تواجه جيمي لاي، مؤسس صحيفة “أبل ديلي” المؤيدة للديمقراطية، محاكمة أمنية هامة في هونغ كونغ. وقد حضر رجل الأعمال البالغ من العمر 76 عامًا المحكمة يوم الاثنين لبدء المحاكمة التي طال انتظارها.
تهم جيمي لاي
تواجه جيمي لاي تهمًا بالتواطؤ مع قوى أجنبية والتآمر على نشر مواد تحريضية بموجب قانون الأمن الذي فرضته بكين. ويتهم لاي بالدعوة إلى فرض عقوبات على هونغ كونغ والصين من خلال المقالات المنشورة في “أبل ديلي” والمقابلات مع وسائل الإعلام الأجنبية المختلفة والمنشورات على تويتر.
المحاكمة والتوقعات
إذا أدين جيمي لاي، فقد يقضي بقية حياته وراء القضبان. من المتوقع أن تستمر المحاكمة لمدة تصل إلى 80 يومًا وتجرى أمام لجنة مؤلفة من ثلاثة قضاة بدون هيئة محلفين.
الأمن والإجراءات الأمنية
تمتلئ المحكمة بحضور شرطة كثيف، بما في ذلك سيارة لتفكيك القنابل ومركبات مدرعة وكلاب تفتيش وعشرات الضباط. وقد قام بعض أفراد الجمهور بالانتظار طوال الليل لحضور جلسة المحكمة.
الدعوات للإفراج عن جيمي لاي
قبل بدء المحاكمة، دعا وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون إلى الإفراج عن جيمي لاي، مشيرًا إلى أن الناشر الناشط “تعرض لمحاولة واضحة لإيقاف ممارسة حقوقه في حرية التعبير والانضمام إلى جمعيات سلمية”. كما أدان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر محاكمة لاي وحث السلطات على احترام حرية الصحافة في هونغ كونغ.
جيمي لاي والقمع السياسي
يعد جيمي لاي واحدًا من أبرز أهداف حملة هونغ كونغ المستمرة لقمع الرأي المعارض، حيث تم سجن العديد من السياسيين والنشطاء المؤيدين للديمقراطية أو إجبارهم على الفرار إلى المنفى. وقد تم سجن لاي منذ ديسمبر 2020 ويقضي بالفعل عقوبة تقارب الست سنوات بتهمة الاحتيال فيما يتعلق بانتهاك عقد إيجار مقر “أبل ديلي” في هونغ كونغ.
مسيرة جيمي لاي
ولد جيمي لاي في مدينة غوانغتشو وتم تهريبه إلى هونغ كونغ عندما كان عمره 12 عامًا، وعمل في مصانع الملابس قبل أن يصبح شريكًا في سلسلة محلات “جيوردانو” التجارية التي كانت لها شبكة من المتاجر في آسيا. انضم لاي إلى قائمة أغنى أغنياء هونغ كونغ في عام 2008، لكنه انسحب من القائمة بعد عامين.
تأسيس “أبل ديلي”
جاء اهتمام جيمي لاي بالسياسة نتيجة لقمع بكين للاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية في ساحة تيانانمن عام 1989. تأسست “أبل ديلي” في عام 1995، وسرعان ما أصبحت ناقدة بصوت عال للحكومة الاستعمارية في هونغ كونغ والحزب الشيوعي الحاكم في الصين. أغلقت الصحيفة الليبرالية في عام 2021 بعد اعتقال لاي وعدد من الموظفين وتجميد أصولها من قبل السلطات.
القمع السياسي المستمر
تأتي محاكمة جيمي لاي الهامة في ظل استمرار السلطات في قمع الرأي السياسي المعارض. في الأسبوع الماضي، قدمت شرطة هونغ كونغ مكافآت مالية قدرها مليون دولار هونغ كونغ (130،000 دولار أمريكي) مقابل معلومات تؤدي إلى اعتقال خمسة نشطاء مقيمين في الخارج. وقد أدانت هذه الخطوة من قبل الحكومة البريطانية والأمريكية.
قانون الأمن الوطني في هونغ كونغ
فرضت بكين قانون الأمن الوطني الشامل على هونغ كونغ في يونيو 2020 بعد احتجاجات جماهيرية هزت المركز المالي الآسيوي. يعاقب القانون أعمال الانفصال والتمرد والإرهاب والتآمر مع القوى الأجنبية. يزعم المسؤولون أن القانون جلب الاستقرار إلى المدينة، ولكن تهمه الواسعة النطاق وعقوباته التي تصل إلى السجن مدى الحياة قد أثارت انتقادات من الحكومات الغربية ومنظمات حقوق الإنسان الدولية.
اترك تعليقاً