هل يمكن لمُنقيات الهواء أن تساعد في تقليل حساسية عث الغبار؟

تعتبر مشكلة حساسية الغبار من التحديات الشائعة التي يواجهها الكثيرون، خاصة خلال مواسم التقلبات الجوية. يختار العديد من الأشخاص الاستثمار في أجهزة تنقية الهواء كوسيلة للحد من أعراض الحساسية الموسمية، لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل يمكن لهذه الأجهزة أن تساعد في التخفيف من تأثيرات الحساسية الناتجة عن غبار المنزل؟ في هذا المقال، سنتناول دور أجهزة تنقية الهواء في تقليل الانزعاج الناتج عن عث الغبار، وهو واحد من المسببات الرئيسية لهذه الحساسية. سنستعرض الفعالية الفعلية لهذه الأجهزة، ومدى تأثيرها على تخفيف الأعراض، بالإضافة إلى أهمية اتخاذ تدابير أخرى لتحسين جودة الهواء في المنازل. تابعوا معنا لاستكشاف هذا الموضوع الهام!

فوائد استخدام أجهزة تنقية الهواء

تعتبر أجهزة تنقية الهواء من الحلول الشائعة التي يلجأ إليها الكثيرون لتخفيف أعراض الحساسية الموسمية، مثل حمى القش التي تزداد في فصول الربيع والصيف والخريف. هذه الأجهزة قادرة على إزالة جزيئات اللقاح التي تسبب الحساسية من الهواء المحيط. ومع ذلك، فإن السؤال الرئيس هو: هل تساعد أجهزة تنقية الهواء في معالجة مشاكل الغبار، وخاصة أعراض الحساسية من عث الغبار؟ تشير الدراسات إلى أن الإجابة هي نعم، ولكن بشكل طفيف فقط. عث الغبار هي كائنات مجهرية تتواجد بكثرة في الغبار المنزلي، وغالباً ما تتغذى على خلايا الجلد الميتة التي تتساقط من البشر والحيوانات الأليفة.

تعيش هذه الكائنات الصغيرة في الأسطح الناعمة مثل الفراش والسجاد والستائر، مما يجعلها تثير الحساسية لدى العديد من الأفراد. يتعلق الأمر عادةً ببروتينات موجودة في براز هذه العثات، وليس بالعثات نفسها، هي التي تؤدي إلى ظهور أعراض الحساسية. بعد أن تتغذى هذه العثات على خلايا الجلد الميتة، تخرج إنزيمات عبر فضلاتها في شكل جزيئات صغيرة يُعتقد أنها مسببات حساسية قوية. وفقاً للدكتور جاي بورتنوي، رئيس قسم الحساسية والربو والمناعة بمستشفيات الأطفال في مدينة كانساس، فإن هذه الفضلات تتعلق بالأقمشة مثل السجاد والستائر وتكون في العادة غير مرئية للعين المجردة.

على الرغم من أن أجهزة تنقية الهواء تعد فعالة في إزالة معظم مسببات الحساسية من حجرة واحدة، إلا أنها لا تعالج كل الجسيمات العالقة في الهواء، وفقاً للدكتورة أليانا بيغرز-ووكر، أستاذة الطب في جامعة إلينوي في شيكاغو. فهذه الأجهزة لا تصل إلى الجذور التي تسبب المشكلة: وهي العث والأثاث المترب الذي تعيش فيه هذه الكائنات. وبالتالي، فإن الاعتماد على أجهزة التنقية ليس كافياً لحل المشكلة بشكل كامل؛ بل يُنصح بتبني أنظمة أخرى للتحكم في نظافة غرفة النوم.

استراتيجيات التحكم في حساسية عث الغبار

بالنظر إلى المشاكل المترتبة على عث الغبار وتأثيراتها على صحة الأفراد، من الضروري معرفة كيفية السيطرة على هذه المشكلة بشكل أفضل. من خلال الاستفادة من مجموعة من الاستراتيجيات، يمكن تقليل التعرض لمسببات الحساسية وتحسين نوعية الحياة للمتضررين من هذه الحساسية. تتضمن هذه الاستراتيجيات استخدام أغطية سرير مقاومة لعث الغبار، تنظيف الأثاث الناعم بانتظام، ووضع خطط للتنظيف العميق للسجاد.

يعتبر استخدام الأغطية المقاومة لعث الغبار خطوة بسيطة وفعالة للحد من تعرض الفرد لمسببات الحساسية. تُصنع هذه الأغطية من مواد خاصة تمنع دخول العث إلى الفراش، مما يشكل حاجزاً يحمي الأشخاص من المواد المسببة للحساسية. كما يُنصح بتنظيف السجاد والمفروشات من الغبار بشكل منتظم، فهذه المفروشات تتجمع فيها الجسيمات الضارة. يعتبر التنظيف بالمكنسة الكهربائية مفضلاً، حيث ينصح باستخدام أجهزة مكنسة كهربائية مزودة بفلاتر HEPA، التي تحبس الجزيئات الصغيرة دون إطلاقها في الهواء.

أيضاً، من المهم معرفة توقيت التنظيف، حيث يُفضل أن يتم خلال ساعات غير حساسة، مثل الصباح الباكر، لتجنب إزعاج الأشخاص الأكثر عرضة للحساسية. ويمكن أن تُعزز الفحوصات الدورية للمكان من نظافة الجو القائم، من خلال تدقيق بيئات النوم والعمل والتأكد من أنها خالية قدر الإمكان من هذه العث. يمكن أيضاً دفع الفحص إلى أبعد من ذلك من خلال استشارة مختصين في الصحة البيئية.

تأثير أجهزة تنقية الهواء على حساسية عث الغبار

في مراجعة شاملة نشرت في يونيو 2024، أشار الباحثون إلى أن أجهزة تنقية الهواء يمكن أن تُقلل من بعض أعراض الحساسية الناتجة عن عث الغبار، مثل العطس وسيلان الأنف، عندما تُستخدم ليلاً بالقرب من الأماكن التي ينام فيها الأشخاص. لكن يجب التأكيد على أن هذه الفائدة تُحقق عندما تكون الأجهزة في نطاق 30 سنتيمتراً من الأنف والفم. وهذا يعني أن الفوائد التي يمكن أن تجنيها من هذه الأجهزة تعتمد على كيفية استخدامك لها وموضعها في الغرفة.

مع هذا، تظل الحلول البديلة مطروحة بشكل جذري؛ حيث أن تنظيف غرفة النوم بشكل دوري واستخدام الأغطية المقاومة يعتبر أكثر فعالية من الاعتماد فقط على أجهزة التنقية. توصلت الدراسات إلى أن المدافعين عن تنظيف الأماكن بشكل دوري والمساعدة في تحسين تدفق الهواء هم أكثر فعالية من الاعتماد على أجهزة تنقية الهواء بمفردها.

يتفق العُلماء على أن أجهزة تنقية الهواء ليست الخيار الأول إذا كان الهدف هو التخلص من حساسية عث الغبار. يجب فهم أن هذه الأجهزة ليست بديلاً شاملاً لعناية المنزل. على الرغم من إمكاناتها في تقليل الأعراض، يجب أن يترافق استخدامها مع خطوة إجرائية تشمل تحسين نظافة المسكن، مما يقلل من التواجد الفعلي للعث.

رابط المصدر: https://www.livescience.com/do-air-purifiers-help-with-dust

تم استخدام الذكاء الاصطناعي ezycontent