ممارسة إنكا شائعة عند التضحية بالأطفال. أظهر فحص CT لجمجمتها أن جوانيتا توفيت بسبب ضربة حادة على الرأس، مشابهة لنوع الإصابة التي يتسبب بها عصا البيسبول، مما تسبب في نزيف حاد. هذا أيضًا كان عرفة تضحية إنكا شائعة.
تمكن نيلسون من الاستفادة من تحليلات سابقة لإعادة بناء الوجه، حيث كان يحتاج إلى معرفة أشياء مثل عمرها وجنسها ووزنها وأصلها العرقي. بدأ بفحص CT لجمجمة جوانيتا واستخدم البيانات لطباعة نموذج بلاستيكي ثلاثي الأبعاد لرأسها. استخدم مسامير خشبية على التمثال لوضع القياسات المختلفة وأضاف الطين لصنع تفاصيل وجهها، مستندًا إلى مؤشرات من أنفها ومقابض عينيها وأسنانها. أشارت الحمض النووي إلى لون بشرتها المحتمل. “في حالة جوانيتا، أردت أن تبدو خائفة وفخورة في نفس الوقت، وبشعور عالٍ بالحضور”، قال نيلسون لموقع Live Science. “ثم صببت الوجه بالسيليكون [باستخدام] شعر حقيقي [أدخلته] شعرة شعرة”.
في الختام، يعتبر إعادة بناء وجه “عذراء الجليد” الإنكا من الاكتشافات الأثرية المهمة والمثيرة للاهتمام، حيث تمكننا من رؤية شكل هذه الشخصية التاريخية القديمة وتعرفنا على تفاصيل حياتها وممارسات الطقوس في الثقافة الإنكا.
اترك تعليقاً